مصطفى سعيد ضاهر
24/04/2010, 06:18 AM
فــي رثـاء الـراحـل إلـى جـوار ربـه الأديـب الشــاعـر الـدكـتـور
عـبـد الـرحـمـن بـارود الـذي وافته المنية يوم السبـت الـمـوافـق
3/5/1431 هـ فـي مديـنـة جـدة رحـمه الله وأجـزل له المثـوبة
أبــا حذيفة قـد مـلأتَ جوانحي **** ألـمـا ً يُخدّرُ طـُولـُهُ الأعمارا
خبر ٌ ألـمّ بمهجتي مـن هـََوْلِـهِ **** خـلـعَ الفؤادَ وفتتَ الأحجـارا
كـنْ في خلود ٍ يـا أبـرّ حقيقة ٍ **** بَـرٌّ يـُجـمـّعُ حـولـه الأبـــرارا
فـارقتنـا وبـكـل قـلـب ٍ غصة ٌ **** نهبَ الفِراقُ بطولها المشوارا
قد كنتَ فينـا وادعـا ً متلطفـا ً **** في كل حـال ٍ تـؤثـر الإيـثــارا
علمتـنـا دربَ الجهـاد فـكـُلّـنـا **** عهد ٌ عـلينـا أنْ نزيلَ الـعــارا
وحشوتَ في حبرِ الكلامِ رَصَاصَة ً**** ومنحتَ شـِعْـرَكَ بـحــره الـهــدّارا
لهبٌ تشبّ على العِـدا أنـيـابُـهُ **** ويمزقُ الحقدَ الدفينَ جـِهــارا
غَصَبَ البلادَ مُغيرا ً تـاريخَهـا **** متجبرا ً يهذي بها استهتــارا
أوَمَا ترى وَهنا ً أصـابَ فؤادهُ **** فبنى حِـيـالَ بيــوتـه أســوارا
لاأمنَ يسكنُ في عميق جراحه **** مـهـمـا بنى مـمـا يليه سـتــارا
ولقد أعدتَ حِـرابـه في نـحـره **** وكــذا دقـقـتَ بنعشه مسمـــارا
هـذا الـعـدوُّ تـفـتـتـت أركــانـُهُ **** وبــدا يسوق لموته الأعــذارا
من بعد ما لعقَ الهزائمَ جيشُه **** وقفَ الخبيثُ محطما ً منهـارا
ستميدُ نارُ الأرضِ تحت قلاعِه **** ولسوف يُصبح حُلمُهُ تذكـارا
ولسوف نبني للجهاد سواعداً **** ولسوف نمحو جيشهُ الجرّارا
رحـلَ الشهيدُ فـكـلـنـا من بعده **** نمشي على درب ٍ حَبَاهُ إطـارا
نـَعِـمَـتْ بفضلة جـوده أيـــامُـهُ **** وهو الذي جعلَ النفوسَ كبارا
تـرك الأحبة في عبير عطـائـِه **** ومضى إلى رب العلا مختــارا
فلكمْ أغارَ وكم أقضّ مضاجعا ً **** وأجــالَ فيهــا سيفه الـبـتــارا
فالله قد جمع النفوس على يد ٍ **** تُحيي القلوبَ وتقمعُ الأشرارا
والله قـد كـتـبَ الـجـنـانَ لجنده **** أحسنْ بهـا دارا ً لـهُ وجــوارا
دارٌ بـهـا سـعة ُالخلودِ فسيحة ٌ **** أجرى الإلـهُ خلالها الأنـهــارا
وبهـا الـذي لا يستبينُ لخـاطر ٍ **** وأجـلَّ مـنـهُ مـُعَـبّـأ ً أســـرارا
لم تلمحْ العينـانِ بعضَ سِمَـاتِهِ **** كـلا ولا حَلـُمَتْ بـذاك نـهـــارا
حـتى ولا قـلـبٌ تـطـــاولَ ظـنُـه **** في مخدع العلياء خاضَ غـمــارا
لـو كـان حـيـا ً وافتداه أحـبـة ٌ **** وهبَ الرجالُ لعمره الأعـمـارا
كانت تخرُّ على العُداة سهـامُه **** حِمَمَا ً تُزمجرُ أو تُصعدّ نـــارا
سنكون نحن رجــالَهُ من بعده **** فـي إثـرهِ وسنكملُ الـمـشـوارا
ما زال قلبي بالمودةِ نــابضا ً **** من بعد ما أسدُ الأسودِ تـوارى
والقلبُ يغلي من فظاعة ما جرى **** والـعـيـنُ تــذرفُ دمـعـَهَــا مــدرارا
ما ماتَ من ملأ القلوبَ محبة ً **** مـا زال يمخـُر حُـبُـهُ الأغـوارا
أنـعـمْ به مـن فــارس ٍ ومعلم ٍ **** ملك القلوبَ وسامقَ الأقـمــارا
ربـاهُ أنـتَ اخترته مـن دونـنـا **** رحـمـاك أنــتَ الكاتبُ الأقـدارا
هـو أمـة ٌ لا تـستبيه غواية ٌ **** تهمي على حُللِ المشاعرِ عارا
يا شيخَ كلِ فضيلة ٍ أضحى بها **** شهما ً كريما ً فارسا ً مغوارا
أتعبتَ نفسك إذ حـمـلتَ أمــانـة ً **** طالتْ على طول المدى أطـوارا
نـورٌ على نـور ٍ يَلوحُ بـوجهه **** مـن مثلُهُ درجَ الـعـلا مـقــدارا
هذا الذي سكنَ القلوبَ وفكرُهُ **** جمـعَ الجموعَ وقيّد الأشـعــارا
في مرقد العليــاءِ حط رحاله **** هو تارك ٌ من لـُـؤلـُـؤ ٍ تذكــارا
ربـانُ فـكـر ٍ لا يـُشقُ غـُبـارُهُ **** بدر ٌ يَشِعُ على الـمـدى أنــوارا
مازال يحملُ في الفؤاد محبة ً **** لله تـجـلــو السمعَ والأبـصــارا
فـالدينُ ديْدَنُهُ وبــاعثُ روحِه **** مـلأ اللســانُ فــؤادَهُ استغفــارا
رجلٌ تنـاسلَ طيّبـا ً من طيّب ٍ **** وعــلا بفـعـل الكيـّسينَ مــنــارا
شيخ ٌيجلُّ على الشيوخ مكانة ً**** تـبــدو عليه مـهـابـة ً ووقــارا
هو في الفؤادِ وفي عيون أحبة ٍ**** بحر ٌ تــلاطمَ مـوجـُهُ إعـصــارا
دُمْ لـلعـلاءِ فـأنـتَ مــاءُ مِدادهِ **** لقد ارتقيتَ وقـد نـأيـتَ مــزارا
تـرك التي تفنى وشقّ طــريقه **** في داره الكُبرى ألـْسَمَتْ مقدارا
وكـأنّ شيئــا ً قـد بـدت آثـــاره **** مــن خـلـــفــه يـتـتـبـع الآثـــارا
هـذا الذي أثرى العقولَ بفِكرهِ **** قـُومُـوا لـهُ وقِـفـُوا لـهُ إكـبــارا
هو ألمعيٌ من ذكاء ٍ خـالص ٍ **** هو أعـيـنٌ نــاءت بـه إبـصــارا
هـو بلسم ٌ لـجـراح كـل بـليةٍ ****ٍ هو في المعــاني لاعــبٌ أدوارا
لقد استنـارت بالكلام نجومُه **** وبدت تـبـث حديـثهــا إشـهــارا
هو مسلم ٌهو مؤمن ٌومجـاهد **** هو دعوة ٌ وجدت لها أنصــارا
هو نبتة ٌ طالت وفرّع عودها **** فـبدت تـبـث ُ أزاهـرا ً وثـمــارا
مــاذا أقــول وللحـديث بـقـية ٌ **** فيهـا يصوغ شهـابه الأفـكــارا
يــا ربنـا اخلف لـنـا مـن بعده **** بـرجــالـةٍ لبسـوا الـعـلاء إزارا
ساروا على درب الفقيد وتابعوا**** نهجا ً كريمـا ً مصطفىً مختـارا
أبـا حذيفةَ..لا أدري..أتسمعُني !**** وهل سترسلُ بعد اليوم أخبـارا ؟
سبعونَ عـامـا ًومسعانا على قلم ٍ **** كتبتَ فينــا .. كتبنــا فيك أشـعــارا
فيمَ انتقلتَ إلـى دار ٍ عَـدَدْتَ لـهـا **** أراكَ تقطفُ في الـجـنــاتِ أزهــارا
بقلم الشاعر / مصطفى سعيد ضاهر
عـبـد الـرحـمـن بـارود الـذي وافته المنية يوم السبـت الـمـوافـق
3/5/1431 هـ فـي مديـنـة جـدة رحـمه الله وأجـزل له المثـوبة
أبــا حذيفة قـد مـلأتَ جوانحي **** ألـمـا ً يُخدّرُ طـُولـُهُ الأعمارا
خبر ٌ ألـمّ بمهجتي مـن هـََوْلِـهِ **** خـلـعَ الفؤادَ وفتتَ الأحجـارا
كـنْ في خلود ٍ يـا أبـرّ حقيقة ٍ **** بَـرٌّ يـُجـمـّعُ حـولـه الأبـــرارا
فـارقتنـا وبـكـل قـلـب ٍ غصة ٌ **** نهبَ الفِراقُ بطولها المشوارا
قد كنتَ فينـا وادعـا ً متلطفـا ً **** في كل حـال ٍ تـؤثـر الإيـثــارا
علمتـنـا دربَ الجهـاد فـكـُلّـنـا **** عهد ٌ عـلينـا أنْ نزيلَ الـعــارا
وحشوتَ في حبرِ الكلامِ رَصَاصَة ً**** ومنحتَ شـِعْـرَكَ بـحــره الـهــدّارا
لهبٌ تشبّ على العِـدا أنـيـابُـهُ **** ويمزقُ الحقدَ الدفينَ جـِهــارا
غَصَبَ البلادَ مُغيرا ً تـاريخَهـا **** متجبرا ً يهذي بها استهتــارا
أوَمَا ترى وَهنا ً أصـابَ فؤادهُ **** فبنى حِـيـالَ بيــوتـه أســوارا
لاأمنَ يسكنُ في عميق جراحه **** مـهـمـا بنى مـمـا يليه سـتــارا
ولقد أعدتَ حِـرابـه في نـحـره **** وكــذا دقـقـتَ بنعشه مسمـــارا
هـذا الـعـدوُّ تـفـتـتـت أركــانـُهُ **** وبــدا يسوق لموته الأعــذارا
من بعد ما لعقَ الهزائمَ جيشُه **** وقفَ الخبيثُ محطما ً منهـارا
ستميدُ نارُ الأرضِ تحت قلاعِه **** ولسوف يُصبح حُلمُهُ تذكـارا
ولسوف نبني للجهاد سواعداً **** ولسوف نمحو جيشهُ الجرّارا
رحـلَ الشهيدُ فـكـلـنـا من بعده **** نمشي على درب ٍ حَبَاهُ إطـارا
نـَعِـمَـتْ بفضلة جـوده أيـــامُـهُ **** وهو الذي جعلَ النفوسَ كبارا
تـرك الأحبة في عبير عطـائـِه **** ومضى إلى رب العلا مختــارا
فلكمْ أغارَ وكم أقضّ مضاجعا ً **** وأجــالَ فيهــا سيفه الـبـتــارا
فالله قد جمع النفوس على يد ٍ **** تُحيي القلوبَ وتقمعُ الأشرارا
والله قـد كـتـبَ الـجـنـانَ لجنده **** أحسنْ بهـا دارا ً لـهُ وجــوارا
دارٌ بـهـا سـعة ُالخلودِ فسيحة ٌ **** أجرى الإلـهُ خلالها الأنـهــارا
وبهـا الـذي لا يستبينُ لخـاطر ٍ **** وأجـلَّ مـنـهُ مـُعَـبّـأ ً أســـرارا
لم تلمحْ العينـانِ بعضَ سِمَـاتِهِ **** كـلا ولا حَلـُمَتْ بـذاك نـهـــارا
حـتى ولا قـلـبٌ تـطـــاولَ ظـنُـه **** في مخدع العلياء خاضَ غـمــارا
لـو كـان حـيـا ً وافتداه أحـبـة ٌ **** وهبَ الرجالُ لعمره الأعـمـارا
كانت تخرُّ على العُداة سهـامُه **** حِمَمَا ً تُزمجرُ أو تُصعدّ نـــارا
سنكون نحن رجــالَهُ من بعده **** فـي إثـرهِ وسنكملُ الـمـشـوارا
ما زال قلبي بالمودةِ نــابضا ً **** من بعد ما أسدُ الأسودِ تـوارى
والقلبُ يغلي من فظاعة ما جرى **** والـعـيـنُ تــذرفُ دمـعـَهَــا مــدرارا
ما ماتَ من ملأ القلوبَ محبة ً **** مـا زال يمخـُر حُـبُـهُ الأغـوارا
أنـعـمْ به مـن فــارس ٍ ومعلم ٍ **** ملك القلوبَ وسامقَ الأقـمــارا
ربـاهُ أنـتَ اخترته مـن دونـنـا **** رحـمـاك أنــتَ الكاتبُ الأقـدارا
هـو أمـة ٌ لا تـستبيه غواية ٌ **** تهمي على حُللِ المشاعرِ عارا
يا شيخَ كلِ فضيلة ٍ أضحى بها **** شهما ً كريما ً فارسا ً مغوارا
أتعبتَ نفسك إذ حـمـلتَ أمــانـة ً **** طالتْ على طول المدى أطـوارا
نـورٌ على نـور ٍ يَلوحُ بـوجهه **** مـن مثلُهُ درجَ الـعـلا مـقــدارا
هذا الذي سكنَ القلوبَ وفكرُهُ **** جمـعَ الجموعَ وقيّد الأشـعــارا
في مرقد العليــاءِ حط رحاله **** هو تارك ٌ من لـُـؤلـُـؤ ٍ تذكــارا
ربـانُ فـكـر ٍ لا يـُشقُ غـُبـارُهُ **** بدر ٌ يَشِعُ على الـمـدى أنــوارا
مازال يحملُ في الفؤاد محبة ً **** لله تـجـلــو السمعَ والأبـصــارا
فـالدينُ ديْدَنُهُ وبــاعثُ روحِه **** مـلأ اللســانُ فــؤادَهُ استغفــارا
رجلٌ تنـاسلَ طيّبـا ً من طيّب ٍ **** وعــلا بفـعـل الكيـّسينَ مــنــارا
شيخ ٌيجلُّ على الشيوخ مكانة ً**** تـبــدو عليه مـهـابـة ً ووقــارا
هو في الفؤادِ وفي عيون أحبة ٍ**** بحر ٌ تــلاطمَ مـوجـُهُ إعـصــارا
دُمْ لـلعـلاءِ فـأنـتَ مــاءُ مِدادهِ **** لقد ارتقيتَ وقـد نـأيـتَ مــزارا
تـرك التي تفنى وشقّ طــريقه **** في داره الكُبرى ألـْسَمَتْ مقدارا
وكـأنّ شيئــا ً قـد بـدت آثـــاره **** مــن خـلـــفــه يـتـتـبـع الآثـــارا
هـذا الذي أثرى العقولَ بفِكرهِ **** قـُومُـوا لـهُ وقِـفـُوا لـهُ إكـبــارا
هو ألمعيٌ من ذكاء ٍ خـالص ٍ **** هو أعـيـنٌ نــاءت بـه إبـصــارا
هـو بلسم ٌ لـجـراح كـل بـليةٍ ****ٍ هو في المعــاني لاعــبٌ أدوارا
لقد استنـارت بالكلام نجومُه **** وبدت تـبـث حديـثهــا إشـهــارا
هو مسلم ٌهو مؤمن ٌومجـاهد **** هو دعوة ٌ وجدت لها أنصــارا
هو نبتة ٌ طالت وفرّع عودها **** فـبدت تـبـث ُ أزاهـرا ً وثـمــارا
مــاذا أقــول وللحـديث بـقـية ٌ **** فيهـا يصوغ شهـابه الأفـكــارا
يــا ربنـا اخلف لـنـا مـن بعده **** بـرجــالـةٍ لبسـوا الـعـلاء إزارا
ساروا على درب الفقيد وتابعوا**** نهجا ً كريمـا ً مصطفىً مختـارا
أبـا حذيفةَ..لا أدري..أتسمعُني !**** وهل سترسلُ بعد اليوم أخبـارا ؟
سبعونَ عـامـا ًومسعانا على قلم ٍ **** كتبتَ فينــا .. كتبنــا فيك أشـعــارا
فيمَ انتقلتَ إلـى دار ٍ عَـدَدْتَ لـهـا **** أراكَ تقطفُ في الـجـنــاتِ أزهــارا
بقلم الشاعر / مصطفى سعيد ضاهر