المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مفتاح سحري



تسنيم زيتون
18/03/2010, 08:55 PM
مفتاح سحري

هذا الإنسان المنظور ما خفي منه أكبر وأعظم بما لا يقاس مما ظهر. ولعل مظهره الخارجي هو تعبير مادي لمظهر مماثل إنما متوارٍ عن الأنظار.
الإنسان الظاهر له مواصفات عامة ووظائف محددة يشترك فيها الجميع تقريباً. وصنوه الخفي له أيضاً مواصفات إنما هناك تفاوت بيّن بينَ شخص وآخر مرده التركيبة المعنوية أو البنية السيكولوجية لذلك الشخص.
الكل تقريباً يتمتع بهبات لا مادية تتمثل في:
عقل يفكر..
وعاطفة تشعر..
وضمير يقيّم..
وإرادة تفعل..
ونية تخطط ..
وحرية اختيار ترفع أو تخفض صاحبها بحسب حُسن أو سوء استخدامه لها.

هذه العناصر المعنوية هي الخريطة الدقيقة التي على أساسها يقوم بناء الإنسان. أما المهندس فهو الإنسان نفسه، إذ كل واحد منا يخطط حياته بنفسه ويبني كيانه بيديه.
عندما منحتنا الحياة حرية الإختيار وضعت في يدنا المفتاح السحري إلى قلبها الذي هو غاية الغايات ومنتهى السعادات. ومن هذا المنطلق يمكننا القول أن الإنسان يحاسب نفسه، ثواباً أو عقاباً، بحسب تصرفه وكيفية تصريف طاقاته الممنوحة له ليستخدمها في خدمة نفسه وخدمة الآخرين إبان إقامته الموقوتة على هذه الأرض.جدير بالذكر أن الطاقة الممنوحة للإنسان هي محدودة بالرغم من كون مصدرها لا محدود.. وأن إهدارها يعني فقدانها ولو جزئيا، وبالتالي تضاؤل المقدرة على الوفاء بمتطلبات الحياة بالقدر اللازم.
معلوم أن النشاط الجسدي يلزمه طاقة لتحريك الآلة الجسدية لأداء وظائف معينة. ومعلوم أيضاً أن النشاط العقلي يلزمه وقود طاقيّ لا يقل عن ذلك الذي يتطلبه نظيره الجسدي.
الإنسان يعوم في بحر من الطاقة الكونية التي لا تنضب. وعلى قدر تواصله مع تلك الطاقة يستمد نشاطه ويجدد حيويته. ولا يمكن التواصل مع الطاقة الكونية إلا بالنوايا الطيبة والتفكير السليم.
وبما أن تلك الطاقة هي واعية وإيجابية في طبيعتها، وكذلك لا متناهية في قوتها – كونها تسند الكون وما فيه - فإن التفكير الإيجابي يسهّل التواصل معها وبالتالي الإستفادة منها إلى أقصى حد.
الوجود بأسره قائم على الخير وأسسه لن تتغير بالرغم من الشرور الكثيرة التي صنعها وما زال الإنسان يصنعها ويتفنن في ابتكارها. والتناغم مع الحياة بمعناها الأكبر يقرّب الإنسان من ذلك المصدر الذي هو مستودع لا ينضب من الطاقة الحيوية المتجهة دائماً وأبداً في مسارات دقيقة لا تضل سبيلها ولا تخطئ هدفها.
الإنسان ليس مرغماً للتناغم مع مسيرة الحياة، وبما أنه يمتلك حرية الإختيار فله الحق في التصرف بالكيفية التي تروق له ويرتاح لها. لكنه قد يجد أن المضي في مسار مغلوط يسبب له ألماً وضيقاً نفسياً، وقد يكون ذلك الألم بمثابة مؤشر إلى ضرورة التعديل والتصويب في الإتجاه الصحيح.
ولو تتبعنا القوى الدافعة للعمل الحركي لوجدنا أن العناصر اللا مادية تلعب الدور الرئيس في تجسيد ذلك العمل. فهناك الفكرة الأولية التي تحولت إلى أمنية ثم إلى رغبة ثم إلى نية ثم إلى إرادة وبالتالي إلى العمل نفسه.
ومع أن لكل عنصر من تلك العناصر أهمية خاصة، فإن النية تلعب دوراً أساسياً في أفعال الإنسان وتصرفاته لأنها المخطـِّط السري الذي يقوم باستقطاب القوى اللازمة وبالتالي إطلاقها لتحقيق غاية ما. لذلك اخترت عنوان: النية منصة إطلاق.
حقاً إن الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى


الكاتب الكبير العزيز على قلبي :
محمود عباس مسعود

ناصر محمود الحريري
18/03/2010, 11:34 PM
شكراً لك تسنيم
اختيار موفق لكاتب عبقري

تسنيم زيتون
19/03/2010, 08:01 PM
شكراً لك تسنيم
اختيار موفق لكاتب عبقري

اهلا سيدي العزيز
اهلا بك
تحية مسائية لك

مودتي

سميرة رعبوب
06/05/2012, 11:11 PM
اختيار متميز دوما كتابات الأستاذ
محمود عباس مسعود
تضيء النفس بإشراقات التفاؤل والأمل
والإيجابية
شكرا لك أستاذة تسنيم زيتون

ناصر محمود الحريري
06/05/2012, 11:35 PM
:sm_smile:
جميل أن نتذكر الأشياء القديمة ونعود إليها ولو بعد سنوات سنوات...
شكراً لك أستاذة سميرة رعبوب على التذكير، ولجمال حضورك البهي ولو متأخراً
شكراً للأستاذة الراقية تسنيم زيتون ولأستاذنا الرائع محمود عباس مسعود
تحياتي وتقديري للجميع

سميرة رعبوب
06/05/2012, 11:42 PM
شكرا لك أستاذ ناصر محمود الحريري
في الحقيقة " واتا " زاخرة بالمواضيع الجميلة والمفيدة
ولأنني عضوة جديدة أكمل قلمي عامه الأول في " واتا " العطاء
فهو يتلمس دوما مايهذبه ويصقله ولا ضير في رفع المواضيع القديمة طالما
حوت على المفيد والنافع ، أرجو أن لا أكون أزعجت أحدا بقراءة ما كان قديم التاريخ
ولكنه يناسب مقتضى الحال ،،
تقديري ،،

محمود عباس مسعود
07/05/2012, 12:22 AM
أود أن أتقدم بالشكر من الأستاذة تسنيم زيتون
التي اختارت ونشرت الموضوع
وأن أحيي الأستاذ المتميز ناصر محمود الحريري
للتفضل بالمرور والتعليق
وأن أقدم باقة من الإمتنان والتقدير
للأستاذة - النجمة سميرة رعبوب
التي لا تفتأ تشحن الهمم بحضورها الرائع
وتبث في واتا وهجاً وروحاً وحيوية.
بارك الله بكم
وأسعدكم بكل خير


.

أحمد المدهون
07/05/2012, 12:45 AM
كلام كلّه حكمة.
حقاً إنّما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امريء ما نوى.
وهي -أقصد النيّة- وإن كانت المحرّك للفعل، إلا أنه لا يتحقق بغير قدرة.

أشكر الأستاذة تسنيم زيتون - التي أدعوها لإعادة تسجيل عضويتها- لاختيارها الموفق.
كما أشكر الأستاذ الكبير محمود عباس مسعود لكلماته الرائعة، وحكمته البالغة.

والشكر موصول لمن أحيت موضوعاً متميزاً الأستاذة المتميزة سميرة رعبوب -بوركت جهودها-.

ولكم جميل تحياتي.

سعيد نويضي
08/05/2012, 12:37 PM
http://www.wata.cc/forums/mwaextraedit6/extra/81.gif




سلام الله على المفكر الفيلسوف الفاضل محمود عباس مسعود...و الأديبة تنسيم زيتون...و الأديبة سميرة رعبوب و الأستاذ الفاضل ناصر الدين الحريري و الأديب أحمد المدهون...و كل الأحبة الكرام...

كل مفتاح يحتاج بالضرورة إلى قفل و كل قفل إن لم تتم فيه حركة معينة باتجاه معين لن يفتح و لن يفصح عما فيه و ما استغلق وراءه و ما خفي في بواطنه...

و الجميل أن يتطابق القول مع حقائق عدة تزخر بها الحياة النفسية و الحياة الاجتماعية...فحركة العقل / التفكير و مفتاحه السؤال...و حركة العاطفة / الشعور و مفتاحها الانفعال...و حركة الضمير/ الميزان و مفتاحه أدوات القياس المتنوعة...و حركة الإرادة / الفعل و مفتاحها هو التصرف...و حركة النية / الرغبة و مفتاحها هو التخطيط...

و كل حركة هي طاقة تستمد حيويتها من الحي الذي لا يموت فلا تنفذ خزائنه و لا ينتهي عطاءه...هذه الطاقة بكل تأكيد تحتاج إلى خزان يحافظ على كميتها المقدرة سلفا و إلى وسائل لاكتسابها و إلى طرق لتصريفها...

1- فأين يكمن الخزان سواء على المستوى النفسي أو على المستوى الاجتماعي...؟
2- و كذلك ما هي الوسائل التي بها نكتسب أفضل طاقة و ما هي الطرق لتصريفها على أفضل وجه...؟
3- مع العلم أن واقع المقال يتغير بتغير واقع الحال...فإلى أي حد يسير التغيير في الاتجاه الإيجابي...؟

و قبل أن يزيد أستاذنا مشكورا توضيحا أكثر أو تعديلا أو تصحيحا...هل الفكرة الأولية سباقة على النية ...أم أن النية تسبقها الرغبة أو الشهوة أو الحاجة بصفة عامة فتتبلور في نية فتنشأ الفكرة لتأخذ من فعل الإرادة ما يلزمها لكي تصبح فعلا في الواقع الحي ينتح عنه أثر أو آثار...

فكما تعلم أن كتاب الله الكريم جمع من الحقائق ما يعتبر يقينا بلا ريب و من تم يختلف الإنسان في فهمه بحسب ما تيسر له من إدراك و علم و معرفة...فلنتأمل جميعا الآية الكريمة و كذلك الحديث النبوي لسيد الخلق و المرسلين صلى الله عليه و سلم...على مستوى التصور العقلي و الواقع الفعلي...في ظل الحرية التي تقوم على وجود القدرة على الاختيار...

يقول لحق جل و علا: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }الحج52.

وما أرسلنا من قبلك- أيها الرسول - من رسول ولا نبي إلا إذا قرأ كتاب الله ألقى الشيطان في قراءته الوساوس والشبهات؛ ليصدَّ الناس عن اتباع ما يقرؤه ويتلوه، لكن الله يبطل كيد الشيطان، فيزيل وساوسه، ويثبت آياته الواضحات. والله عليم بما كان ويكون, لا تخفى عليه خافية, حكيم في تقديره وأمره.[التفسير الميسر].

فبحسب التفسير الميسر هذا ما يفعله الشيطان ككائن يمارس شيئا ما في هذا الوجود ضد من كرمه الخالق عليه و خاصة الرسل و الأنبياء في قراءة الكتب و الصحف التي انزلها الله على رسله و أنبياءه عليه الصلاة و السلام...فماذا يمكن أن يفعل بباقي الخلق الذين هم ليسوا رسلا و لا أنبياء... في ضوء هذا التفسير للآية الكريمة على اعتبار أن الرسل و الأنبياء عليهم صلوات الله و سلامه هم بشر قبل أن يصطفيهم الله جل و علا لكي يتحملوا أمانة كلمة الحق كلمة التوحيد لتبليغها لمن أرسلوا إليهم...و في ضوء ما يبينه الحدث النبوي من كون أساس العمل هو النية و ما انصرفت إليه من قصد..."إنما الأعمال بالنيات..." الحديث.

في ضوء الآية الكريمة و الحديث النبوي يكون العقل هو المخاطب بهما معا على اعتبار أن العقل هو مناط التكليف أو الإنسان العاقل هو المكلف و ليس المجنون أو فاقد الأهلية العقلية هو المعني بكلام الحق...فكيف يجيب العق عن التساؤلات التي طرحتها حتى يتسنى للمفاتيح أن تقوم بأداء ما عليها دون أن تتكسر داخل الأقفال أو أن تسير في الاتجاه الذي لا يفتح بابا للحق بقدر ما يفتح أبوابا للباطل...؟

تحيتي و تقديري لصاحب المقال و لكل من مر هنا و انفعل مع المقال و حاور أفكاره ...

كرم زعرور
08/05/2012, 05:06 PM
اختيارٌ موفَّق ٌللأستاذة تسنيم زيتون ،

من فكر ِالكاتب ِ الكبير

محمود عباس مسعود


تحيّاتي .