صفعة إسرائيلية جديدة

[غالب ياسين]

( 1 ) مع شروق شمس كل يوم وقبل الغروب في فلسطين المحتلة منذ توقيع اتفاق (أوسلو الشؤم) تقدم سلطات الاحتلال الإسرائيلية على إصدار تشريعات ضد الشعب الفلسطيني وتنتظر ردات الفعل من سلطة رام الله ، ثم تنفذ مشروعها بعد أن تتأكد بان ردة فعل ' الممثل الشرعي والوحيد ' فتح، لا تتجاوز بيانا هنا أو هناك.
في مطلع الأسبوع استيقظ الفلسطينيون على مخطط إسرائيلي يقضي بطرد أكثر من 35 ألف فلسطيني من الضفة الغربية بذرائع ليست منطقية ولا أخلاقية، كل هذا يجري بموجب أمر عسكري أصدره قائد جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، هذا الإجراء سبقه تمرير القانون في شهر تشرين الاول /أكتوبر العام الماضي وعلمت به السلطة العباسية في رام الله ولم تتخذ أي إجراء تجاهه وبقي سرا حتى فضحت أمره صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية ويبدأ التنفيذ اليوم الثلاثاء الموافق 13 نيسان/ابريل.
كانت ردة فعل السلطة 'العباسية الفياضية' في رام الله تبادل ممثلي السلطة الظهور على شاشات التلفزة العربية يشجبون ويدينون ويستنكرون، ويعلنون أنهم يتحركون في كل اتجاه لمنع تنفيذ هذا القانون الإرهابي الجديد، يقول صائب عريقات: انه يتحرك على كل الصعد، أرسل رسالة للأمريكان ولأعضاء اللجنة الرباعية والى الجامعة العربية وشرح لهم خطورة هذا الإجراء، وراح يؤكد القول 'أن هذا الأمر يعتبر جزءا من سياسة التطهير العرقي التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية' ويؤكد بان هذا القرار 'نسف للمفاوضات والاتفاقات الموقعة معهم' ويطالب نبيل شعث احد رموز سلطة رام الله المجتمع الدولي بان 'يتصدى لهذه السياسة الإسرائيلية الجديدة ووقفها'.
سؤالي المباشر إلى أركان سلطة رام الله أين انتم من صدور هذا القرار في تشرين الاول /أكتوبر من العام الماضي؟ وعند بدء تنفيذ هذا القانون اليوم ماذا ستفعلون؟ هل ستبقون في مكاتبكم الأنيقة في رام الله تتحركون من نافذة إلى أخرى كما قال السيد عريقات عن الحركة في كل اتجاه، أم أنكم ستتركون الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية ليعبر عن احتجاجه العملي والفعال وان يتصدى لتنفيذ هذا القانون بصدره لحماية إخوانه وأقربائه وشركائه في الوطن والمصير المشمولين بالترحيل، هل ستعلنون اعترافكم بالفشل الذريع لكل محاولاتكم السلمية مع هذا الكيان العنصري التوسعي الرهيب منذ أوسلو وحتى اليوم؟ هل ستعلنون إعادة اللحمة بينكم وبين إخوانكم في غزة والتعالي على المصالح الذاتية من اجل الأمة الفلسطينية. إخوانكم في غزة حركتهم حركة تحرر وطني وليست حركة عنصرية اجتثاثية كالحركة الصهيونية التي لا تفرق بينكم وبينهم فكلكم بالنسبة لهذا الكيان العنصري أعداء 'أبناء الأفاعي' كما يقول كهنتهم عنكم.
الاقتراب من إخوانكم في غزة اليوم أجدى وأعظم من استجدائكم من دول الرباعية الدولية. إن الرد الحقيقي والفعال على هذا الطغيان الصهيوني يتم على ارض فلسطين أولا بمواجهة جماعية لا فرق بين غزة ورام الله، مطلوب من سلطة رام الله اليوم وليس غدا التجرد عن الأحقاد التي تكنها لأهل غزة، تذكروا بأنكم منذ 17 عاما (أوسلو) وانتم تتفاوضون مع هذا الكيان السرطاني وتقدمون التنازلات لم يحترم شخوصكم فما بالكم بان تحصلوا منه على أي تنازل عن حق من حقوقكم.
والحق أنكم يا سلطة رام الله لو تنازلتم عن كل حقوق اللاجئين وعن مدينة القدس والخليل ونابلس، وسكتم عن التوسع في المستوطنات فان مطالب اليهود ستتصاعد وسيصرون على إخراجكم من كل فلسطين لأنكم في ثقافتهم وتعاليمهم وتعليم أبنائهم انتم 'أبناء الأفاعي' ويتمددون نحو المشرق حتى خيبر ونجران.

( 2 )

في كل الدنيا وعبر العصور تتولى الحكومات الدفاع عن كرامتها وكبريائها وحقوقها وسيادتها، والعرب امة واحدة تعددت فيها الحكومات لكننا نحن الشعب العربي لم نشعر في يوم من أيامنا، في عصرنا الراهن، أن حكوماتنا يهمها امرنا أو امننا أو مستقبل أجيالنا أرضنا تنهب من الأطراف، عربستان ضاعت منا، الجزر الثلاث نردد المطالبة بها، الاسكندرون ذهب بلا رجعة، سبته ومليلة أجيالنا لا نعلم عنها شيئا، أوغادين لا علم لنا بها، والعراق محتل، وفلسطين تضيع ونحن كالأنعام تفترس الذئاب أطرافها.
اليوم حصحص الحق وننشد النخوة والرجولة في زعماء الأمة بان ينقذوا الفلسطينيين من أعمال الطرد من ديارهم بوقف عربي واحد، باستخدام المصالح لا باستخدام السلاح وقد فعلها معمر القذافي مع أمريكا قبل شهرين فهل تفعلونها ليخلدكم التاريخ؟!
آخر القول: كل قادة سلطة رام الله يقولون نحن تحت الاحتلال الإسرائيلي، وعلى ذلك نسأل هل سلطتكم لحماية المحتلين وجنودهم؟ إذا الجواب بالنفي فعليكم حل سلطتكم وتحميل المحتل تبعات احتلاله ولا تكونوا متسولين في المحافل الدولية لمعونة المحتل في الإنفاق على احتلاله.
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\12qpt77.htm&storytitle=ffصفعة%20إسرائيلية%20جديدةfff&storytitleb=د.%20محمد%20صالح%20المسفر&storytitlec=

[علي حسن القرمة]

أخي أستاذي غالب ياسين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أشدد على التذكير بأن إسرائيل ماضية بالتواصل بالاستيطان والتوسع أرضاً وكياناً وتاريخاً بالتزوير محلياً وإقليمياً وعالمياً على حسابنا كعرب أصحاب الحق في كل شيىء، في الأرض وما تحتها وما فوقها بما في ذلك التنفس من هوائها، بدأت بكل ذلك (حتى) من قبل أن يصدر وزير خارجية بريطانيا اللعين بلفور وعده الخياني المشئوم، فقد حاول اليهود (قبل ذلك) الحصول على مثل ذلك الوعد من السلطان عبد الحميد الذي لم يقبل آنذاك رشوتهم، وكان أن عملوا على المساعدة بتمويل عملية قضاء الغرب على الدولة العثمانية، فكان وعد بلفور وأتبع بقضية فلسطين أمام عصبة الأمم التي أصدرت قرار التقسيم، ودخلت الجيوش العربية بقيادة أعداء من غير العرب، وهدفها المعلن تحرير فلسطين من اليهود، مع أن بعض حكام العرب كانوا يطمعون بضم أجزاء من فلسطين لأراضيهم، فكان سوء النوايا (وإنما الأعمال بالنيات - إلى جانب أسباب أخرى) سبباً في الهزيمة التي تكررت في 1956، ثم في 1967، ثم في 1973، وتواصل تزوير التاريخ بإظهار زعماء عرب أبطالاً وهزائمهم انتصارات، فآلت بعض من الدول العربية إلى بؤ س وشقاء ومديونية وشبه إفلاس وسطحية لمعظم أبنائها، أما الشعب الفلسطيني فهو مستمر بتجرع البؤس والشقاء والملاحقة والتشريد ونزع حرية التنقل عنه وتضييق سبل المعيشة عليه، إضافة إلى تصعيب التعليم على أبنائه، لك الله يا فلسطين، ولك الله يا شعب فلسطين يا من نجح اليهود في وضع المخلصين من أبنائك في خانة الإرهابيين محلياً وعربياً وإقليمياً ودولياً، وساعدهم في ذلك إخوة لك من العرب والمسلمين (جهلاً أو انتفاعاً شخصياً وفي النتيجة السلبية سواء).

أعداؤنا يكسبون جديداً من حقوقنا نخسره كل يوم، والمفاوضات العبثية العباسية مستمرة، ويقف مسانداً لها فياض ودايتون الأمريكي الإسرائيلي وجنوده الذين يقهرون مواطنيهم المخلصين من الشعب الفلسطيني، مغيبين عن واقع الحال برواتبهم.

وإن الله مع الذين آمنوا والذين هم مخلصون، ويثبِّتهم، وقد وعد، ووعده الحق: "إن تنصروا الله ينصركم ويثبِّت أقدامكم"، وإن الله لقوي عزيز، وما النصر إلا من عند الله.