المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من مقامات مفجوع الزمان : ذئاب وبقر ... وجريمة ترتكب



محمد ملوك
05/03/2007, 11:29 PM
من مقامات مفجوع الزمان الجوعاني :
ذئاب وبقر...وجريمة ترتكب!!!

حدثنا مفجوع الزمان الجوعاني ، وهو من ضحايا القمع المجاني ، فقال : << بينما أنا كالعَادَهْ ، أمتطي صهوةالوسادَهْ ، وأتقلَّب في نوم يجرّ اللوعة والسّهادَ ، اذابعيني المشهورة بالدموع القواسِمْ ، والبكاء في كل الفصول والمواسِمْ ، ترى فيمايراه الرّاقد النائِـمْ ، حلما بعيدا لايَقـْـترِبْ ، ونارا في جوفي تَلْتـَهِبْ، تأكل ما تبقى من لحم الجسد المضطرِبْ ، ونحو العظم تزحف وتنجذِبْ ، ... وذئابا على مائدة مستديرة تتجَمـَّعْ ،يرأسها ليث عن زئيره لايترفـَّعْ ، حتى اذا انفضَّ بهم المجلس والمَجْمَعْ ، عاد كل واحد منهم الى قطعان من البَقَرْ ،فزمجر فيهم ونهى وأَمَرْ ، وقرَّب عجولا منها وعجولا إحتَقـَرْ، ورأيت الأبقار فيما بينها تتـَصارَعْ ، وبقرونها على الأعشاب تتـَدافـَعْ ، وبتقديم ولائها للذِّئاب تتسارَعْ ،وهي بذلّها راضِيَهْ ، لا تسمع منها لاغِيَهْ ، ولا ترى فيها إلا الدموع جاريَهْ ، ...ثم رأيت نفسي بين هذه المَـشَاهِدْ ، أرتكب جريمة غريبة المَشَاهِدْ ،وأخـُطُّ الممنوع بإسم الغائب والشـَّاهدْ ، لأُرمى بعدها في سجن بعيد عن أعين المـُشَاهدْ ، ...فقمت من نومي خائفا مرْتَجـِفـَا ، ولحروف الخوف بـِتُّ مُرْتـَشِفـَا ، وبصعوبة التأويل أصبحت مُعْتـَرِفـَا ، حتى إذاسطعت شمس الصـَّبَاحْ ، وأعلنت السماء صفائها بكل ارْتِيَاحْ ، لمْلَمْت أوراقي الشاهدة على سنوات الكِفـَاحْ ، من إجازة وماجستِيرْ ، وطلب للوالي وطلب للوَزِير ، ْ وقصائد من كل بحرمَرِيرْ ، وأوصدت الباب من ورَائِي ، قاصدا كل الوزارات والمُدَراءِ ، لأطلب شغلا يبعدني عن خانة الفقراء التعَسَاءِ ، فلما وجدت التـّوظيف كالعادة مجهول الهُوِّيـهْ ، والكل يرفض المغادرة الطـَّوْعِيـَهْ ، في بلاد الحق والديموقراطِيـَّهْ ، ولَّيت الدبر مستاءا متـَألِّمَا ، ولكل الوعود سابـّاً ومُتـَهجـِّماَ ، وعلى عهد الفاروق قطعت الطريق مُتـَرَحِّماَ ، حتى إذا وصلت سوق "الشـَّغـَبْ "، المعروف بكثرة الهرج والصـَّخـَبْ ، والمشهور بحِلَق الفكاهة والتنجيم والطـَّرَبْ ، وجدت جمعا كبيرا من النـَّاسْ ، يلتفـُّون حول رجل ملثــَّم بالأكيَاسْ ، وهو يتلو سورتي الفلق والنـَّاسْ ، ويقول في كلمات تدعو للتـَّعَجـُّبْ ، :""تاب إبليس ونحن لم نـَتـُبْ ، ...تذوب الجبال وخطايانا لم تـَذُبْ ، ...آفة الإنسان النـِّسْيَانْ ، ...وسبب النـِّيران العِصْيَانْ ،..وحبيب الخلوة الشـَّيْطَانْ ،"" فقلت لأحد المُتـَجَمْهِرين الوَاقِفِينْ ، بعدما ازداد و عَظـُم عدد المُلْتَفـِّينْ ، :من هذا الرجل يا أخ العارِفِينْ ؟؟؟، فقال:"هذا ابن أبي العَبـَّاسْ ، المفسر للرؤى والمزيل للوَسْواسْ ،والفقيه في الرأي والإجتهاد والقِيَاسْ ، يجعل من الحزين سعيِدَا ، ومن النـَّحس حظـّا فـَريدَا، ومن اللغز جوابا مـُفِيدَا ، لا يُميط اللثام عن وجْهِهْ ، ولايُجاريه أحد في نـُبْهِهْ ، ولا تخلو الإستفادة من قـَوْلِهْ " .
قال المفجوع : <<فلما انتهى الواصف من وَصْفِهْ ، تذكّرت حلمي الغريب في عمقه وجوْفِهْ ، فحركت لساني من صمته وخوْفِهْ ، وقصصت على الرجل الموصوف الرُّؤْيَا ،وقلت له إني سائلك الفتوى والْفـُتـْيَا ، ولك الأجرمني يأتيك سَعْيَا ... ، فتنهَّد تنهّدا مَرِيرَا ، وأطرق رأسه كَثِيرَا ، وأطلق شهيقا وزفيرَا ، ثم قال :""أعوذ باللَّه من الشيطان الرَّجــِيمْ ،بسم اللَّه الرحمان الرَّحِيمْ ، المتعالي الفرد الحَكِيمْ ، والنجم إذا هـَوَى ، ما ضلَّ صاحبكم وما غــَوَى ، وما ينطق عن الْهــَوَى ، ...يا قوم : ما كذب الفؤاد ما رَأَى ، فلا تمارونه على مارَأَى ، فهو واللَّه عن الحقِّ ما نــَأَى "" ، ... ثم دعاني إلى الجلوس بقــُرْبــِهْ ، والتفت نحو شرقه وغــَرْبــِهْ ، وقال مفتتحا تفسيره بالدعاء إلى رَبــِّهْ ، :""اللّهم اشرح لي صـَدْرِي ، ويسّر لي أمــْرِي ، واحفظ علانيتي وســِرِّي ، أما بعد : فيا نطفة منــِيٍّ قد كَبــُرَتْ ، هذي رؤيا بالحق نــَذرَتْ ، وعن تفسيرها نفسي ما قــَصُرَتْ ، : أمَّا الحلم البعيد الذي لايَقـْترِبْ ، فهو حلم يراود الحاضر والمُغــْتـَرِبْ ، ويخالج كل نفس للقيامة ترْتــَقِبْ ، وهو حلم الوحدة الإِسْلاَمِيــَّهْ ، والتخلص من ربق الجاهلية الغـَرْبـِيــَّهْ ، ولن يتأتى ذلك إلا بالعودة إلى القرآن والسنة النـَّبويـَهْ ، وأما النار التي في الجوف تـَلْتـَهـِبْ ، فهي نار التبشير والتهويد الخــَرِبْ ، وقودها يهود ونصارى للجرائم ترْتـَكـِبْ ، وهي نار تأكل ما تبقى من الإسْلاَمْ ، وتزحف لمحو الإله من القلوب والأفـْهَامْ ، لترجعنا إلى عهد الوثنية والأصنـَامْ ، وأما المائدة المُسْتَدِيرَهْ ، فهي القمم العربية الشـَّـهِيـرَهْ ، وهي في خلاصة صـَغـِيرَهْ ، قمم عربية على الأوْرَاقْ ، أمريكية / إسرائيلية في الأعْمــَـاقْ ، حتى وإن نـَدّدَتْ بما يجري في ألف ألفَ عـِــرَاقْ ، ...وأما الذئاب الذين تجمعوا حول الــمَــائـِـدَهْ ، فهم ومن غير هـِمــَّة راقــِــدَهْ ، كل حاكم عربي جعل من العدل حروفا زائــِدَهْ ، وأما الليث الذي لا يـَتـَـرَفـَّـع عن زئــِيرِهْ ، فهو "بوش" بخيله وحمـِيرِهْ ، و"أولمرت " بكلابه وخـَنـَازِيرِهْ ، وعلاقة الحكام بهـَــؤلاَءْ ، علاقة نفعيَّة من غيراسـْتِحْيــَاءْ ، وقد ثمـَّة فيها أشياء وأَشــْـــيــَــاءْ ، ...وأما الزئير الذي لا يمسـّه التــَّقـْلـِيلْ ، فهو صوت أمريكا وإسـْرائـِيلْ ، وأوامرهما لكل مسؤول ثــَقــِيلْ ، وهي أوامر لها الكل يـُــطِيــعْ ، وإن أرخـَيْت معي السمع الســَّـميعْ ، لسمعت أن لعنة الله على الجَــــــــمــيعْ ، ..... وأما القطعان من الْــبــَـقــَرْ ، فهي من غير إرجاع البــَصـَرْ ، أنت وأنا وكل أنثى وذكــــَرْ ، وهي بعبارات قــَلِيلـَهْ ، كل الدول والشعوب الذَّلـِيلَهْ ، الحيـَّة الميتة العـَلِـيلـَهْ ، وإن كان البقر في الـْمَنــَامْ ، لايدل عند كل فقيه هُمـــَامْ ، على البشر في الحقيقة والتـَّمَــامْ ، فإنه ولصمته أمام الـــذُّلِّ ، يرمز إلى الإنسان في غياب الـْعـَـدْلِ ، وهذا تفسيري في هذا الـْمـَحَلِّ ، . وأما تصارعها يا غريب الـْهُوِيــَّهْ ، فتفسيره كل الحروب الأهْلـِيَّهْ ، وأسباب ذلك غياب المساواة والـْحـُرِّيَهْ ، وأما التدافع بالقرون على الأعْشــَابْ ، فهو الصراع من أجل الخبز والماء والثــِّـيـَابْ ، وهذه صورة المحرومين من الشيب والشــَّـبـَابْ ، وأما العقول المقربة من الذئــَابْ ، فهي تلك العقول التي ترقــَّت واسْتـُوْزِرَتْ ، ولأمريكا استنوقت ولأفكارها مَــرَّرَتْ ، ولأهلها وذويها آثــَرَتْ ، وأما العجول المحتقرة المَقـْهـُورَهْ ، فهي النوابغ والأدمغة المَسْتورَهْ ، وهي التي أمست بخيبات الآمال مَجْرورَهْ ، وهي أيضا كل صوت معارض ومُخــَالــِفْ ، فالإحتقار والسجن يا عـَــارِفْ ، يكون نصيبه من غير مُخــَالِفْ ، وأما الجريمة ذات الغــَرابَــهْ ، فمعناها يا صاحب الكـَـآبَـهْ ، قلم لا يعترف بالحِــجَابَــهْ ، وهي جريمة كبرى في بَــلـَدِي ، وإنك مرتكبها يا وَلـَـدِي ، وإني أخشى عليك من سجون النـَّـكـَدِ ، فمن أجل الكتابة أنت ستموت أو تـُعْتـَقـَلْ ، ومن أجله أنت ستفقد المـُـقــَلْ ، ومن أجلها أنت حتما ستـُذلّْ ، فإن تسألني عن وعورَتِـهَـا ، أجبك بمدى خطـُـورَتـِـهَا ، وإن تسألني عن مرَاكِبـِهَا ، أخبرك بمدى عَجــَائبــِها ، فاستخدم المجاز ثم المَـجَــازْ ، كي لا تكون القلم النـَّـشــَازْ ، واهنئ بجرمك مع سبق الفخر والإعْـتـِزازْ ، وإياك إياك أن تكون مثِلي ، راضيا بالتسول والذلِّ ، وكن حرّاً على الأَقـَلِّ ، ... هذا تفسير رؤْيـــــــاكَ ، واللَّه ربي يَرْعـَـاكَ ، وإيّاه أعبد لا إيـــــــَّــــــــــــــــاكَ . ""
قال المفجوع : << فلما هممت بالإِنـْصِرافْ ، دعتني الفضول والأَعْــرافْ ، وكل ما اكتسبته من طبائع الأَرْيـَــافْ ، إلى معرفة حقيقة هذا الذي فسَّروتــَكـَلــَّمْ ، فقمت من غير جهد مقــَدَّمْ ، وأمطت اللثم عن وجهه المُلثــَّـم ، فإذا به ابن أبي الرِّعَــايَهْ ، صاحب الألف حكاية وحكـَايَهْ ، فقلت له بعدما خدعت في الرِّوَايَهْ ، : كيف تدَّعي تفسير الرؤى والأحلاَمْ ، وأنت الذي عودك بالحكي والسرد يُقــَامْ ، فهل بعد الذي رأيت من كلامْ ، ؟؟؟ فقال: ""يا مفجوع الزمان الجوعانِي ، غضب الزمان علي في ثــَـوَاني ، وألبسني ملابس العُرْيَانِ ، فإن عدلت فرؤياك حـــَــقٌّ ، وإن عذلت فلن يضرني دَقٌّ ، مادام عدلناقمع وحرْقٌ . ""...... <<فلما انطلت علي حيلَتــُـهُ ، قلت وقد أعجبتني سَريرتــُهُ ، :إذهب فأنت الحر الطـَّليقْ ، وحاذر من مغبَّة هذه الطـَّريقْ، وشكرا على التفسير العَميقْ ، وإلى اللقاء مع مقامة أخرى أيها البطل الصَّديقْ . >> .

محمد ملوك
18/05/2007, 06:01 PM
http://elmafjoue.maktoobblog.com