المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تولَّع



منـصور العســيري
21/04/2010, 01:24 AM
لهجَ الهوى لحني وتغمزُ مهجعي = رؤياً تبيِّتُ في المخيلةِ منجعي
وطفقتُ من حلمٍ أسوقُ محابري = فتجرَّدوا ولكلِّ شاردةٍ دعي
فسكبتُ فوق اللحنِ لونَ صبابتي = ودويتُها في ملئ قافيتي دعي
رمقاً لمقتبلِ المقامِ توجُّساً = من حرفيَ المخنوقُ بين تورُّعي
فوجدتني المصلوبُ في رهقِ الجوى = دُلِقَ المقامُ بقامةِ المترفِّع
فركنتُ في ظل المخائلِ حالَما = رمقَ الحفيفَ على الغيومِ توقُّعي
فتوثبا حلمٌ وخوفُ أقد سقى = دمعُ الرمالِ على الأناملِ مبضعي
فلقد يكونُ على المدى ما خلتُهُ = مطراً، صدى حدوي يرنُ بمسمعي
ولئن تدورُ خطى المحاذرِ بي فما = عرفَ الغرامُ تولعاً كتولُّعي
أولم يرو وقعُ الهيامِ على الفتى = سكرَ المدامُ على هبوب تضوُّع
لو أن لي حيلَاً لأسبر قلبها = لطويتُ في بحرِ الغرامِ تضرُّعي
وسلكتُ قلبيَ صوبَها فتحلَّقت = كلَ المشارقِ للحبيبة أضلعي
وأقمتني جسر العبور لقلبها = وبنيت في رأس المشارفِ مربعي
هيَ منحةُ اللهِ الَّتِي ما رقتُها = إلا توثَّب للمقام تطلُّعي
فأنا على عرفِ الهوى متوثقٌ = ولعاذلي عرفٌ وليسَ مروِّعي
قسماً لفي عمقِ الفؤادِ صبابةٌ = يطوي المدى فيها أنينُ توجُّعي
فبها الفؤاد مقيدٌ أملاً وبي = قلقٌ وما طيفُ الملامةِ موجِعي
فرحيلُ حلميَ ذاكَ موتيَ دونَهُ = لمَعَ المحارُ ... أو استدار بمفجعِ