المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إرهاب وإرها ب : مقامة من مقامات مفجوع الزمان الجوعاني



محمد ملوك
02/03/2007, 10:35 AM
من مقامات مفجوع الزمان الجوعاني : [/]

إرهاب ... وإرهاب !!!



حدثنا مفجوع الزمان الجوعاني ، وهو من ضحايا القمع المجاني ، فقال : حدثني ابن أبي الرعايَهْ ، صاحب الألف حكاية وحكايهْ ، المتضلع في الإحتيال والنصب بالروايَهْ ، فقال : <<< لما كان الإرهاب دينا ليس له وطنْ ، وسنة يتشبت بها المولوعون بخلق الفتنْ ، وحلا يسلك دروبه الرازحون في ظلمة المحنْ ، وأنشودة يتغنى بها كل متمسلم كذابْ ، ينقم على المسلمين توجههم بإخلاص لرب الأربابْ ، ويحاول جاهدا من غير إزالة الغيوم والضبابْ ،إلصاق كل عمل تنبث منه رائحة الإجرامْ، بكل من يعتز بدين الإسلامْ ، ويفتخر بأن نبيه محمد عليه الصلاة والسلامْ ، نظمت بعض الجمعيات الوطنيَّــهْ ، التابعة لكتلة الأحزاب التقدميَّــهْ ، ندوة بإسم ضحايا كل الأحداث الإرهابيَّــهْ ، وكان موضوع الندوة التي احتضنتها وزارة الشبابْ ، وتكلفت بمصاريفها عجائز الأحزابْ ، هو البحث عن الطرق الناجعة لمحاربة الإرهابْ ، والسبل الكفيلة لمنع انتشارِهْ ، وتوعية الناس بمصائبه وأخطارهْ ، وتحذيرهم من عواقبه وأضرارهْ ، وحضر إلى هذه الندوة الشبابيَــهْ ، بعض الشخصيات الوطنيَّــهْ ، التي كان لها شأن في السنوات الماضيهْ ، و وزعت المداخلات على الحاضرينْ ، وحددت الفترة الزمنية المخصصة للمتدخلينْ ، ومنع الكلام على المتفرجين الجالسينْ ، واختلفت الأفكار والآراءْ ، وانصبّت كلها من غير استثناءْ ، في مجرى لا يرضاه رب الأرض والسماءْ ، فما من متدخل في الحوار متدخِّلْ ، وما من زاعم يزعم أنه الوحيد المتعقَّلْ ، إلا ويدين الإسلام وفي الإدانة لا يقلِّلْ ، فقد أجمعوا وكأنها خطة مدروسة بإحكامْ ، على أن الإرهاب نابع من ديانة الإسلامْ ، وأنه بيِّنٌ فيها من غير إبهامْ ، فآيات الجهاد في القرآن تدعو لذلكْ ، والمتمعن فيها هنا وهنالكْ ، يجد فيها تأصيلا لكل فكر هالكْ ، وحسب زعمهم فالسنة النبوية الشريفَـهْ ، رمز لكل تمييز وعنصرية عنيفَـهْ ، وما هي إلا عادة لفترة زمنية ظريفَهْ ، وما الدعوة للحية والحجاب والجلبابْ ، إلا عناوين عريضة من عناوين الإرهابْ ، ودعوة جاهلية من دعاوى أهل الغابْ ، وما التفريق بين الأنثى والذكرْ ، سواء في المضاجع أو في أقسام العلم المحتضرْ ، إلا شعار للإرهاب الجالب للخطرْ ، وما جعل القوامة بيد الرجال دون النساءْ ، إلا نداء للإرهاب والشقاءْ ، ودعوة للرجوع إلى الخلف والوراءْ ، وما الترخيص للحركات الإسلامية القائمهْ ، بالعمل ضمن الحياة السياسية الناعمهْ ، إلا تأجيج لنيران الإرهاب القادمهْ ، .... والحل الناجع حسب هؤلاء المتدخلينْ ، الكفيل بالقضاء على الإرهاب اللعين ْ ، هو الحد من انتشار الإسلام المبينْ، ولن يتأتى ذلك إلا بتقنين المساجدْ ، ومراقبة كل راكع وساجدْ ، ومتابعة كل من كان في الدنيا زاهدْ ، ووضع خطة كبيرة وطنيهْ ، لإدماج المرأة في التنميهْ ، وتحريرها من كل العادات والأفكار الرجعيهْ ، وفتح المعتقلات والسجونْ ، لكل من ينشد استخلافا في الأرض لا يهونْ ، ولكل من يجعل من الإسلام الصدر الحنونْ ، ومعاقبة من يقدح في أمريكا وإسرائيلْ ، سواء بالإكثار أو بالتقليلْ ، إما بالحبس وإما بالتغريب وإما بالتقتيلْ ، وتقديس شخصية الأمير والوزير والسلطانْ ، وسن القوانين التي تحرم على كل إنسانْ ، التعرض لهم بالنقد أو النصيحة أو أي شآنْ ، ونبذ الحركات الإسلامية وإعرابها مبنيا للمجهولْ ، وحصارها بالتشويش عليها في كل ما تفعل وتقولْ ، وإغواء أعضاءها بالمال والجاه وكل ما يجولْ ، .... وبينما هم كذالك في سب وقدح للإسلامْ ، وفخر ومدح لشيوخ الأحزاب التي لا تضامْ ، وتوجيه ونصح للحضور الكرامْ ، إذ قام من أمامي شاب جميل عجيبْ ، وقاطع ما تبقى من المتدخلين الشيبْ ، وقال بلسان ينم على أنه أديب لبيبْ ، : (( بسم الله الواحد القهارْ ، المتعالي الفرد الصمد الجبارْ ، الخالق للجنة والنارْ ، والواعد المومنن بالإستخلاف في الأرضْ ، والموعد الفجار بسلخ الجلد والعرضْ ، والمشرب إياهم شرب الحميم بالغيضْ ، وبعد فإني أقول لكم بعد الإعتذار عن المقاطعهْ ، والتنديد بدعوة الباطل للمضاجعهْ ، واستنكار كل تدخل ومرافعهْ ، إن الإسلام لم يكن في يوم إرهابَا ، وإن ما دعوتم إليه شيبا وشبابَا ، وعرجتم عليه ذهابا وإيابا ، خلط كبير في الأوراقْ ، وغلط تشتم منه رائحة النفاقْ ، ودعوة باطنة للفرقة والشقاقْ ، فما الإسلام إلا دين قيَّمْ ، به بعث خير معلمْ ، فصلي عليه يا حاضر وسلمْ ، وإذا صليت أقول لك من غير دورانْ ، إن الله لم يخلق الجن والإنسانْ إلا ليعبداه من غير زور أو بهتانْ ، فوضع شروطا للعبادَهْ ، وأحل أشياء من غير زيادَهْ ، وحرم أشياء كانت فيما مضى عرفا وعادَهْ ، وسكت عن أشياء من غير تفصيل أوبيانْ ، رحمة بنا غير نسيانْ ، ومن جملة ما حرم هذا الإله المنانْ ، قتل النفس بغير وجه للحقِّ ، سواء بالضرب أو بالشنقِ ، بالوأد أو بالحرقِ ، فأكرمها سبحانه وتعالَى ، ووعد من يقتلها بظلم لا بجهالَهْ ، بنار فيها العذاب العظيم يتعالَى ، وأما آيات الجهاد أيها الحضور الكريمْ ، فقد فهمها المتدخلون بعقل سقيم ْ ، يخبرنا والله عن جهل عقيمْ،فتلك الآيات وتلك النصوصْ ،تدعونا لبناء صف مرصوصْ ، ضد كل من يمكر بالمسلمين على وجه الخصوصْ ، أما أن نجعل منها سراجا منيرَا ، ضد كل من أمسى بالعصيان شهيرَا ، فهذا ما لا يرضاه المسلم كبيرا كان أم صغيرَا ، وإن الخطأ أكبر الخطأْ ، أن ننسى سورتي البروج والنبأْ ، ونستشهد بما جرى لملكة سبأْ ، ثم نأخذ كمثال لإطلاق الأحكامْ ، ما حدث لأمريكا قبل أعوامْ ، وما وقع في الجزائر قبل أيامْ ، من تفجير ودمار وإرهابْ ، وقعته جماعات البراري والغابْ ، فنلصقه بالإسلام من دون صوابْ ، والإسلام من ذلك والله بريئْ ، ونحن أمة إلى السلم تفيئْ ، وإني أقول لكم بلسان جريئْ ، حاشى لله أن يكون المسلم إرهابيَا ، ومعاذ الله أن يكون الإسلام دينا إجراميَا ، فاتقوا الله في دين كان ولا يزال وسيبقى ساميَا ، وإن زعمتم عكس ما أقولْ ، وأتيتم بالدليل والمدلولْ ، على أن القاتل للمقتولْ ، هو مسلم يدعي توحيده لرب الأربابْ ، ويفتخر بأنه منفذ لعمليات الإرهابْ ، ويعتبر ذلك شهادة يتقرب بها إلى الملك الوهابْ ، فإني أقول لكم وأنتم تسمعونْ ، والله المستعان على ما تصنعونْ ، : من صدّر الإرهاب غير حكام الجبرْ ، ووزراء القمع والنهب والقهرْ ، وأوضاع قلة الحيلة وكثرة الفقرْ ، أوليس من فجر الدار البيضاءْ ، في أسابيع الإحتفال بازدياد الرضَّع الأمراءْ ، هم شبان من التعساء الفقراءْ ، ... أولم يكن جور أمريكا وإسرائيلْ ، ونهجهما لسياسة الذبح والتقتيلْ ، ومحاربتهما لدين الإسلام الجليلْ ، سببا في تفجير ناطحات السحابْ ، ومخاضا تولدت عنه صناعة الإرهابْ ، ونهجا فاشلا يدعو للرد على الخنازير والكلابْ ، ... أوليس التمييز الطبقي بين أبناء الشعبْ ، وإحيائهم في ظلمات الكربْ ، وإرغامهم على الهجرة بالكره والغصبْ ، سببا في انتشار الإرهاب وأفكارهْ ، ومدعاة لتزايد أعداد أنصارهْ ، مادام الحوار مغلق عليه في دارهْ ، ؟؟؟ .... فعفوا أيها الحضور الكرامْ ، وعذرا أيها المتدخل الهمامْ ، على الإكثار من الحديث والثرثرة في الكلامْ ، فما أنا إلا شاب ناصحْ ، لا متمسلم في الإسلام قادحْ ، ولا إرهابي للإرهاب مادحْ ، فلكل شيء إذا ما تم النقصانْ ، وعليكم عوض توزيع التهم بالمجانْ ، وبدل الإغترار بخطى الصهيون والأمريكانْ ، أن تبحثوا عن الأسباب والدوافعْ ، التي تجعل من الشاب المستقيم اليافعْ ، يطلق الدنيا من غير رجعة راجعْ ، ليصوب المدافع والبنادقْ ، وليفجر نفسه من غير إعلان سابقْ ، وسط كل حانة يملكها زنديق فاسقْ ، فمعرفة الأسباب خير من جهلِهَا ، وإنهاء المشاكل يكون بمناقشة حلِّها ، وإحياء الأمة في عزة خير من جرها لذلِّها ، ))

فما كاد الشاب ينهي تدخله الرفيعْ ، ويرد على ترهات كل كذاب وضيعْ ، حتى صفق عليه الجميعْ ، ورضي بقوله كل من على دينه غيورْ ، وعلى إسلامه قابض وصبورْ ، فما هي إلا دقائق تدور وتدورْ ، حتى أطبقت الشرطة على المكانْ ، وحاصرت الندوة المرخصة من غير إعلانْ ، وطالبت الكل بالصمت والإذعانْ ، فتقدم مسؤول رفيع المستوَى ، وقال بصوت للشر قد نوَى ، أين الذي لركن الإرهاب قد انزوَى ، وبمس المقدسات قد افتخرْ ، وللجهاد ضد أمريكا قد انتصرْ ، وفي العواقب هو ما نظرْ ، فتوجهت أعين الحاضرينْ ، وتوجهت أصابع المتدخلينْ ، إلى ذات الشاب الرزينْ ، فوالله الذي لا إله إلا هو يا مفجوعْ ، لقد أخذوه من بين ظهرانينا حيث لا رجوعْ ، وقمعوه والكل يذرف عليه الدموعْ ، . >>

قال المفجوع : قلت لابن أبي الرعايَهْ ، ترى يا صاحب الشعر والغوايَهْ ، ما يكون مصير صاحبك في النهايَهْ ، فقال : << لقد إعتقلوه في واضحة النهارْ ، وأعلنوا كذبا في نشرة الأخبارْ ، أنه تم القبض على إرهابي من الأشرارْ ، كان يخطط لتفجير بعض المواقعْ ، ونسف بعض الشركات والمصانعْ ، بأسلحة ما لها وجود إلا في محاضر الماكر والمخادعْ ، والحكم عليه كما ينص على ذلك قانون الإرهاب و الإجرامْ ، سيكون لا محالة بالمؤبد أو بالإعدامْ ، والتهم الموجهة إليه من غير إبهامْ ، هي الإنتماء لديانة تزخر بأفكار الظلامْ ، سميت على إسم السلم بالإسلامْ ، ... وإني أستحلفك بالله يا مفجوع الزمان الجوعانِي ، ألا تحكي لأحد ما قصصته عليك منذ ثوانِي ، فما يلقاه ذلك الفتى لا أريده أن يلقانِي ، فلست أملك إلا الدعاء بالسر لا بالعلنْ ، فادعُ معي الله بقلب خالٍ من الفتنْ ، واسأله بلسان الصادقين المتيمين بجنات عدنْ ، أن يحمي هذه البلاد وينجي هذا الوطنْ ، من كل الشرور ما ظهر منها وما بطنْ والسلام على من آمن وبالله قلبه اطمئنْ . >

محمد ملوك
29/05/2007, 11:31 PM
http://elmafjoue.maktoobblog.com/