المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يمامتا الرافعي



KHALID Mostafa
02/03/2007, 12:23 AM
أقطف لكم اليوم من شجرة إبداعت العلامة الأشهر مصطفى صادق الرافعي أنشودة اليمامتان
استمتعوا..


ــ على فُسطاطِ الأمير يمامةٌ جاثمةٌ تحضُنُ بيضها،
تركها الأميرُ تصنعُ الحياة، وذهبَ هو يصنعُ الموت!
هس كأسعد امرأة؛ ترى وتلمسُ أحلامَها،
إنَّ سعادةَ المرأة أولُها وآخرُها بعضُ حقائقَ صغيرةٍ كهذا البيض.
ــ على فُسطاطِ الأمير يمامةٌ جاثمةٌ تحضُنُ بيضها،
لو سُئلتْ عن هذا البيض لقالتْ: هذا كنزي
هي كأهنأ امرأة، ملكتْ ملكها منَ الحياة ولم تفتقر،
هل أُكلّف الوجودَ شيئًا إذا كلَّفتُهُ رجلا واحدًا أحبّه!
ــ على فُسطاطِ الأمير يمامةٌ جاثمةٌ تحضُنُ بيضها،
الشّمسُ والقمرُ والنّجوم، كلُّها أصغرُ في عينها من هذا البيض
هي كأرقِّ امرأةٍ؛ عرفتِ الرِّقَّةَ مرتين: في الحبِّ، والولادة.
هل أُكلِّفُ الوجودَ شيئًا كثيرًا إذا أردتُ أن أكونَ كهذه اليمامة!
ــ على فُسطاطِ الأمير يمامةٌ جاثمةٌ تحضُنُ بيضها،
تقول اليمامة: إنَّ الوجودَ يحبُّ أن يُرى بلونينِ في عينِ الأنثى؛
مرةً حبيبًا كبيرًا في رَجُلها، ومرةً حبيبًا صغيرًا في أوْلادِها.
كلُّ شيءٍ خاضعٌ لقانونه، والأنثى لا تريد أن تخضعَ إلا لقانونِها.
ــ أيتها اليمامة، لم تعرفي الأميرَ وتركَ لكِ فسطاطَه!
هكذا الحظُّ: عدلٌ مضاعفٌ في ناحية، وظلمٌ مضاعفٌ في ناحية أخرى
احمدي الله أيتها اليمامة، أنْ ليس عندكم لغاتٌ وأديان،
عندكم فقط: الحبُّ والطّبيعةُ والحياة.
ــ على فُسطاطِ الأمير يمامةٌ جاثمةٌ تحضُنُ بيضها،
يمامة سعيدةٌن ستكونُ في التّاريخ كهدوهد سليمان،
نُسبَ الهُدهُد إلى سليمان، وستُنسب اليمامة إلى عمرو
واهًا لكَ يا عمرو! ما ضرَّ لو عرفتَ (اليمامة الأخرى)...!

:vg:

هشام السيد
02/03/2007, 01:06 AM
لأخ الفاضل الأستاذ خالد مصطفى
جزيل الشكر لك على إتحافنا بهذه الدرر الثمينة لحكيم العربية وأديبها المتأدب مصطفى صادق الرافعي وليتك تواصل هذه المقتطفات أستاذنا خالد حتى نظل على صلة بالروائع ولا ننساها في زحمة الردئ .
دمت مبدعاً يا أخي الفاضل خالد

KHALID Mostafa
02/03/2007, 11:33 PM
أستاذنا هشام السيد
زهورك نضرة
كما في الصورة
وعصفورة
تزقزق في قلب المتلقي
فرفقا حتى لا نسكر
عطر الله لسانك
بكل ما يسكر
:fl:

هدى الخطيب
11/10/2007, 09:11 AM
الأستاذ خالد مصطفى المحترم .. تحياتي
لكم أسعدني هذا العرض للأنشودة و الوفاء الذي كنت أبحث عنه نحو الأديب و الشاعر مصطفى صادق الرافعي
و قدكنت تحدثت منذ فترة مع الكاتب الصحفي المصري الأستاذ محمد حمّاد عن الرافعي و أنا عاتبة فعلاً على التقصير المصري بحقه.
أنا مقيمة في كندا و ليس لديّ هنا أي شيء من كتاباته، عندنا في لبنان منها، و بحثت على الانترنيت طويلاً لرغبتي بالكتابة عنه لموقعنا الأدبي في زاوية " شخصيات لها بصمات " و لم أجد أي شيء فاستغربت هذا الكم من التجاهل، و بصراحة شعرت بشيء من العصبية القبلية إن صحّ التعبيرفوالدتي من آل الرافعي و مصطفى صادق ابن عم جدي و هو من الفرع الذي استوطن مصر
أشكرك جزيل الشكر و أتمنى إن أمكن أن ترسل لي المزيد مما لديك عنه لأنشره في موقعنا أو تنشره في هذا المنتدى المتميز و لك كل شكري و تقديري و احترامي و كل عام و أنت بخير

منذر أبو هواش
11/10/2007, 09:29 AM
ذم الهوى
مصطفى صادق الرافعي


أجدك ما تصارعك المدام = ويصرع قلبك الصب الغرام
وتظمئك المراشف كل آن = وتقتلك المعاطف والقوام
لعمرك ما تجلّد مستهام = بما يرضى ويبغي المستهام
ولكن شيمة الولهان صبر = وإن أودى به الموت الزؤام
أيقتلك الظباء وأنت ليث = ويسبيك ابن سام وأنت حام
تسهدك الدموع فلا منام = وهل يرضى بعينيك المنام
وتصيبك الصبا والليل شيخ = وتشجيك البلابل والحمام
تظل تلوم قلبك أن تسالى = وتجزع أن يلم بك الملام
فداؤك صحة والداء داء = وصحتك التي ترجى سقام
رويدك ما الهوى إلا هوان = وهل يرضى العنا إلا اللئام
ومن خبر الغواني فالغواني = ضياء في بواطنه ظلام
ألنّ لك الحديث فلنت قلبًا = وعهدي ما يخادعك الكلام
وكنت تذود نفسك عن حياض= وقد وردت فما هذا المقام
أريش لها سهام صائبات = ومثلك لا تراش له السهام
فطورًا يأسر القلب العذارى = وطورًا يأسر القلب الغلام
سقطت وكنت ذا نفس عصام = ولكن ماوراك يا عصام
أقال الله كن عبد الغواني = حرام يا فتى ليلى حرام
تمر على المساجد غير باكٍ = وتبكيك المنازل والخيام
ويذكرك الحمام إذا تغنى = ولا ذكرى إذا غنّى الحِمام
أتطمع في السماء ولا رقي = وما يُروى من الآل الأوام
فديتك ليس هذا عصر ليلى = على ليلى من العصر السلام
قصور غير تلك وخندريس = سوى تلك التي فيها الختام
مصطفى صادق الرافعي
________________________

(( مجلة المنار ـ المجلد [‌ 2 ] الجزء [‌ 46 ] صــ ‌ 734 ‌ 26 رمضان 1317 ـ 27 يناير 1900 ))