المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المعلم



صبيحة شبر
13/10/2006, 11:10 PM
المعلم

الساعة الآن الثالثة صباحا، اتصلوا بك قبل دقائق يأمرونك بالقدوم ، عليك السمع والطاعة ، وتنفيذ ما يرتؤونه ،والامتثال لما يقررونه من أمور ، والا حلت عليك أللعنة ، وتبعك العذاب أينما ذهبت ، وأين يمكن أن تتوجهي ، وقد سدوا عليك المنافذ وأغلقوا الأبواب ؟، لاخيار .... عليك الخضوع والاستسلام ، َََََََََََوجميع ما عشته في ما ضيك ، وما خطر في بالك من تمرد أو ثورة ، سراب في سراب ، قررت الخروج من الخنوع ، وقاومت حينا سياسة الإذلال والمهانة ، ثم اسقط في يدك ، لن تجديك هذه الأمور شيئا ، وكل ما تعلمته هراء ، أنت لا تستطيعين أن تفعلي إلا ما يريدون ، هم يشيرون إليك وأنت تنفذين ، أنت دمية ، سيدتي ، يلعبون بها كما يشاؤون ، تتفوه بما يرددونه على مسمعها ، إمعة ، أخذت ترددين العبارة التي طالما سخرت منها ، وأعلنت عليها العصيان ، مكره أخوك لابطل ، الإنسان مسير وليس مخيرا ، تفرحك هذه الكلمات ، عجيب أمرك ، سرعان ما تبدلت ، وأنت قلقة ، تنتابك الهموم ، لا تعرفين لمن تتوجهين ، جميع العيون تترصدك ، تعد عليك الحركات والسكنات ، هل تثورين؟ وكيف يمكنك أن تدفعي القوائم المتراكمة عليك ، أجرة البيت ، تعليم الأولاد ، الغذاء ، أنت تحرصين على أن يكون الغذاء كاملا يحتوي كل العناصر الضرورية لبني الإنسان
يريدون منك أن تصلي إليهم في الثالثة وعشر دقائق ، يجب إطاعتهم ، فهل يمكنك أن تساليهم لماذا لم يتصلوا بك قبل الآن ، علك تهيئين نفسك للخروج ، ألا يلزمك تغيير ملابسك ، وتمشيط شعرك أ ن تتعطري مثلا ، لترفعي من معنوياتك الهابطة ، كيف يمكنك الوصول إليهم ؟ وأنت لا تملكين السيارة ، من أين لك يا صديقتي ؟ وراتبك بالكاد يسد ما يمكن أن يبقيك وعائلتك على قيد الحياة
أنت لا تملكين واسطة النقل ، والمدينة نائمة ، ولا احد في الشارع ، فماذا تفعلين لو تحرش بك احد السكارى ؟ أو خطف لص حقيبتك اليدوية ولاذ بالفرار ، لمن ستوجهين شكواك ؟ والشكوى لغير الله مذلة ، ماذا يمكنك أن تفعلي إذا سرقوا مفاتيح المنزل أو هوية الحالة المدنية ؟ من سينجدك من ضياعك وشعورك بالعدم ؟ ويشهد أمام من يعنيه الأمر انك فلانة بنت فلان ، لم ترتكبي إثما ، طوال حياتك ، عشت طائعة مسالمة ، تخلصين في عملك وتمنحين طلابك ما تستطيعين من معارف وعلوم
ارتديت الجلابة على عجل ، غادرت المنزل ، بعد أن أيقظت ولدك
- جد لي سيارة أجرة وعد لنومك
المدينة هادئة ، فارغة ، لاشيء فيها ، حتى الكلاب والقطط ذهبت لتنام ، وتأخذ قسطا من الراحة ، وأنت هرب منك النوم وغادر جفونك ، التعب يمسك بتلابيبك ، لكن عليك أن تبتسمي ، وتعلني عن طاعتك وامتثالك لأوامرهم ، والا أعادوك من حيث أتيت ، وقد تتعرضين لانتقامهم ، فأنت عندهم ، يحكمون عليك بما يقررون لأ بناء وبنات وطنك ، ولكنك ارتأيت ان تكوني بعيدة عن أياديهم الطويلة ، فغادرت الى هذه البلاد ، قد يطردونك ، من العمل ، لكنهك لا يستطيعون ان يسجنوك او يعذبوك ، أنت شبه آمنة هنا
جئت هنا باختيارك ، لم تذهبي إلى مكان تتوفر فيه فرص العمل ، قدرك شاء أن تنافسي أهل البلاد في أعمالهم ،والفرص شحيحة ، تذهبين بإرادتك إلى من هربت منهم ، قبل سنوات خرجت ، في ظلمة ليل موحش ،راغبة عن امتيازا تهم ، حلمت أن تعيشي حرة ، وجئت إلى هنا ، ولما أعياك الانتظار ،،، لم تجدي عملا ، في هذه البقعة النائية ،فالأعمال من الندرة ، لا يستطيع العثور عليها ، أهل البلاد ، فكيف يمكنك ان تنافسيهم وأنت القادمة من أقاصي الشرق ، ذهبت إليهم طالبة العمل فرحبوا بقدومك ، قائلين انك كفاءة في القدرات التعليمية والتربوية ، كنت بحاجة إلى المبلغ الذي يمنحونه إياك نهاية كل شهر ، والمبلغ هذا من الضالة لا يفيك ضرورات الحياة ، تحدثينهم عن حاجتك إلى دروس إضافية ، فأنت تطمحين تلبية ما يطلبه الأولاد
المدينة فارغة هادئة ، لا سيارات للأجرة هنا ، كيف يمكنك الوصول إلى المكان الذي يريدون ، والوقت المعين لك أوشك على القدوم ، سوف تحل عليك أللعنة ، ماذا يمكنك ان تفعلي لو أثرت بتأخرك اليوم غضبهم ، و سرعان ما يغضبون ،
عملت في الكثير من المدارس سيدتي ، كنت موضع التقدير والاحترام ، الطلاب يحبونك ويفهمون ما تقولينه لهم ، الأساتذة يقدرون لك الإخلاص وإتقان العمل ، المدراء يبادلونك احتراما باحترام ، نلت جوائز عديدة تثبت الكفاءة بالعمل والإخلاص فيه ، وشهادات موقعة من مسئولين كبار في مدارس مشهود لها بالجودة ، تعلن انك معلمة قديرة ، ولكن ذهب أوان تلك الأمور ، الطلاب القادمون من بلادك يخبرونك أنهم لم يعودوا يعلمونهم هناك شيئا إلا التصفيق والهتاف ،
جئت إليهم بمحض إرادتك ، ليمنوا عليك بالعمل ، أسمعوك كلمات عديدة انك لولاهم لمت جوعا وما استطاع أولادك ان يتعلموا ، انك لا تستطيعين شيئا ، كيف يمكنك العصيان ؟ لديك أولاد صغار ، وأولادنا أكبادنا تمشي على الأرض
المدينة هادئة ، لا إنسان فيها ، أنت متوترة ، منفعلة ، يستبد بك الخوف ، يسيطر عليك القلق
لم تعثري على سيارة أجرة ، فماذا بمقدورك أن تفعلي ؟ سوف تحل عليك أنواع من العذاب ، تفتح بوجهك أبواب جهنم على مصا ريعها ، فإلى أين تولين وجهك ؟ أنت الضعيفة المغلوبة على أمرها المهيضة الجناح ، كنت قوية شجاعة ، لكنك تبدلت وأولادنا أكبادنا تمشي على الأرض
تتضاعف مخاوفك ، تتناسل ، تتضخم ، خشيتك تتفاقم ، كيف يمكنك الوصول ؟ وماذا عساهم يطلبون منك ، تفكرين وتفكرين ، تساءلين نفسك ، تراهم ماذا يريدون منك في هذا الليل البهيم وقد نامت المدينة ، وأصبحت مرتعا للكلاب والقطط السائبة ، جميع مواطني بلادك المنكوبة ،سافروا الى بلاد الله الواسعة ، حيث يحضون بالعيش الكريم ، وبقيت أنت هنا ، لم تجدي عملا الا حيث يرهقونك ، ويخفضون من راتبك والأعمال في كل مكان يزداد راتب موظفيها ، وأنت في وضع صعب
المدينة نائمة ، غافية تحلم بنهار مشمس سعيد ، وأنت يشتد قلقك ، يتضاعف ، وفجأة تقف قربك سيارة ، تسمعين صوتا يناديك باسمك ، تبتعدين عن مخاوفك حينا
- أرسلني المدير كي أوصلك
جاءتك النجدة ، ليس من اجل سواد عينيك ، فماذا يريدون ؟
جئت إلى هنا باختيارك ، تركت البلدان التي تتوفر فيها الأعمال والحريات ، كنت تحلمين أن تصلي إلى الهدوء والسلامة والبعد عمن اضطهدك ، رفضت أن تكوني جلادة أو ضحية ، رغبت أن تعيشي حياة طبيعية كما يعيش بنو الإنسان ، ولكنك تحلمين سيدتي ، لا أمان لك ، أللعنة تطاردك ، تصل السيارة إلى مكانها المنشود وأنت ترتجفين
- (اليوم تبدأ امتحانات الثانوية العامة ، عندنا طلاب ثلاثة ، أريدك أن تساعديهم-) ...... يصمت المدير وترعبك الاسئلة ، ماذا خططوا لك اليوم ؟
أنت تعرفين من هؤلاء ، لقد فشلوا ، لم يحققوا النجاح في احدى المدارس الخاصة، يريدون منك أن تجعليهم ينجحون عندنا ، في مدرستك انت ، تعاودك أقاويل الطلبة عن تردي المستوى ، أي مستوى تريدين سيدتي ؟ والتدهور طال كل الميادين ، في مدرستك، يريدون تخطي المراحل والقفز ، يعاجلك المدير بعد أن قرأ ترددك وحيرتك
-( الأمر بسيط وأكثر مما تظنين ، اكتبي لهم الأجوبة ، اصعدي الى الطابق الأعلى كي لا يراك احد واكتبي) ، ماذا ستفعلين ؟ وعندهم أساتذة بنفس اختصاصك ، يفعلون دائما ما يطلب منهم
- عندي مفاجأة سارة ، سأخبرك بها حالما تنتهين-
أنت مسيرة ، ماذا بامكانك أن تفعلي وأنت غريبة هنا ؟ بعيدة عن الأهل والخلان واليد الواحدة لا تصفق
يمضي المدير بإخبارك ان ولدين في مدرسة أخرى يرغبان بأخذ دروس خاصة عندك ، تفرحين قليلا ، راتبك ضئيل يكاد لا يكفي للضروري من الأمور ، طالما تمنيت أعمالا إضافية ، تفرحين ، قد تستطيعين تحقيق بعض الطموحات ، وتحققين مطالب الأولاد ، وتلبين ما يرغبون به من أشياء ، قد أضحت اليوم من الضرورات ،وفرحك لا يلبث أن يرتد سهما إلى نحرك
تذكري أن لي خمسين بالمائة من الأجور-




صبيحة شبر

مصطفى لغتيري
14/10/2006, 01:03 PM
المبدعة صبيحة شبر.
لامست القصة بكثير من الأسى و بتعبيرية ملفتة نفسية المعلم المغترب.
ممتع سردك سيدتي، بطاقته التعبيرية الجميلة.
تحياتي.

صبيحة شبر
14/10/2006, 02:15 PM
المبدعة صبيحة شبر.
لامست القصة بكثير من الأسى و بتعبيرية ملفتة نفسية المعلم المغترب.
ممتع سردك سيدتي، بطاقته التعبيرية الجميلة.
تحياتي.
الاخ العزيز مصطفى لغتيري
اسعدتني كلماتك الجميلة
وتقييمك البديع
دمت بخير

نزار ب. الزين
18/10/2006, 01:44 AM
الأديبة الفاضلة صبيحة شبر
لهثتُ وراء حروفك حتى بلغت منها المضحك المبكي ، فالتزوير و الرشوة و المحسوبيات باتت عرفا يتقبله الجميع للأسف ، و أطرف و أقسى ما في النص جملته الأخيرة : "تذكري أن لي خمسين بالمائة من الأجور"
اللغة قوية و الأسلوب حوار مع الذات تتسلل من بين سطوره معاناة الإنسان العربي في كفاحه لانتزاع لقمة العيش له و لأطفاله .
دمت و دام إبداعك
نزار ب. الزين

صبيحة شبر
18/10/2006, 11:26 AM
الأديبة الفاضلة صبيحة شبر
لهثتُ وراء حروفك حتى بلغت منها المضحك المبكي ، فالتزوير و الرشوة و المحسوبيات باتت عرفا يتقبله الجميع للأسف ، و أطرف و أقسى ما في النص جملته الأخيرة : "تذكري أن لي خمسين بالمائة من الأجور"
اللغة قوية و الأسلوب حوار مع الذات تتسلل من بين سطوره معاناة الإنسان العربي في كفاحه لانتزاع لقمة العيش له و لأطفاله .
دمت و دام إبداعك
نزار ب. الزين
القاص المبدع والناقد القدير نزار ب . الزين
اسعدني رأيك الجميل
وتقييمك الذي اعتز به
مودتي الخالصة وشكري الجزيل

محمد نجيب العمامي
18/10/2006, 10:33 PM
الأديبة صبيحة شبر
هذا المعلّم هرب من الرمضاء إلى النار . ورغم أنّه الممتحِن فهو في الواقع الممتحَن ولا إخاله إلاّ ساقطا في الامتحان.
استخدام ضمير المخاطب المفرد موفّق في نظريّ. فالشخصيّة المتآلفة مع محيطها تحاور غيرها أي يكون كلامها منطوقا ومندرجا في تبادل أقوال. أمّا الشخصية التي تواجه الآخر ين ولا تجد لها سبيلا إلى التفاهم معهم فتنطوي على نفسها فيدور حديثها داخلها كاشفا عزلتها من ناحية ومصالحتها مع ذاتها من ناحية ثانية. أمّا معلمنا فوضوعه أسوأ فعلاقته بالآخرين قائمة على القطيعة وعلاقته بذاته مأزومة ومن هنا كان انشطار هذه الذات التي تعيش حالة فصام جسّدها ضميرا المتكلّم المفرد والمخاطب المفرد.
ومع ذلك فإنّي أرى أنّه كان بالإمكان التخلّص من تفاصيل كثيرة أثقلت كاهل السرد وأنّه كان بالإمكان تجنّب تصوير هذه الشخصية تصويرا يستدرّ الشفقة. ولا شكّ في أنّ أطروحة الأقصوصة هي التي حدّدت اختيار التفصيل واستثارة الانفعالات. وهنا أتساءل ألم يكن من الأفضل منح الشخصيّة حرّيّة أكبر وتجنيبها أن تكون مجرّد وسيلة إلى التّعبير عن مواقف قد تتجاوزها.
مع مودّتي وتقديري
محمّد نجيب العمامي

صبيحة شبر
18/10/2006, 10:42 PM
الأديبة صبيحة شبر
هذا المعلّم هرب من الرمضاء إلى النار . ورغم أنّه الممتحِن فهو في الواقع الممتحَن ولا إخاله إلاّ ساقطا في الامتحان.
استخدام ضمير المخاطب المفرد موفّق في نظريّ. فالشخصيّة المتآلفة مع محيطها تحاور غيرها أي يكون كلامها منطوقا ومندرجا في تبادل أقوال. أمّا الشخصية التي تواجه الآخر ين ولا تجد لها سبيلا إلى التفاهم معهم فتنطوي على نفسها فيدور حديثها داخلها كاشفا عزلتها من ناحية ومصالحتها مع ذاتها من ناحية ثانية. أمّا معلمنا فوضوعه أسوأ فعلاقته بالآخرين قائمة على القطيعة وعلاقته بذاته مأزومة ومن هنا كان انشطار هذه الذات التي تعيش حالة فصام جسّدها ضميرا المتكلّم المفرد والمخاطب المفرد.
ومع ذلك فإنّي أرى أنّه كان بالإمكان التخلّص من تفاصيل كثيرة أثقلت كاهل السرد وأنّه كان بالإمكان تجنّب تصوير هذه الشخصية تصويرا يستدرّ الشفقة. ولا شكّ في أنّ أطروحة الأقصوصة هي التي حدّدت اختيار التفصيل واستثارة الانفعالات. وهنا أتساءل ألم يكن من الأفضل منح الشخصيّة حرّيّة أكبر وتجنيبها أن تكون مجرّد وسيلة إلى التّعبير عن مواقف قد تتجاوزها.
مع مودّتي وتقديري
محمّد نجيب العمامي
الصديق العزيز محمد نجيب العمامي
معلم اليوم ايها الاخ العزيز محاط بعدة امور تجعل منه
مخلوقا يستحق الرافة
ولم يعد مثل معلم الامس الذي كان يتخوف منه الصغار
تعجبني قراءاتك الواعية للقصص
وتحليلك الذكي لها
مودتي الخالصة
وشكري الجزيل

محمد نجيب العمامي
19/10/2006, 09:26 PM
اسمحي لي، سيّدتي، أن أقول لك إنّي معلّم. درّست بالتّعليم الثانوي خمس عشرة سنة. وأدرّس بالتعليم العالي منذ أكثر من هذه المدّة بقليل. ولم أشعر البتّة بالشعور الذي تتحدّثين عنه. ورغم أني عاصرت الفترتين اللتين تحدّثت عنهما فإني أرى أن المعلّم لم يفقد مكانته، في المستوى المعنويّ تحديدا. أمّا إذا حطّ المعلم من شأنه فتلك مسؤوليّة فرديّة. وفي نهاية المطاف فالمعلّمون ليسوا كلاّ متجانسا شأنهم في ذلك شأن المجتمع الذي يعيشون فيه.
شكري وتحيّتي.
محمّد نجيب العمامي

وليد سليمان
19/10/2006, 09:45 PM
الكاتبة المحترمة صبيحة شبر،

حقيقة لقد وضعت يدك على موضوع هام وراهن...ان المعلم مثله مثل المترجم يكرس حياته لخدمة أفراد المجتمع (مع ما في ذلك من مخاطر حقيقية على صحته ومتاعب ترافق مهنته). وفي مقابل هذا العمل النيبل كثيرا ما نرى أن المجتمع يكافئ هؤلاء سلبيا. أعتقد ان هناك مشكلة في العقليات وخللا في الوعي الجمعي..
مودتي
وليد سليمان

صبيحة شبر
19/10/2006, 09:55 PM
اسمحي لي، سيّدتي، أن أقول لك إنّي معلّم. درّست بالتّعليم الثانوي خمس عشرة سنة. وأدرّس بالتعليم العالي منذ أكثر من هذه المدّة بقليل. ولم أشعر البتّة بالشعور الذي تتحدّثين عنه. ورغم أني عاصرت الفترتين اللتين تحدّثت عنهما فإني أرى أن المعلّم لم يفقد مكانته، في المستوى المعنويّ تحديدا. أمّا إذا حطّ المعلم من شأنه فتلك مسؤوليّة فرديّة. وفي نهاية المطاف فالمعلّمون ليسوا كلاّ متجانسا شأنهم في ذلك شأن المجتمع الذي يعيشون فيه.
شكري وتحيّتي.
محمّد نجيب العمامي
الاخ العزبز محمد نجيب العمامي
اشكرك على العودة للموضوع
انا ايضا معلمة منذ اثنتين وثلاثين عاما
وانا احب عملي كثيرا رغم ظروف سيئة تحيط بي احيانا
ولم يفقد المعلم مكانته المعنوية في قلوب الطلاب وذويهم
انا اتحدث عن ظروف استثنائية
لقد اشتغلت مع مدراء يسعون الى هروب الاساتذة
ما قولك بمن يقنع ابناءه الطلاب ان يضع الالعاب النارية
في جيوب المعلمين ويجعلهم اضحوكة
لم يحصل هذا معي
وانما حصل مع المعلمين الرجال وكانوا
قدوة في مجال اختصاصهم ، ولكن سوء حظهم
جعل المدير يرغب في اخراجهم بعيدا عن مهنة التعليم المقدسة
القصص تكتب عن لحظات مكثفة من الحياة
وقد تكون غريبة
اشكرك مرة اخرى ايها الاخ العزيز
ودمت معلما قديرا ومبدعا رائعا

صبيحة شبر
19/10/2006, 09:59 PM
الكاتبة المحترمة صبيحة شبر،

حقيقة لقد وضعت يدك على موضوع هام وراهن...ان المعلم مثله مثل المترجم يكرس حياته لخدمة أفراد المجتمع (مع ما في ذلك من مخاطر حقيقية على صحته ومتاعب ترافق مهنته). وفي مقابل هذا العمل النيبل كثيرا ما نرى أن المجتمع يكافئ هؤلاء سلبيا. أعتقد ان هناك مشكلة في العقليات وخللا في الوعي الجمعي..
مودتي
وليد سليمان
الاخ العزيز وليد سليمان
المعلم يحظى باحترام الناس وتقديرهم
ولكن الظروف المالية تكون غالبا سيئة
ويتعرض المعلمون الى التعب اكثر من المهن الاخرى
لذا يصابون بامراض مختلفة منها ضغط الدم والاعصاب
المتوترة
اشكر لك تعليقك الجميل
مودتي الخالصة