المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة الى أمى الحبيبة



عبدالعزيز جويدة
15/04/2010, 12:38 PM
http://www.youtube.com/watch?v=sRzZrCNscGI



شعر عبدالعزيز جويدة


(1)
أُمِّي الحبيبةْ
بعدَ التحيَّةِ والسلامْ
لجميعِ أهلِ البيتِ
فردًا بعدَ فَردْ
الشوقُ يا أُمي إليكمْ
دُونَ حَدْ
وأُقبِّلُ الكفَّ التي
كَتبَتْ إليّ
فلقد شَممتُ بكلِّ سَطرٍ
ذِكرياتِ طُفولَتي
ونَسائمَ الزمنِ النَّدِيّ
أُهدي تَحيَّاتي لكلِّ شُجيرةٍ
ألقيتُ هَمِّي تَحتَها
وضَحكتُ مِن قلبي على زَمنٍ
حَلُمتُ بأنْ تَكونَ حبيبتي
قَمَرًا ويَطلَعُ مِن دَمي
زمَنًا حَلُمتُ بأنَّها ..
جاءَتْ إلَيَّ
وقَبَّلَتْني مِن فَمي
هيَ مَحضُ وَهمٍ إنَّما
دَومًا أحِنُّ إلى
جُنونِ تَوَهُّمي
فلَكَمْ بَنيتُ لَها قُصورًا
و اكتَشفتُ بأنَّني ..
قد كُنتُ أبني في قُصورٍ
مِنْ رِمالْ
جاءَتْ على بَحرِ الحقيقةِ مَوجَةٌ
فهَوى الصِّبا
وهوى الخيالْ
وعَرَفتُ أنَّ العُمرَ يُعطي مَرَّةً
لَكِنَّ أشياءً ستَبقَى للأبَدْ
دُونَ المَنالْ
(2)
أُمي الحبيبةْ
بعدَ التَّحيَّةِ والسلامْ
وأقولُ : كيفَ الأهلُ يا أُمي
(تَمامْ) ؟
أُختي التي زَوَّجتُموها
دُونَ رَغبتِها
تُراها أنجَبتْ ..
أخبارُها مَقطوعةٌ عنكُم لماذا ؟!
هي لا تَزالُ حزينةً
مِن يومِ أنْ
أجبَرتُموها للزواجْ
كنتُ الصغيرْ
وأنا أراها تَختَفي
مِنِّي وتَبكي
وأنا الذي
قد كانَ ظَنِّي أنَّها
تَبكي مِنَ الفرحِ الكبيرِ
ومِن زيادةِ الابتِهاجْ
وهيَ التي
كانتْ تَئِنُّ حَزينةً
مَذبوحةً مثلَ الدَّجاجْ
وأبي الذي مازالَ يَسكُنُ في دَمِي
يا رَحمةَ اللهِ عليهْ
قد كانَ دَومًا
مُتألِّقًا ، متَبسِّمًا ، وَهَّاجْ
لَو قالَ شيئًا لا يُرَدْ
مَنْ كانَ يَملِكُ
دَفَّةَ التَّغييرِ
إذْ نَحتاجْ
زَمَنٌ مَضَى
وغَدا الصغيرُ
يُصارعُ الأمواجْ
لكنَّ أشياءً مَضَتْ ،
وتَكَسَّرَتْ ..
وكأنَّ قلبي مِن زُجاجْ
(3)
أمي الحبيبةْ
بعدَ التحيَّةِ والسلامْ
وأعودُ أسألُ
ساحَةَ الأجرانْ
عن زُمرةٍ مِن صُحبتي
قد أوحَشوني
عن شِلَّةٍ
مازالَ يَسكُنُ طيفُهُمْ
قلبي ، عُيوني
ولِقريةٍ مَجنونةٍ
أكَلتْ صِبانا
ولِحقْبَةٍ مِن عُمرِنا
كانتْ تَسيرُ على هَوانا
لِشُجيرةِ النَّارِنْجِ ، والحِنَّاءْ
ولِنَخلةٍ ..
قد كانَ يَعشَقُها أبي
مازلتُ أذكُرُ في المَساءِ شُرُودَهُ
والتَّمْتَماتْ
وسَماعَهُ ( للسِتِّ ) يأتي دائمًا
بالدَنْدَناتْ
وأنا أراهُ يُقلِّبُ الكفَّينِ
يَضحَكُ
حينَ يَسمَعُ ..
( ذِكْرَياتْ )
بالرغمِ مِن بُعدِ المسافةِ بيننا
أنا لا أُصدِّقُ أنَّهُ
قد ماتْ
(4)
أُمي الحبيبةْ
بعدَ السلامِ
وللجميعِ تَحيَّتي
ولِسَبْعَةٍ مِن إخوَتي
أنا لا أرَى مِنهُمْ أحَدْ
فلأنَّهم تَرَكوا الوُجودْ
رَحَلوا جَميعًا مِن زَمَنْ
سَكَنوا اللُّحودْ
وعَرَفتُ أنَّكِ
ما صَرَخْتِ بِمَرَّةٍ
أبَدًا وما يومًا عَرَفتِ اليأسَ
أو لَطْمَ الخُدودْ
أُمَّاهُ يا أُمَّاهُ يا أُمَّاهْ
يا صَبرَ أيُّوبٍ
ويا جُرحًا على قَدَمينِ يَمشي
يا فَيضَ إيمانٍ
يا نَفحَةَ الصبرِ الجميلةِ
في الوُجودْ
عَيني على تِلكَ المَقابِرْ
وأنا أُتَمتِمْ
أَتْلُو عَليهِمْ في السكونِ ..
الفاتِحَةْ
وأشُمُّ طِيبَ الرَّائِحَةْ
وأقولُ للصَّحبِ الصغارْ :
لي إخوَةٌ في جَنَّةِ الفِردَوْسِ دَومًا
يَقطِفونَ مِنَ الثِّمارْ
هُم يَلعَبونَ
مَعَ الملائكَةِ الكِرامِ
ويَركَبونَ ظُهورَهُمْ
فأبي يَقولُ بأنَّهم أبرارْ
وعلى المقابرِ ألتَقي الأبصارْ
بَصَري هُنالِكَ في المَساءِ رَهينَةٌ
والدَّمعُ مِن عيني يَجودْ
يَبقى سُؤالٌ سَرمَديٌّ داخِلي
لِمَ كلُّ مَنْ يَذهَبْ ..
هُنالِكَ لا يَعودْ ؟!
رُدِّي عليَّ أيا لُحودْ
فيُجيبُني هذا الصَّدَى :
لا لَنْ يَعودْ
لا لَنْ يَعودْ
لا لَنْ يَعودْ
(6)
أُمي الحبيبةْ
أهدي السلامَ
لِحِقبةٍ مِن عُمرِنا
كُتَّابِ قريتِنا
ولَوحٍ في يَدي
وفَطيرةٍ مَلفوفةٍ
يومَ الخميسِ لِسَيِّدي
كي أتَّقي يومَ الخميسِ ..
وأتَّقيهْ
أنا ما دَفَعتُ لسَيِّدي
دَومًا أقولُ لهُ غدًا
ويُجيبُني :
يا خَوفَ جَيبي مِن غَدِي
سألَ السؤالَ
وما رفَعتُ لهُ يَدي
نَحوي أشارْ
قُلْ يا حِمارْ
قد جاءَ في القُرآنِ ذِكْرُ مَليكةٍ
قُلْ مَنْ تَكونْ ؟
ومَنِ الذينْ ..
لَبِثُوا سِنينًا قابِعينَ بِكَهفِهِمْ ؟
ومَنِ التي ..
رَبِّي اصطَفاها مَرَّتينْ ؟
ذو النُّونِ قالَ مَقولَةً
أنْجَتْهُ مِن هَلَكَةْ
مُتَلَعثِمٌ .. ) (
فيجيءُ صَوتُهُ قاسِيًا لِيَهُزَّني
ضَعْ يا وَلدْ
رِجلَيكَ في الفَلَكَةْ
( مَعلهشِ ) سيِّدَنا
اسألْ سؤالاً غَيرَهُ
فيقولُ لي :
هل سورةُ الرحمنِ مَكيَّةْ ..
أم يا تُرى مَدَنيَّةْ ؟
ماذا حَفظتَ مِنَ الكِتابْ ؟
قُل يا وَلَدْ
الحِسُّ مُنقَطِعٌ ، ولا حَرَكةْ ) (
يَتضاحكونْ
فيَصيحُ سيِّدُنا :
مِن يومِ أنْ صادَفْتُكم
قد غابَتِ البَرَكَةْ
اقرأْ علينا يا وَلَدْ
مِن عندِ قَولِ اللهِ
" ادْفَعْ بالتي ... "
فأعودُ أبحثُ في جُيوبي دامِعًا
أستَخرِجُ الفَكَّةْ

محرز شلبي
15/04/2010, 09:09 PM
جا زاك الله خيرا أيها الشاعر الصادق المشاعر..تحيتي واحترامي.