المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صداقة ( قصة قصيرة )



مسعدالنحلة
18/03/2010, 01:27 PM
صداقــــــــة



إنك حقا أخي وصديقي .. لم أنس يوم كتبت إلى .. وأنا أرقد على خط جبهة القتال .. في انتظار التعليمات بالبدء في التراشق مع العدو .. وصلني خطابك .. استلمته من مندوب البريد الحربي ، واحتفظت به في جيب سترتي .. نسيته .. أنسانيه أصوات الرصاص والانفجارات وصيحات الانتصار مع كل إصابة لفرد من أفراد العدو .. انتهى التراشق مع نهاية اليوم .. وحلول الظلام .. ضمدنا جراحنا البسيطة .. ونقلنا جرحانا للمنطقة الخلفية لاستكمال الإسعافات اللازمة .. دخلت في ملجأي الميداني .. ألقيت جسدي على الفراش دون أن أنزع ملابسي فنحن دائما على أهبة الاستعداد في أي وقت .. دسست بعفوية يدي في جيبي .. لمست خطابك الذي نسيته .. فضضته في شوق حتى أن طرفا منه تمزق في يدي من اللهفة .. كاد قلبي يقفز بين ضلوعي مع كل كلمة ترنم بها قلمك .. ورفت روحي بشرا وترحيبا مستقبلة كل ما كتبت في ود وشوق .. لم تبادرني أي بادرة شك في صدق تعبيرك الذي أحسست فيه بالنبض والحرارة .. تكاد تلفح وجهي .. كنت أخالك تخرج من بين السطور .. تكلمني .. وتحثني .. تحدثني في صدق وحكمة بما يحويه مكنون صدرك من نبل وإخلاص .. تشد من أزري في الدفاع عن الأرض والعرض .. كأنك معي في الخندق تحمل السلاح معي .. وتصوب نحو العدو .
صدقني يا أخي .. لم أكتب إليك إلا بعد نداء حار ، وإلحاح شديد من نفسي .. التي نفحتها أنت معنى جديدا ، وعظيما في التعامل والصداقة الحقة .. الحرص على الوقوف بجانب الصديق وقت الشدة .. لقد جسدت لنفسك في خيالي تمثالا ـ لا تضحك إذا قلت تمثال تشكيلي أو تجريدي ـ ولكني فعلا أعني ما أقول .. بما يحويه هذا الفن من غموض وعمق .. لا ندركه إلا بتأثيره في النفس والوجدان .. فلا يفهمك أيها الصديق الحق إلا من يغوص في أغوارك .. ويجول في أعماقك الثرية .. ليكتشف ما فيها من در النزاهة .. وكنوز الصدق .. وتبر الإباء والشمم .. كما يبحث المتذوق في أعمال الفنان التشكيلي وإبداعه عن معالم الجمال والصدق وسر الحياة والإحساس النابع من الوجدان المرهف الحس .. العميق الإيحاء .. ولن أبالغ إذا قلت أن نظرة عابرة إليك لن تكشف فيك مواطن النبل والثراء بمعناه الدقيق .. لأن الخصال الجميلة ليست مظهرا يبرزه الملبس .. ولكنها لغة سامية حساسة التعبير تتناقلها مواطن النفس الرحبة والقلب الناصع البياض .. فلا غرو ولا عجب يا أخي أن يقفز قلبي بين ضلوعي فرحا .. فيرد عليه عقلي بابتسامة صادقة بقوله ( لقد صدق حدثي في طيب خصال ونبل مروءة هذا الصديق ) .
أكتب إليك الآن يا أخي .. قبل أن نلتقي .. لتسجيل خلجة رائعة وإحساس صادق .. في التو واللحظة .. معبرا عن شعوري وإحساسي .. واسمح لي أن أتركك الآن .. فقد بدأ تراشق غادر من جانب العدو .. وعلينا أن نقف له بالمرصاد .. فيبدوا أن خسائره كانت كبيرة في التراشق السابق ... تحياتي .
ــــــــــــــــ

مجذوب العيد المشراوي
19/03/2010, 08:48 PM
اللهم لك وحدك أن تعز ّ هؤلاء ..

رسالة من شجون

مسعدالنحلة
30/03/2010, 12:52 PM
اللهم لك وحدك أن تعز ّ هؤلاء ..

رسالة من شجون

شكرا جزيلا اخي الاستاذ مجذوب
شرفني مرورك الكريم
مع تقديري واحترامي