المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضيـــاع



أكراوي زكرياء
25/03/2010, 02:17 PM
ليس مؤلما أن تحب لكن المؤلم أن يبتعد عنك من تحب

عندما تحب شخضا ما تشعر وكأنك أسعد الناس , خاصة عندما يسجنك داخل عالم مليء بالدفئ والطمأنينة , حينها تصبح إنسانا يعيش و يقتات من ذرات ذلك الحب , ربما تسترجع الذكريات التي قضيتها معه , وتتذكر كل ما مضى على أمل لقائه في يوم من الأيام , فيزداد حبك لذلك الإنسان و تصبح أنت قيض النسيان .
تجعل من حبه تاجا على رأسك ووقار , تضحي بالغالي و النفيس و تمتطي حصان الأوجاع فيقودك إلى عالم الأحزان حيث لا وجود للفرح , لتنهار قواك و تتكبل يداك و يأتيك ملك الأحزان حاملا بين يديه حساما بلا عنوان ضربة واحدة يشق بها صدرك ...
نعم لا وجود لقلبك فقد أخذته و دمرته مرارة الأيام وبنت له قبرا في روضة النسيان و أصبحت الآن إنسانا بلا إنسان ,أصبحت من الماضي .. من الماضي ..
وأصبح حبك شجيرة تعيش على دمائك في سبيل أن تكبر وتتقوى جذورها و روحك مفعمة بآمال كبيرة ربما تتحقق أو ... فينتظر العشاق بفارغ الصبر أن تثمر شجيرتك و تتفتح أوراقها ليتسنى لهم قراءة معاني و بنود الحب الحقيقي .
رغم الحزن و جراح قلبك رغم الخوف من الماضي و التملص من الذكريات لا تستطيع النسيان. كل كلمة ترن في أذنيك ترعبك ظنا منك أنها تشير للخطر, فتهرع إلى جهازك الموسيقي لتتمكن من تخفيف الألم لكنك تجد كلمات كل الأغاني مشبعة بالحزن و التدمر ... فتصبح حينها كالمجنون أو كطفل تائه بين الأزقة و لا يعرف الطريق إلى البيت أو أي طريق سيسلك .
وترى أن السبيل الأوحد هو أن تنزوي وحدك في ركن من أركان البيت و أنت جالس جلسة القرفصاء ممسكنا بيدك ورقة بيضاء هجرها الحبر لتصبح هي الأخرى وحيدة تؤنسك تلك الليلة و تحكي لك معنى الهجران و مرارته , لكنك ترتجف من البرد و يقشعر بدنك من ظلمة المكان فتقول في نفسك أنها آخر أيامك .و فجأة و دون سابق علم تلوح بذاكرتك صورة الإنسانة التي تركتك , فتجحظ بعينيك و يصفر لون وجهك و تصيح بأعلى صوتك « لا أريد .. لا أريد ...» فلا يسمعك أحد , لتنهار قواك مرة أخرى من كثرة الصراخ , حينها يداعب العياء جفنيك و تشعر بالنعاس لكنك تقاوم و تقاوم .. فتفشل هذه المرة لتستسلم له بكل جوارحك , فتنام على أمل أن يتغير الوضع عندما تستيقظ

عبدالله بن بريك
29/07/2010, 08:55 AM
أخي زكريا

شرحتَ بنجاح شعور الحب و توفقت في ذلك..

تحيتي العطرة.