المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تتخلى أيران عن حصانها الخاسر في العراق؟؟



المهندس وليد المسافر
15/03/2010, 05:01 AM
هل تتخلى أيران عن حصانها الخاسر في العراق؟؟
لايخفى على مؤيد أو معارض لسياسات أيران في المنطقة أنها تمتلك من الدهاء السياسي والتعامل بنظرية الشد والجذب في سياساتها الخارجية والداخلية ما يجعلها تكتشف بأن المالكي لم يعد ذلك الحصان الرابح الذي أشركته في حلبة سباق العملاء للسيطرة على العراق، وهي مقامرة أستطاع دهاقنة الفرس من توجيهها لصالحهم طوال فترة الأربع سنوات الماضية، وبالرغم من التزوير الواضح والفاضح وصناديق الأقتراع المزورة المستوردة من أيران لقلب نتائج الأنتخابات، وبالرغم من سيطرة حزب المالكي على مقاليد الحكم بدعم أمريكي فارسي مما جعله يسيطر على مجريات الأنتخابات ودعمها ماديا وأعلاميا لصالحه بما يمتلكه من خزينة الدولة التي سخرها لحملته الأعلانية، وأيضا الخدمات الجليلة التي قدمها لأسياده في قم وطهران، بالرغم من كل ذلك نجده اليوم وقد توارى عن الأنظار، ليس بسبب ما أشيع أو تناقلته وكالات الأخبار ومواقع النت عن محاولة أغتياله و أجراءه عملية جراحية ما زال الغموض يكتنف جنباتها، ولكنه يعلم قبل غيره بأن ورقته قد أحترقت، ومهما تكن النتائج التي حصل عليها وقاتل من أجلها وصرف الملايين من قوت الشعب العراقي لشراء الأصوات من خلال توزيعه للبطانيات وكارتات الموبايل والمسدسات فإن المالكي لن يعود رئيسا للوزراء، فوجهه أصبح مملا ومزعجا حتى للذين أنتخبوه، واللعبة الجديدة تحتاج الى وجوه جديدة يتم التحضير لها في مختبرات أمريكا وأيران، وجها جديدا سيتفق عليه كل الأطراف ، مؤيدين أم صاغرين، فالمؤيدين للأئتلاف اللاوطني العراقي سيقولون مازلنا نمسك زمام الراحلة، والمعارضين الصاغرين سيقولون على الأقل هنالك تغيير في الوجوه لتستمر عملية التحالفات والأستقطابات مابين الكتل السياسية التي تتصارع اليوم على عدد الأصوات التي لن تغير شيئا في الواقع، فلو فازت القائمة العراقية بفارق قليل فعليها الأئتلاف مع بقية القوائم لتشكيل الحكومة، وعندها سيكون أمامها أختيارين أحلاهما مر، أما الأئتلاف مع دولة الفافون أو مع الأحزاب الكردية، وفي الحالتين فأن مستقبل العراق لايزال على كف عفريت الديمقراطية الدموية.
يخطأ من يظن بأن الشخوص تصنع السياسة، بل العكس، فأي وجه في الحكومة اليوم لايستطيع الخروج عن الرقعة المرسومة له من قبل أسياد اللعبة في العراق وهم المحتلين بكل أشكالهم الغربية والشرقية، فأذا ما فاز اياد علاوي فستكون تلك وجهة نظر السياسة الأمريكية لعراق مابعد أربع سنوات، وأذا ما فازت كتلة دولة القانون فأنها ستكون سياسة أيران في المرحلة القادمة ، وفي الحالتين فهي صراع ديكة في حلبة العراق يذهب ضحيته من غامر بنفسه وضميره لينتخب من سيقتله في المرحلة القادمة.
لن نظلم العراقيين بذهابهم الى صناديق الأقتراع وحصولهم على اللطخة البنفسجية، فقد عانى العراقيون كثيرا ولم يكن إلا الله بعونهم، فقد تخلى عنهم الجميع، ولكننا بالتأكيد سنتهم من عانى تلك السنوات العجاف، وقاسى الأمرين من عدم توفر الماء والكهرباء ونسبة ضئيلة من الأمن والأمان الهامشيين اللتان لن يقبل بهما حتى أضعف حيوانات الغابة، والسرقات العلنية الفاضحة لأموال العراق والنهب والسلب وتولي الوزارات أصحاب الشهادات المزورة، وتفشي المخدرات والأمراض، وبعد كل هذا ينتخب المالكي الذي جربه خلال تلك السنوات، فإن كانت تلك سذاجة فلابد أن تنتهي خلال أربع سنوات ليجرب بعدها سذاجته مع آخرين، أما إن كانت مع سبق أصرار وترصد فهي الخيانة بعينها.
نحن نعلم بأن القليل فقط من العراقيين أنتخبوا قائمة دولة القانون، وبأن الكثير قد زورت أصواتهم لتذهب الى المالكي بدلا من الآخرين، ولكن المؤكد بأن الكثير من العراقيين الشرفاء لم يغمسوا أيديهم بالحبر البنفسجي، وما تتناقله وسائل الأعلام من نسبة الستين والسبعين بالمائة كنسبة مشاركة للعراقيين في هذه الأنتخابات هي باطلة وكذب فاضح لاأساس له من الصحة، ومن أنتخب المالكي لايعدو رقما تافها وسيتحمل أولائك وزر أخطائهم بحق العراق وشعبه.
عاشت المقاومة العراقية البطلة الممثل الشرعي لشعب العراق
سلمت أيادي العراقيين النظيفة التي لم تتوسخ بالحبر البنفسجي
وليكن الله في عون من أنتخب فذهبت أصواته الى دولة القانون
وليحمي الله العراق في الأربع سنوات القادمة