المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في عينيك



منـصور العســيري
19/03/2010, 05:24 AM
هذه قصيدة كتبتها في إحدى المدن عندما كنت أسكن في منزل يقع على تل منفرد مشرف على ما حوله ويطل من شرفةٍ على المنازل في الأسفل حيث من لها كتبت، وهذا في فترة قديمة طبعاً حيث المشاغبة والعواطف الجياشة والغرام المنجرف والأثر النفسي لخيانة فتاة أحلامك التي أحببتها منذ الطفولة تحت تأثير رفيقات السوء، وقد وجدت القصيدة بين أوراقي فأحببت إنزالها.

وعدتِ لتنثرينَ
الهمسَ
مزرعةً
وعدتِ لتزرعينَ اللَّيل
في دربِ الهوى جعةً
وتأتلقينَ زهواً بينَ حلمِ الليلِ والمرفل
وتهتبلينَ ذكرى حضننا الأوَّل
وتختلسينَ بالأحداقِ أغنيةً
يخاتلُ لحنها الأعتاب
وترتقبينَ من يسعى إلى عينيكِ مشتاقاً
كنهجِ الأمسِ
موكبهُ
وميضٌ طوقهُ العناب
وهمسٌ عابرٌ
يمتارُ من قيثارةِ الأحبابِ
إحداثيها المُقبل
تبادلهُ التحايا
في طقوسِ العسكرِ المرصوفِ في المحفل
فيبتسمُ الندى في وجهكِ الورديُّ
والمنزل
وثغرُ الباب
........
أقيمُ على ضفافِ هواكِ
حيثُ المهجع ألأولْ
بنفسِ الشرفةِ الأولى
يرامقني
سنا وهجٍ
لرهجِ النار
ففي عينيكِ
سرُّ توردِ القفرِ المدوزنِ
في دمِ الأمطار
وفي عينيكِ
أغنيتي
مفكرتي
ومنسأتي
سواحلُ رحلتي
والموجُ
والتغريبةُ الأولى
إلى ذاتي
ومن ذاتي
إلى تمثالِ ذاكرةٍ
تجولُ بلجَّةِ الأسفار
وفي عينيكِ ناقفةٌ
تلوكُ علائقَ الذكرى
تخاتلُها
لتدلقُ في الصواعِ الضامئِ التذكار
وفِي عَينَيكِ
تِلْكَ الشُرفَةِ الجُذلَى
ألامِحُهَا
محدِّقَةً
تَبرَّجَ من غياهبِ مائها الثجاج ألوانٌ
تُوَاشِجُ سرَّها المكنون بينَ الغار
وفي عينيكِ
سرُّ حكايةٍ رقصت
على الموجِ
ال يقيمُ مزادِهِ البحار
ليعشبُ نفثُها الملغومُ
قبلَ مواسمِ الإزهارِ
في جفنيكِ
رجعُ جِرار
ففي عينيكِ ملهاتي
ومعصرتي
نبيذي
نشوةٌ جذلى
بها بَيْعُ الهوى رقٌ
ينازعُ في يدِ السمسار
ومن عينيكِ
تبدو لي
كعينِ النجمِ
ترمقُ وجهكِ المنثور
بينَ مقابسِ الأنوار
ومن عينيكِ
تجترعينَ نخبكِ من دمٍ دمعاً
ليلتحفُ الضحى
في وجهكِ المبلولِ
من غذِّ الندى
لفحاً على خديكِ
كالإعصار
وفي جفنيكِ قنديلُ النوى مسٌ
يجاري حمضِهِ الممزوجِ بين مدالقِ الأسمار
وفي جفنيه
ذا وسمٌ
بهِ سقطُ الرهانِ على خطى
خضرِ الجثى مستنبتِ الأوطار
وفي عينيكِ
ومضٌ صامدٌ
يمتاحُ نهلَ النخبةِ الأولى
إلى خضدٍ
لجينَ تمرَّدِ العليقِ
منبوتُ السوافيَ في دمِ الأحرار
وفي عينيكِ أغنيةً
مقامُ الأمسِ
ما فتئت
تقلبُها
البنانُ على الجسورِ إلى جذورِ الحبِّ
فيكِ مواقدُ السَمَّار
..............
رسمن الليلَ بينَ سريرةِ المسرى
أقمتُ الحبَّ في محرابِه فجرا
قضمتِ القبلةَ العذراءَ
ملتِ بكفةِ الأنداد
فراغَ الخانُ والملعبْ
إلى جبلٍ
توسِّدُ في البحارِ وِهاد
أقام ئذِ انتبذتِ الشمسَ في لغةٍ
تشق بمقلتيكِ غديرَها الوقاد
أقام يذودُ عن ليلاتكِ النشوى
ويثخن نصرَها الموسوم بالأحقاد
لتذرعُ في رقاعِ الليلِ أغنيةٌ
تهلهلُ غيمةً درَّة
تناءتْ خانةَ الأعياد !.
إلى وجلٍ
............................................
غفيتي في أماسيكِ الوليدةِ كي تعيدُ الشمس
ووجدٌ قد جفاهُ الطمس
يمحوَ في سماءك موعدَ الأعياد
نثرتِ زهورَكِ الأحلامَ في دربِ الهوى تُدني
غداً يعتادُ منكِ الأمس
وإذ تطوي الهوى الأصفاد
بغيمٍ لم يُحِد عن مبدإٍ إذ خانكِ الميعاد
حفيفاً يعتريكِ يساقُ من سعةٍ
تُمرمرُ فيه عينيكِ
فضاقتْ في مداكِ بلاد
وأنتِ
ال لم تزلْ في العمقِ نزعٌ يكتسي صفتي
وبعضُ خرافتي
أرجوزةٌ جذلى
سقت في خافقِي الأوتاد
فحزَّ النابُ نقشاً نهلهُ عينيكِ
لا شفتيهْ
...........................
أفضن الحبَّ في بحرٍ من الرجوى
أفضن ومن رحابٍ لم تئِد فحوى
وما أسكتْنَ نهجَ الغيمةِ النشوى
إذ استمطرنَ ما يهوينَ
ما يهوى
فتاهَ مداكِ في ذاتٍ
تبعثرُ ومضَ همسِ البارقِ النجوى
لأشتاتٍ
أكنتُ ال مرتجي في الدهرِ أمساً يبتنى بغدي
وتلكَ عظامُكِ الصماءُ تنطقُها نقوشُ يدي
تشي عن ناثرِ الحلماتِ في نهديكِ
سمٌّ في فمِ الأخدان
وعن من شقَّ حرفَ الثغرِ في شفتيكِ
تُلْثِمُها النَّدى عقدان
وعن يعسوبِ زهرِ الغيمِ
وشَّحَهُ
بطلعٍ خضَّبَ الأفنان
لكِ الآن البريقُ بوهجِ قيضٍ
تحتسيهِ الشمس
توشَّي خِلسُكِ الألوان
لك الآن الرياءُ بملئِ ثغرٍ
يشتهيه الهمس
فقوليهِ
كما شئتِ
وغنِّي
كيفما استاقتكِ في منفى المدى الأوطان
أقيمِ هُناكَ يا سَمْرَاءَ في عَينِ النُجُومِ بكَفَّةِ المِيزَان
يروقُكِ عابِرٌ تدريـ ـه عينُ اللهِ والدنيا
يلاعبُ سلَّمَ الأوزان
وضمِّي رجعَ أحجيةِ الصدى تاجاً
مجنِدلةً
لنصبِ العلقميِّ
وسدَّةِ النعمان
إلى أجلٍ
............
تصفصفُ شعركِ الأحلامُ
والأيامُ
في عجلٍ
تطوفُ على نواةِ النون
فتنحتُك البتولَ الأمَّ في صخرٍ
وبعضُ رقاعِهِ كبِدٍ
وتفَّاحُ النَّوى شمشون
على أملٍ
وترسمكِ المفارقةُ الخيالَ ...
الماردَ المسكون
لتنفضُ رقصكِ ال يروي
محاكاةَ المزامير الأخيرةِ من مقاماتِ الضُّحى المجنون
ولم يبرحْ خيالاً لَيلُكِ المدلوق
بينَ يدي
فمبسمكِ الشهيُّ يرفُّهُ نبضٌ على شفتي
ليسجعُ في غنائِكِ من فمي القانون ...
.........
غفيتِ
إذ أضأتُ الصبحَ في عينيك
أفقتِ إذِ اصطلى ثلجَ المدى جمري
فكيفَ ولم أقلْ كلُّ الذي أدري
ولم تشِ سرَّنا أذنُ الندى العذري
عن الغيماتِ لم أتلو
عن الظلِّ الموشَّى لمحة الأشتاتِ في وترِي
وليلِ الهمس
........

أشاحت صورةٌ للوعد تعتملُ = عنِ السطرِ ال يتوقُ إليهِ مكتملُ
فكفِّي عن مساومةِ الهوى وكلي = إليكِ فقد شكا أيوبهُ الأملُ
لأشرعُ للهوى عيناً لفاتنةٍ = واوصدُ طيفكِ الأودى به الكللُ
ويهرقُ محبراً من حرفِ صفحتنا = على شطرينِ ترصدُها بكِ الجملُ
ليبقى رهجها المرسومُ في لغةٍ = رهانٌ جامحٌ ترويضهُ الأجلُ