المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : – ا – 4 - التعصب



محمد التهامي بنيس
19/03/2010, 01:40 AM
الأسباب المباشرة للعنف الرياضي
– ا – 4 - التعصب
إذا كان ينعدم في بلادنا كدافع للعنصرية , من حيث اللون أو الجنس – اللهم ما يحدث على المستوى الدولي لدى محترفينا بالخارج – مثلا : تهديدات وجهت إلى كريمو في فرنسا . الكلام الذي استفز زين الدين زيدان , فرد بالضربة الرأسية المشهورة في مقابلة نهائي كأس العالم بألمانيا: 9 – 7 – 2006 م - أو معاناة فرقنا الوطنية التي تمثلنا في المحافل الرياضية العالمية أحيانا . فيمارس عليهم ولا يمارسونه – فإنه يبدو متجليا على المستوى القبلي كما في فنطا زية الفروسية بين قبيلة وأخرى إذ يكون العنف : خطابا شفهيا , ذا طابع أدبي من الزجل أولا , ثم خطابا مباشرا – هجوا – با لسب أو الشتم , تم رميا بأ دوات عنيفة أو بخدع ومناورات مبيتة . وقد عرف ابن منظور , التعصب : أنه من العصبية , ومعناها أن: التعصب. يدعو الشخص إلى:
نصرة عصبته والتألب معهم على من ينا وئهم ظا لمين أو مظلومين , ويلاحظ على المستوى المحلي بين اللاعبين أو بين فرق الأحياء أو الأندية المرتبطة بثقافة اجتماعية ضيقة . كما يلاحظ على المستوى الجهوي في الارتباط بالتراث وتأصيل الصراع بين جهة وأخرى . لا ترضى هذه الجهة هزيمتها أمام الجهة المجاورة , إلى درجة أن يكون هينا عليها أن تنهزم في كل اللقاءا ت القادمة أو السابقة على ألا تنهزم مع خصم من الجهة المقصود ة بالحقد أو الحسد , ويكون مرد ذلك إلى تجانس المؤثرات السكا نية وغياب الوعي الاجتماعي العام , وسيطرة ما بينهم من علاقات شخصية وتضامن ضيق الأفق يطغى فيه التمسك با لمعتقدات و التقاليد المحلية – وأحيانا , تطغى النزاعات السيا سية التي أخذت تقتحم المجال الرياضي
وإذا كان المنطق لا يوحي بنقل الصراع الجهوي على مستوى الجهة بكاملها , فإنه يتجسد في ممثل لها : أحد الأندية أو إحدى الجمعيات التي تخوض المنافسة بعقلية أنها ستجلب العا ر لإقليمها أو لمدينتها إذا ما لحقتها الهزيمة , ما دام الإقليم نفسه يهدف إلى تحقيق النمو الشامل من خلال عمليات الاتصال والتفاعل وسيادة الخصائص الاجتماعية والثقافية والترفيهية التي تدخل اللعبة الرياضية من ضمنها . وتقحم في هذا المضمار أحيا نا , مسألة الإقليم المنتج والإقليم المستهلك . فلا يقبل الأول أن يفرط في تجانس فعا ليا ته حتى لاتتأثر بالسلب إذا ما حصلت الهزيمة المباغتة . هذا التعصب الاجتماعي , يصاحبه تعصب وحماس بسبب الجو المشحون بالحماسة والاهتمام والانفعال والتوتر,الذي يحدث تغييرات مهمة وخطيرة في جسم الإنسان , ممارسا أو مشاهدا , بسبب زيا د ة إفرازات هرمونا ت التوتر من الغدد الصماء, إلى الدورة الدموية , وبالتالي يزداد إفراز هرمون "الأدرينالين " و " الكورتيزون " وغيرهما من الإفرا زات التي تؤثر في مستوى السكر بالدم , ومعدل ضغط الدم في الشرايين , وضربات القلب . وهي كلها عوامل توفر لأصحابها استعدادات مسبقة للإصابة بالنوبات القلبية , تبدأ بخناق في الصدر والألم الشديد وصعوبة التنفس مما يمهد – مع الاستمرار في التعصب – إلى الإصابة بالذبحة الصدرية , فضلا عن الإغماءات المفاجئة
ويتحدث الأطباء اليوم عن : أن استمرار التعصب في الملاعب , يؤدي فيما يؤدي إليه – لد ى بعض المؤهلين جسميا وبيولوجيا – إلى تجلط جدران الشرايين وضعف وصول الدم إلى أنسجة المخ , فينتج العجز العصبي أو الشلل النصفي " الفالج " الذي قد يؤذي إلى الوفاة
كما يتحدث أطباء مصر عما سمي لديهم " نادي القولون العصبي " حيث يؤدي التعصب الأعمى إلى زيادة نشاط " العصب الحائر وتهيج القولون " إذ يكثر ألم البطن والشعور بالانتفا خ واضطراب وظيفة الإخراج دون سبب أو مرض عضوي واضح , وذلك نتيجة زيا دة إ فرا ز الأنزيمات المنظمة لحركة المعدة , ولا بد لهذه الفئة من تناول الأدوية اللازمة قبل مشاهدة المباريات, وحيث إن هذه المباريات , تجرى في حلبة أو ملعب رياضي , فهو يشكل مجتمعا , مكوناته هي فئات الجماهير المشجعة , التي تظهر بينها مواقف وقناعات ومشاعر وسلوكات, وردود فعل تختلف حدتها , ولوأنها في فضاء مغلق , كما تختلف في القدرة على تكرارها أو الاستمرار فيها , وتختلف في درجات افتقاد القدرة على التنظيم , وضبط الذات. ولكن ما لايحدث فيه اختلاف : هو أن التعصب يجعل اللاعب أو الفريق أو الجمهور أو الجميع تحث تأثير التعاطف ونصرة العصبة والتألب معها , ينحرف عن الأعراف والقوانين , وأولها القوانين الرياضية , وتؤدي في النهاية إلى العنف وإحداث الشغب
محمد التهامي بنيس