المهندس وليد المسافر
15/03/2010, 07:54 PM
لبننة العراق بين التنظير والتطبيق
لربما كان من السابق لأوانه التنبوء بالمرحلة السياسية القادمة في العراق وما تحمله من أحداث متقلبة تختلط فيها الأوراق بقدر ما تتآلف فيها الأتجاهات المتضادة وتفترق المتقاربة منها، فقد أصبح العراق لقمة سائغة لكل من يظن بأن لديه الحق بقضمة من هذه الكعكة الغالية، ولن نذهب بعيدا في الظن إن قلنا بأن ما خططت له أمريكا للعراق من دمار وتفكك كان للآخرين وجهة نظر مقاربة للمشروع الأمريكي وإن أختلفت النوايا والأهداف، فعراق قوي ناهض يتسلق سلم التطور العلمي والعسكري والأقتصادي قادر أن يطيح بتطلعات دول المنطقة التي تكن العداء والبغض المستتر للعراق، لذلك كان المشهد في آذار 2003 جماعيا ضد العراق، كلا ً حسب نواياه ومقاصده، وقد توزعت الأدوار فيما بينهم وبما يتناسب وحجم الدور وتوافقه مع تطلعات تلك الدول، فهنالك صنفان من الدول التي حملت الراية الأمريكية لغزو العراق، الصنف الأول هي الدول المساعدة في الأحتلال والتي حاربت جنبا الى جنب مع القوات الأمريكية وأمدتها بكل ما تحتاجه من عدة وعديد وتأمين القواعد العسكرية والمناطق الآمنة للحشود الضخمة التي هاجمت العراق، وبعد أنتهاء العمليات العسكرية أصبح لها دورا فقط في تأمين الدعم اللوجستي لهذه القوات دون أن يكون لها تأثير يذكر في البعد السياسي للمشهد العراقي بعد الأحتلال، فهي تريد أن تبتعد عن أي تورط سياسي أو خسارة في عراق متأزم، كما إنها لاتريد التدخل في عملية سياسية في بلد مشحون طائفيا وقوميا وتتلاقفه الأزمات والحروب الأهلية، وهذه الدول الجارة للعراق تنتظر الفرصة السانحة للتدخل مرة أخرى بعد أن تكون الحرب قد أخذت ما أخذت وغربلت الأحداث الكثير من الطفيليات العالقة لتتدخل في صنع السياسة العراقية القادمة التي تخدم مصالحها وتبعد خطر تطلعات العراق المستقبلية والتي تخلصوا منها بأحتلال العراق.
الصنف الآخر من الدول المستفيدة من أحتلال العراق لها تصور آخر لعدو أزلي كالعراق، فحلمها في العراق لم يتحقق يوما عبر تأريخها القديم والحديث، فجاءت الفرصة السانحة هذه المرة عن طريق دبابات الشيطان الأكبر، فما كان منها إلا أستغلال الفرصة التأريخية التي لن تتكرر، فلعبتها بصورة أكثر غموضا ودهاءا من الدول من الصنف الأول، فهي لم تجعل من أرضها قواعد لإنطلاق الصواريخ على العراق، ولم تنطلق طائرات المحتلين من أراضيها لقصف العراق، ولم تشترك بجندي واحد في هذه المعركة غير المتكافئة، ولكنها قامت بتربية الأفاعي السامة لتنشرهم في العراق مع بوادر دخول دبابات المحتلين لتسيطر بعد ذلك سياسيا وأقتصاديا وثقافيا على المشهد العراقي الدرامي، ولتكون لها كامل السلطات في ديمقراطية غربية أتت بما تشتهي السفن الشرقية، فصالت وجالت في بلد النعمان لترد الصاع بصاع أمريكي الهوية الى حين.
اليوم وبعد سبع سنوات من التفاعلات والأضطرابات في الساحة العراقية، وبعد تجارب ناجحة وفاشلة في مختبر العراق أصبح واضحا لتلك الدول ومن الصنفان، المتحين للفرص والمستغل لها، أصبح واضحا اليوم بأن لاغنى صنف عن آخر، بالرغم من أختلاف القيم والمباديء والأهداف، وخاصة والمحتل الأمريكي يحاول جاهدا الخروج من العراق بأقل الخسائر المعنوية لدولة فقدت كرامتها في العراق، لذلك فأمريكا تحاول اليوم أيجاد آلية سياسية تضمن توافق دول الجوار عليها والمصنفة آنفا لتأمين أنسحابا هادئا وأنسيابيا ولو لفترة كافية، لذلك فسنرى في المستقبل القريب رحلات مكوكية لقادة القوائم المنتخبة الى تلك الدول وتحركات حثيثة لأنبثاق تكتلات بين قوى متصارعة سابقا تنتمي كل منها الى معسكرات مختلفة في التوجه والأهداف، وربما قد بدأت تلك التحركات منذ اليوم الأول للأنتخابات لتأمين خروج الجميع بنتيجة تتقارب والتوافقات بين تلك الدول وهذا مايفسر تأخير أعلان النتائج لحد اليوم، وكل ذلك طبعا تحت الخيمة الأمريكية التي لن يهمها عراق مابعد الأنسحاب.
وهنا نستطيع وبقدر كافي التقريب بين هذه التجربة المتوقعة لعراق ما بعد الأنتخابات الحالية وبين التجربة السياسية اللبنانية بعد الحرب الأهلية والتي مازالت لبنان تئن تحت تأثير ضغط نفس الدول المصنفة أعلاه والتي مازالت تسيطر على مسار أنتخاباتها وسياساتها الخارجية والداخلية لتجعلها رهينة مصالح تلك الدول الى ماشاء الله.
تبقى تلك التوقعات في إطار التخمين وليس التنبوء، فيجب علينا أن لاننسى موقف الشعب العراقي تجاه تلك المؤامرات، وعلينا أن لانغفل حقيقة وجود مقاومة باسلة قاسية على المحتلين تفعل فعلها على الساحة العراقية ولديها القدرة والأمكانية على أفشال تلك المشاريع بالرغم من تكالب الجيران والأعداء، وهي القادرة على رسم خطوط مستقبل العراق بعد أن كانت على قدر كافي بمسؤولية الدفاع عنه، وبأذن الله سيكون بمقدور المقاومة جعل مخططات الأعداء مجرد حبر على ورق.
لربما كان من السابق لأوانه التنبوء بالمرحلة السياسية القادمة في العراق وما تحمله من أحداث متقلبة تختلط فيها الأوراق بقدر ما تتآلف فيها الأتجاهات المتضادة وتفترق المتقاربة منها، فقد أصبح العراق لقمة سائغة لكل من يظن بأن لديه الحق بقضمة من هذه الكعكة الغالية، ولن نذهب بعيدا في الظن إن قلنا بأن ما خططت له أمريكا للعراق من دمار وتفكك كان للآخرين وجهة نظر مقاربة للمشروع الأمريكي وإن أختلفت النوايا والأهداف، فعراق قوي ناهض يتسلق سلم التطور العلمي والعسكري والأقتصادي قادر أن يطيح بتطلعات دول المنطقة التي تكن العداء والبغض المستتر للعراق، لذلك كان المشهد في آذار 2003 جماعيا ضد العراق، كلا ً حسب نواياه ومقاصده، وقد توزعت الأدوار فيما بينهم وبما يتناسب وحجم الدور وتوافقه مع تطلعات تلك الدول، فهنالك صنفان من الدول التي حملت الراية الأمريكية لغزو العراق، الصنف الأول هي الدول المساعدة في الأحتلال والتي حاربت جنبا الى جنب مع القوات الأمريكية وأمدتها بكل ما تحتاجه من عدة وعديد وتأمين القواعد العسكرية والمناطق الآمنة للحشود الضخمة التي هاجمت العراق، وبعد أنتهاء العمليات العسكرية أصبح لها دورا فقط في تأمين الدعم اللوجستي لهذه القوات دون أن يكون لها تأثير يذكر في البعد السياسي للمشهد العراقي بعد الأحتلال، فهي تريد أن تبتعد عن أي تورط سياسي أو خسارة في عراق متأزم، كما إنها لاتريد التدخل في عملية سياسية في بلد مشحون طائفيا وقوميا وتتلاقفه الأزمات والحروب الأهلية، وهذه الدول الجارة للعراق تنتظر الفرصة السانحة للتدخل مرة أخرى بعد أن تكون الحرب قد أخذت ما أخذت وغربلت الأحداث الكثير من الطفيليات العالقة لتتدخل في صنع السياسة العراقية القادمة التي تخدم مصالحها وتبعد خطر تطلعات العراق المستقبلية والتي تخلصوا منها بأحتلال العراق.
الصنف الآخر من الدول المستفيدة من أحتلال العراق لها تصور آخر لعدو أزلي كالعراق، فحلمها في العراق لم يتحقق يوما عبر تأريخها القديم والحديث، فجاءت الفرصة السانحة هذه المرة عن طريق دبابات الشيطان الأكبر، فما كان منها إلا أستغلال الفرصة التأريخية التي لن تتكرر، فلعبتها بصورة أكثر غموضا ودهاءا من الدول من الصنف الأول، فهي لم تجعل من أرضها قواعد لإنطلاق الصواريخ على العراق، ولم تنطلق طائرات المحتلين من أراضيها لقصف العراق، ولم تشترك بجندي واحد في هذه المعركة غير المتكافئة، ولكنها قامت بتربية الأفاعي السامة لتنشرهم في العراق مع بوادر دخول دبابات المحتلين لتسيطر بعد ذلك سياسيا وأقتصاديا وثقافيا على المشهد العراقي الدرامي، ولتكون لها كامل السلطات في ديمقراطية غربية أتت بما تشتهي السفن الشرقية، فصالت وجالت في بلد النعمان لترد الصاع بصاع أمريكي الهوية الى حين.
اليوم وبعد سبع سنوات من التفاعلات والأضطرابات في الساحة العراقية، وبعد تجارب ناجحة وفاشلة في مختبر العراق أصبح واضحا لتلك الدول ومن الصنفان، المتحين للفرص والمستغل لها، أصبح واضحا اليوم بأن لاغنى صنف عن آخر، بالرغم من أختلاف القيم والمباديء والأهداف، وخاصة والمحتل الأمريكي يحاول جاهدا الخروج من العراق بأقل الخسائر المعنوية لدولة فقدت كرامتها في العراق، لذلك فأمريكا تحاول اليوم أيجاد آلية سياسية تضمن توافق دول الجوار عليها والمصنفة آنفا لتأمين أنسحابا هادئا وأنسيابيا ولو لفترة كافية، لذلك فسنرى في المستقبل القريب رحلات مكوكية لقادة القوائم المنتخبة الى تلك الدول وتحركات حثيثة لأنبثاق تكتلات بين قوى متصارعة سابقا تنتمي كل منها الى معسكرات مختلفة في التوجه والأهداف، وربما قد بدأت تلك التحركات منذ اليوم الأول للأنتخابات لتأمين خروج الجميع بنتيجة تتقارب والتوافقات بين تلك الدول وهذا مايفسر تأخير أعلان النتائج لحد اليوم، وكل ذلك طبعا تحت الخيمة الأمريكية التي لن يهمها عراق مابعد الأنسحاب.
وهنا نستطيع وبقدر كافي التقريب بين هذه التجربة المتوقعة لعراق ما بعد الأنتخابات الحالية وبين التجربة السياسية اللبنانية بعد الحرب الأهلية والتي مازالت لبنان تئن تحت تأثير ضغط نفس الدول المصنفة أعلاه والتي مازالت تسيطر على مسار أنتخاباتها وسياساتها الخارجية والداخلية لتجعلها رهينة مصالح تلك الدول الى ماشاء الله.
تبقى تلك التوقعات في إطار التخمين وليس التنبوء، فيجب علينا أن لاننسى موقف الشعب العراقي تجاه تلك المؤامرات، وعلينا أن لانغفل حقيقة وجود مقاومة باسلة قاسية على المحتلين تفعل فعلها على الساحة العراقية ولديها القدرة والأمكانية على أفشال تلك المشاريع بالرغم من تكالب الجيران والأعداء، وهي القادرة على رسم خطوط مستقبل العراق بعد أن كانت على قدر كافي بمسؤولية الدفاع عنه، وبأذن الله سيكون بمقدور المقاومة جعل مخططات الأعداء مجرد حبر على ورق.