المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بـــــين المستعصــــم وصــــدام



كاظم عبد الحسين عباس
21/03/2010, 07:41 PM
بـــــين المستعصــــم وصــــدام
سلام الشماع
الوطن البحرينية


إذا كان صحيحاً ما ورد في كتاب المحامي خليل الدليمي الذي صدر مؤخراً في العاصمة الفرنسية ويتناول اللحظات الأخيرة في حياة الرئيس العراقي صدام حسين؛ أن الحبل الذي خصص لشنق الرئيس تمت إطالته وأدى إلى سقوطه على الأرض ومن ثم قاموا بضربه، فإننا أمام مفارقة تاريخية جديرة بالتأمل. فهل مصادفة أن تنتهي حياة المستعصم بالله العباسي الذي سقطت بغداد في عهده بيد هولاكو بالضرب والرفس، وتنتهي حياة الرئيس العراقي صدام حسين الذي احتل الأمريكان بغداد في عهده بالطريقة نفسها؟.



تقول كتب التاريخ إن التتار وصلوا إلى بغداد في سنة 656هـ وهم مائتا ألف ويتقدمهم هولاكو فخرج إليهم عسكر الخليفة فهزم العسكر، ودخلوا بغداد يوم عاشوراء، فأشار الوزير على المستعصم بمصانعتهم وقال: أخرج إليهم أنا في تقرير الصلح، فخرج وتوثق بنفسه منهم وورد إلى الخليفة، وقال: إن الملك قد رغب في أن يزوج ابنته بابنك الأمير أبي بكر ويبقيك في منصب الخلافة كما أبقى صاحب الروم في سلطنته ولا يريد إلا أن تكون الطاعة كما كان أجدادك مع سلاطين السلجوقية وينصرف عنك بجيوشه فليجب مولانا إلى هذا فإن فيه حقن دماء المسلمين ويمكن بعد ذلك أن تفعل ما تريد والرأي أن تخرج إليه، فخرج إليه في جمع من الأعيان فأنزل في خيمة.



ثم دخل الوزير فاستدعى الفقهاء والأماثل ليحضروا العقد فخرجوا من بغداد فضربت أعناقهم وصار كذلك تخرج طائفة بعد طائفة فتضرب أعناقهم حتى قتل جميع من هناك من العلماء والأمراء والحجاب والكبار. ثم مد الجسر وبذل السيف في بغداد واستمر القتال فيها نحو أربعين يوماً فبلغ القتلى أكثر من ألف ألف نسمة ولم يسلم إلا من اختفى في بئر أو قناة وقتل الخليفة رفساً.



يقول خليل الدليمى في كتابه إن الذين تولوا إعدام صدام تعمدوا إطالة الحبل الملفوف حول عنقه حتى يسقط على الأرض حياً لكي يتمكنوا من إشباعه ضرباً حتى الموت، وقد سقط صدام بالفعل على الأرض وهو مبتسم غير أنهم تلقفوه ليوسعوه ركلاً وضرباً حتى لفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن يعيدوا وضع الحبل حول عنقه لإعطاء الانطباع أن الرجل قد لقي ربه شنقاً.



وكشف كتاب الدليمي عن أن الأمريكيين اكتفوا لدى وصول صدام إلى المعسكر بتسليمه إلى ألد أعدائه حيث كان في استقباله مقتدى الصدر!! وقد كانت أول كلمة وجهها مقتدى الصدر لصدام حسين لدى دخوله غرفة الإعدام هي ''كيف حالك أيها الطاغية'' ولم يرد صدام مكتفياً بإلقاء نظرة احتقار على مقتدى وهو التصرف الذي كلفه ضربة قوية على رأسه بمؤخرة بندقية أحد حراس مقتدى الصدر.



ذكرت في مقالة سابقة مفارقة أخرى تخص الخليفة المستعصم بالله العباسي والرئيس صدام حسين عندما قلت ''اخترق شارع النهر الذي عمره الآن 100 سنة بالتمام والكمال دار الخلافة العباسية وبنيت على هذا الشارع، فيما بعد، عمارة شاهقة لغرفة تجارة بغداد صار تحتها قصر التاج الذي استدعى فيه هولاكو بعد فتحه بغداد سنة 656 هـ ـ 1258م المستعصم آخر الخلفاء العباسيين ووضعه في كيس أحكم شده عليه وأعدمه ركلاً بأقدام الجند ثم استطاعت امرأة من أقربائه الحصول على الجثة ودفنها في الأعظمية في موقع لم يكتشف إلا في تسعينات القرن الماضي على يد أحد أحفاد العباسيين الدكتور عماد عبدالسلام رؤوف وموقع القبر يقع في الضفة الأخرى من نهر دجلة، وهو مقابل تماماً للموقع الذي أعدم فيه الرئيس العراقي صدام حسين''.



لابد أن ما حدث في بغداد بعد الاحتلال التتري هو نفسه ما يحدث بعد الاحتلال الأمريكي.

تجمع كتب التاريخ على أن اجتياح جند المغول لبغداد، حاضرة الخلافة الإسلامية، وعروس المدن في ذلك الوقت، جرى معه قتل مليونين من قاطني بغداد، وبقر بطون الحوامل، والاعتداء السافر على النساء بكل صفة، وقتل الأطفال والشيوخ، ونهب البيوت والدور ثم إحراقها، حتى أن ''الميازيب'' المعدة لتصريف مياه المطر كانت تسيل منها دماء من لجأ إلى أسطح المنازل هرباً من مجازر المغول، والأدهى والأمر أن هؤلاء السفاحين ألقوا بملايين الكتب من خلاصة الفكر الإنساني على مر العصور في نهر دجلة حتى يعبروا بخيولهم النهر على أشلاء هؤلاء الكتب، لدرجة أن ابن الأثير المؤرخ المشهور وجد صعوبة كبيرة في كتابة تلك الأحداث من هول ما رأى، ومن قسوة ما سمع!!!. ولننظر نتائج احتلال الأمريكان لبغداد عام 2003 ..

للحديث صلة

المهندس وليد المسافر
21/03/2010, 08:11 PM
هو بالضبط ما حدث خلال أغتيال الشهيد صدام حسين ولايحتاج الى تساؤل
لم يكن هنالك أسوء من هولاكو إلا أحفاده الشياطين
تماثل الأحداث ليس مستغربا عندما ينفذ الأجيال وصايا الأجداد
من قتل المستعصم يحمل نفس الجينات الوراثية لمن قتل صدام حسين
لايهم العرق والدين واللون، بل كمية الحقد والكراهية التي يحملونها
هم أمتداد لتأريخ مظلم ضد تأريخ مشرق وحضارة
ستندرس أقوامهم ليستمر أهل الحضارات بتسطير أنجازاتها في كتب التأريخ.