المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قاعِد قَشلان .. صاحِب شركة مودِرن للفشْر والإعلان



د. حورية البدري
28/02/2007, 04:50 PM
قاعِد قَشلان .. صاحِب شركة مودِرن للفشْر والإعلان

كانت الكلمات غريبة ؛
" قاعِد قَشلان .. صاحِب شركة مودِرن للفَشْر والإعلان " ..
أعادَت جهاد له بطاقة التَعريف وهي تقول :
- تَفَضَّل أستاذ قاعِد .. لكِنِّي لم أَفهَم ..
قال : دكتورة جهاد .. سَمعت أنك تعرضين بيتاً في العَجَمي للبيع ؛ فأتيت ..
نظراته تتجَوَّل في البيت ..
قال : أنا مِن القاهِرَة .. مهندس .. أسكن في المَعادي .. وعَملت بالسعودِيّة لِفترة .. وعندما عُدْت ماتت زوجتي وإبني بِنْجو وابنتي بِيجي في حادِث سيارة ..
قال بِأَسَى : حَزِنت ..
حَبَست نفسي لمُدّة ثلاث سنوات في بيتي ..
لا أخرج ..
لا أعمل ..
والآن ؛ أحاوِل تغيير المَكان لأستطيع العَمَل والبِداية مِن جديد ..

تَفَرَّج على البيت ..
صَعَد إلى الدورين العلويين .. ونزل ..
نظر إلى شُجيرات الجنينة .. أشاحَت الشُجيرات بوجهها ..
نظَرَت إليه شُجَيرة التين الشوكي بِتَحَدي .. أَمَّا شُجَيرة التين الحلو فلم تنظُر نحوه أبداً ..
شُجيرة المشمش بَكَت ..
تحب جهاد ..
لكن جهاد تريد بيع البيت .. لا تعرف كيف تنتفِع به ..
دار قاعِد قَشلان دَورَة سَريعَة حَوْل البيت والحَديقة ..
كانت حَرَكاته سَريعة بِرَغْم حَجمه الضَخم ..
قال لجهاد : كنت أريد مكاناً على الطريق العام لِيكون لي مَسكَناً وأعمل فيه مَشروعاً تجارِيّاً للإعلان ..
هل عندِك مكان آخر مَعروض للبيع ؟
قالت جهاد : عندي أرض في مَرسَى مَطروح وبها أساسات لِمَبْنى ..
سألها عن مساحة الأرض ..
وعندما قالت سبعمائة متر ؛ بَدَأت حَرَكاته التي كانت قد تباطَأَت تُعاوِد السُرْعَة ..
قال : أريد أن أراها .. ممكن أعمل مَشْروعاً كبيراً ..
قالت : المُحامي هناك الذي استعملته مُقاوِلاً لبنائها يريد أن يَسطو عليها ..
قال قشلان : أراها .. أراها .. إن أخي حارِس أَمن وأستطيع أن أستخرِج لها ترخيصاً كمَصْنع في الحال وأعمل مَشروعاً كبيراً ..
وبخطواته السريعة ؛ انطَلَق نحو مَرْسَى مَطْروح ..
اسْتقَلَّت جهاد أتوبيس السَهْم الذهبي ..
لكن خطوات قاعِد قَشلان كانت أَسرَع منه ..
كان يسابِق الريح مُتجهاً نحو مَرْسَى مَطْروح ..
يَظهَر أحياناً في الأُفق ..
وعندما توقَّف الأتوبيس قليلاً للاستراحَة ؛
كان قاعِد قَشلان اختفى بخطواته السريعَة المُتجِهة بجسدِه الضخم نحو مَرْسَى مَطْروح ..