المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طوق الأحبة



منـصور العســيري
04/04/2010, 09:43 PM
طوقُ الاحبة والمحبةِ أوسما = في قلبِ مرويِّ الصبابةِ معلما
ويطوفُ ما بينَ الخيالِ يراود الـ = أفقِ البعيدِ يراهُ باتَ مغيِّما
ينتابه صمتُ الوفاءِ لغيبةٍ = لمنارةٍ للنبلِ تعرفُهَا السما
حتَّى استوتْ فوقَ المشارقِ طلعةٌ = للفجرِ تصدعُ ذا النهارُ تسنَّم
ما كان يستجدي الهوى متلبساً = دمعاتِ وجدٍ تستطيب تضرما
عرفُ الهوى في قلبِهِ صدقٌ وما = خاضَ الهوى متلاعباً متوهِّما
لكنهُ ألفى وكلُّهُ سائغاً = للقلبِ في حلمٍ بمهجتهِ نما
بين الطهارةِ والدهاءِ بحرَّةٍ = حسناءَ مهجرها المخائلِ حُرِّم
ما كانَ يحسبُ أن سيهزمهُ الهوى = حتى استرقَّتْهُ حواريةُ الحمى
فدنتْ إليه منَ المشارفِ صفحةً = سكبتْ على طلعِ الغرامِ توجُّما
لاحَ الصباحُ لهُ على إيماءةٍ = تنآى التي بالأمسِ كان بها رمى
فاسَّتنبتت في الأفقِ مطلع غربةٍ = إذ و الحبيبةُ صادقتْ فتقلَّم
الغرُّ المقيَّدِ بالوفاءِ وما درى = ما خلفَ صابئةِ الهوى فتلعثم
ما طافَ خدرَ للحصونِ مشبِّباً = أو إبتغي نقضاً لحلمٍ قُوِّم
يمضي وحملُ الدهرِ كاهلُهُ الهوى = ويجولُهُ طيفُ النوى حتَّى ارتمى
بين استدارةِ دربِهِ الموتورِ في = نفضِ الغرامِ وقد تطاولهُ العمى
هل كان ذنباً ذاتَ حلمٍ أنَّه = حينَ استفاقَ لنجمةٍ لاحتْ كما
طيفُ الملاكِ وفي السماءِ لهُ يدٌ = من ذاتَ جيدِ الحلمِ حلَّقَ حالماً
يبني المدائنَ في الخيالِ ممالكا = ويرتبُ الحلمَ الوليدِ توسماً
في مطلعِ المصفوفةِ الورقاءِ من = رفَّ الهوى أيقاعَها مستسلما
للحبِّ مخيالَ الفتى متوحداً = فتوثقتْ في القلبِ حبلاً محكم
التوثيقِ في لبِّ الخيال يسوقُهُ = قيدُ الغرامِ إلى الهيامِ متيَّما
ملئ الشهيقِ ورجعِهِ ينتابه = حرُّ الصبابةِ، يستبيحُهُ، والسِما
ترتابُ منهُ مظنةً حيثُ الهوى الـ = المزروعُ في عمقِ الفؤادِ لكمْ سمى
في زهرةٍ بالنبضِ أثمر طلعُها = لما ارتوت بمدادِ دمعهِ علقما
لو كانَ لي درأُ الفؤادِ لحزتهُ = في جعبتيْ ومنعتُ عنهُ تهيُّما
لكنَّ لي قلبٌ طليقٌ كلَّما = هاودتُهُ كي أستميلَهُ أحجمَ
هل ذاكَ قلبٌ إذ يعفُّ عنِ الهوى = والبدرُ حلمٌ في السماء مجسما
إنِّي أحبُّكِ ما انتمى قلبي إلـي = ي وما احتسى بالنبضِ أبهرهُ الدَّمَ
ويظل كونٌ ملئ حلميَ عاقدُ ال = الإيقاعِ بالوجدِ الحفيِ متمتماً
أرجوزةً ورقاءَ تُجفِلُ وحشتي = حتَّى ترتِّبُني بحلمي ملهما