المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العجوز الفرنسية وأطفال النرويج _ نصرالله مطاوع



نصرالله مطاوع
27/03/2010, 09:14 PM
نشر في مجلة الخليج

العجوز الفرنسية وأطفال النرويج

"سيسيل موزا" عجوز فرنسية تدير فندقا صغيرا في منطقة فروبانس يحمل اسم "دو لا فاب". والسيدة سيسيل ليست من قحطان ولا عدنان، ولا علاقة لها بالعرب البائدة، أو العرب العاربة، أو المستعربة، أو "العرب عربان"، وقبل مدة ظهرت صورتها في صحيفة يديعوت أحرونوت "الإسرائيلية" حاسرة الرأس، لا تغطي شعرها بحجاب إسلامي أو بكوفية عربية، وكانت تتحدث مع مراسل المجلة باللغة الفرنسية، لأن الأرض التي أنجبتها "لا تتكلم عربي".

والسيدة سيسيل ليست مفتونة بشمس العرب التي أشرقت على الغرب، فهي لم تقرأ حماسة أبي تمام، ولا ديوان المتنبي، ولم تطلع على هجائيات جرير والأخطل والفرزدق، وغزل عنترة في ابنة عمه عبلة، كما لم تسمع بالحسن البصري وابن الهيثم والفارابي والرازي، وربما كانت علاقتها بالشرق الأوسط محدودة بالطفرانين الذين ينزلون في فندقها ويماطلون في دفع الأجرة، لأن السياح الأغنياء يختارون عادة فنادق أفضل من فندقها، أو ربما كانت محدودة بما سمعته من قصص ألف ليلة وليلة عن السندباد البحري وعلاء الدين والمصباح السحري، و"علي بابا والأربعين حرامي".

وسبب ظهور سيسيل في صحيفة يديعوت أحرونوت، كما ذكرت الصحيفة، أن "إسرائيلياً" يقيم في تل أبيب رغب في تمضية إجازة استجمام مع زوجته في فرنسا، فبحث الاثنان عبر الانترنيت عن فندق مناسب في منطقة فروبانس، ووقع اختيارهما على فندق "دو لا فاب" تملكه السيدة سيسيل، فاتصلا بالفندق وطلبا حجز غرفة، وفوجئا برد عبر البريد الالكتروني برفض الحجز، وفي المقابلة التي أجرتها المجلة مع صاحبة الفندق السيدة سيسيل بررت القرار بالقول:

"إن إسرائيل دولة عنصرية وخطر على السلام العالمي، وتمارس عملية إبادة ضد الفلسطينيين العزل في الضفة الغربية وغزة"، وقالت إنها ليست الوحيدة التي ترفض استقبال سياح "إسرائيليين"، إذ أن معظم الفنادق في منطقتها تفعل الشيء ذاته.

وأضافت: "إنني أعارض سياسة "إسرائيل"، وهذه هي الوسيلة الوحيدة التي أستطيع بها الإعراب عن معارضتي" والفرنسيون ليسوا الوحيدين في أوروبا الذين لا يرحبون ب"الإسرائيليين"، إذ أن ما يزيد على 68% من الأوروبيين يرون أن هذه الدولة المارقة خطر على السلام العالمي، وهذا الرأي تجري ترجمته إلى سلوك.


ويذكر الكاتب الفلسطيني نضال حمد رئيس جمعية الصداقة العربية النرويجية في أوسلو أن أطفال النرويج يقاطعون البضائع "الإسرائيلية"، ويرفضون شراء حتى البرتقال الذي تصدره "إسرائيل"، احتجاجاً على سياستها الفاشية.

والمضحك المبكي أنه في الوقت الذي ترفض فيه سيسيل استقبال "الإسرائيليين" في فندقها، ويقاطع أطفال النرويج البضائع "الإسرائيلية" احتجاجا على حرب الإبادة التي تشنها "إسرائيل" في غزة، تلتزم الدول العربية الصمت، وكأن الأمر لا يعنيها، أو لا يعني شيئاً.



ويا سيدة سيسيل، ويا أيها النرويجيون الصغار، ليس بينكم من كان ينشد في طابور الصباح في المدرسة: بلاد العرب أوطاني، أما نحن الذين كنا نردد هذا النشيد كل صباح.. فسامحونا.

يمامة
27/03/2010, 11:41 PM
والله إننا نحس بخجل كبير من أنفسنا عندما نسمع مثل هذا الكلام

ونحس بأننا قد زهدنا أنفسنا لدرجة لم تعد تثطاق

لاحول الله .

عائشة صالح
28/03/2010, 10:36 PM
شكرا لنقلك لنا هذه المعلومة
ليتها توزع على جميع الفنادق في الوطن العربي والإسلامي
احترامي

نصرالله مطاوع
29/03/2010, 09:16 AM
أختي يمامة
أقدر إنفعالك
وأذكرك بإننا نقول ( لا حول ولا قوة إلا بالله )
أو
( يا حول الله )
مرة أخرى عزيزتي أشكر مرورك
وأقدر حرقتك
دمت بود .

نصرالله مطاوع
29/03/2010, 09:18 AM
أيتها الشروق
شكرا لمرورك
دمت بود .

محرز شلبي
29/03/2010, 12:59 PM
نحن نستقبلهم ونوفر لهم باسم السياحة والتطبيع بمختلف الأشكال باسم السياسة وحوار الحضارات...
نصركم الله يا نصر الله..شكرا وتحياتي..

عبد الهادي الحمداني
29/03/2010, 01:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والله بكيت عندما قرأت ما نقلته لنا خاصة وان الاسرائيليون يجولون ويتمخترون ويتراقصون في بعض البلدان العربية بل ويتامرون كيفما شاءوا.
المشكلة انه بعض الاعراب بالاخص بعض الرؤساء, لا يمتلكون المبادئ وانما يتسابقون نحو العواطف.

اميرة الحريري
29/03/2010, 06:33 PM
ربما في هذا الزمان,
لم يعد الاسلام موجودا في دول المسلمين, بل انه موجود في دول الغير مسلمين.
حيث انهم اكثرا عدلا وتسامحا ودفاعا عن حقوق الاحرين من المسلمين انفسهم
وانهم اكثر دفاعا عن قضايا اسلامية واكثر غيرة على نفوس المسلمين الضعفاء
يا لهذا الومان الذي ينقلب فيه كل شيء راسا على عقب.

محرز شلبي
29/03/2010, 09:26 PM
وماذا تفعل شاباتنا..؟

نصرالله مطاوع
30/03/2010, 09:40 AM
أستاذنا محرز شلبي
أشكر مرورك
إن المرء ليحزن حينما يتذكر أمجاد هذه الأمة
ويتسائل بحرقة
أين ذهبت الأنفة العربية ؟
إنه واقع مرير بلا شك
مرة أخرى أستاذنا محرز
شكرا لمرورك .