ظلال
12/10/2006, 11:54 PM
عصفورين بحجر
تتدفق المياه من الماسورة في الشارع المؤدي إلى مزارع عجلون التي تبعد بضع كيلومترات عن وسط البلد محدثة نافورة كادت أن تضج بطرطشاتها طيور السّود والحمّر المهاجرة من الشمال.
تمر السيارات من جانبها, هذا يفكر بسبب كسرها وهو يستمع إلى أغنية حسن سبايلة الذي كاد أن يعتزل التمثيل ليغني: "حكومتنا الرشيدة لأكتب فيكي قصيدة, شو ما عملتي وشو ما صار صفينا عالحديدة. "وآخر يغلق شبابيك سيارته لتأخذ حمامها التركي بمياه الحكومة المجانية. وذاك يمر مبتسما محدقا بالمياه التي لا ذنب لها سوا أنها انسابت متحررة من سجن مواسير الحكومة.
بعد أسبوعين أو أكثر يتجمع موظفي سلطة المياه لفحصها وتبيان سبب كسرها واتّهام احدهم بهذه الفعلة الشنيعة. ومن بين هؤلاء كان حراّن ابن أخت شحاده الراعي. حرّان هذا رجل بسيط , يعمل بالسلطة لكسب عيشه ولإطعام أفواه جائعة تنتظره في البيت على نار دائما.
قدر شحاده الراعي ( خال حرّان) قاده في تلك الساعة ليستسقي هو وخرافه العشرة من مياه "ماسورة الحكومة" , تسمية جديدة استساغها شحاده الراعي فنقلها للرعيان الآخرين وللفلاحين أصحاب المزارع من حوله الذين ما أن سمعوا بكسر الماسورة حتى هرعوا لترشيد استهلاك مياها في سقاية أشجار التفاح والخوخ وتعبئة آبارهم الفارغة, فالشتاء جاء قطرات لهذا الموسم , الإنسان والأرض عطاش.
يثار الشك في قلوب بعض موظفي السلطة لاتهام راعينا الذي لا حول له ولا قوة بكسر الماسورة ,فهو الشخص الوحيد المتواجد في المنطقة. وتبدأ مؤامرتهم القذرة بالسؤال عن اسمه فيما بينهم , عن شبهه لأي من جيرانهم أو أقربائهم أو معارفهم. ويسألون حرّان........... حرّان : " شو بعرفني فيه " ثم يشيح بنظره عنهم ويغمز خاله الذي استشاط غيضا لفعلة ابن أخته.
7]يجن جنون شحادة ويدّق الأرض بعصاه , تكاد عينيه أن تقفزا من محجرهما, يضع كفّه على جبهته السمراء اللامعة فوق عينيه بقليل وبنبرة الفلاح البطل المستهزأ المستهجن يصرخ:
" حرّان منتيش عارفني ولك يا ابن أختي, مستحي"
وهكذا وجد موظفي سلطة المياه شخصا يتهمونه بكسر الماسورة وقبضوا على فاسد من بينهم يتستر على مجرم فاصطادوا عصفورين بحجر[ظلال عويس / الأردن 10/10/2006
تتدفق المياه من الماسورة في الشارع المؤدي إلى مزارع عجلون التي تبعد بضع كيلومترات عن وسط البلد محدثة نافورة كادت أن تضج بطرطشاتها طيور السّود والحمّر المهاجرة من الشمال.
تمر السيارات من جانبها, هذا يفكر بسبب كسرها وهو يستمع إلى أغنية حسن سبايلة الذي كاد أن يعتزل التمثيل ليغني: "حكومتنا الرشيدة لأكتب فيكي قصيدة, شو ما عملتي وشو ما صار صفينا عالحديدة. "وآخر يغلق شبابيك سيارته لتأخذ حمامها التركي بمياه الحكومة المجانية. وذاك يمر مبتسما محدقا بالمياه التي لا ذنب لها سوا أنها انسابت متحررة من سجن مواسير الحكومة.
بعد أسبوعين أو أكثر يتجمع موظفي سلطة المياه لفحصها وتبيان سبب كسرها واتّهام احدهم بهذه الفعلة الشنيعة. ومن بين هؤلاء كان حراّن ابن أخت شحاده الراعي. حرّان هذا رجل بسيط , يعمل بالسلطة لكسب عيشه ولإطعام أفواه جائعة تنتظره في البيت على نار دائما.
قدر شحاده الراعي ( خال حرّان) قاده في تلك الساعة ليستسقي هو وخرافه العشرة من مياه "ماسورة الحكومة" , تسمية جديدة استساغها شحاده الراعي فنقلها للرعيان الآخرين وللفلاحين أصحاب المزارع من حوله الذين ما أن سمعوا بكسر الماسورة حتى هرعوا لترشيد استهلاك مياها في سقاية أشجار التفاح والخوخ وتعبئة آبارهم الفارغة, فالشتاء جاء قطرات لهذا الموسم , الإنسان والأرض عطاش.
يثار الشك في قلوب بعض موظفي السلطة لاتهام راعينا الذي لا حول له ولا قوة بكسر الماسورة ,فهو الشخص الوحيد المتواجد في المنطقة. وتبدأ مؤامرتهم القذرة بالسؤال عن اسمه فيما بينهم , عن شبهه لأي من جيرانهم أو أقربائهم أو معارفهم. ويسألون حرّان........... حرّان : " شو بعرفني فيه " ثم يشيح بنظره عنهم ويغمز خاله الذي استشاط غيضا لفعلة ابن أخته.
7]يجن جنون شحادة ويدّق الأرض بعصاه , تكاد عينيه أن تقفزا من محجرهما, يضع كفّه على جبهته السمراء اللامعة فوق عينيه بقليل وبنبرة الفلاح البطل المستهزأ المستهجن يصرخ:
" حرّان منتيش عارفني ولك يا ابن أختي, مستحي"
وهكذا وجد موظفي سلطة المياه شخصا يتهمونه بكسر الماسورة وقبضوا على فاسد من بينهم يتستر على مجرم فاصطادوا عصفورين بحجر[ظلال عويس / الأردن 10/10/2006