المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرياضة عند العرب والمسلمين , قديما



محمد التهامي بنيس
19/03/2010, 02:06 PM
الرياضة عند العرب والمسلمين , قديما
محمد التهامي بنيس
قبل الإسلام كانت طبيعة حياة العرب الصحراوية القاسية , قد أهلتهم للتدرب على ركوب الخيل والجمال , والمدافعة والمغالبة , حتى يتاح للفرد منهم منازلة الخصم في ليالي السمر العربية , حيث يتنافس شبان القبائل , وظهرت في العصر الجاهلي عدة أنواع للمصارعة , وجاء الإسلام ليطور هذه المصارعة البدائية إلى فن يقوم على أسس وقواعد تمارس بفرض الدفاع الشرعي عن النفس
" ولقد روي عن الرسول " ص " أنه قابل رجلا يدعى – ركانة – لا يصارع أحدا إلا وصرعه , حتى اشتهر بذلك , وكان الرسول على سفر وهو ملثم فدعاه – ركانة – إلى المصارعة لما رأى فيه من المهابة والقوة , فأجابه الرسول " ص " وصارعه حتى صرعه , فدعاه الرجل إلى الثانية فصرعه الرسول أيضا , وكذلك في الثالثة , فأراد ركانة أن يطعن نفسه وينتحر فرارا من عار الهزيمة , إلا أن الرسول كشف له عن وجهه , فقال ركانة : وهذا أنت رسول الله , فهذا ما يرفع من شأني , ورجع عن فكرة الانتحار (3)
وفي الحديث الشريف , دعوة صريحة للقوة " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير "
وروي عن البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : علموا أبناءكم السباحة والرمي وركوب الخيل
والإسلام كان الأسبق للمعرفة بفوائد ركوب الخيل . فهو يحسن التوازن ويقوي العضلات ويحقق سرعة الاستجابة والسيطرة على وضعية الجسم , ويزيد القدرة على التحمل ويحسن مجال الرؤية . إضافة إلى أنه يعزز الثقة في النفس ويطور القدرة على الصبر وتقدير المخاطر كما أنه بقوي الشعور بالانتماء الاجتماعي
وعندما نصل إلى العصر الحديث , نجد أن الدراسات الحديثة أكدت هذه الفوائد وأخذت تنشرها المجلات المتخصصة مثل مجلة é أوهن لايف لابنز " وكل المربين المحدثين اهتموا بالرياضة البدنية كعنصر هام في التربية بوجه عام , ونادوا باعتبارها جزءا أساسيا من التربية , وعدوها الطريقة الوحيدة لتمرين الجسم وتعويده الاحتمال والتحمل والقوة والمرونة قصد تحقيق التربية المتزنة , وكان من البديهي أن تأخذ التمرينات نصيبا كبيرا من بحوث المشتغلين بالتربية البدنية ما داموا قد فكروا في الموضوع تفكيرا علميا لوضع الأساليب التي تحقق الأغراض , وذلك إيمانا منهم بأن التمرينات أصل كل الحركات البدنية . وهذا ما أخذه عنهم كل من " جتث موت – و- يان " الألمانيان وهما من قادة الباحثين , ثم تلاهم " بختيجول من الدانمارك" ثم " لنج " السويدي , وكلهم نادوا بأنه لتقوية الجسم بالتمرينات البدنية , يجب أولا معرفة هذا الجسم معرفة صحية صحيحة (4)
وانطلاقا من هذا المنظور الإسلامي , أجريت بحوث راعت الناحية الميكانيكية والفسيولوجية , وأصبحت التمرينات علما يستند على علمي التشريح ووظائف الأعضاء , وفنا يرجع في طرق تدريسه إلى مبادئ التربية وعلم النفس وعلم الاجتماع , ويتميز عصرنا الراهن بانتشار الوعي الناضج , إذ اتضحت حاجة الشعوب إلى التعاون وتبادل الخبرات في ميدان التربية الرياضية كوسيلة مهمة في تنشئة الأجيال بصورة علمية , وهذه بلادنا مدعوة إلى ضرورة التربية البدنية والرياضة , لأنها تفجر طاقات الطفل المختزنة وتهذبها على مستويين . مستوى البيئة و المجتمع المحيط ومستوى المناخ الدولي , حيث يتمرس الفرد انطلاقا من مؤهلاته التي اكتسبها عن طريق الأسس البيداغوجية والتربوية , لينتقل إلى التآخي والتعايش الدوليين , وذلك انطلاقا من التقارب والتعارف بين الشعوب , وهذا مما يدعو إليه دين الإسلام الحنيف





.................................................. .................................

(3) مجلة . صقر القطرية . عدد 30 سنة 1979 . ص 41
(4) أصول التمرينات البدنية – محمد علي حافظ – ص . ط