المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مساعدو الرئيس البشير ونائبه



عروة الصادق اسماعيل حمدون
17/03/2010, 01:00 PM
مساعدو الرئيس البشير ونائبه

الإنقاذ من مربع (1) إلى المثلث والعكس

في مخيلتي أن اليوم من أيام الله الجمعة 30 يونيو من العام 1989م ، وقد أتي إلى بلادنا من الخارقين للعادة ممن سكنوا الديار فأورثوها الفساد والكساد والدمار والبوار، كانوا عصابة متدثرة بالبزة العسكرية، وحفنة من الشموليين ممن خانوا عهود الديمقراطية وميثاق حمايتها، سكنوها في ليلة ظلماء غبراء حتماء عرجاء صماء بكماء، مشلولة بكل معنى الكلمة.

يكفيهم أن حكموا ((21 عاما)) إلا بضعة أيام، لن أخوض في رجس وإثم ما فعلوه من غدر ولصوصية وخيانة وتشويه لصورة الدين القويم.

إلا أن مساعدي قائد الثورة بعد أن شارفت أيامهم على الأفول والاجتثاث، هموا بالعودة إلى المربع(1) مربع المخاشنات والمماحكات والمصادمات، إذ أن مخاشناتهم الكلامية التي لا ضبط لملفوظياتها التي تعف الأقلام عن تسطيرها والأفواه عن نطقها، فألسنة السوء سياط لهب على ظهور القائلين به.

وما يتفوه به زبانية النظام وبطانة الرئيس على وجه الخصوص أصدق مثال على هذا السوء اللفظي.

أما المخاشنات المحسوسة ماديا والمدسوسة والمدبرة من "شجرة السوسة" فعلا باليد أو إيعازا للضد ، فقد ناءت قلوبنا وضاقت بها وصرنا عند سماعها نتميز من الغيظ إلا أن الله وهبنا قولا يمحوا ما يمكرون:)خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(200)الأعراف

وقول الشاعر:

يخاطبني السفيه بكلّ قبحٍ فأكره أن أكون له مجيباً

يزيد سفاهة وأزيد حلماً كعود زاده الإحراق طيباً

كذلك قول الحكيم الخبير:

{ وإما ينزغنّك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنّه سميع عليم } والشياطين قد تكون من الإنس والجن، وقد نلنا نصيبنا أناسيا كثيرا،ومع ذلك نترفع لأنّ في مجادلتهم ومسافهتهم مع ذكرهم بأسمائهم تكريماً لهم، ورفعاً لشأنهم، مع وضاعتهم وخستهم.

أيضا تجد المماحكات في تعجيل دفع استحقاقات التحول الديمقراطي الكامل ودفع فاتورة السلام العادل الشامل. والمماحكات في إكمال الإجراءات اللوجستية والدعم الحكومي لمن يخوضون الحملة الانتخابية من مؤسسات حزبية أو قوى سياسية في سبيل الإيفاء بقانون الانتخابات الذي صاغته أقلامهم وصادقه برلمانهم، مع ذلك يخونون أنفسهم ولا يلتزمون بما ألزموا به أرواحهم.

من مربع الإنقاذ الأول و الشبيه للسيناريو المايوي، والذي هو أفضل سوءا من حيث الممارسة إذ أنه وزع صكوك الموت على الأنصار فقط ولم يعممها على بقية الشعب السودان، ملحقا بعض الأذى بمن أتوا به إلى السلطة.فالإنقاذ في (مربع "1") كانت أعدل وأفضل من حيث تقسيمها للحقوق الوطنية والدينية والإنسانية والأخلاقية- المزعومة- بين الناس بالتساوي وسأبين ذلك تفنيدا:

أولا الحقوق الوطنية: فقد وجدت المليون ميل مربع كاملة السيادة ترابا وشعبا وقرارا، ولحرصها السديد على العدل عند نهايتها من الإقرار بإدخال كل الدول "المتحشرة" دون استثناء في الشأن السوداني، فأدخلوا بموجب ذلك وبرضاهم التام بعثات أجنبية "كاملة الدسم" ، ولشعورهم بأنهم لم ينصفوا بقية الأقاليم أدخلوا ضعفهم ثلاث مرات في إقليم آخر باسم (الهجين)، وأكملوا العدالة الوطنية بإدخال مزيد من القوات في شوارع الخرطوم وشارع على عبد اللطيف يشهد على ما أقول حيث أخوتنا الأمريكان" اللي ليهم تدربنا".

العدالة الوطنية توالت حلقاتها بتوزيع فرص الفصل من الخدمة المدنية والعسكرية على كل البيوت السودانية بالتساوي بدأ من رئيس وزراء السودان الشرعي إلى فصل قردة حديقة الحيوانات بالمقرن والتي لجأت إلى أشجار جامعة الخرطوم.

مما لا شك فيه أنهم وزعوا الخيانة في كل مدينة إن لم يكن في كل قبيلة أو عشيرة أو بيت عن طريق جواسيسهم وعيونهم بدأ من الخيانة الأولي للعهد والميثاق الديمقراطي.

ثانيا العدالة الدينية: فقد ساوى النظام بين الناس في تبغيض الدين لديهم والتدين بشتى أنماطه، إذ جعلوا تجربتهم الجهادوية الظلومة باسم الدين أنموذجا يحتذي به بني صهيون في اقتلاع بذرة الدين التي غرسها نبي الرحمة في صدور المسلمين وبذلك يتمكنوا من إرباك قلوب الأمة.

أيضا استطاعوا أن يفخخوا عقول الأمة جميعها ويوحدوها قهرا بأن هي للمال " عفوا لله" كما كانوا يدعون فجعلوا ف كل بيت شهيدا أو لنقل قتيلا من كلا الجانبين كما قال كبيرهم.

الطريف في الأمر أنهم قالوا بادئ الرأي أن صوت المرأة عورة لذلك أصروا على أن يساوها قدما مع الرجل بجعل صوت الرجال الذين- ( ينصحون ويصدحون بالحق)- عورة. ظهور هذه العورة يوجب العقاب الدنيوي بالجلد والبطش الشديد والتعذيب، والجزاء الأخروي على حد قول فقهائهم "فقهاء السوء" بأن من خالف- والي الأمر- وشاقه في أمر فقد شاقق الله ورسوله ودبجوا فتواهم بالآيات والأحاديث.

ثالثا المساواة الإنسانية فقد ساوى هذا النظام العادل بين الناس وعدل في توزيع الظلم بينهم انسانيا، إذ أن كل شخص من بني السودان نال ما يكفيه من العقوبات الجسمانية ضربا بالهراوات من مكافحة الشغب والنظام العام و.. وأجهزة الأمن القمعية، أو تعذيبا في بيوت الأشباح مكان إزهاق الأرواح، أو حرقا بما يسمونه "فنون التحري والاستجواب" فيكون الحظ الأوفر"توزيعات- أو خسائر تحري".

وقد نالت كل نساء السودان خصوصا ورجاله عموما حظا أوفر من العطالة عن العمل والعنوسة إذ أن الأخيرة عطالة من نوع آخر.

ولا غرابة أن تكون أزمة العطالة بعينين، عين العمل وعين العنوسة وآثفة الأثافي الكبرى هي عين الرئيس، وعين نائبه وعين الحانوتي ووزير دفاعه وعطائة في رئاسة الأجهزة الأمنية.

إذا المصيبة "عين" لأن العين الساهرة على خدمة الشعب أظهرت بطشها وجلدها على ظهور الأمة.

أخلاقيا: بدءا بالشباب الذي صار يتسول بعضه بعضا مقننا التسول بمفردة ( الشيرنق) مع علمنا التام بأن الرئيس ونائبه ومساعديه وشهادتنا لهم بأنمهم لم يكونوا متسولين قط والحق يقال لأن الدولة كانت تتكفل برعايتهم وإغنائهم حتى أبناء الذين كانوا يعملون في أكثر المهن هامشية لم يتسولوا قط.

فقد كانوا طلابا نظافا، عفافا، شباعا، ولم يبيتوا ((دت)) جياعا وهم طلاب.

من التردي الأخلاقي الدناءة فقد صار الكل ينظر إلى ما في يد غيره لأن المحسوبية والحزبنة لها دورها في أن تدخل وتهب للموالي المكان الخالي ومن الممكن إخلاء هذا المكان أو اقتلاع ذاك الشيء من يد ذوي الكفاءة ومنحه لذوي المحسوبية.

كما أن النظام وزبانيته لم يقصروا في توزيع تعاليم الرقص بين الناس والشباب خصوصا بالتساوي فقد شوهوا عرضة الفراس وصقرية الحراس وهزة النحاس. فصار الرجال والنساء يتبارون في زيادة أحجامهم وعضلات أرجلهم لإظهارها في الرقص "البشري" إن لم أكن نسيت حرفا.

أما النائب والمساعدين والمثلث المنهار فقد بان لأخينا النائب وصاحبه المبعد من الوزارة والقابع في الخرطوم في قلب العمارة بجوار السفارة فقد ثبت لهم خلل القاعدة الهندسية للمثلث.

وذلك لانفراج زاوية الرؤية المعارضة لهم في قاعدة المثلث على طول الخط الرابط بين سنار الجبال أم جديان كنانة ربك كوستي تندلتي أم روابة الأبيض بشمال كردفان مرورا بكل القرى الأنصارية والمسحوقين فيها والمهشمين المحطمين ففي ولاية سنار حاول الوالي تنظيف وجهه والحفاظ على مائه الذي اندلق منذ أن وطأت قدماه أرض الولاية بتشريد مزارعيها وترويع أبريائها وطرد شرفائها وفصل كرمائها وبيع أراضيها و
أملاكها العامة هو وزبانيته، بذات القدر –انعوج- الضلع الثالث من المثلث في الأعوج بالنيل الأبيض وولاة الولاية على تواترهم من الشيخ إلى الدكتور والأستاذ وبقية الرهط المفسدين طبقوا ذا التجربة العباسية السنارية في النيل الأبيض إلا أن وجه النيل الأبيض لم يسود بعد، لأن فيه صرة الأمل أبا وشيكان والمرابيع وأم رمتة وطريطر وأسك والشلشالة وكرج وأم بعتوت والطويلة وقلي وود شمام والشوال وأم جر ومديسيس وآخرون أحرار في شمال الوادي رأس المثلث في دنقلا وكجبار وأمري والقولد ورومي البكري يعاقبون هذه الأيام مستشار الرئيس رجال ونساء في الدبة والغابة ونهر النيل صرة كيان الأنصار في الشمال عند أعلى قمة مثلث الوزير -الموقوف من الخدمة مؤقتا- كل هؤلاء داخل المثلث المشئوم معهم رقعة جغرافية زراعية كبري هي الضلع الثالث للمثلث وفي قلبه وهي مشروع الجزيرة الذي انتفض أهله في الحلاوين والعقدة والشرفة وبارك التبوب وآخرين من دونهم لا تعلمونهم ولا أعلمهم لكن الله يعلمهم.

وبانهيار المشروع الأول الحضاري الاستهبالي والمثلث الملعون الغير محمود انهار النظام فلماذا يعول طاغية اليوم على أن يفوز في بلد انهارت نظرية إعادة صياغة الإنسان فيه؟؟

كل ما قد سبق يعد قليلا جدا أمام محارق دارفور وكلازار الشرق وبترول الجنوب المنهوب، وغبائن المبعدين المضمرة في صدورهم.

جيل اليوم يا سادتي مع كل ما سبق يحدوه الأمل والتطلع للخلاص هذا الأمل مصحوب بالعمل الجاد والحثيث على اجتثاث شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين، بل اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار صبت عليها لعنة عيال الله جميعا في السودان وغيره من البلدان المجاورة.

فهذا الجيل داخل وخارج المثلث مستعد يا مساعد الرئيس كما السامواراي لا يهاب الموت لأنه حتمية كونية فهو مستعد للمواجهة المحترمة إن أردتم وجاهز لكنسكم في قاعات الاقتراع أو إن اخترتم جاهزون لإيقاعكم في حفر الابتلاع، لذالك تعلموا من ماضيكم فإن: ((فإن المُنْبَتَّ لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى)).