المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة إلى المترجم الشاعر صلاح محاميد



منذر أبو هواش
02/03/2007, 07:57 PM
ملحمة جان دارك كنبتها
الشاعرة الإيطالية العجوز ماريا لويزا سباتسياني
وترجمها من اللغة الايطالية إلى اللغة العربية
الشاعر الفلسطيني المبدع صلاح محاميد

لا تزال النسخة العربية للملحمة (تحت الطبع)
لكن الشاعر الكبير زودني مشكورا بنسخة منها
وطلب رأيي فيها، فكانت هذه الخاطرة

ملحمة جان دارك العربية
ترجمة الأصل عن الأصل
وترجمة الشاعر عن الشاعر

بقلم . منذر أبو هواش
الجمعة 02/03/2007

إلى الأخ الشاعر الدكتور صلاح محاميد
بمناسبة صدور الترجمة العربية
لملحمة جان دارك الشعرية الايطالية

أعتقد أن الصداقات (الافتراضية) الحبية والحميمية التي تنشأ على هامش الانترنت في عصرنا هي من أجمل النتائج الجانبية أو الحقائق الايجابية التي تنتج من خلال الاحتكاك والتفاعل الإنساني عبر هذه النعمة التواصلية. وأما وصفي لهذه الصداقات بأنها (افتراضية) فهو لكونها تحدث وتحصل في أوساط الانترنت الافتراضية. مع أنني أعتقد بوجوب تسميتها بـ (الحب في الله)، وذلك لكون مشاعر الصداقة والود والحب الراقية هذه تتكون في معزل بعيدا عن أية علاقات أو ارتباطات مادية، وهي لذلك تعتبر في رأيي المتواضع علاقات نظيفة طاهرة خالصة ومن أرقى أنواع العلاقات والمشاعر التي شهدها التاريخ البشري.

أقول ذلك لأنني لم أعرف الدكتور الشاعر صلاح محاميد، ولم أعرف كثيرا من إخواني الأدباء والشعراء الآخرين الذين أصبحوا أخوة لي في الله، أحبهم ويحبونني إلا عن طريق الانترنت، بعيدا عن أي من وسائل الاتصال الأخرى. مع أن بعض هؤلاء الأصدقاء، لا يكتفون بهذه العلاقة، وإنما تجدهم في سعي دائم لتنميتها وتطويرها وتعزيزها من خلال الاتصال الهاتفي أحيانا، وربما الشخصي في أحيان أخرى إذا توفرت الظروف المواتية.

لذلك أيضا أشعر بسعادة عارمة لا توصف عندما يخرج بعضهم عن العمومية والجدية فيتجاوزون الاتصال والمتابعة على الانترنت، إلى الخصوصية والحميمية من خلال الاتصال المباشر عبر وسائل الاتصال المباشرة الأخرى. وعندها تتجسد أنبل المشاعر الإنسانية بأبهى صورها، ثقة بثقة، وودا بود، وحبا بحب.

نعم، هكذا كان تعارفي مع الشاعر المبدع صلاح محاميد، وهكذا كان الاتصال، وهكذا نشأت الصداقة وهكذا كان الإعجاب الصادق المتبادل.

لكن الجانب السلبي للمعرفة والتعارف بهذه الطريقة صوره الشاعر العربي بقوله (أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه)، وذلك لأن الصورة التي يكونها الناس من خلال مسموعاتهم تكون أبهى وأكثر إشراقا من الصورة الحقيقية الواقعية للإنسان. وذلك لأن بعض من قرءوا كتاباتي ظنوني أديبا، وبعضهم ظنوني عالما، وآخرون ظنوني ناقدا، مع أنني في حقيقة الأمر لا أظن نفسي واحدا من هؤلاء!

ولعل هذه الحقيقة المرة بالإضافة إلى الصداقة هي ما دفع شاعرنا الأديب لأن يطلب رأيي في عمله الضخم الرائع.

يختلف الكثيرون في تعريف النقد، لكن أحد الشعراء العرب أفلح في تعريفه من خلال تعريفه للموت حين قال: الموت نقاد على كفه --- جواهر يختار منها الجياد. فالنقاد في الأصل هو الشخص الذي يقوم بفرز الجواهر والتنقيب فيها من أجل فصلها بحسب التدرج في جودتها إلى أنخاب أول وثاني وثالث وهكذا. وهو الشخص الخبير الذي يملك المعرفة والصلاحية لكي يقول: هذا جيد وهذا رديء! لذلك فإن عمل الناقد لا يختلف عن عمل النقاد، فالاثنان يميزان الخبيث من الطيب، وتتركز مهمتهما في استبعاد الخبيث، والإبقاء على الطيب وتثبيته.

لذلك فمهمة النقد مهمة صعبة، ولذلك أيضا فقد نبهت أخي وصديقي الشاعر صلاح محاميد سلفا إلى حقيقة عدم كوني من النقاد المحترفين، لكنني ردا على حسن ظنه بي سوف أكتفي بأن أقول رأيي الشخصي كمتذوق فقط لا أكثر ولا أقل!

ولا يسعني في البداية إلا أن أبارك للشاعر على عدة نقاط من أهمها:

1- الجهد الذي بذله الشاعر جهد مضاعف، فعمله هذا حصيلة لجهدين: جهد المترجم وجهد الشاعر.

2- جرت العادة أن الأعمال الأدبية العالمية تترجم في البداية إلى اللغة الانكليزية، ومن خلال هذه الترجمة تتم ترجمة هذه الأعمال إلى اللغات الأخرى. لكن الذي حدث هنا هو أن الترجمة تمت مباشرة من اللغة الأصلية إلى اللغة العربية، وهذه تعتبر انطلاقة جديدة، وفتح جديد، وسنة حميدة، ومثال يحتذى، لأن الأفضل والأصوب بطبيعة الحال أن تتم ترجمة الأعمال الأدبية من لغاتها الأصلية مباشرة، وذلك لأن تتدخل اللغة الانكليزية كلغة وسيطة من شأنه أن يفقد العمل الأدبي كثيرا من أصالته وجزالته ومواصفاته، وهذا ما لا يحبذه الكتاب الأصليون على حد علمي.

3- ترجمة الأعمال الأدبية الإيطالية إلى العربية فيه تعزيز للثقافتين العربية والايطالية، فضلا عن مساهمته الجانبية في تعزيز العلاقات الثقافية والثنائية والإنسانية بين الشعبين العربي والايطالي.

4- هذا العمل الذي ترجمه شاعر فلسطيني هو إسهام من نوع آخر في دعم الوجود الفلسطيني، فأعمالنا الأدبية تدل علينا, وهي من الأدلة القوية على وجودنا، أنا أنتج وأساهم في الأدب العالمي ... إذن أنا موجود!

أما ملاحظاتي الفنية التي لا تنتقص من عظمة هذا العمل الأدبي الفذ فهي:

1- كنت أتمنى لو أن الشاعر اكتفى بالترجمة النثرية للملحمة، ولو أنه ابتعد عن تعمد إنهاء الأبيات الشعرية بالقوافي، لأن القارئ يشعر بأن هذا الأمر كان مقيدا للشاعر، وربما كان سببا في خروجه أحيانا عن النص الأصلي، وفي تجاوزه له.

2- طباعة الملحمة بنص متوازن يملأ السطر لم تكن موفقة، وأعتقد أن التفاوت بين أطوال الأبيات الشعرية في نصوص الشعر النثري تعتبر من المظاهر الجمالية المريحة للشاعر وللقارئ.

3- من خلال قراءتي للمقدمة فهمت أن الشاعر كان متسرعا، لذلك أتمنى إعادة الترجمة في طبعة جديدة مع أخذ هذه الملاحظات وغيرها بعين الاعتبار، وقد يكون من المفيد أن يتم عرضها على مدقق لغوي قبل دفعها إلى الطباعة.

ودمت بخير،

منذر أبو هواش

صلاح محاميد
03/03/2007, 01:35 AM
أشكر ألأخ ألأديب القدير منذر أبو هواش وطبعاً سوف أعتبر الملاحظات القيمه واتعهد بنشر الملحمة بعد إستئذان المؤلفة لإحترام حقوق النشر.
صلاح محاميد