سعيد نويضي
02/03/2010, 02:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...
سلام الله على الأستاذ الدكتور محمد آل جلول معروف...
هذه كلمة في حق كتاب لن أفيه حقه مهما كتبت عنه...
فالكتاب مجهود و قيمة من الصعب جدا تحديد قيمتهما كلمات...هي كلمة حب في حق كتاب "الحب بين الهداية و الضلال"
بسم الله الرحمن الرحيم...
الواقع أن الموضوع الذي تناوله الدكتورالأستاذ محمد آل جلول معروف موضوع بالغ الأهمية...لأنه يأخذ مساحة وجدانية من عالم الإنسان الداخلي في امتداداتها الخارجية من حيث علاقته بربه ،و بنفسه ،و بالمحيط الذي ينشأ ،و يتربى فيه ،و يتعامل معه، و يتأثر به، و يؤثر فيه...
فموضوع الحب من حيث كونه قيمة إنسانية كبرى تأخذ عدة أشكال تختلف باختلاف موضوع العلاقة التي تنشأ بين أطرافها حتى تقرب بين هاته هذه الأطراف لدرجة وصفها البعض بدرجة الذوبان أو الانصهار ...
و الكتاب مقسم من حيث البناء إلى مقدمة و أربعة فصول مع خاتمة معززة بالمصادر... تناول فيه الدكتور الأستاذ توضيح الهدف من الكتاب باعتباره يدعم منظومة التربية ،و يغذي المشرفين على الحالة التربوية ،وكذا الجيل بينبوع من الأفكار يدعم رصيدهم المعرفي و التربوي في العملية التربوية.لأن الواقع ينطق بأننا ورثنا عن الغرب العديد من المناهج بحكم فترة الاستعمار التي تأسست فيها قيم حضارية لا تمت لواقع الهوية بصلة بقدر ما جعلت من النمط الغربي مثالا يحتدا به و بمنظومته الأخلاقية.و قد نال نصيب الحب كقيمة إنسانية حصته من الانحراف.
من هذا المنطلق رجع بنا الدكتور الأستاذ معروف إلى نماذج تاريخية قديمة تراثية و حديثة معاصرة ليختار لنا منها نماذج كأمثلة على مسار هذه القيمة الإنسانية. فينبه الأستاذ الدكتور إلى المجال الأدبي الذي تناول موضوع الحب من خلال أعمال أدبية دون تحكيم تصور معين من النقد يبين من خلاله الأصيل في فطرة الإنسان الذي يتماشى مع الهدى.و المنحرف منه الذي يزيغ فيه الإنسان و يتبع الهوى.هنا تعمدنا بالنقد الموضوعي فصل الغربي ،والمنحرف عن العربي الأصيل
كما يذكرنا بدور الشريعة الذي اقتصر إلى حد ما في خطابه عن الحب في العلاقة الأسرية التي تبدأ بالخطبة و تمر إلى مرحلة الزواج و ما بين أطراف العلاقة الزوجية من مودة و رحمة. دون أن تعالج الشريعة الظاهرة التي انتشرت بين الشباب بحكم تداخل ما يسمى بالأصيل و الدخيل و اختلاطه في ذهن الشباب خاصة منهم. الشباب الذي يعول عليه في بناء الحضارة و تحقيق بناء بل إيجاد منظومة تربية و تنشئة اجتماعية تكون غايتها خلق إنسان متوازن عاطفيا فكريا و أخلاقيا.
لأن المجتمع الذي يعطي لكل ذي حق حقه انطلاقا من التربية و التنشئة و التعليم على أساس الحب كقيمة تضم الجنس البشري دون أن تجعل من الحسي و الملموس هو المحتل للصدارة في العلاقة.فيقيم نوعا من التوازن بين الجانب المادي و الجانب الروحي في الإنسان لا يمكن إلا أن ينعكس بشكل إيجابي على خلق الإنسان النموذجي الذي شكله الإسلام كنظرية متكاملة نظريا، و الذي جسده على أرض الواقع الرسول الكريم ـ عليه الصلاة و السلام ـ و من تبعه من صحابته الكرام رضوان الله عليهم و أرضاهم ،و من تبعهم بإحسان و ممن يحاولون بالكلمة ،و بالعمل الصالح أن يحدو حدوه ليعيدون ليعيدوا للإنسان إنسانيته التي افتقدها في زمن اختلط فيه كل شيء بكل شيء.
فالإنسان بطبعه يحمل العديد من المتناقضات، فترجيح كفة على أخرى عن طريق العلم و المعرفة التي تأخذ التربية السليمة و التنشئة القويمة طريقها المستقيم ،و خطها الذي سطره الرسول الكريم كمنهج حياة ،لا يفرق بين أبيض و أسود، و لا عربي و لا عجمي إلا بالتقوى.. فحين يصل الكائن إلى مرحلة الرشد العقائدي و بالتالي العاطفي و الفكري يصبح حبه لله جل و علا و لرسوله عليه الصلاة و السلام هما القيمة التي من خلالها يتصرف مراعيا في ذلك الثلاثية الكبرى الذي يشكلها ديننا الحنيف الإسلام و الإيمان و الإحسان.
فكتاب :"الحب بين الهداية و الضلال" يبين العقلانية التي يمتاز بها الفكر الإسلامي على اعتبار أن الإنسان هو الكائن المفضل من قبل الله ـ جل و علا ـ من بين الكائنات الأخرى التي خلقه الله ـ جل و علا ـ بميزة العقل/القلب كميزة تمده بالقدرة على الاختيار من بين العديد من المتناقضات التي تعترض طريقه في الحياة أو تلك التي تنبع من مكوناته النفسية.
الكتاب يتكون من مقدمة تطرح مشكلة قيمة الحب و من أربعة فصول يتناول كل فصل مجموعة من النقاط المضيئة التي تجعل من الكتاب قيمة مضافة إلى المكتبة الإسلامية – العربية إن لم أقل العالمية على اعتبار أن الترجمة في الوقت الحالي هي صلة وصل بين الذات و الآخر. و هي بوابة لطرح نظرة تختلف عن نظرة الآخر لقيمة من أجمل القيم الإنسانية و التي قيمة الحب التي قد تكون سببا في إعادة المنحرف إلى جادة الصواب و الباحث عن الحقيقة إلى منارة الحق.
جزا الله الدكتور الأستاذ محمد آل جلول معروف على المجهود الذي قام به و الذي أتمنى أن يصل إلى عقل/قلب كل إنسان ينشد الصلاح لهذه الأمة و أن يجعله في ميزان حسناته.
و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل...
سلام الله على الأستاذ الدكتور محمد آل جلول معروف...
هذه كلمة في حق كتاب لن أفيه حقه مهما كتبت عنه...
فالكتاب مجهود و قيمة من الصعب جدا تحديد قيمتهما كلمات...هي كلمة حب في حق كتاب "الحب بين الهداية و الضلال"
بسم الله الرحمن الرحيم...
الواقع أن الموضوع الذي تناوله الدكتورالأستاذ محمد آل جلول معروف موضوع بالغ الأهمية...لأنه يأخذ مساحة وجدانية من عالم الإنسان الداخلي في امتداداتها الخارجية من حيث علاقته بربه ،و بنفسه ،و بالمحيط الذي ينشأ ،و يتربى فيه ،و يتعامل معه، و يتأثر به، و يؤثر فيه...
فموضوع الحب من حيث كونه قيمة إنسانية كبرى تأخذ عدة أشكال تختلف باختلاف موضوع العلاقة التي تنشأ بين أطرافها حتى تقرب بين هاته هذه الأطراف لدرجة وصفها البعض بدرجة الذوبان أو الانصهار ...
و الكتاب مقسم من حيث البناء إلى مقدمة و أربعة فصول مع خاتمة معززة بالمصادر... تناول فيه الدكتور الأستاذ توضيح الهدف من الكتاب باعتباره يدعم منظومة التربية ،و يغذي المشرفين على الحالة التربوية ،وكذا الجيل بينبوع من الأفكار يدعم رصيدهم المعرفي و التربوي في العملية التربوية.لأن الواقع ينطق بأننا ورثنا عن الغرب العديد من المناهج بحكم فترة الاستعمار التي تأسست فيها قيم حضارية لا تمت لواقع الهوية بصلة بقدر ما جعلت من النمط الغربي مثالا يحتدا به و بمنظومته الأخلاقية.و قد نال نصيب الحب كقيمة إنسانية حصته من الانحراف.
من هذا المنطلق رجع بنا الدكتور الأستاذ معروف إلى نماذج تاريخية قديمة تراثية و حديثة معاصرة ليختار لنا منها نماذج كأمثلة على مسار هذه القيمة الإنسانية. فينبه الأستاذ الدكتور إلى المجال الأدبي الذي تناول موضوع الحب من خلال أعمال أدبية دون تحكيم تصور معين من النقد يبين من خلاله الأصيل في فطرة الإنسان الذي يتماشى مع الهدى.و المنحرف منه الذي يزيغ فيه الإنسان و يتبع الهوى.هنا تعمدنا بالنقد الموضوعي فصل الغربي ،والمنحرف عن العربي الأصيل
كما يذكرنا بدور الشريعة الذي اقتصر إلى حد ما في خطابه عن الحب في العلاقة الأسرية التي تبدأ بالخطبة و تمر إلى مرحلة الزواج و ما بين أطراف العلاقة الزوجية من مودة و رحمة. دون أن تعالج الشريعة الظاهرة التي انتشرت بين الشباب بحكم تداخل ما يسمى بالأصيل و الدخيل و اختلاطه في ذهن الشباب خاصة منهم. الشباب الذي يعول عليه في بناء الحضارة و تحقيق بناء بل إيجاد منظومة تربية و تنشئة اجتماعية تكون غايتها خلق إنسان متوازن عاطفيا فكريا و أخلاقيا.
لأن المجتمع الذي يعطي لكل ذي حق حقه انطلاقا من التربية و التنشئة و التعليم على أساس الحب كقيمة تضم الجنس البشري دون أن تجعل من الحسي و الملموس هو المحتل للصدارة في العلاقة.فيقيم نوعا من التوازن بين الجانب المادي و الجانب الروحي في الإنسان لا يمكن إلا أن ينعكس بشكل إيجابي على خلق الإنسان النموذجي الذي شكله الإسلام كنظرية متكاملة نظريا، و الذي جسده على أرض الواقع الرسول الكريم ـ عليه الصلاة و السلام ـ و من تبعه من صحابته الكرام رضوان الله عليهم و أرضاهم ،و من تبعهم بإحسان و ممن يحاولون بالكلمة ،و بالعمل الصالح أن يحدو حدوه ليعيدون ليعيدوا للإنسان إنسانيته التي افتقدها في زمن اختلط فيه كل شيء بكل شيء.
فالإنسان بطبعه يحمل العديد من المتناقضات، فترجيح كفة على أخرى عن طريق العلم و المعرفة التي تأخذ التربية السليمة و التنشئة القويمة طريقها المستقيم ،و خطها الذي سطره الرسول الكريم كمنهج حياة ،لا يفرق بين أبيض و أسود، و لا عربي و لا عجمي إلا بالتقوى.. فحين يصل الكائن إلى مرحلة الرشد العقائدي و بالتالي العاطفي و الفكري يصبح حبه لله جل و علا و لرسوله عليه الصلاة و السلام هما القيمة التي من خلالها يتصرف مراعيا في ذلك الثلاثية الكبرى الذي يشكلها ديننا الحنيف الإسلام و الإيمان و الإحسان.
فكتاب :"الحب بين الهداية و الضلال" يبين العقلانية التي يمتاز بها الفكر الإسلامي على اعتبار أن الإنسان هو الكائن المفضل من قبل الله ـ جل و علا ـ من بين الكائنات الأخرى التي خلقه الله ـ جل و علا ـ بميزة العقل/القلب كميزة تمده بالقدرة على الاختيار من بين العديد من المتناقضات التي تعترض طريقه في الحياة أو تلك التي تنبع من مكوناته النفسية.
الكتاب يتكون من مقدمة تطرح مشكلة قيمة الحب و من أربعة فصول يتناول كل فصل مجموعة من النقاط المضيئة التي تجعل من الكتاب قيمة مضافة إلى المكتبة الإسلامية – العربية إن لم أقل العالمية على اعتبار أن الترجمة في الوقت الحالي هي صلة وصل بين الذات و الآخر. و هي بوابة لطرح نظرة تختلف عن نظرة الآخر لقيمة من أجمل القيم الإنسانية و التي قيمة الحب التي قد تكون سببا في إعادة المنحرف إلى جادة الصواب و الباحث عن الحقيقة إلى منارة الحق.
جزا الله الدكتور الأستاذ محمد آل جلول معروف على المجهود الذي قام به و الذي أتمنى أن يصل إلى عقل/قلب كل إنسان ينشد الصلاح لهذه الأمة و أن يجعله في ميزان حسناته.
و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل...