المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقرير: المالكي يوظف المال ويهدي السلاح ويلعب الورقة البعثية للفوز في الانتخابات



كاظم عبد الحسين عباس
02/03/2010, 06:45 AM
تقرير: المالكي يوظف المال ويهدي السلاح ويلعب الورقة البعثية للفوز في الانتخابات

3/2/2010

القدس العربي




لندن ـ 'القدس العربي': ألقت اتهامات مسؤول سابق في الاستخبارات الوطنية العراقية لرئيس الوزراء العراقي ظلالا على حدة التنافس الانتخابي التي تسبق الاقتراع في السابع من الشهر الحالي. فقد قال سعد الالوسي الناطق السابق باسم المؤسسة التي انشأتها الاستخبارات الامريكية (سي اي ايه) ان نوري المالكي يقوم بتوزيع مسدسات لالاف من قادة العشائر العراقية لشراء ولائهم واصواتهم وصور المالكي وهو يقدم الاسلحة لهم والتي تحمل رسالة شخصية منه لعدد من رؤساء القبائل في جنوب العراق.
ويرى المالكي ومعسكره ان شراء الولاءات بالمال والسلاح لا يعتبر خرقا للقوانين الانتخابية. وقال الالوسي الذي كان ناطقا باسم المؤسسة الاستخباراتية حتى الاسبوع الماضي قبل ان ينقل لوزارة اخرى ان بعض الاسلحة هي جزء من طلبية من تاجر سلاح صربي قامت بها المؤسسة عام 2008 لتزويدها بثمانية الاف بندقية وقال ان المالكي قام بتغيير العقد في اللحظة الاخيرة وقام بالطلب من المتعهد تزويد الحكومة بعشرة الاف مسدس وهي التي استخدمها للدعاية الانتخابية لحزبه. واكد الالوسي ان الاسلحة مهمة للخدمات الامنية لانها الان بدون سلاح. ولكن علي الدباغ نفى الاتهامات وقال ان المسدسات قدمت لمشايخ القبائل اعترافا من الحكومة بالخدمات التي قدموها لامن البلاد. ورأى معلقون في اتهامات المسؤول الامني السابق انها غير مسبوقة لانها جاءت من مؤسسة كانت حتى وقت قريب مرتبطة بحكومة المالكي. ولكن التوتر ظل يغلي حتى انفجر عندما قامت الحكومة بعزل مديرها محمد الشهواني. وفي الاسبوع الماضي تم عزل حوالي 190 ضابطا كبيرا فيها بسبب التوتر والعداء بين الحكومة والمؤسسة حسبما قال الناطق السابق.
وكما هو وضع الانتخابات الحالية فقد وجهت لعدد منهم تهمة البعثية التي اصبحت علامة هامة في الحملات الانتخابية مع ان الوكالة الامنية تظل واحدة من اكثر المؤسسات بعدا عن جنرالات الجيش العراقي السابق، اما الباقين ممن طردوا فلانهم رفضوا اطاعة الاوامر الصادرة من مكتب المالكي.
واكدت لجنة النزاهة في البرلمان ان المالكي قدم المسدسات لمشايخ القبائل وانه سيتعرض لمساءلة حول استخدامه للمال الحكومي من اجل حملته الانتخابية. ونقل عن مسؤول اللجنة قوله ان المالكي قدم مئات منها لعدد من مشايخ سامراء والعمارة والناصرية والديوانية وهي امريكية الصنع ووصلت للعراق في منتصف العام الماضي. وقال المسؤول انها ارخص طريقة لشراء الاصوات. واضاف ان المالكي قدم الاسلحة لمشايخ القبائل لحماية انفسهم كما يزعم ومع ذلك لم يعط القضاة والمحامين الذين يقتلون يوميا الاسلحة اللازمة كي يحموا انفسهم. وتساءل ان كان مشايخ القبائل بحاجة لحماية انفسهم فاين الشرطة والجيش.
ونقلت عن عضو في مجلس الناصرية قوله ان المالكي الذي زار المنطقة الاسبوع الماضي قدم لمشايخ المنطقة مسدسات مزخرفة مع مغلف يحتوي على مليون دينار عراقي لكل واحد منهم. فيما قال الشيخ نوري الدليمي من الانبار ان نائب المالكي رافع العيساوي زار المنطقة وحمل معه 10 ملايين دينار عراقي لكن المشايخ رفضوها. ولم يكن المالكي قبل اشهر او عام لاعطاء الهدايا والمسدسات لمشايخ القبائل حيث حاز على شعبية بين السكان بسبب مواجهه ميليشيات المهدي ونجاح كتلة القانون التي يقودها بالانتخابات المحلية لكن حملته الحالية تتميز بالاضطراب وعدم الاتزان. ويرى معلقون غربيون ان المالكي عوضا عن تعزيز سلطته من خلال حكم شمولي فهو يواجه مصيرا غير معروف في صناديق الاقتراع. وينظر الى الانتخابات القادمة انها معلم مهم في حياة العراق السياسية في مرحلة ما بعد الغزو حيث تحضر القوات الامريكية سحب معظم قواتها وكذا ستحدد مستقبل المالكي السياسي وان كان سيفوز بولاية ثانية. وسواء فاز المالكي او نجح فستكون المرحلة القادمة مهمة.
والمالكي نفسه يواجه منافسة شديدة ويعترف مؤيدوه انه معزول الان اكثر من اي وقت مضى. فحملته الانتخابية كما تقول 'نيويورك تايمز' تتميز بالتعجرف والتغطرس وتعيش تحت رحمة احداث خارجة عن نطاقها ومن صنع نفسها. ونقلت عن مرشح مستقل ومقرب من المالكي انه قال للاخير انه لا موقف له ولكنه يرد على الاحداث.
وعلى الرغم من كل هذه الاشارات المتشائمة الا ان الاستطلاعات التي تجريها الاحزاب ومؤسسات حكومية تتوقع فوز المالكي وقائمته ولكن لن تحصل على الغالبية التي تأمل بها. ويتساءل محللون مطلعون على الواقع العراقي حول طبيعة الفوز فبحسب كينيث بولوك، مدير معهد سابان، فالسؤال ليس عن فوزهم ولكن كم من المقاعد سيحصلون عليها في البرلمان. ويلاحظ ان معسكر المالكي يتصرف بثقة وان منافسيه ففلول جيوش تقاتل للنجاة. كما ان المالكي في حملاته الانتخابية وتذكيره العراقيين ان عراق 2010 ليس عراق 2005 ـ 2006 بدون ذكر للدور الامريكي الذي كان وراء تحقيق الامن في بغداد.
بين غياب الكاريزما والمخلص
وترى الصحيفة ان المالكي لا يتمتع بجاذبية قيادية (كاريزما) ولا يعرف ادارة حملة انتخابية جيدة ومع ذلك فتصريحاته وخطاباته تجد صداها في مجتمع يعاني العنف والتوتر، حيث يراه البعض مخلصا بعد ان قرر التصدي للميليشيات في البصرة وبغداد عام 2008. كما غير المالكي لون حزبه منذ ذلك الوقت وتخلى عن النبرة الطائفية من اجل لغة قومية عراقية مع ان الكثيرين يرون فيه 'طائفيا' حتى النخاع. لكن الثقة بالمالكي بدأت تتزعزع في العام الماضي بعد سلسلة من التفجيرات التي طالت مؤسسات الدولة والعنف الذي انتشر في البلاد ومنذ اشهر.

عزلة عن الاحزاب

وتظل المشكلة الامنية واحدة من مشاكل المالكي اما الاخرى فهي عزلته عن التحالفات الشيعية وفشله في بناء تحالف قوي يضم اطرافا شيعية وسنية حيث رفض الحزب الاسلامي الانضمام لتجمعه وكذا مجالس الصحوة وصالح المطلك الذي فضل التعاون مع منافسه اياد علاوي.
وبحسب واحد من مؤيديه المهمين في الانبار، شيخ علي حاتم علي سليمان فان الكتلة المرشحة في الانبار لن تصوت مباشرة للمالكي. ومن الاسباب التي ادت الى تراجع شعبيته فقر حكومته في مجال تحسين الخدمات واصلاح البنية التحتية فالامن شيء ولكن الناس ما زالوا يعيشون تحت كتل من النفايات يضاف الى سلسلة من القرارات التي اتخذها وذات طابع سياسي وتتعلق بعمليات اعتقالات داخل القوات الامنية وحماية مطلوبين من امريكا وتدخله في انتخابات مجلس صلاح الدين.
اضافة لعودة ملف اجتثاث البعث الذي استخدم كسلاح سلط على معارضي المالكي وانتقدته جماعة الازمة الدولية حيث جاء في تقرير لها ان 'قوة عارية تلعب بالورقة الطائفية ومعظم ضحاياها من السنة'. ووصفت عملية استبعاد مرشحين بانها فتحت جروحا قديمة وسلطت ضوءا غير مريح على المالكي الذي عاد للهجته الطائفية من اجل ارضاء الشيعة كلما اقتربت الانتخابات ولهذا ركز المالكي حملته الانتخابية على الجنوب حيث يوجد الشيعة ويحظى منافسوه بالتأييد. وفي حالة السنة دعا مشايخهم لبغداد بدلا من السفر لمنطقة صلاح الدين وذكرهم بدلا من المصالحة بالبعثيين ومحاولتهم العودة للسلطة.

جني الطائفية

وفي تحليل لصحيفة 'اندبندنت' البريطانية لاحظت ان الورقة البعثية اصبحت هاجسا كبيرا من هواجس الانتخابات فمن بين مئات الملصقات التي تهاجم البعثيين 'الانتقام من البعثيين' و'لا عودة للبعث' هناك عدد من الملصقات الخجولة التي تعد بتوفير الخدمات مثل الماء والكهرباء. وامتلأ الهواء والغبار بصيحات ومظاهرات تهاجم من قالت انهم بعثيون يريدون اختراق الدولة وكان هذا هم الاعلام ـ صحف وتلفاز وراديو ـ ويعتقد الكاتب باتريك كوكبيرن ان الورقة البعثية وعودتها في الانتخابات مرتبطة بالخلافات بين الشيعة انفسهم. فالشيعة منقسمون الان بين كتل يمثلها المجلس الاسلامي الاعلى بزعامة عمار الحكيم والتيار الصدري فيما يحاول المالكي عبر كتلة دولة القانون جذب الشيعة والسنة، على الرغم من خسارته حلفاءه الشيعة.
ومظاهر الضعف هذه تعوض من ناحية ان المالكي وحزبه الصغير 'الدعوة' يسيطر على اجهزة الدولة كما ان الدولة مهمة في العراق اليوم كما كانت في عهد صدام، فهي دولة ريعية تعتمد على عائدات النفط التي وصلت الى 4.4 مليار دولار في الشهر الماضي. مما يعني ان المالكي وحزبه يسيطران على شبكة من الرعاية في البلاد، خاصة ان وظيفة صغيرة كمدرس تحتاج الى توصية من حزب سياسي. كما ان نصف الـ 29 مليون عراقي يعتمدون على المعونة الغذائية التي تقدمها الحكومة لهم. ولان دعم المالكي يعتمد على تحسن الامن وتوفير الوظائف سواء كانت نافعة فتحسين البنية التحتية ظل بطيئا لان الحكومة تنفق معظم عوائد النفط على دفع رواتب الموظفين في الجيش والبيروقراطية الضخمة التي لا تقدم نفعا للبلد. وفي ذروة ارتفاع اسعار النفط قامت الحكومة بزيادة رواتب الموظفين فيما لم تتبق الا نسبة قليلة للانفاق على مشاريع الاعمار وتحسين البنية التحتية.
ويرى الكاتب ان التحكم بالتوظيف يعد سببا من اسباب التنافس على الحكم في العراق. ولهذا السبب فقد ادى غياب الخدمات والعنف الى عدم عودة اكثر من 3 ملايين عراقي شردوا من بلادهم فيما لا يزال القطاع الصحي يعاني من مصاعب لان اكثر من 8 الاف طبيب من 15 الفا غادروا البلاد.
وحاولت الحكومة اغراءهم بالعودة عبر عروض اموال جيدة ومساكن وسيارات واسلحة للدفاع عن انفسهم ومع ان عددا من الاطباء عادوا الا انهم ليسوا مختصين. وفي الوقت الذي يسستبعد فيه عودة العنف الطائفي الا ان قادة الاحزاب الشيعية الذين ضربوا على وتر اجتثاث البعث قد يجدون صعوبة في اعادة جني الطائفية بعد ان اخرجوه من قمقمه خاصة اذا ارتفعت وتيرة التفجيرات في بغداد. ويتوقع عدم فوز حزب معين بالغالبية في انتخابات الاحد مما سيجبر كل الاطراف الفائزة على التفاوض من اجل توزيع السلطة في العراق.

المهندس وليد المسافر
02/03/2010, 04:03 PM
أحترقت الورقة، ومصيرها المزبلة في النهاية
لقد تخلى الجميع عن المالكي عندما علموا بأنه فاش في الأنتخابات لامحالة
فالكثير ممن حوله هجروه اليوم وبدأوا بأستهدافه ليبحثوا عن ممول جديد
هذا ما توقعناه لكل العملاء، ولولا المحتل لسقطوا جميعا مرة واحدة