المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (أبن بابل) فلم عراقي في زمن الكذب والأفتراء!!



المهندس وليد المسافر
13/04/2010, 07:54 PM
أنتشرت في الآونة الأخيرة أخبار وصول الفلم العراقي( ابن بابل) الى العديد من المهرجانات الفنية والسينمائية، فقد تم عرضه في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي وفي مهرجان برلين السينمائي حيث كانت وزيرة حقوق الأنسان العراقية حاضرة فيه، وعلى مايبدو بسبب أطلاق حملة لأعادة البحث عن المفقودين ونبش المقابر في العراق، والفلم للمخرج العراقي محمد الدراجي الذي أقرن فلمه برسالة موجهة الى المالكي مما أثار أستياء الحضور من العرب بأعتباره دعاية سياسية وربما كون المالكي أحد الداعمين لهذا الفلم.
تدور أحداث الفلم حسب ما تناقلته وسائل الأعلام عن أمرأة كردية تأخذ حفيدها بعد أحتلال العراق لتبحث عن زوجها المسجون، ليتحول الفلم بعدها الى دعاية ممجوجة عن المقابر الجماعية المزعومة، تلك الكذبة التي أشتركت بها كبريات دول العالم المتحضر الديمقراطي، فكانت من ضمن أكاذيب وتلفيقات أرادوا بها أتهام الدولة الوطنية العراقية بأنتهاك حقوق الأنسان وما إلى ذلك من قائمة بأتهامات لم تثبت لها صحة لحد اليوم لجر العالم الى تصديق تلك الأكذوبة والمشاركة الجماعية في أحتلال العراق.
فما هي خلفيات هذا الفلم،؟ ومن أنتجه؟
حسب ما تقول الأخبار فإن تكلفة أنتاج الفلم بلغت مليون دولار وهو أنتاج مشترك بمساهمة بريطانية وعربية على عهدة الصحافة، لذلك فإن الفلم فقد المصداقية بمجرد تدخل أحدى دول العدوان في أنتاجه، فبطبيعة حال الكاذب أن يدافع عن كذبته، وأذا كان الفلم قد أعتمد في خامته على ما عرض سابقا من مشاهد للمقابر الجماعية فلن يكون ذلك دليلا على حدوثها فعلا، فبرغم وجود مقابر جماعية حقيقية في العراق تشكلت قصصها وأحداثها خلال فترة الغوغاء وقصف الطائرات الأمريكية للجيش العراقي والمدنيين على حد سواء، فإن من جاءوا مع المحتل أرادوا تزوير تلك الحقائق لجعلها تبدو تهمة لحكومة العراق الوطنية وليس ضد من أرتكب هذه المجازر بحق العراقيين.

إن آلاف الأطنان من القنابل والصواريخ التي ألقتها الطائرات الأمريكية في حرب الخليج قد دفنت الكثيرين والذين يعتبرون مفقودين لحد اليوم، حيث قصفت تلك الطائرات اللعينة الجيش العراقي وبالتحديد أثناء أنسحابه من الكويت وعلى طول الطريق الواصل بين البصرة وبغداد، فخلفت آلاف الشهداء دفنوا على قارعة الطريق، وحتى الأهالي قاموا بدفن الجنود بمقابر جماعية في فترة الغوغاء بعد أن أنتشرت جثثهم في الشوارع مخافة من أنتشار الأمراض والأوبئة، فقد فقدت الدولة السيطرة على بعض المدن بسبب القصف الأمريكي وبتعاون مع فيلق القدس وحرس الثورة الأيرانية في مدن الجنوب التي سيطر عليها الغوغاء لفترة قصيرة قبل أن تستعيد الدولة سيطرتها على تلك المدن، فعاثوا فسادا وقتلوا البعثيين والجنود العائدين من الكويت ودفنوهم في مقابر جماعية حاولت الدولة في حينها أكتشافها لأعادة رفات الشهداء الى ذويهم، ولكن لم يتم الكشف عن جميع المقابر ليقوم بعد ذلك العملاء بمسرحية الكشف عن مقابرهم الجماعية المزعومة حيث لم يتبق من الرفات غير الملابس العسكرية التي تدلل على كون المتوفي عسكري وليس مدنيا كما يزعمون.

لقد سلمت المستشفيات جثث معظم من قتلوا من المدنيين في المواجهات بين الغوغاء والجيش العراقي الى ذويهم، ومن تبقى لسبب أو لآخر فقد دفن في مقابر جماعية مع شواهد تثبت الأسم ومعلومات أخرى للأستدلال على الجثث، ولم تكن العملية سرية، بل منظمة لكونها حدثت أثناء معركة وليس عملية أعدام جماعي.

إن سبع سنوات من الأحتلال وسيطرة أمريكا بجبروتها لم تثبت أية واقعة مما كذبوا على العالم بشأنها، ولم يثبتوا أي أتهام وجهوه لحكومة العراق الوطنية، لكننا مازلنا نسمع ونقرأ عن تكرار ممل لتلك الوقائع المزيفة على لسان الكثير، ويجب أن لاننسى هنا بأن هنالك آلافا قد قتلوا من مجهولي الهوية بعد الأحتلال نتيجة للحرب الطائفية التي جلبها المحتلون وعملائهم وبمشاركة جارة السوء أيران، فلم التغاضي عن متابعة قضايا هؤلاء والأصرار على تكرار الكذب بشأن ما لم يحصل.

في الختام أرجو أن تنظم حملة توعية لشعبنا العربي الذي سيتابع هذا الفلم، فحسبما علمت بأن الفلم عرض في دبي وينتظر أن يعرض في مهرجانات أخرى في دولنا العربية، ففي دبي مثلا وقف شاب عراقي على خشبة المسرح بعد الأنتهاء من مشاهدة العرض ورفع صوته أعتراضا أمام الجميع على تزوير الحقائق في أحداث هذا الفلم والصورة السيئة التي يحاول أثباتها عن العراق، فكان بحق أبنا بارا للعراق وشعبه الأصيل، فهل من وقفة جادة أمام تزوير الحقائق المستمر وتشويه صورة العراق أمام العالم؟