المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بالجوع قلنا لن نموت



محمد حسن محمد الحاج
05/04/2010, 04:18 PM
هل جئتَ يوماً نحو بيتكَ في الصباحِ
وكنتَ ليلاً
واقفاً حتَّى ينامَ الآخرونَ وساهراً ...
ووظيفة الإبصارِ لاتقوى على ضوءٍ صغيرٍ
غيرَ أنَّكَ تستطيعُ بقوةٍ
أنْ لاتنامَ مُقاوماً ,
مُتحمِّساً ,
ومثابرا ...
هل ذقت يوماً فرحةً
قلبيةً
تهزو بكلِّ التعزياتِ الحاضرة

...

هيَ آخرُ الأعيادِ ظلَّ الحقلُ فيها
رائعاً ومُتوَّجاً
بروائحٍ العرقِ السليمِ العاطرة ...
مُتبخْتراً بينَ الحقولِ كما يريدُ ,
الموسمُ الشتويُّ والقمحُ البرئُ من النفادِ
وللمزيدِ من العطاءْ ..
قد كانَ يكفلُ هذهِ اللآلافَ عنْ هذا النداءِ ,
بلا غطاءٍ
وارتعاشٍ
دونَهُ جوعٌ رهيبٌ
لا تقاومُهُ الأماني بالتأسِّي , كلِّها ,
حتَّى ولو غابَ الرضيعُ عن المكانِ
وأخرجَ الخوفُ الرجالَ إلى الوراءْ
أوْ فُتِّحَتْ ...
أبوابها تلكَ القلاعُ الخاسرة
...

بالجوعِ قلنا ...
لنْ نموتَ ولن نضيعَْ
الجوعُ يقتلُ من يعيشُ لأجلهِ
والروحُ يُطعمُها اليقينْ
تتسابقُ الأيدي إليهِ
ولا تُصافحُ بعضها إلا عليهْ
هل ياترى ؟؟
حقاً يزالُ الحقلُ ينتظرُ الربيعَ
لكي نعودَ وأهلنا قبلَ الحصادِ إلى البيوتِ العامرة
...

باللهِ كمْ هوَ بالوطنْ
تبدو الحياةَ الفاخرة ...
تلكَ الوجوهُ الباهتة ,
تلكَ الثيابُ الخافتة ,
تلكَ الجيوبُ الفارغة ,
,الواقفونَ على الطريق
مع الشروقِ , يلوُّحونَ ,
ويهرعونَ تجاهَ تلك الحافلاتِ الزاخرة ...
تلك النفوسُ الهادئةْ
والنومُ يسكنُ في الجفونِ
-إذا المسافةُ قدْ تطولُ-
فلا ذنوبَ ولا تجاربَ غادرة ...
تلك القلوبُ وبينَ حوزتها الأمانةُ والرضى
بحلاوة التسبيحِ تزهو ذاكرة ...
لا تشتكي شيئاً ولا تبكي على أشلائِها ,
لاتنحني ...
بين الجراحِ الباقياتِ أو الهمومِ الغابرة ...
أمَّا إذا ما غابَ في الوطن الجمالِ !!
أتتكَ تلهثُ ثائرة ...
أتتكَ تُعلنُ قوةً وجسارةً
فاقتْ مدى الكذبِ الوسيعِ
وأوضحتْ ضِيقَ القلوبِ العابرة ...
بالله كم هو بالوطنْ
وبمثلِ إحساسِ الهويةِ
قد ترى السحرَ الحلالَ
وترتدي ثوبَ الحياةِ
كمَا تريدُ الآخرة
...

محمد إبراهيم الحريري
05/04/2010, 04:44 PM
إيه يا محمد
هذا ما يطربني ويعلو بي إلى مجرات الشعر ، هذا مجالك الذي توردنا إليه يراعك ، لله ما أبدعك
حالة رصد وثقى لحركة الحياة متابعة قصوى التنهدات إلى غرة الجيوب الفارغة والوقت لاهث وراء شمسك التي لن تغيب عن مآذن الشعر .
أسعدتني يا محمد
وربي أطرب لشعرك هذا

أميرة عمارة
05/04/2010, 05:25 PM
لا لنْ تموتَ من الصباحِ
تحيةٌ
خطَّتْ على سطرِ الحقولِ
مشاعرَهْ.

حتى ولو
جمعَ الظلامُ مفاخرَهْ.

الجوعُ ينهشُ في الأملْ،
والظلمُ ترفَعُهُ الحيَلْ،
والصبرُ يَبْسُطُ حُلْمَهُ
دومًا على بابِ المُقَلْ،
والروحُ تبسمُ حائرةْ.

لكنْ شذاها
بالرضا
يَسْمو
على كلِّ الغيومِ العَابرةْ.

أحمد نمر الخطيب
05/04/2010, 05:26 PM
هكذا تعود
ويعود معك شعر الحياة
وتفاصيلها
تعودة ببهاء تام
مع المودة

يحيى سليمان
05/04/2010, 06:36 PM
ولم تذب في هوانا أي فاكهة= تظمي الشفاه ولم نشبع ولم نجع
هو العزاء كشعرك الرائق
أخي محمد
حقا هنا الكثير من العزاء
لشعراء محزونين من حزن ومن شعر

كرامة شعبان
05/04/2010, 07:42 PM
الجوعُ يقتلُ من يعيشُ لأجلهِ

ياللوطن هنا ... يا لتفاصيله الضعيفة والحزينة والقاسية ...
يا للصغار المروا على عمر... بلا لعب وفوضى ...
سلام على الحلم المضيّع بين إغفاءة وأختها ...
للحقول الثاكلات ...
للدموع المالحات ... للورد الميتـّم في الندى ...

لك الشعر والحلم والأمنيات ...
لك ما تبقى في صندوق أم خبأت ذكرى الفجيعة والهوى ...

لك شكري كما ينبغي أن يكون هنا ... ولا أعلم كيف ينبغي أن يكون ...

كن بخير


شكرا لك ألفا


كرامة شعبان

محمد حسن محمد الحاج
07/04/2010, 08:47 PM
إيه يا محمد
هذا ما يطربني ويعلو بي إلى مجرات الشعر ، هذا مجالك الذي توردنا إليه يراعك ، لله ما أبدعك
حالة رصد وثقى لحركة الحياة متابعة قصوى التنهدات إلى غرة الجيوب الفارغة والوقت لاهث وراء شمسك التي لن تغيب عن مآذن الشعر .
أسعدتني يا محمد
وربي أطرب لشعرك هذا

أستاذي وأخي وصديقي حفظك الله ورعاك

لهي القصيدة أحق بالطرب وصاحبها أحق بالحمد والشكر
أشكرك والله من القلب وأدامك الله فخراً للغة وللشعر وللجمال أيها الرائع

لك مني كل الود والتقدير

محمد حسن محمد الحاج
07/04/2010, 09:08 PM
لا لنْ تموتَ من الصباحِ
تحيةٌ
خطَّتْ على سطرِ الحقولِ
مشاعرَهْ.

حتى ولو
جمعَ الظلامُ مفاخرَهْ.

الجوعُ ينهشُ في الأملْ،
والظلمُ ترفَعُهُ الحيَلْ،
والصبرُ يَبْسُطُ حُلْمَهُ
دومًا على بابِ المُقَلْ،
والروحُ تبسمُ حائرةْ.

لكنْ شذاها
بالرضا
يَسْمو
على كلِّ الغيومِ العَابرةْ.

قد كان يوما رائعاً إذ كنت في إحدى الزيارات الجميلة للأهل ...
رجلٌ يسبحُ , كانَ يجلس جانبي , أوصافهُ مثل الذين ذكرتهم , لايشتكي , وإذا التفت إليهِ يبسمُ هادئاً
وكأنهُ في جنةٍ لاتنبغي إلا لمن عرف اليقينَ وعاصر الصبر الجميل َ,
سألتهُ عن حالهِ فأجاب حمداً للكريمِ
سألتهُ عن مايدور ومايقال عن انتخاباتِ البلاد القادمة !!! فأجابني
يا صاحبي
تدري بأنا مسلمونَ ورزقنا وعدٌ من الله العزيز فكيف نغدو خائفين ,
أظننا ياصاحبي لسنا بحقٍ صادقين ومؤمنينَ
ولست أخشى من سيحكمُ طالما ربي سيحكم بيننا وأقولها ,
لو قالتِ الناس الجهاد وجدتني في الأولين ...
لكنني لا أبتغي شكرا من الحكامِ أو مالاً
ولي يا صاحبي قلبٌ ونفسٌ لاتريد سوى الحلال ولاتروم لرفعةٍ إلا برب العالمين

محمد حسن محمد الحاج
07/04/2010, 09:28 PM
هكذا تعود
ويعود معك شعر الحياة
وتفاصيلها
تعودة ببهاء تام
مع المودة

أستاذي الخطيب حفظك الله ورعاك وجعلك من عباده الذين يحبهم ويحبونه

أشكرك كثيرا

لك مني كل الود والتقدير

أميرة عمارة
08/04/2010, 07:21 PM
قد كان يوما رائعاً إذ كنت في إحدى الزيارات الجميلة للأهل ...
رجلٌ يسبحُ , كانَ يجلس جانبي , أوصافهُ مثل الذين ذكرتهم , لايشتكي , وإذا التفت إليهِ يبسمُ هادئاً
وكأنهُ في جنةٍ لاتنبغي إلا لمن عرف اليقينَ وعاصر الصبر الجميل َ,
سألتهُ عن حالهِ فأجاب حمداً للكريمِ
سألتهُ عن مايدور ومايقال عن انتخاباتِ البلاد القادمة !!! فأجابني
يا صاحبي
تدري بأنا مسلمونَ ورزقنا وعدٌ من الله العزيز فكيف نغدو خائفين ,
أظننا ياصاحبي لسنا بحقٍ صادقين ومؤمنينَ
ولست أخشى من سيحكمُ طالما ربي سيحكم بيننا وأقولها ,
لو قالتِ الناس الجهاد وجدتني في الأولين ...
لكنني لا أبتغي شكرا من الحكامِ أو مالاً
ولي يا صاحبي قلبٌ ونفسٌ لاتريد سوى الحلال ولاتروم لرفعةٍ إلا برب العالمين


الله الله
رائع هذا المشهد، قصة وشعرا وشعورا
أبدعت ياأخي محمد في نقل الصورة بكل أبعادها!!
قفلة جميلة، أسأل الله أن يجعلنا من هؤلاء..