المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابن حزم: ذكاء نافذ..عالج الحب وتعلم من النساء



محمود عباس مسعود
04/03/2010, 10:02 PM
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/7/73/Adolf_Seel_Innenhof_der_Alhambra.jpg/200px-Adolf_Seel_Innenhof_der_Alhambra.jpg


ابن حــــزم

في مزرعة خصبة من مزارع الأندلس، كان يقيم عالم شيخ قد تجاوز السبعين من عمره، أقصاه الملوك عن قربهم إلى أن انتهوا به إلى هذه المزرعة، وهو لا يني عن نقدهم. حرقوا الكثير من كتبه، وقطعوه عن الناس، فلم ينثن عن لومهم، وكلما زادوه إعناتاً زادهم عنفاً في القول والقلم. والشباب من طلاب العلم ينتقلون إلى مستقره، لا يخافون عقاباً ولا يرجون من أولي الأمر ثواباً، لينتهلوا من ذلك المنهل، والشيخ يحدثهم ويعلمهم الفقه والأدب والتاريخ، ولا يدع المثابرة على العلم والمواظبة على التأليف حتى ينتهي أجله في شعبان من سنة 456 هـ فتكون تلك المزرعة الخصبة مثواه الأخير.
ذلك العالم العنيد القوي هو علي بن سعيد بن حزم، وكان يسمي نفسه أبا محمد.

مولده ونشأته
لا يكاد الباحث الدارس لتاريخ العلماء المسلمين يجد عالماً قد عُرف تاريخ مولده على وجه التعيين، لكن ابن حزم عرف وقت مولده بالساعة واليوم والشهر والسنة. فقد ذكر هو أنه ولد في آخر يوم من أيام رمضان سنة 384 هـ وكانت ولادته بعد الفجر، وقبل طلوع الشمس من تلك الليلة.

وقد كانت أسرته من أقدمها في الإسلام إلى أن تصل السلسلة إليه- تعيش في كنف البيت الأموي في دمشق، ولما انتقل البيت الأموي إلى الأندلس انتقلت معه... وكان أبوه وزيراً في إحدى ولايات الأندلس في الحكم الأموي، وتولى هو ذلك المنصب في وقت قصير لبعض الوقت.

وقد نشأ هو في بحبوحة من العيش وعزّ من السلطان، وكان يعيش عيش أهل الثراء، وإن ضُيّق عليه في أخريات أيامه. وكان يعتز بأنه طلب العلم لذات العلم، يرجو به ما عند الله، فلا يطلب به جاهاً ولا عزاً. وقد قال له الباجيّ من كبار فقهاء الأندلس: "إنك نلت العلم، وأنت تسهر بمشكاة من الذهب، وأنا أسهر بقنديل بائتاً بالسوق." فقال ابن حزم: "إنك طلبت العلم، وأنت في هذه الحال رجاء تبديلها بمثل حالي، وأنا طلبته.. لم أرج به إلا علو القدر العلمي في الدنيا والآخرة."

يتعلم من الجواري
نشأ ربيب النعمة هذا فاكهاً فيها، فاستـُحفظ القرآن في بيته، حفـّظه إياه النساء من الجواري. ولنتركه يروي ذلك فهو يقول في كتابه (طوق الحمامة): "لقد شاهدت النساء، وعلمت من أسرارهن ما لا يكاد يعلمه غيره، لأني ربيت في حجورهن ونشأت بين أيديهن، ولم أعرف غيرهن، ولا جالست الرجال إلا وأنا في حد الشباب.. وهن علـّمنني القرآن وروّينني كثيراً من الأشعار، ودربنني في الخط."

وأن هذا السياق يدل على أن أولئك الجواري كنّ مثقفات ثقافة واسعة، فهو يقول أنهن علـّمنه القرآن، ولم يقل أنهن حفـّظنه، لأن تعليم القرآن أكبر من تحفيظه، إذ تعليمه بيان بعض معانيه، وفيه تعرض لبعض أسباب النزول، فهو لم يحفظ القرآن غير فاهم، بل حفظه ابتداءً فاهماً له مدركاً لمعانيه في الجملة، وعلى قدر طاقته في سنه.

ولم يكن بعيداً عن أبيه، بل كان أبوه ملاحظاً له، مَعنيّاً به، يراقب ميوله واتجاهاته، ويحرص على أن ينشأ عفيفاً قوي النفس مع تلك النشأة الناعمة، حتى لا تعتري نفسه طراوة من ينشأ بين النساء.

إلى الشيوخ بعد الجواري
بعد أن أخذت نيران الصبا وغرارة الفتوة وشِرّة الحداثة تتجه إلى نفسه وتتأجج فيها، أخذه أبوه وأسلمه إلى بعض الشيوخ، واختصه بعالِم اتسم بالتقوى، قال ابن حزم في وصفه:

"كان عاقلاً عالماً عاملاً ممن تقدّم في الصلاح والنسك الصحيح والزهد في الدنيا والإجتهاد للآخرة، وأحسبه كان حَصوراً، لأنه لم تكن له امرأة قط وما رأيت مثله جملة علماً وعملاً وديناً وورعاً، فنفعني الله به كثيراً وعلمت موضع الإساءة وقبح المعاصي".

استمر ابن حزم يعيش تلك الحياة الناعمة الهادئة ويتعلم العلم في رفق وهدوء بال لا يُرنـّق حياته مكدّر، بل في اطمئنان واستقرار، وفي ذلك الوسط تربّى كما يتربّى أبناء الأمراء، وتثقف كما يتثقفون. حفظ القرآن وتعلم علومه ومعانيه وحفظ قدراً من الشعر واتجه إلى أفاضل الشيوخ يأخذ من مناهلهم النديّة.

من الحياة الناعمة إلى الشدّة
ولكن ذلك العيش الناعم الهادئ تبدّل، إذ تبدلت حال أبيه، فقد كان أبوه وزيراً، وقديماً قال الحكماء: "من أكل من مال السلطان فقد سعى بقدمه إلى دمه." وكانت وزارة أبيه في آخر عهد الأمويين بالأندلس، أي وقت أن ضعفت أيديهم عن الاستمساك بصولجان الحكم، ووقوعه في قبضة أحد وزرائهم أبي منصور العامري، واستبداده بالأمر دونهم، فأُنزل أبوه من منصب الوزير، وامتـُحن بالإعتقال والتغريب، حتى مات وهو في هذه الشدة. ولنترك الفتى الناعم يقص علينا النقمة بعد النعمة:

"شُغلنا بعد قيام أمير المؤمنين هشام المؤيد بالنكبات، وباعتداء أرباب دولته، وامتـُحنا بالاعتقال والتغريب، والإغرام الفادح والاستتار، وأرزمت الفتنة، وألقت باعها، وعمّت الناس وخصتنا، إلى أن توفي أبي الوزير رحمه الله، ونحن في هذه الأحوال..."

استمرت الشدة بعد وفاة أبيه، ولم تنقطع، وأخذ يحملها وحده، بعد أن كان في احتمالها تابعاً لأبيه، وتتابعت الشدائد، حتى أخرجوا من قرطبة مكان عزهم. ويقول في ذلك: "وضرب الدهر ضرباته، وأُجلينا عن منازلنا وتغلب علينا جند البربر، فخرجتُ عن قرطبة أول المحرم عام أربع وأربعمائة."

نزلت هذه الشدائد والغلام لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، وقد صقلته، وكانت ابتداء حياة جديدة له، فقد انتقل من غلام ناعم، إلى رجل مكافح مناضل، يخاصم في الفقه، فيصب على خصمه الجندل ويسيطه ماء الخردل، كما وصفه معاصروه.

إلى العلم وحده
انصرف إلى العلم بكليته، واختاره من بعد بإرادته، ليعوّض عن منصب الوزارة عرش العلم. فأخذ يدرس الحديث ويرويه، يأخذه من الشيخ ويأخذه من الكتب، حتى حصل على أكبر مجموعة من علم الرسول عليه السلام، ومن فقه الصحابة، ثم أخذ يدرس الفقه ووصل فيه إلى القمة. وكان يحب منه ما يكون ضاحياً واضحاً، ولذلك اكتفى بأخذ الأحكام من النصوص، من غير بحث عن علة لها، ولا تعرّف لغاياتها، فاختار المذهب الظاهر له مذهبا، وهو المذهب الذي يرفض الأخذ بالرأي في الأحكام الشرعية، ولا يحاول تعليل النصوص، بل يرفض ذلك رفضاً باتاً.

ولم يشغله عن العلم بعد أن نكبت أسرته وحمل العبء الكامل من الآلام، إلا وقتاً قصيراً اشتغل فيه وزيراً لأحد الذين ظهروا من بني أمية، فدفعه ولاؤه لهم إلى معاونته، لكن سرعان ما زال ملك ذلك الذي ظهر، وتتابعت النكبات على ابن حزم، ثم عادت إليه هدأة العالِم الذي يعكف على الدرس.

ولكنه مع ذلك كانت في نفسه قوة دافعة إلى الحركة، لا يمكنه أن يستقر في صومعة، ولذلك اندفع إلى الرحلات ووجد في هذه الحركة ما ينمّي به علمه، وما يُشبع به نفسه، فانتقل من قرطبة إلى المِرَيّة طلباً للإطمئنان، وانتقل من بعد إلى مدينة يقال لها الحصن، ثم انتقل إلى بلنسية، ثم عاد إلى قرطبة حنيناً إلى المغاني التي تربّى فيها وترعرع، ثم انتقل إلى الشاطبة وأقام في منازل كانت لأسرته بها، وانتقل إلى قيروان.

وفي كل مكان كان يلتقي بعلمائه يناقشهم ويناقشونه، ويستأنس بأهل الود منهم، ويختلب الشباب بآرائه الجديدة، وبحلو عباراته، واتساع آفاقه في غير الفقه، وهو يكتب ويدوّن، حتى أخرج مجموعة علمية رائعة.

إحراق كتبه.
لقد كان ابن حزم العالم أموي النزعة في وقت زال فيه سلطان الأمويين، ولم تكن محاولاته في الفقه فقط بل كانت محاولاته في التاريخ واسعة. فكان يدوّن حوادث عصره بما يراه، لا بما يرون، لا يهمه رضا أحد أو سخط أحد، وفي أولئك الذي يذكر في شأنهم ما يراه، أمراء يحكمون، فلم يجدوا سبيلاً لمنع استرساله إلا أن يأمروا بإحراق كتبه فحرقوها، ولكنه يقبل التحدي فيقول في قوة وعنف:

وإن تحرقوا القرطاسَ لا تحرقوا الذي
تضمّنه القرطاسُ، بل هو في صدري
يسيرُ معي حيث استقلـّت ركائبي
وينزلُ إذ أنزل ويُدفن في قبري

ولم تكن النقمة عليه من الأمراء وحسب، بل كانت أيضاً من العلماء. فقد كان أكثر علماء الأندلس يعتبر مذهب الإمام مالك دينا، ويعتبرون مالكاً فوق قدر الرجال. حتى الشافعي رضي الله عنه بلغه أنهم كانوا يستسقون بقلنسوة للإمام مالك.

هاجم ابن حزم مذهب مالك، ولم يسلم مالك من قلمه. وكلما ازداد استنكارهم ازداد عنفاً وحدة على المذهب الملاكي وصاحبه، فكثر الأعداء، وقل النصراء، ولم ينهج في نشر علمه منهج المودة، بل المعاندة، حتى لقد قال فيه بعض معاصريه "علم العلمَ ولم يعلم سياسة العلم."

سجاياه وحدّته
أتى الله ابن حزم حافظة واعية، وجَلـَداً في طلب العلم جعله يستوعب أكبر قدر من علم السنة والآثار واختلاف الفقهاء، وأكبر قدر من رواية الشعر، وأخبار التاريخ. وكان مع هذا الإستيعاب حاضر البديهة تجيء إليه المعاني البعيدة في أوقات الحاجة إليها.

ثم كان عميق النظر في الدراسة، مع أنه لم يأخذ في الفقه بالرأي. وعمقه قد بدا في دراسته للنفوس، فكان يحلل ويتعمق في التحليل، وقد بدا ذلك واضحا كل الوضوح في رسالته طوق الحمامة التي درس فيها العشق وأسبابه وظواهره. وبدا أيضاً في رسالته مداواة النفوس، ثم بدا في تحقيقاته التاريخية.

وقد آتاه الله مع هذه المزايا العلمية إيماناً قوياً بالله، وإخلاصاً واضحاً في طلب الحقيقة لا يهمه في بيان ما يصل إليه رضا أحد أو غضب أحد. وكان عالي الهمة... تزيده قوة خصمه علواً، لا يستخذي ولا يضعف ولا يتـّبع إلا مصادر الشرع، يعلو على الشديد ولا يستسلم ولا يهن ولا يضعف.

وكان مع كل ذلك فيه حدّة شديدة في القول، فكان إذا ردّ قولا رماه بالشناعة، ورمى صاحبه بالخروج على الدين. ولكن لماذا كانت هذه الحدة، وهل لازمته في كل أدوار حياته؟ والجواب عن ذلك أنه يبدو من كتابيه طوق الحمامة ومداواة النفوس أنه لم تنشأ معه الحدّة كطبع فيه منذ طفولته، فقد كان هادئ النفس، مشرق القلب، حتى بعد أن نزلت النكبات في أسرته. ولكن اعترته لمرض أصابه، ويقول هو فيه في تبدّل حاله بسبب المرض: "لقد أصابتني علة شديدة ولـّدت فيّ ربواً في الطحال شديداً، فولد ذلك عليّ من الضجر والنزق أمراً جاشت نفسي فيه. إذا فكرت تبدّل خلقي واشتد عجبي من مفارقتي لطبعي، وصح عندي أن الطحال موضع الفرح، وإذا فسد تولد ضده."

هذا تحليل عميق لنفسه، ولو أنه بيّن لنا التاريخ الذي أصيب فيه بهذه العلة لعلمنا من أي وقت ابتدأت حدته، ولكنا نعلم أن قضى أكثر شبابه وهو لم يصب بهذه العلة، لأن رسالته طوق الحمامة تدل على نفس مشرقة هادئة راضية محبة للحياة، وأنه يثبت من ثنايا هذه الرسالة أنه كتبها بعد أن تجاوز الثالثة والثلاثين، بل ربما كانت كتابتها وهو في حدود الأربعين فالحدة جاءت وهو في حدود الأربعين وفي هذه المدة الأخيرة أنتج أكثر كتبه، مثل كتاب الفصل في الملل والنحل، ومثل كتاب الأحكام في أصول الأحكام، والمدونة الإسلامية الكبرى وهي المحلى الذي يعتبر أعظم كتاب جامع لفقه السنة والآثار، والعنف في القول باد فيها جميعاً، ولو أبعدت منها حدة القول، بل الشتائم، لكانت نوراً مشرقاً.

رسالته في مداواة النفوس
هذه الرسالة كتبها في الأخلاق، واعتمد فيها على ما كان مشهوراً عند العرب من فلسفة أرسطو، وعلى تجاربه الخاصة وملاحظاته لشؤون الناس، ولذلك كانت الرسالة شاملة للنظرة الفلسفية والناحية العلمية، وقد اشتملت على وصايا رائعة، ابتدأها بالكلام في مقياس الخير والشر، وقد مزج فيها بين نظرية أرسطو في أن الفضيلة وسط بين رذيلتين، كما يقول أن الفضائل ترجع إلى أربعة أصول هي العدل والعقل والشجاعة والسخاء. ويقارب بذلك أفلاطون. ثم يتجه إلى القرآن والسنة يستقي منهما. ثم يتجه إلى تجاربه فيقول: "لقد جمعت في كتابي هذا معاني كثيرة أفاد فيها واهب التمييز تعالى بمرور الأيام وتعاقب الأحوال."

كانت تجاربه عظيمة لتقلب الأحوال عليه ولرحلاته الكثيرة ولابتلائه بمعاداة الناس، مع ذكاء نافذ وقلب مستيقظ ، ولسنا بمقام الإقتباس من هذه الرسالة، فإن فيها مواضع كثيرة صالحة للأخذ والاقتباس، وتعد في ذاتها جواهر فريدة، ونكتفي منها بكلمة واحدة جاءت في الرسالة وهي الثقة بمن له دين ولو كان مخالفاً، وعدم الثقة بمن لم يستمسك بدينه ولو كان موافقا، فيقول: "ثق بالمتدين، وإن كان على غير دينك، ولا تثق بالمستخف وإن أظهر أنه على دينك. من استخف بحرمات الله تعالى فلا تأمنه على شيء تشفق عليه."

طوق الحمامة
هذه الرسالة تصدى فيها ابن حزم لدراسة النفس الإنسانية فيما تحب وتألف، ولذلك ذكر أن موضوعها الإلف والإيلاف وقد كتبها إجابة لطلب صديق له، وقد ذكر لصديقه أنه كتبها ليتسلى بها معه، وأن كان ما فيها حقاً فيبرر كتابتها بما روى في الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أريحوا النفوس فإنها تصدأ كما يصدأ الحديد."

وقد ابتدأ الرسالة بتحاليل تصف الحب وسببه، فذكر أن سبب الحب تجانس نفسي، يجعل المحب يأنس بحبيبه ويسكن إليه، ويسند ذلك إلى المناسبة بين النفسين في مقر عالمهما العلوي، ويتلو في ذلك قوله تعالى: "وهو الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها ليسكن إليها" ويقول في ذلك: " صح بذلك أن الحب استحسان روحاني، وامتزاج نفساني." ثم يقول: " من الدليل على ذلك أنك لا تجد اثنين يتحابان إلا وبينهما مشاكلة واتفاق في الصفات الطبيعية، لا بد من هذا وإن قلّ، وكلما كثرت الأشباه زادت المجانسة وتأكدت المودة."

ويسترسل بعد في أخبار المحبين، ويحلل الوقائع تحليلاً دقيقاً ولا يتمنع حتى عن ذكر واقعات فسق ويحللها، ثم يبين مراتب الحب ويثبت أن أعلاها ما بني على الإرتباط الروحي دون الجسدي، ويفرق في تحليله بين الحب والإشتهاء، ويبين أن الحب لا يكون إلا لواحد، أما الإشتهاء فيكون لغير واحد، وبعد أن يخوض هذا الخوض يحلل نفسية المرأة، وأنها مهما تكن من الصلاح متى أحست أن رجلا يسمعها أحدثت ما يوجّه النظر إليها، ولخشية أن يتهم بعد ذلك في دينه يقول: "إني أقسم بالله أني ما حللت مئزري على حرام قط."
والرسالة مكتوبة في أسلوب من النثر الفني الرائع، السهل الممتع.

رحم الله ابن حزم لقد كان واسع الآفاق، فأفاد بعلمه، وعفا الله عنه.

والسلام عليكم

محمد أبو زهرة
مجلة العربي – العدد السابع والخمسون

الإعداد بتصرف: محمود عباس مسعود

تسنيم زيتون
05/03/2010, 01:24 AM
علي بن سعيد بن حزم

ما بين ..الحزم ..التعلم ..الايمان ..القوة ...الصبر مع التحمل على المرض
سفر ...مقاومة .. دلال في الطفولة وقسوة في الكبر ..

تاريخ ...كتب ...طوق الحمامة .

اشكرك استاذي ..تعريفك لنا بهذا العلامة .

لي سؤال لم افهم العبارة التالية :


حتى لا تعتري نفسه طراوة من ينشأ بين النساء

ايضا ..صباحك خير ..بنسمة هواء منعشة .

محمود عباس مسعود
05/03/2010, 03:05 AM
علي بن سعيد بن حزم
ما بين ..الحزم ..التعلم ..الايمان ..القوة ...الصبر مع التحمل على المرض
سفر ...مقاومة .. دلال في الطفولة وقسوة في الكبر ..
تاريخ ...كتب ...طوق الحمامة .
اشكرك استاذي ..تعريفك لنا بهذا العلامة .
لي سؤال لم افهم العبارة التالية :
حتى لا تعتري نفسه طراوة من ينشأ بين النساء
ايضا ..صباحك خير ..بنسمة هواء منعشة .


العزيزة تسنيم
معنى العبارة هو الآتي:
حتى لا تطغى النعومة - التي تتميز بها النساء - على شخصيته فيفقد بذلك تلك الخصائص التي تميز الرجال الأشداء.
وأسعد الله صباحك وعليك السلام

محرز شلبي
05/03/2010, 09:36 AM
رحم الله ابن حزم لقد كان واسع الآفاق، فأفاد بعلمه، وعفا الله عنه..وجازاكم الله أخي الكريم على ما آفدتم..:sh7:

محمود عباس مسعود
05/03/2010, 11:05 AM
رحم الله ابن حزم لقد كان واسع الآفاق، فأفاد بعلمه، وعفا الله عنه..وجازاكم الله أخي الكريم على ما آفدتم..:sh7:


تحياتي لك أخي الأستاذ محرز
حقاً لك كان الرجل غزير المعرفة، نافذ البصيرة، ذكي الفؤاد.
رحمه الله وأجزل له الثواب
وأسعد أوقاتك بكل خير.

عمار الفردوس
05/03/2010, 11:59 AM
لما مرض مرض الموت صديقه أبا عامر بن شهيد، كتب إليه شعرا :

فمن مبلغ عني ابن حزم وكان لـي يدا في ملماتي وعند مضايــــــقــــــي

عليك سلام الله إني مفــــــــــارق "وحسبك زادا من حبيب مفــارق"

فلا تنس تأبيني إذا ما فقدتنـــــي وتذكار أيامي وفضل خلائقـــــي

فلي في ادكاري بعد موتي راحــــة فلا تمنعونيها علالة زاهـــــــــق

فأجابه ابن حزم:

أبا عامر ناديت خلا مصافيـــــــا يفديك من دهم الخطوب الطـوارق

وآلمت قلبا مخلصا لك ممحضـــــا بودك موصول العرى والعلائـــــق

فما اجمله من استهلال و اغزره من استدلال واحكمها من عرى وعلائق واخلصها من مودة حب غير مماذق ،
هكذا هم ادباء وفقهاء الاندلس ما ان تجول في ديارهم حتى تفوح لك رائحة الحب والغزل والحكمة والبصيرة . كان بن حزم ومازالت كتبه ومؤلفاته تشغل الدنيا بين الفينة والاخرى وكأنه يرد على اعراب كل زمان ، رغم انه صاحب المذهب الظاهري الذي يرجح الاستدلال بظاهر النصوص الا ان كان ليبراليا بالمعنى الحرفي للكلمة وكان يبدي العجاب كلما اجاب وينسي سحبان كلما ابان ،
له كتاب اسمه الغناء الملهي .

تحياتي لكم

محمود عباس مسعود
05/03/2010, 05:17 PM
لما مرض مرض الموت صديقه أبا عامر بن شهيد، كتب إليه شعرا :

فمن مبلغ عني ابن حزم وكان لـي يدا في ملماتي وعند مضايــــــقــــــي
عليك سلام الله إني مفــــــــــارق "وحسبك زادا من حبيب مفــارق"
فلا تنس تأبيني إذا ما فقدتنـــــي وتذكار أيامي وفضل خلائقـــــي
فلي في ادكاري بعد موتي راحــــة فلا تمنعونيها علالة زاهـــــــــق

فأجابه ابن حزم:
أبا عامر ناديت خلا مصافيـــــــا يفديك من دهم الخطوب الطـوارق
وآلمت قلبا مخلصا لك ممحضـــــا بودك موصول العرى والعلائـــــق

فما اجمله من استهلال و اغزره من استدلال واحكمها من عرى وعلائق واخلصها من مودة حب غير مماذق ،
هكذا هم ادباء وفقهاء الاندلس ما ان تجول في ديارهم حتى تفوح لك رائحة الحب والغزل والحكمة والبصيرة . كان بن حزم ومازالت كتبه ومؤلفاته تشغل الدنيا بين الفينة والاخرى وكأنه يرد على اعراب كل زمان ، رغم انه صاحب المذهب الظاهري الذي يرجح الاستدلال بظاهر النصوص الا ان كان ليبراليا بالمعنى الحرفي للكلمة وكان يبدي العجاب كلما اجاب وينسي سحبان كلما ابان ،
له كتاب اسمه الغناء الملهي .
تحياتي لكم


رائعة هذه المطارحة الوجدانية بين الصديقين.. محبة ووفاء حتى آخر لحظات العمر.
شكراً للأخ عمار الفردوس على المعلومات الجديدة.
مع تحياتي.

نجوى محمد
06/03/2010, 04:24 AM
موضوع أكثر من رائع استاذي
رحمه الله وأجره على ما أفاد به العلم والإسلام والأمة كل الخير إن شاء الله
سلمت يمناك استاذي على ما قدمت لنا من سيرة حياة عالم جليل أمتعتنا بها
تقبل مروري وتحياتي

محمود عباس مسعود
06/03/2010, 03:20 PM
موضوع أكثر من رائع استاذي
رحمه الله وأجره على ما أفاد به العلم والإسلام والأمة كل الخير إن شاء الله
سلمت يمناك استاذي على ما قدمت لنا من سيرة حياة عالم جليل أمتعتنا بها
تقبل مروري وتحياتي


العزيزة نجوى
يسعدني أنك وجدتِ متعة وفائدة في هذه المعلومات عن العلامة الكبير ابن حزم
بارك الله وأسعد أوقاتك.

أحمد السيد محمد حسن
05/05/2010, 01:31 PM
الله يغفر لأبن حزم زلاته كإباحته للغناء في حال وجود احاديث صحت عن النبي في تحريمها ! و اجمعت امة علماء الحديث على صحة احاديث تحريم الغناء

و بالطبع كما عند المحدثين ان ابن حزم لا يؤخذ منه علم الحديث .. لكن الفقه و غيره فجائز

رحمه الله و اسكنه الجنة و غفر له ذنبه و جعله مع من قال فيهم ربنا ((إنما يخشى الله من عباده العلماء))