المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس قرغيزي للشعوب العربية /عبد الباري عطوان



نبيل الجلبي
10/04/2010, 10:39 PM
درس قرغيزي للشعوب العربية

عبد الباري عطوان

قرغيزستان دولة صغيرة تقع في آسيا الوسطى، معظم سكانها من المسلمين، توجد فيها قاعدتان عسكريتان إحداهما امريكية والاخرى روسية، وقواتها الامنـــية على درجــة كبـــيرة من الكــــفاءة القمعــية، ومع ذلك لم تتمكن هذه القواعد، ولا قوات الامن، من حماية رئيسها كرمان بيك باكييف من غضبة الشعب الذي نزل الى الشوارع في مظاهرة صاخبة.
هذه هي المرة الثانية في غضون خمسة اعوام يثور فيها الشعب القرغيزي، ويهرب الرئيس للنجاة بحياته، ويتعرض فيها القصر الجمهوري للنهب ومن ثم الحرق على ايدي المحتجين من عامة الشعب، وتتولى المعارضة الحكم، وتعد باجراء انتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة في غضون ستة اشهر.
حكم الرئيس باكييف، مثل حكم نظرائه في مختلف الدول العربية والاسلامية، يعتبر مثلا في الفساد والمحسوبية، ونهب المال العام، واستخدام قوات الامن في قمع حركات المعارضة، ومصادرة الحريات، والاهم من ذلك كله ان هذا الرئيس الذي وصل الى الحكم قبل خمس سنوات بعد انتفاضة شعبية اطلق عليها الامريكان اسم 'ثورة التوليب'، زوّر الانتخابات، وعيّن افراد اسرته في المناصب الهامة والحساسة، وهيأ ابنه الاكبر لوراثته تماما مثل حكامنا العرب.
المفجّر للثورة الحالية التي اطاحت به جاء من خلال رفع حكومته اسعار الوقود، ولكن عوامل الانفجار كانت تتضخم بعد وصول الجوع في البلاد الى درجات لا يمكن تحملها، حيث وصلت معدلات البطالة الى اكثر من اربعين في المئة.
الرئيس باكييف ضرب مثلا في الانتهازية السياسية والتلاعب بسيادة بلاده، ورهنها للايجار لمن يدفع اكثر، وحوّل عاصمة بلاده الى 'ماخور' للقوات الامريكية حيث يزورها اكثر من 35 الف جندي كل شهر، قادمين من افغانستان المجاورة لقضاء عطلة مريحة او للانطلاق منها الى محطات اخرى في العالم.
' ' '
غازل موسكو، ولوّح باستعداده لاغلاق القاعدة الجوية الامريكية (ماناس) القريبة من العاصمة اثناء زيارته الاخيرة لها الروس تجاوبوا مع هذا الغزل فورا وعرضوا مساعدة قدرها ملياران وربع المليار دولار، فحمل العرض الى الامريكيين فدفعوا له اكثر، اي زيادة اجرة قاعدتهم السنوية (180 مليون دولار) ثلاث مرات، يذهب معظمها الى جيب عائلته.
وليته اكتفى بذلك، فقد حصلت شركة يملكها احد افراد عائلته على عقد سخي بتزويد الطائرات الامريكية بالوقود، علاوة على الاحتياجات الغذائية الاخرى. ومن المفارقة ان الامريكيين، حماة الديمقراطية والشفافية وسادة مكافحة الفساد، كانوا الاكثر سعادة بهذه الصفقة.
ادارة اوباما، مثل ادارة الرئيس بوش، كانت تعلم بكل صفقات الفساد هذه، ولكن عندما يكون الخيار بين الاستقرار والديمقراطية بكل افرازاتها، فإنها تختار الاولى خدمة لمصالحها وبقاء قاعدتها. هذا ما يفسر دعمها لاكثر الديكتاتوريات فسادا في المنطقة العربية.
قرغيزستان دولة تقع على حدود اكبر مشروع للديمقراطية الغربية في العالم، اي افغانستان، حيث يُقتل جنود امريكيون يوميا تحت هذا العنوان، ولكن هذا لا يمنع ان تصمت واشنطن على السجل الاسود والاسوأ للرئيس القرغيزي في ميادين حقوق الانسان، مثل قتل الصحافيين واغلاق الصحف ومحاكمة شخصيات المعارضة وفق قوانين الطوارئ.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو عن اسباب حدوث هذه الثورات الشعبية التي تنتهي بالاطاحة بأنظمة الفساد في دول مثل قرغيزستان في اسيا الوسطى وبوليفيا في امريكا الجنوبية، ولا نرى لها مثيلاً في الدول العربية؟
' ' '
احوال قرغيزستان افضل كثيراً من احوال دول عربية عديدة مثل مصر، ومع ذلك نرى شعبها الصغير الذي لا يزيد تعداده عن خمسة ملايين شخص ينزلون الى الشوارع طلباً للتغيير والاصلاح.
وحتى لا نتهم بالتركيز على مصر، نعرج على الضفة الغربية، حيث يعيش الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، ويواجه كل انواع الاهانات عند الحواجز الاسرائيلية، ويرى مقدساته تتهود في وضح النهار، ومع ذلك لا نرى مظاهرة احتجاج واحدة ضد السلطة، او 'السلام الاقتصادي' الذي تحققه وزارة السيد سلام فياض.
قد يجادل البعض بأن القمع الدموي للأنظمة العربية وقواتها الامنية هو الذي يدفع الجماهير للاستسلام والخضوع، وهذا صحيح، ولكن قوات الامن القرغيزية اثبتت انها اكثر قمعاً وشراسة، واطلقت النار على المحتجين وقتلت مئة منهم، ومع ذلك استمروا في مسيرتهم حتى اقتحموا القصر الجمهوري واشعلوا النار فيه.
الشعوب الحية هي التي تتحدى القمع والارهاب من اجل حقوقها الاساسية والدفاع عن مصالحها وتقديم التضحيات من اجل هذا الهدف السامي، ويبدو ان المشكلة لم تعد في الحكام العرب، وانما في الشعوب العربية ايضاً.
' ' '
ما يجري في قرغيزستان حالياً هو ظاهرة يجب ان يدرسها الحكام والشعوب العربية ايضاً، فهذا الشعب الصغير في تعداده (خمسة ملايين) الكبير في ارادته وعناده، قاوم الفساد والمحسوبية، واطاح بالرئيس وعائلته وولي عهده الذي اراد توريث الحكم له.
ولعل الدرس الابرز هو للحكام العرب الذين يعتقدون ان القواعد الاجنبية يمكن ان توفر الحماية لهم، ولحكمهم، اذا ما انتفض الشارع ضدهم، واراد تغييرهم، وادخال الاصلاحات السياسية والديمقراطية الحقة.
نشعر بحالة من القهر ونحن نتأمل اوضاعنا العربية، فالجدران سقطت (برلين)، واعتى الديكتاتوريات، يسارية كانت ام يمينية، انهارت وتحولت الى تاريخ، والقيم الديمقراطية وصلت الى جمهوريات الموز، ومع ذلك ما زال الوضع العربي على حاله، بل اكثر سوءاً، حيث الغالبية من الحكام العرب إما يعانون من امراض الشيخوخة او السرطان او الاثنين معاً.


عن القدس العربي

محمد خلف الرشدان
11/04/2010, 04:54 AM
عبد الباري عطوان يضع اصبعه على الجرح دائماً ، وهو في مقاله هذا يطالب الشعوب العربية أن تحذو حذو شعب قرغيزيا وتثور على معظم أنظمتها الفاسدة وعلى حكامها الأكثر فساداً وعمالة لأمريكا وإسرائيل ، هؤلأ الحكام الذين يسوسون شعوبهم بالبطش والإرهاب من خلال أجهزتهم الأمنية القمعية البوليسية ، وينظرون الى شعوبهم وكأنهم عبيد أرقاء يبيعونهم في سوق النخاسة الأمريكية والإسرائيلية ، ويعتبرون دولهم وكأنها مزرعة لهم ولأولادهم ومعارفهم ، عندما يطالب هذه الشعوب بالثورة فلا شك أنه يدرك قبل غيره بخطورة دعوته وارتدادها بشكل عكسي على هذه الشعوب ، فحكامنا الذين جاء أكثرهم على ظهور الدبابات أو الإنتخابات المزورة يختلفون عن بقية حكام العالم ، فهم مستعدون تمام الإستعداد للقضاء على نصف شعوبهم مقابل هذا الكرسي اللعين ، إنها دعوة للإنتحار الجماعي وتنفيذ المجازر والإبادة المحققة ، وقد غاب عن عبد الباري أن حكامنا وشعوبنا لا مثيل لهم بين شعوب الأمم الأخرى ، وهم اليوم حالة إستثنائية في عالمنا لا يقاس بها حتى شعب الواق واق .

نايف ذوابه
11/04/2010, 12:30 PM
لا أظن أن أحوال الشعب في قرغيستان أسوأ حالا منها في الدول العربية .. في الدول العربية استطاعت الأنظمة الشريفة النظيفة الشفافة أن تستأصل القيادات الشعبية النظيفة التي تستطيع أن تستقطب الشارع وتقوده بوساطة الكلاب البوليسية والاعتقال والسجن والمطاردة في الأمن والأمان ولقمة العيش .. والبقية الباقية من المعارضة هي معارضة وديعة وداعة الحمل .. تحرص على استقرار الأوضاع حرص الأنظمة نفسها بل هي مرشد للأنظمة وموجه لها في فتح بعض النوافذ لتغيير الهواء المشبع بالغضب لتنفيس الأوضاع .. لو كانت الأوضاع في قرغيستان كالأوضاع في الدول العربية لما استطاع الناس أن يتجمعوا ولما كان هناك قيادات في الشارع تقودهم ..

الصورة في البلاد العربية أقتم وأظلم مما يتصور .. نحن أصبحنا دجاج زراعي مدجن ومحسن جيدا بمواصفات فريدة .. لذلك نحن نخالف توقعات أنظمتنا في الخنوع المبالغ فيه .. فيما تتوقع أجهزتنا الأمنية منا حركة ولو حركة المذبوح لكن حتى حركة المذبوح صرنا نخشى منها .. نحن جثث هامدة .. هنيئا لحكامنا برعاياهم ..

الشعوب العربية قطعان من النعاج للأسف وخراف مسلخ في أحسن الأحوال ..

اللي بعده .. حوّل ..

معتز نصار
11/04/2010, 12:31 PM
العيب فينا نحن الشعوب الراضية بالذل و الداعمة له ....80 مليون مصرى لا يستطيعون القيام بمظاهرة عددها 1000 شخص على الاكثر ...و اذا سمعوا صوت رصاصة واحدة هموا بالفرار حرصة على حياتهم المعدومة اصلا .....و القيرقيزين 5 ملايين ضحوا بالمئات كى يطيحوا بنظام الفساد الذى لا يقارن بفساد انظمتنا العربية ....

الطالب المهدي البان
11/04/2010, 05:32 PM
السلام عليكم إخوتي الكرام إن الشعوب العربية أغلبها متملق للحكام الفاسدين فقبل إجتثاثها يجب البدء بالحاشية ,إن شعبنا الفلسطيني يتعرض لأكبر مؤامرة عرفها التاريخ وأكبرهم أبومازن وأعوانه,أرى أن ندعم المقاومة الباسلة ونعطي لكل ذي حق حقه ونصقل العقول ونأبى التبعية لمن كان.

عائشة صالح
11/04/2010, 05:56 PM
الشعوب الحية هي التي تتحدى القمع والارهاب من اجل حقوقها الاساسية والدفاع عن مصالحها وتقديم التضحيات من اجل هذا الهدف السامي، ويبدو ان المشكلة لم تعد في الحكام العرب، وانما في الشعوب العربية ايضاً.

يقول معين بسيسو:
أنت إن سكت مت
و أنت إن نطقت مت
قلها و مت


لا أدري ما أصاب شعبنا في الضفة . لِمَ يسكتون على هذا الذل؟ لم هذا الرضوخ لسلطة أوسلوا التي أذلتهم
لم لا يخرجون عليهم ويحرقون المقاطعة فوق رؤوسهم ومن يتبقى منهم أن يحاكموه في ساحة ليشهد عليهم التاريخ بأنهم لم يقبلوا بالذل وهذا مصير كل من يذل شعبه.
لقد فاض الكيل والله يا أستاذ عبد الباري لم نعد نحتمل ما يجري على ارضنا ولا على أراضي عربية أخرى من ذل وهوان ونفوس ميتة
نعم هي النفوس ميتة ومتخاذلة ومن يعد بهم لا حمية ولا كرامة ولا أي شيء يوصف به البشر!!

هشام المصري
17/04/2010, 10:57 AM
و الله يا أستاذ عبد الباري
مللنا من تجار الكلام ، ممن لا يجيدون الا الكلام و فقط
ارجوك اذهب مع اهل غزة واحمل معهم السلاح حتي تكون قدوة للجميع ودعك من الصراخ و العويل

عائشة صالح
17/04/2010, 07:17 PM
الفاضل هشام المصرى
كثيرون هم الذين يرغبون ويريدون حمل السلاح في غزة والاستشهاد على أرض فلسطين .. ولكن إسرائيل محمية بمن لا يجرؤون حتى على الكلام !!حتى وهم يقدمون الغاز والنفط المصري مجاناً للعدو الصهيوني أو يغرزون في قلب الأرض الطيبة، إن كانوا مهندسين أسوار الصلب القاتلة للإنسان والكرامة والأمن الوطني المصري.

نبيل الجلبي
17/04/2010, 08:15 PM
و الله يا أستاذ عبد الباري
مللنا من تجار الكلام ، ممن لا يجيدون الا الكلام و فقط
ارجوك اذهب مع اهل غزة واحمل معهم السلاح حتي تكون قدوة للجميع ودعك من الصراخ و العويل

الأستاذ هشام المصري المحترم
فلتفتح مصر وغيرها الحدود أمام من يرغب في الدفاع عن المقدسات وحينئذ لكل حادث حديث
بسم الله الرحمن الرحيم
بل جاءهم بالحق واكثرهم للحق كارهون
لقد جئناكم بالحق ولكن اكثركم للحق كارهون

محرز شلبي
18/04/2010, 12:28 AM
يا هشام المصري إفتحوا فقط معبركم سترون أمواجا من الشرفاء تجتاح العدو وعملائه إجتياحا..بس وشوف الأبطال إبتعمل إيه..لكل حادث حديث..سلامي

عائشة صالح
18/04/2010, 12:35 AM
http://www.youtube.com/watch?v=GAZKyw_oGxY&feature=related