المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معركة الإعلام السوري مع 'شاهد على العصر': الثأر الثأر... الانتقام الانتقام



غالب ياسين
17/04/2010, 09:02 PM
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\16qpt16.htm&storytitle=ffمعركة%20الإعلام%20السوري%20مع%20'شاهد %20على%20العصر':%20الثأر%20الثأر...%20الانتقام%20ا لانتقامfff&storytitleb=أحمد%20شكرية&storytitlec=
قل لي من هو عدوك اقل من أنت؟
مرحى .. لقد وجد الإعلاميون السوريون عدوا جيدا هذه الأيام يمكن الانتصار عليه، العدو هو الإعلامي احمد منصور، 'الجريمة' هي حلقة من برنامجه 'شاهد على العصر' مع قائد الانقلاب على الوحدة العميد عبد الكريم النحلاوي، العدو في بعض التقارير المناضلة يصبح قناة 'الجزيرة' والطلبات تنهال على حكومة قطر بكم فم هذا 'الإعلامي الظلامي'، وقد طلع على لسان الحكومة القطرية شعر وهي تعيد وتكرر أن قناة 'الجزيرة' قناة مستقلة لكن يبدو أن الإعلاميين السوريين لا يعون هذه الحقيقة فكل ما على ارض الوطن العربي من بشر وحجر في اعتقادهم هؤلاء هو للحكومة أو للحاكم. احد هذه التقارير يحرَض ولكن بعد مداهنة ونفاق مألوفين، فيقول :لأني اعرف قطر جيدا واعرف سياسة أميرها المجدد والشجاع واعرف محبته لسورية وشعب سورية انتظر وينتظر معي ملايين السوريين محاسبة هذا المأفون الكريه لان السلوك العنصري ليس وجهة نظر.
لكن ما هو مربط البغل؟
القضية أن احمد منصور الذي يلعب دور المحقق في برنامجه الشهير زل لسانه بعبارة سبّق لها باعتذار قائلا ( ولا مؤاخذة ) وطريقته هي طريقة المدعي العام الذي يكيل للضيف تهما حادة لتحريضه على انارة القضية، وهي طريقة إعلامية معروفة حتى يتحول البرنامج إلى 'شو' و قد وجد هؤلاء الإعلاميون المناضلون في جملته اهانـــــة لسورية وشعبها. عبارة احمد منصور هي (أنا فوجئــــت.. خالد العظم وأكرم الحوراني في مذكرات كل منهما يقــــولان: حركة 28 أيلول/سبتمبر 1961 قوبلت بالتأييد من أكثرية الشعب والجيش ما عدا مجموعات صغيرة خلفتها أجهزة المخابرات المصرية في سورية، 'هوالشعب السوري ده إيه؟ يوم يطلع لعبد الناصر يبوس، لا مؤاخذة، حذاءه ويشيل عربيته من الأرض، وبعد شوية يطلع يؤيد الناس اللي ضد عبد الناصر' ؟ ويرد النحلاوي: الشعب السوري واقعي.، فيقاطعه أحمد منصور قائلاً: مش واقعي، ده شكله شعب عاطفي وينضحك عليه.
وكنت أتوقع أن تنهال البرقيات والرسائل على البرنامج شاكرة على استضافة الضيف الكبيرالذي تصفه التقاريرالإعلامية بصفات خيانية وهي انه (أحد رموز الانفصال في سورية) وذلك لقيامه بالكشف عن حقبة من تاريخ سورية المعاصر وأماط اللثام عن وجه 'بطل هزيمة حزيران' الذي لعب بمقدرات مصروسورية واليمن ونكل بأبنائها ونخبتها، وفتح مدرسة ناجحة للدكتاتورية في كل بقاع بلاد العرب وخرّجت 'نوابغ' وتلاميذ فاقوا أستاذهم في العروبة اللفظية والوحدة الكاذبة والحرية التي لم يكن يتمتع سواه بها.
لم تتحرك كرامة هؤلاء عندما قصفت إسرائيل عين الصاحب أو ديرالزورأو حوّمت في سماء سورية فوق رموزسيادية، كما لم ينبس احد ببنت شفة عن اعتقال صبية مراهقة وطالبة ثانوية عامة اسمها 'طل الملوحي' على مواضيع إنشاء، أو طالبة جامعية اسمها 'آيات عصام احمد' تهمتها أنها تحمل أفكارا سلفية مثل' أفكار احمد منصور' كما يدعون. من حق هؤلاء أن يحاكمن علنا لنعرف جرائمهن حتى نتعظ وكي يكون القصاص عبرة... مربط الحمار ليس هنا، فالطريقة التي يرد بها هؤلاء تنحو طريقة الشتم والسب السوقي (لنتذكر شتيمة المأفون الكريه في شام برس) وتخفي عداوة إيديولوجية فهي متضايقة من لحية احمد منصور (احدهم وصفه بأنه يفكر من لحيته) وإعلامي آخر نبش تاريخ منصور واكتشف فيه 'عارا فاضحا' (فقد عمل مؤذنا في مساجد دبي) كان الرجل ينادي الله اكبر خمس مرات في اليوم والليلة و يجب أن لا يكون هناك احد اكبـــر سوى الطاغية في بلاد العرب اوطاني.
تذكرنا حملة هؤلاء بالمعركة الإعلامية المفتعلة بين مصر والجزائر من اجل كرة مليئة بالهواء. الجماهير العربية بحاجة إلى نصر ما ولو على احمد منصور. فهل سيتحول اعتذار منصور إلى عيد قومي؟
نطمئنكم أيها الغيورون على سورية وشعبها : الشعب السوري لا ينضحك عليه، ولا يخرج إلا في المسيرات العفوية ، وهم أحرار جدا، و لا يذهبون إلى الفروع الأمنية إلا بطلب من النيابة العامة و بحضور محامين، ولا يقفون في الدور من اجل جرعة مازوت أو حفنة سكر وكل واحد من هؤلاء لو فتحت له أوروبا وأمريكا والمريخ أبوابها لرفض مغادرة سورية الأبية التي لا يضام فيها احد.. الخلاصة:
1- الحرب الإعلامية هي على الحقيقة كما هي على الذاكرة (في احد الحلقات نكتشف أن رئيس سورية كان يسكن بالأجرة ولم يكن له سوى حاجب يذهب ليبيت في داره).
2- الحرب هي أيضا على عبد الكريم النحلاوي الذي يظهر بطلا حقيقيا ورمزا من الماضي التليد يدافع عن كرامة بلده وشعبه ، نزيه اليد، نبيلا، عفيفا.. وثمة تقارير إعلامية 'وطنية' تصفه 'بكومبارس الانفصال' (موقع شام برس)، فالنجم أو البطل في عرف هذا الموقع وسواه هو القائد الذي يستلم السلطة والشعب عشرات السنين ويحتكرها لأولاده ويحول الوطن إلى مزرعة او مدجنة.
3 - الحرب الإعلامية التي تريد الاعتذارعن اهانة لفظية محتملة ترد بشتائم صافية ومن الطريف أن 'الملتحي' أصبحت شتيمة (مع أن لحية منصور قصيرة جدا ومودرن. وتصفه 'بالأصولي والمتطرف' وهي تهم أمريكية شائعة.
نذكر الرسول صلى الله عليه وسلم وعمر بن الخطاب وعلي بن ابي طالب و صلاح الدين الأيوبي كانوا ملتحين وأن نتنياهو ليس ملتحيا، ولم تكن غولدا مائير كذلك كما لم يكن شارون ملتحيا ولم يكن مؤذنا في مساجد دبي ولا في المسجد الأقصى الذي يتعرض إلى الهدم فيما نحن مشغولون بالقصاص من احمد منصور الذي كشف في برنامجه صفحات من تاريخ العرب المعاصر المظلم الذي لم يكن يخلو من فرسان حق وشهود عدل.

' كاتب سوري مقيم في لندن