المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثلاث قصص يابانية قصيرة



محمود عباس مسعود
13/03/2010, 10:32 PM
أثناء الحرب الأهلية اليابانية، في زمن الإقطاع ، كانت فرق عسكرية تهاجم المدن والقرى لتحتلها وتنهبها.

ذات مرة، ما أن رأى سكان القرية العسكر يقتربون من قريتهم حتى فرّوا هاربين، ولم يبق فيها سوى حكيم متقدم في السن.

استبد الفضول بالجنرال عندما علم بأن أحد الرجال ما زال في القرية، فذهب إليه بنفسه ليعرف أي نوع من الرجال هو.

لم ينهض الحكيم لاستقبال الجنرال ولم يبدِ طاعة أو يتوسل بضراعة..

راح الجنرال يتميّز غيضاً وغضباً، وقال له:

"أتدري من يقف أمامك أيها المغرور؟ ألا تعلم أنك في حضرة رجل يمكنه أن يقطع رأسك دون أن يرف له جفن؟!"

لم يظهر الحكيم أدنى جزع ولم يأبه للتهديد، بل أجاب الجنرالَ بثقة ورباطة جأش:

"وأنتَ يا حضرة الجنرال، ألا تعلم أنك تقف أمام رجل لا ترمش عينه حتى ولو قـُطع رأسه؟!"


***

ذهب أحد الراغبين في تعلم فنون القتال الرياضية إلى المعلم وسأله بلهفة:

"أرغب يا سيدي في تعلـّم رياضة فن القتال على يديك، فكم سيلزمني من الوقت لإتقان هذا الفن؟"

أجاب المعلم بلا مبالاة: "ستحتاج إلى عشر سنين."

فأجاب التلميذ بصبر نافد:

"لكنني أريد إتقان الفن قبل ذلك. سأعمل بجد واجتهاد، وسأتدرّب إن لزم الأمر لعشر ساعات أو أكثر يومياً. فكم أحتاج من الوقت؟"

فكر المعلم للحظة ثم قال: " ما لا يقل عن عشرين سنة!"


***

مرّ أحد الحكماء من أمام الباب الرئيسي لقصر الملك.

لم يوقفه الحراس، فواصل السير إلى القاعة الرئيسية حيث كان الملك
يجلس على عرشه الفخم.

سأل الملكُ الزائرَ: "ما الذي تريده منا؟"

أجاب الحكيم: "أريد مكاناً لأمضي ليلتي في هذا النزل."

فقال الملك: "هذا ليس نزلاً بل هو قصري."

فسأل الحكيم: "وهل لي أن أسألك يا صاحب الجلالة لمن كان هذا القصر من قبلك؟"

أجاب الملك: "كان لوالدي الذي توفي."

فقال الحكيم: "ولمن كان قبل والدك؟"

أجاب الملك: " كان لجدي المتوفي أيضا"

فقال الحكيم: "هذا مكان ينزل فيه الناس لفترة قصيرة ثم يمضون في حال سبيلهم، فهل سمعتك تقول أنه ليس نزلاً؟"

والسلام عليكم

الترجمة: محمود عباس مسعود

يمامة
13/03/2010, 11:07 PM
إنها الحكمة والله

بارك الله بك .

تسنيم زيتون
13/03/2010, 11:23 PM
اختيار جميل ...حكيم ...لذوق كبير وانساني بحت .

محمود عباس مسعود
14/03/2010, 12:21 PM
إنها الحكمة والله

بارك الله بك .


وبارك الله بك يا أخت يمامة
وتحياتي الطيبة لك.

محمود عباس مسعود
14/03/2010, 12:23 PM
اختيار جميل ...حكيم ...لذوق كبير وانساني بحت .


شكراً أيتها العزيزة تسنيم
على مرورك ومتابعتك.
تحياتي لك

محمود عبد الستار
01/04/2010, 11:03 PM
الأخ الحبيب إلى قلبي ..الرفيق إلى عقلي .. الصديق إلى نفسي الأستاذ /محمود مسعود أسعد الله ايامك وادام عليك غذاء العقل من بوتقة الأفكار المستنيرة والمنيرة لمسيرة الإنسان في دروب الحياه الشائكة .
كم أتمنى أن يأتي شهر يوليو لأستمتع معكم في هذه المادبة الفكرية .
القصة الأولى ياأخي الكريم أشبه بمغرور يقف فوق قمة جبل وينظر إلى الآخرين على الأرض كأنهم أقزام ولكن هذا المغرور لا يدرك أن هؤلاء الأقزام ينظرون إليه كأنه فأر يجري فوق الجبل فالمسافة واحدة بينهم ! وهذا حال المغرورين يعيشون في خيال مرضي بعيدا عن البشر .
القصة الثانية فهي لمعلم لا يعلم كيف يتعامل مع التلميذ وكثيرا من أمثال هذا المعلم قد تسببوا في ضياع وإهدار طاقات بشرية هائلة فلينظروا إلى قصة علي بن أبي طالب وماذا فعل في صباه!وكم من حبة صارت شجرة ؟!
أم القصة الثالثة فهي تعبر عن الوهم بالخلود في هذه الحياة ووراثة الأنانية والإحتكار وموت الكرم باختفاء الضيافة .
لك مني كل الحب والتقدير ياأخي الكريم وشكرا لكفاحك الفكري وكرمك في مأدبتك الفكرية المتنوعة .

محمود عباس مسعود
02/04/2010, 09:49 PM
الأخ الحبيب إلى قلبي ..الرفيق إلى عقلي .. الصديق إلى نفسي الأستاذ /محمود مسعود أسعد الله ايامك وادام عليك غذاء العقل من بوتقة الأفكار المستنيرة والمنيرة لمسيرة الإنسان في دروب الحياه الشائكة .
كم أتمنى أن يأتي شهر يوليو لأستمتع معكم في هذه المادبة الفكرية .
القصة الأولى ياأخي الكريم أشبه بمغرور يقف فوق قمة جبل وينظر إلى الآخرين على الأرض كأنهم أقزام ولكن هذا المغرور لا يدرك أن هؤلاء الأقزام ينظرون إليه كأنه فأر يجري فوق الجبل فالمسافة واحدة بينهم ! وهذا حال المغرورين يعيشون في خيال مرضي بعيدا عن البشر .
القصة الثانية فهي لمعلم لا يعلم كيف يتعامل مع التلميذ وكثيرا من أمثال هذا المعلم قد تسببوا في ضياع وإهدار طاقات بشرية هائلة فلينظروا إلى قصة علي بن أبي طالب وماذا فعل في صباه!وكم من حبة صارت شجرة ؟!
أم القصة الثالثة فهي تعبر عن الوهم بالخلود في هذه الحياة ووراثة الأنانية والإحتكار وموت الكرم باختفاء الضيافة .
لك مني كل الحب والتقدير ياأخي الكريم وشكرا لكفاحك الفكري وكرمك في مأدبتك الفكرية المتنوعة .


أخي الحبيب محمود
أولاً عودة بالسلامة لإنني افتقدت حضورك في الآونة الأخيرة وأهلا ومرحباً بإطلالتك السعيدة.
أعجبني تحليلك الدقيق والمصيب للقصص. كم من متعملق مغرور في كل أمة يعتبر نفسه الأقوى والأذكى والأوسع حيلة من الجميع، مع أنه صغير وضعيف في ميزان الاستحقاقات والقيم. القوة الفعلية في الوجود هي قوة الحق والفضيلة والعدل والمحبة والتعاطف.. هذه وحدها تثبت لأنها مدعومة كونياً وغير قابلة للفناء.
بالنسبة لقصة المعلم الذي اعتبرته لا يحسن التعامل مع التلميذ، فأظن أن هناك قراءتين، إحداهما حسبما تفضلتَ، أما الثانية فهي في تقديري درس في طول الأناة وعدم حرق المراحل، لأن الأهداف الكبيرة يلزمها المثابرة والصبر. وقد يكون المعلم امتحن تلميذه بتلك العبارات ليعرف مدى رغبته الجدية في تعلم ذلك الفن.
لك مني كل المحبة الأخوية
وعليك السلام يا صديقي