المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شـكـرا ًعلى التحرير!!



المهندس وليد المسافر
06/05/2010, 03:06 AM
شـكـرا ًعلى التحرير!!
رعــد بـنـدر

شـكـرا ًلكـمْ .. أنتـم بلا اسـتِـثـنـاء ِ***** مِـن دون ِألـقــــاب ٍولا أســـمَـــاء ِ
شكرا ًعلى التحرير ِوالموتِ الذي***** قــدَّمـتـمـوهُ لــنــا بـكــل ِّسَـــخــاء ِ
شكـرا ًلكـمْ أدخـلتـم ُوطـني المـزاد َ،***** فضـاع َبين َتجـاذِبِ الفــرَقــاء ِ
هــذا يُـسَـعِّــرُه ُ، وذاك َيُـبـيـحُــه*****والسـجـن ُأمـسى داخِـل َالسُـجَـنـاء ِ
فجميعُـكم ْشُـرَفـاءُ رُوما ليسَ***** ليلـهْــوٌ سِـوى التصفيـق ِوالإطــرَاء ِ
زمـن ُالدَعــارَة ِذا زمـانُـكُـم ُوقـدْ***** صـرتـمْ بــهِ مِـنْ أنــبَــل ِالشُـرَفـاء ِ
لكـنني مِن بُـؤس ِما بي ضـاحِـك***** ٌوالضِحْك ُفي زَمَـن ِالبكـاءِ عـزَائي
قدْ صارَ لي وَطن ٌلقـيـط ٌليسَ***** يُعـرَفُ مَـنْ أبـــوهُ لِـكــثــرَةِ الآبَــــاء ِ
* * * *
شـكـرا ًلكمْ ، أنتـمْ وُلاة ُالأمـر ِ***** في أرضـي وأعــلام ُالهُـدَى بـسَـمَـائي
هـا نحن ُمِن بعـدِ التحرِّر ِحـالِمـيـن***** َ، نـنـام ُتحـت َالخـوذةِ الشــمَّــاء ِ
نسـتـأذِن ُالغـازي لِـنـبـلـع َريـقـنـا***** مـتـسَــيِّــديـن َبـمـنـتـهى الخُــيَـلاء ِ
وسَــوَاء كــنـا هــاِتـفـيـن َبـلا فــم ٍ*****أو مـبـصِـريـن َبـأعــيُـن ٍعَـمـيَــاء ِ
سَـنـجـرّ ُأوجُـهَــنـا إلى فــخ ِالبَــلاهَــةِ***** ، قــانِـعـيـن َبـمِـيـتـةٍ بَــلْـهَـــاء ِ
كمْ فلّسَـفَ الحُكماء ُمِيتتنـا ، *****فمتُنـنــا صَـاغِـريـن َلحِـكـمـةِ الحُـكـمـاء ِ
لا لا تموتـوا تحت َظِـل ِّسلاحِكـمْ ***** مـوت ٌكـهـذا المـوتِ محضُ هُــرَاء ِ
موتوا بلا أعـبَـاء تحت غِـطائِكـمْ ***** مـا أســعَـــد َالمـوتى بــلا أعـــبَــاء ِ
وإذا تمـادَى الأصدقـاءُ بـقـتـلِـكـمْو***** اسـتبْـسَـلوا ، كـونـوا مِن العُـقـلاء ِ
واستنكِروا مِن دون ِضوضاءٍ***** لكيلا تُـزعِـجـوا المحـتـل َّبالضوضـاء ِ
فـلـقـدْ تـفـيـَّـأنـا بـفـيءِ سِــلاحِـــهِ***** وسِــلاحُــه ُحِـــرْز ٌمِــن َالضَــرَّاء ِ
هـوَ رَبُّـنـا مَـن ْذا يُـخـالِـفُ رَبَّــه ُ*****هـوَ مَـهْــبـِـط ُالتِـيـجــان ِوالنُـعـمَـاء ِ
جَـلّـت ْهِــرَاوَتُــه ُوَجَــل َّقِـيـامُــه ُ***** وقـعـودُه ُ، وَرَصَاصُـه ُالعَــشـوائي
وأنـا أرانـيَ ضاحِـكـا ًمـتـسَــائِـلا ً*****أيَّ الوجــــوهِ أرَى وأيَّ طِـــــــلاء ِ
ألبعضُ ناضل َكي نموت َ، ألبعـضُ***** ناضل َكي تُـبَـاح َالأرضُ للجُهَـلاء ِ
مُـسـتهجِـنا ًهذا البَـلاء َ، فأيـن َ*****مـوضع ُهـؤلاءِ وأين َمـوضع ُهــؤلاء ِ
إن ْكان َما فعـلوه ُفي وطني نضـال***** ٌإسـمُـه ُ، لـمْ يَـبـق َشيءٌ للبَـغــاء ِ
* * * *
شكرا ًلكم ْهـا نحن ُنوهِـمُ بعـضَنـا***** نمشِـي على قــدَم ِالمُـنى العـرجَـاء ِ
ونُـطِـلّ ُمِن دمِـنـا على دمِـنـا الذي***** أرخـصتمـوه ُفـسَـال َسَــيـل َالمــاء ِ
لا سَـامِـع ٌيُـصغـي إلـيـــهِ وإن ْرَآهُ***** لَـكَـمْ أشــاح َالوجــه َعـنـه ُالرائي
غـرَبَـاءُ في وَطن ٍغـريـبٍ مثـلـنـا***** كــمْ دامِــيــات ٌأدمـــع ُالغــرَبَــــاء ِ
يبـكي كـما نبكـي ، فنحـن ُبـدونِـه ِ***** مـوتـى وإنْ كــنــا مِــن َالأحــيــاء ِ
نُخـفـيهِ عنكمْ أيـن َ؟ وهوَ دمـاؤنـا***** ولـنــا دَم ٌصَعــبٌ عـلى الإخــفــاء ِ
ما كان َأجـملنـا بـهِ ، ما كـان َ***** أجـمـلـه ُبـنـا ‘ وهـوَ القـريـبُ النـائـي
جُـعـنـا بهِ ولَكـمْ مضغـنـا لحـمَـنـا***** والجُـوع ُكـان َوَلِـيــمَــة َالفــقــرَاء ِ
لـكــنـنـا كـــنــا نــرَاه ُمـكـــابـِـرا ً***** لـمْ يَـبـق َمـنـه ُسِــوى يَــدٍ عــزلاء ِ
نبكـي ويـمنـع ُما نـقـول ُحـيـاؤنـا***** في حين كـان َالمـوت ُدون َحـيــاء ِ
ما أبشع َالسِيرك َالذي قدْ كان َ***** يـومـا مـا عِــراقَ المجــدِ والعَـلـيــاء ِ
وَطـن ٌبلا وَطـن ٍوجـوقـة ُخـانِعِـيـن***** َتـنـاسَــلوا مِن نُـطـفـةِ الحـلـفـاء ِ
ألآن َحِـيـن َأقـول ُ: هـذا موطِـني***** والله ِأنـطِـقُـهَـا عـلى اســتِـحــيَــاء ِ
* * * *
شكرا ًعلى تحريـرِنا وعلى الدنـاءَةِ ***** والبَــلادَةِ والتـفـاهـةِ والغــبَــاء ِ
شكرا ًعلى الأخطاءِ شعبٌ مثـلُنـا ***** مـا كـان َأحـوَجَـه ُإلى الأخـطــاء ِ
شكرا ًعلى كل ِّالدُمى ، يا للسَـعَـادَةِ***** حيـنَ نُحـكـمُ بالدُمى الجـوفـاء ِ
شـكرا ًعلى تحـنيطِـنا فمِنَ الذكــاءِ***** بأنْ نكون َمُحنّطين َمِنَ الذكـاء ِ
لـوَّنــتُــم ُدَمَــنــا وَجَــمَّــلـتــمْ بــهِ***** وَجْه َالمُخاتِل ِوالمُهَادِنِ والمُرَائي
وصنـعـتـم ُالتِيجَـان َمِن أشـلائِـنـا***** مـا أجـمــل َالتِـيـجَــان َبـالأشــلاء ِ
قلتـم ْهُمُ العُـظـمـاءُ فـتّـشـنـا فـلـم***** نــرَ فـيـهـمُ ظـفـرَا ًمِـنَ العُـظـمـاء ِ
قلتـم ْوُلاة ُالأمـر ِقـلـنـا كــلّ ُشـيءٍ***** جَــائِـــز ٌفـي هـــذهِ الظــلـمــاء ِ
يا أشـفق َالمستعمرين َوأشـفق َ***** الـمُـتـسَــيِّــديــن َوأشــفــق َالنــبَـلاء ِ
دوسوا على أجـسَـادِ موتانـا ***** فمـوتـانـا الحُــفــاة ُسَــلالِـم ُالزعَـمــاء ِ
مـتـقـافِــزيـن َأمـامـه ُومـعــبَّــأيــن ***** بـقُـطـنِـهِ والضحـكـة ِالصفـراء ِ
فـاض َالعـراق ُبأوجُـهٍ مخـتـومـة ٍ ***** بـظـلامِـهـا ، وبـألـسُــن ٍعَـجْـمَـاء ِ
عادت ْإلى النيـران ِشـعـلتُها وعـاد َ***** العــابــدون َلـهـا إلى الأضــواء ِ
فـقـسَـت ْبيوضُ الجُحْر ِحيثُ تملّكت ْ***** مـا كـان حُـلـم َالحـيِّــةِ الرَّقــطــاء ِ
سـبـع ٌمِن َالسـنـواتِ مرَّت ْلا أمـام ٌ***** في الأمــام ِولا وَرَاء ٌفي الوَرَاء ِ
يا ويحَـنـا ممّـا نـراه ُ، متى سَـنـفـهــمُ***** أن َّلا جَــدوَى مِـن َالعُــمــلاء ِ
ألبعضُ ما طردُوا ذبَـابَ أنـوفِـهُـم ْ***** وقـدْ اكـتـفـوا بـسَـذاجَـةِ الأفــيَــاء ِ
والبعضُ لـوَّح َبالقِـتـال ِليُخرِج َ***** الـمُـحــتـل َّوَهـوَ مُهَـدَّل ُالأحــشَــاء ِ
(زَعَم َالفرزدق ُأن ْسيقتل َمَـرْبَعَـاَ***** أبـشِـرْ بـطـول ِسَـلامـةِ) الأعـدَاء ِ
إنْ فاخروا ، فبجَعجَعَـاتِ سِلاحِهم***** ْأو قـاتــلـوا ، فـبـرَايــةٍ بـيـضــاء ِ
ما أكـثـرَ الرايـاتِ نـاصِـعَـة َ***** البَـيَـاض ِترفّ ُفوقَ دمائِـنـا الخرسَـاء ِ
* * * *
شكرا ًعلى التحريـر ِوالتغـييـر ِأو***** سَـمّـوه ُمـا شِــئـتـم ْمِـن َالأســمَـاء ِ
هـل ْحـرَّرَ الأوطـان َيوما ًطـارئـون***** َيُـزايــدُون َعـلى دم ِالبُــؤسَــاء ِ
أوْ مـدَّعـون َبـطـولة ًفي حـيـن قـدْ ***** مـدّوا إلى الغـازي يَــدَ اسـتِجـدَاء ِ
ألعـنـتـريَّــات ُالتي عِـشـنـا تـعـــاسَـتها***** حـفِـظـناهـا عن ِالتُـعَــسَـاء ِ
والخطـبَة ُالعَـصْمَـا تـقـيِّـأنـا ***** طـلاسِـمَها السخيفة َفي فـم ِالخـطـبَـاء ِ
فلقـد ْسَـئِـمـنـا أن نكـون َمحـنَّطـيـن***** َمـثـقّــبــيــن َبـأدمـع ٍرَعـــنــاء ِ
نُصغِـي ، وَهـادِلة ٌشِـفـاه ُدمائِـنـا ***** حتى امـتـهـنـا حِـرْفـة َالإصـغــاء ِ
تـتـثـاءَبُ الأصوات ُفي آذانِــنــا ***** مـحــشُــوَّة ًبـحَــنـاجِــر ٍخــرقــاء ِ
ونُقيـم ُمأدُبَـة َالأسَى لا خطـوَ في***** هذي الخطى لا شيءَ في الأشـيَـاء ِ
قالـوا لنا لا تكـذِبـوا فالكِـذبُ ***** فحـشــاء ٌومـا للكِــذبِ مِـن شُــفــعَــاء ِ
لـكِـنهُـمْ صَمَـتُـوا وما قـالــوا ***** لـنـاهـلْ نُـصْـرَة ُالغـازي مِن َالفحـشاء ِ
سـبع ٌمِن َالسنواتِ نُصغي لمْ***** نُـفـاجَـأ ُأنـنـا نُـصـغِـي لِمحض ِريَـــاء ِ
وبأننا حمقـى نعـيـشُ حـيـاتـنـا***** الـحـمـقــاءَ داخِــل َلـعــبَــةٍ حـمـقــاء ِ
حتى اكـتشـفـنا في أواخِـر ِموتِـنـا ***** من بعـدِ طـول ِأسَىً وطول ِعــنـاء ِ
مـا حـرَّرَ الفـقـهـاءُ أوطــانـا ً***** ولــكِـنْ تُـسْـلَــبُ الأوطــان ُبـالفـقـهَـاء ِ
* * * *
أرنـو لأوعِـيـةِ الكـلام ِمـسَـافِــرا***** في هَــدأتـي ، مُـتـفــرِّدا ًبـدمــائـي
متجهَّم َالأضلاع ِأعرَى من مهـبـَّاتِ ***** العَـرَا ، أظـمـا مِـن الصحراء ِ
أسْــتـلّـنُـي مِــنـي لأحــيَــا مـــرَّة***** ًأخرى ، أنا خلفي أمامي أو إِزائِـي
لمْ أصطحِبْ غيرَ العراق ِبغربَتي***** فـأنـا جـلِـيـسُ أَسَــــاه ُفي الأرزاء ِ
وَجَعي المُدَبَّبُ غبرَتي من أين َ ***** يُكـشـفُ مقتلي للآخرين َوذا غِـطائي
وأقــول ُلِلمُـتـعَـمّـلِـقـيـن َبـطـولــة ً***** لـيـسَـتْ تـلِـيـق ُبـفـطرَة ِالحَـربَـاء ِ
شعَـرَاءَ أمْ أدبَــاءَ ، أنـتـمْ كُـوْرَس ٌ***** ضحْل ٌوَرَاءَ حـكــومـةٍ لَــكْـــنَــاء ِ
تـتـدافـعُـون َوَضَــاعَـة ًوتُـعَـلّـِقــون***** َبــأيِّ بِــئـــر ٍكــان َألـــفَ دِلاء ِ
فلقـدْ تـنـاسَــيـتُـمْ هُــتـافـاتِ الفِــدَاءِ***** ، وَبُـحْـة َالأصـوَاتِ وَالأصـدَاء ِ
أحـنيـتُـمُ ظهْـرَ النِـفـاق ِعلى ***** أصَابعِـكم ْبما في الحَـرْف ِمن إغــوَاء ِ
تتدحَّرجُون َكما الصفائح ِخلفَ***** كـلِّ مـنـصَّــةٍ أو خـلـفَ كــلِّ ثـنــاء ِ
والآنَ أســمَـيِّـتُـمْ نِـفـاقـكُـمُ نِـضـالا ً!***** يـا لِـبُـؤس ِالأوجُــهِ السَــودَاء ِ
لا وَقـت َعندي كي أ ُعَـرِّيكمْ فقـد ْ***** أزررَّت ُفـوقَ دَم ِالعِــرَاق ِردَائـي
وأشَحـت ُعـنكمْ وَجـه َجرحي لي ***** سَـمـاواتِي لأن َّالأرضَ لِلجُـبَــنـاء ِ
لـوْ خـيِّـروني بيـن َربْـطِي للحِـذاءِ ***** وبينكـمْ لأخـتـرت ُرَبْـط َحِـذائي
* * * *
وطني سَتكسِرُ في غد ٍهذي القيـودَ ***** الدامياتِ بما عُـرِفـت َمِنَ الإبَــاء ِ
وستخلع ُالأدغال َمِن جَـسَدِ التـراب***** ِويُـوسِــع ُالمـلَـكـوت ُللجــوزاء ِ
وتـعـود ُرُمحـا ًيـعـرُبـيِّـا ًبـاذِخــا ً***** بـضِــيَــائِـهِ مِـن دونِـمــا نُـظــرَاء ِ
قسِّم ْرَصَاصَتك َالوَحيدة َمثل َخبْـزتِــك َ***** الوَحـيـدة ِفي يَــدِ النُـجَــبَـاء ِ
خذ ْثأرَ أرضِك َثـأر َعِرضِك َثـأرَموتِك َ ***** ثـأرَ مَنْ ضحَّى مِن َالشُهَـدَاء
وانفضْ رمادَك َأنت َعنقاء ُالمدى ***** مَـنْ ذا يـشــكّ ُبـطـائِــر ِالعَـنــقــاء ِ
* * * *
2010

د.مسلم المياح
06/05/2010, 10:39 AM
شـكـرا ًعلى التحرير!!
رعــد بـنـدر
شـكـرا ًلكـمْ .. أنتـم بلا اسـتِـثـنـاء ِ
مِـن دون ِألـقــــاب ٍولا أســـمَـــاء ِ
شكرا ًعلى التحرير ِوالموتِ الذي
قــدَّمـتـمـوهُ لــنــا بـكــل ِّسَـــخــاء ِ
شكـرا ًلكـمْ أدخـلتـم ُوطـني المـزا
د َ، فضـاع َبين َتجـاذِبِ الفــرَقــاء ِ
هــذا يُـسَـعِّــرُه ُ، وذاك َيُـبـيـحُــه ُ
والسـجـن ُأمـسى داخِـل َالسُـجَـنـاء ِ
فجميعُـكم ْشُـرَفـاءُ رُوما ليسَ لي
لـهْــوٌ سِـوى التصفيـق ِوالإطــرَاء ِ
زمـن ُالدَعــارَة ِذا زمـانُـكُـم ُوقـدْ
صـرتـمْ بــهِ مِـنْ أنــبَــل ِالشُـرَفـاء ِ
لكـنني مِن بُـؤس ِما بي ضـاحِـك ٌ
والضِحْك ُفي زَمَـن ِالبكـاءِ عـزَائي
قدْ صارَ لي وَطن ٌلقـيـط ٌليسَ يُعـ
رَفُ مَـنْ أبـــوهُ لِـكــثــرَةِ الآبَــــاء ِ
* * * *
شـكـرا ًلكمْ ، أنتـمْ وُلاة ُالأمـر ِفي
أرضـي وأعــلام ُالهُـدَى بـسَـمَـائي
هـا نحن ُمِن بعـدِ التحرِّر ِحـالِمـيـ
ن َ، نـنـام ُتحـت َالخـوذةِ الشــمَّــاء ِ
نسـتـأذِن ُالغـازي لِـنـبـلـع َريـقـنـا
مـتـسَــيِّــديـن َبـمـنـتـهى الخُــيَـلاء ِ
وسَــوَاء كــنـا هــاِتـفـيـن َبـلا فــم ٍ
أو مـبـصِـريـن َبـأعــيُـن ٍعَـمـيَــاء ِ
سَـنـجـرّ ُأوجُـهَــنـا إلى فــخ ِالبَــلا
هَــةِ ، قــانِـعـيـن َبـمِـيـتـةٍ بَــلْـهَـــاء ِ
كمْ فلّسَـفَ الحُكماء ُمِيتتنـا ، فمتُنـ
نــا صَـاغِـريـن َلحِـكـمـةِ الحُـكـمـاء ِ
لا لا تموتـوا تحت َظِـل ِّسلاحِكـمْ
مـوت ٌكـهـذا المـوتِ محضُ هُــرَاء ِ
موتوا بلا أعـبَـاء تحت غِـطائِكـمْ
مـا أســعَـــد َالمـوتى بــلا أعـــبَــاء ِ
وإذا تمـادَى الأصدقـاءُ بـقـتـلِـكـمْ
واسـتبْـسَـلوا ، كـونـوا مِن العُـقـلاء ِ
واستنكِروا مِن دون ِضوضاءٍ لكي
لا تُـزعِـجـوا المحـتـل َّبالضوضـاء ِ
فـلـقـدْ تـفـيـَّـأنـا بـفـيءِ سِــلاحِـــهِ
وسِــلاحُــه ُحِـــرْز ٌمِــن َالضَــرَّاء ِ
هـوَ رَبُّـنـا مَـن ْذا يُـخـالِـفُ رَبَّــه ُ
هـوَ مَـهْــبـِـط ُالتِـيـجــان ِوالنُـعـمَـاء ِ
جَـلّـت ْهِــرَاوَتُــه ُوَجَــل َّقِـيـامُــه ُ
وقـعـودُه ُ، وَرَصَاصُـه ُالعَــشـوائي
وأنـا أرانـيَ ضاحِـكـا ًمـتـسَــائِـلا ً
أيَّ الوجــــوهِ أرَى وأيَّ طِـــــــلاء ِ
ألبعضُ ناضل َكي نموت َ، ألبعـضُ
ناضل َكي تُـبَـاح َالأرضُ للجُهَـلاء ِ
مُـسـتهجِـنا ًهذا البَـلاء َ، فأيـن َمـو
ضع ُهـؤلاءِ وأين َمـوضع ُهــؤلاء ِ
إن ْكان َما فعـلوه ُفي وطني نضـا
ل ٌإسـمُـه ُ، لـمْ يَـبـق َشيءٌ للبَـغــاء ِ
* * * *
شكرا ًلكم ْهـا نحن ُنوهِـمُ بعـضَنـا
نمشِـي على قــدَم ِالمُـنى العـرجَـاء ِ
ونُـطِـلّ ُمِن دمِـنـا على دمِـنـا الذي
أرخـصتمـوه ُفـسَـال َسَــيـل َالمــاء ِ
لا سَـامِـع ٌيُـصغـي إلـيـــهِ وإن ْرَآ
هُ لَـكَـمْ أشــاح َالوجــه َعـنـه ُالرائي
غـرَبَـاءُ في وَطن ٍغـريـبٍ مثـلـنـا
كــمْ دامِــيــات ٌأدمـــع ُالغــرَبَــــاء ِ
يبـكي كـما نبكـي ، فنحـن ُبـدونِـه ِ
مـوتـى وإنْ كــنــا مِــن َالأحــيــاء ِ
نُخـفـيهِ عنكمْ أيـن َ؟ وهوَ دمـاؤنـا
ولـنــا دَم ٌصَعــبٌ عـلى الإخــفــاء ِ
ما كان َأجـملنـا بـهِ ، ما كـان َأجـ
مـلـه ُبـنـا ‘ وهـوَ القـريـبُ النـائـي
جُـعـنـا بهِ ولَكـمْ مضغـنـا لحـمَـنـا
والجُـوع ُكـان َوَلِـيــمَــة َالفــقــرَاء ِ
لـكــنـنـا كـــنــا نــرَاه ُمـكـــابـِـرا ً
لـمْ يَـبـق َمـنـه ُسِــوى يَــدٍ عــزلاء ِ
نبكـي ويـمنـع ُما نـقـول ُحـيـاؤنـا
في حين كـان َالمـوت ُدون َحـيــاء ِ
ما أبشع َالسِيرك َالذي قدْ كان َيـو
مـا ًمـا عِــراقَ المجــدِ والعَـلـيــاء ِ
وَطـن ٌبلا وَطـن ٍوجـوقـة ُخـانِعِـيـ
ن َتـنـاسَــلوا مِن نُـطـفـةِ الحـلـفـاء ِ
ألآن َحِـيـن َأقـول ُ: هـذا موطِـني
والله ِأنـطِـقُـهَـا عـلى اســتِـحــيَــاء ِ
* * * *
شكرا ًعلى تحريـرِنا وعلى الدنـا
ءَةِ والبَــلادَةِ والتـفـاهـةِ والغــبَــاء ِ
شكرا ًعلى الأخطاءِ شعبٌ مثـلُنـا
مـا كـان َأحـوَجَـه ُإلى الأخـطــاء ِ
شكرا ًعلى كل ِّالدُمى ، يا للسَـعَـا
دَةِ حيـنَ نُحـكـمُ بالدُمى الجـوفـاء ِ
شـكرا ًعلى تحـنيطِـنا فمِنَ الذكــا
ءِ بأنْ نكون َمُحنّطين َمِنَ الذكـاء ِ
لـوَّنــتُــم ُدَمَــنــا وَجَــمَّــلـتــمْ بــهِ
وَجْه َالمُخاتِل ِوالمُهَادِنِ والمُرَائي
وصنـعـتـم ُالتِيجَـان َمِن أشـلائِـنـا
مـا أجـمــل َالتِـيـجَــان َبـالأشــلاء ِ
قلتـم ْهُمُ العُـظـمـاءُ فـتّـشـنـا فـلـم ْ
نــرَ فـيـهـمُ ظـفـرَا ًمِـنَ العُـظـمـاء ِ
قلتـم ْوُلاة ُالأمـر ِقـلـنـا كــلّ ُشـي
ءٍ جَــائِـــز ٌفـي هـــذهِ الظــلـمــاء ِ
يا أشـفق َالمستعمرين َوأشـفق َالـ
مُـتـسَــيِّــديــن َوأشــفــق َالنــبَـلاء ِ
دوسوا على أجـسَـادِ موتانـا فمـو
تـانـا الحُــفــاة ُسَــلالِـم ُالزعَـمــاء ِ
مـتـقـافِــزيـن َأمـامـه ُومـعــبَّــأيــ
ن َبـقُـطـنِـهِ والضحـكـة ِالصفـراء ِ
فـاض َالعـراق ُبأوجُـهٍ مخـتـومـة ٍ
بـظـلامِـهـا ، وبـألـسُــن ٍعَـجْـمَـاء ِ
عادت ْإلى النيـران ِشـعـلتُها وعـا
د َالعــابــدون َلـهـا إلى الأضــواء ِ
فـقـسَـت ْبيوضُ الجُحْر ِحيثُ تملّكت ْ
مـا كـان حُـلـم َالحـيِّــةِ الرَّقــطــاء ِ
سـبـع ٌمِن َالسـنـواتِ مرَّت ْلا أمـا
م ٌفي الأمــام ِولا وَرَاء ٌفي الوَرَاء ِ
يا ويحَـنـا ممّـا نـراه ُ، متى سَـنـفـ
هــمُ أن َّلا جَــدوَى مِـن َالعُــمــلاء ِ
ألبعضُ ما طردُوا ذبَـابَ أنـوفِـهُـم ْ
وقـدْ اكـتـفـوا بـسَـذاجَـةِ الأفــيَــاء ِ
والبعضُ لـوَّح َبالقِـتـال ِليُخرِج َالـ
مُـحــتـل َّوَهـوَ مُهَـدَّل ُالأحــشَــاء ِ
(زَعَم َالفرزدق ُأن ْسيقتل َمَـرْبَعَـا ً
أبـشِـرْ بـطـول ِسَـلامـةِ) الأعـدَاء ِ
إنْ فاخروا ، فبجَعجَعَـاتِ سِلاحِهم ْ
أو قـاتــلـوا ، فـبـرَايــةٍ بـيـضــاء ِ
ما أكـثـرَ الرايـاتِ نـاصِـعَـة َالبَـيَـا
ض ِترفّ ُفوقَ دمائِـنـا الخرسَـاء ِ
* * * *
شكرا ًعلى التحريـر ِوالتغـييـر ِأو
سَـمّـوه ُمـا شِــئـتـم ْمِـن َالأســمَـاء ِ
هـل ْحـرَّرَ الأوطـان َيوما ًطـارئـو
ن َيُـزايــدُون َعـلى دم ِالبُــؤسَــاء ِ
أوْ مـدَّعـون َبـطـولة ًفي حـيـن قـدْ
مـدّوا إلى الغـازي يَــدَ اسـتِجـدَاء ِ
ألعـنـتـريَّــات ُالتي عِـشـنـا تـعـــا
سَـتها حـفِـظـناهـا عن ِالتُـعَــسَـاء ِ
والخطـبَة ُالعَـصْمَـا تـقـيِّـأنـا طـلا
سِـمَها السخيفة َفي فـم ِالخـطـبَـاء ِ
فلقـد ْسَـئِـمـنـا أن نكـون َمحـنَّطـيـ
ن َمـثـقّــبــيــن َبـأدمـع ٍرَعـــنــاء ِ
نُصغِـي ، وَهـادِلة ٌشِـفـاه ُدمائِـنـا
حتى امـتـهـنـا حِـرْفـة َالإصـغــاء ِ
تـتـثـاءَبُ الأصوات ُفي آذانِــنــا
مـحــشُــوَّة ًبـحَــنـاجِــر ٍخــرقــاء ِ
ونُقيـم ُمأدُبَـة َالأسَى لا خطـوَ في
هذي الخطى لا شيءَ في الأشـيَـاء ِ
قالـوا لنا لا تكـذِبـوا فالكِـذبُ فحـ
شــاء ٌومـا للكِــذبِ مِـن شُــفــعَــاء ِ
لـكِـنهُـمْ صَمَـتُـوا وما قـالــوا لـنـا
هـلْ نُـصْـرَة ُالغـازي مِن َالفحـشاء ِ
سـبع ٌمِن َالسنواتِ نُصغي لمْ نُـفـا
جَـأ ُأنـنـا نُـصـغِـي لِمحض ِريَـــاء ِ
وبأننا حمقـى نعـيـشُ حـيـاتـنـا الـ
حـمـقــاءَ داخِــل َلـعــبَــةٍ حـمـقــاء ِ
حتى اكـتشـفـنا في أواخِـر ِموتِـنـا
من بعـدِ طـول ِأسَىً وطول ِعــنـاء ِ
مـا حـرَّرَ الفـقـهـاءُ أوطــانـا ًولــ
كِـنْ تُـسْـلَــبُ الأوطــان ُبـالفـقـهَـاء ِ
* * * *
أرنـو لأوعِـيـةِ الكـلام ِمـسَـافِــرا ً
في هَــدأتـي ، مُـتـفــرِّدا ًبـدمــائـي
متجهَّم َالأضلاع ِأعرَى من مهـبـَّ
اتِ العَـرَا ، أظـمـا مِـن الصحراء ِ
أسْــتـلّـنُـي مِــنـي لأحــيَــا مـــرَّة ً
أخرى ، أنا خلفي أمامي أو إِزائِـي
لمْ أصطحِبْ غيرَ العراق ِبغربَتي
فـأنـا جـلِـيـسُ أَسَــــاه ُفي الأرزاء ِ
وَجَعي المُدَبَّبُ غبرَتي من أين َيُكـ
شـفُ مقتلي للآخرين َوذا غِـطائي
وأقــول ُلِلمُـتـعَـمّـلِـقـيـن َبـطـولــة ً
لـيـسَـتْ تـلِـيـق ُبـفـطرَة ِالحَـربَـاء ِ
شعَـرَاءَ أمْ أدبَــاءَ ، أنـتـمْ كُـوْرَس ٌ
ضحْل ٌوَرَاءَ حـكــومـةٍ لَــكْـــنَــاء ِ
تـتـدافـعُـون َوَضَــاعَـة ًوتُـعَـلّـِقــو
ن َبــأيِّ بِــئـــر ٍكــان َألـــفَ دِلاء ِ
فلقـدْ تـنـاسَــيـتُـمْ هُــتـافـاتِ الفِــدَا
ءِ ، وَبُـحْـة َالأصـوَاتِ وَالأصـدَاء ِ
أحـنيـتُـمُ ظهْـرَ النِـفـاق ِعلى أصَا
بعِـكم ْبما في الحَـرْف ِمن إغــوَاء ِ
تتدحَّرجُون َكما الصفائح ِخلفَ كـ
لِّ مـنـصَّــةٍ أو خـلـفَ كــلِّ ثـنــاء ِ
والآنَ أســمَـيِّـتُـمْ نِـفـاقـكُـمُ نِـضـا
لا ً! يـا لِـبُـؤس ِالأوجُــهِ السَــودَاء ِ
لا وَقـت َعندي كي أ ُعَـرِّيكمْ فقـد ْ
أزررَّت ُفـوقَ دَم ِالعِــرَاق ِردَائـي
وأشَحـت ُعـنكمْ وَجـه َجرحي لي
سَـمـاواتِي لأن َّالأرضَ لِلجُـبَــنـاء ِ
لـوْ خـيِّـروني بيـن َربْـطِي للحِـذا
ءِ وبينكـمْ لأخـتـرت ُرَبْـط َحِـذائي
* * * *
وطني سَتكسِرُ في غد ٍهذي القيـو
دَ الدامياتِ بما عُـرِفـت َمِنَ الإبَــاء ِ
وستخلع ُالأدغال َمِن جَـسَدِ التـرا
ب ِويُـوسِــع ُالمـلَـكـوت ُللجــوزاء ِ
وتـعـود ُرُمحـا ًيـعـرُبـيِّـا ًبـاذِخــا ً
بـضِــيَــائِـهِ مِـن دونِـمــا نُـظــرَاء ِ
قسِّم ْرَصَاصَتك َالوَحيدة َمثل َخبْـ
زتِــك َالوَحـيـدة ِفي يَــدِ النُـجَــبَـاء ِ
خذ ْثأرَ أرضِك َثـأر َعِرضِك َثـأرَ
موتِك َثـأرَ مَنْ ضحَّى مِن َالشُهَـدَاء
وانفضْ رمادَك َأنت َعنقاء ُالمدى
مَـنْ ذا يـشــكّ ُبـطـائِــر ِالعَـنــقــاء ِ
* * * *
2010
شبكة البصرة

يوسـف الديك
06/05/2010, 02:14 PM
الشكر كل الشكر للأخ المهندس علي المسافر ,,,على هذا النقل المتميز لقصيدة في منتهى البلاغة ..

الأخ والصديق العزيز رعد بندر ..شاعر مبدع منذ عرفناه ..وهو شاعر فذّ ..وصاحب حضور بهيّ .

وهو الذي قال للراحل الجواهري يوماً ..كي يعود إلى وطنه ..ووافق لولا ...( لهذا حكاية طويلة سأسردها يوماً بالتفاصيل ) لكنه استهلّ قصيدنه للراحل الكبير الجواهري ...فقال معاتباً ومحبّاً :


( أضعتَ عمرك إذ أفنيتَهُ بدَدا ...إن كنتَ أوجدتَ أهلاً ،أوجد البلدا ..!! )

وهو الذي قال في قصيدة اهتزّت لها مدرجات الشعر عام 1994 في بغداد :


إنّي لأبكي ثم أبكي ثم أضحكُ من بكائي
الله ..أيّ مرارةٍ ، والعمر يُسرق في الخفاءِ ؟

أشكرك ..ولك التحية .

المهندس وليد المسافر
06/05/2010, 04:23 PM
الشكر كل الشكر للأخ المهندس علي المسافر ,,,على هذا النقل المتميز لقصيدة في منتهى البلاغة ..
الأخ والصديق العزيز رعد بندر ..شاعر مبدع منذ عرفناه ..وهو شاعر فذّ ..وصاحب حضور بهيّ .
وهو الذي قال للراحل الجواهري يوماً ..كي يعود إلى وطنه ..ووافق لولا ...( لهذا حكاية طويلة سأسردها يوماً بالتفاصيل ) لكنه استهلّ قصيدنه للراحل الكبير الجواهري ...فقال معاتباً ومحبّاً :
( أضعتَ عمرك إذ أفنيتَهُ بدَدا ...إن كنتَ أوجدتَ أهلاً ،أوجد البلدا ..!! )
وهو الذي قال في قصيدة اهتزّت لها مدرجات الشعر عام 1994 في بغداد :

إنّي لأبكي ثم أبكي ثم أضحكُ من بكائي
الله ..أيّ مرارةٍ ، والعمر يُسرق في الخفاءِ ؟
أشكرك ..ولك التحية .
الأخ الفاضل يوسف الديك
الشكر الجزيل لمداخلتك القيمة
شاعرنا رعد بندر لم يتزحزح أيمانه بالوطنية رغم كل الظروف، وها هو يطلق روائعه ضد الأحتلال وأعوانهم بكلمات أمضى من السيف.
مقاتلونا على كل الجبهات والحمد لله، فالعراق زاخر برجاله الأمناء.

يوسـف الديك
06/05/2010, 06:53 PM
الأخ الفاضل يوسف الديك
الشكر الجزيل لمداخلتك القيمة
شاعرنا رعد بندر لم يتزحزح أيمانه بالوطنية رغم كل الظروف، وها هو يطلق روائعه ضد الأحتلال وأعوانهم بكلمات أمضى من السيف.
مقاتلونا على كل الجبهات والحمد لله، فالعراق زاخر برجاله الأمناء.

أخي الأستاذ المهندس وليد المسافر ..الموقر
أبو المعتز . الشاعر .رعد بندر ..صديق روحي ..وبيننا زيارات عائلية ..حين حضر إلى عمّان عام 1994 وزارني وأسرته الكريمة وأطفاله معتز ومروان وزيون الجميل ولكم اعجبته الملوخية الوجبة المشتركة - الأردنية الفلسطينية - وتحدث عنها في العراق بعد عودته وزيارتي اللاحقة .. ..أمّا معرفتي وصداقتي به فقد توطدت بالشعر أثناء زياراتي المتكرّرة والعديدة مع وفود المربد إلى العراق .. ومشاركاتي وما نشأ من ألفة بيني وبين معظم الأدباء العراقيين .. في مختلف محافظات العراق التي كنّا نزورها ونلتقي أثناء ذلك مع الأدباء والشعراء على هامش القراءات عبر سهرات أدبية جميلة تمتد للصباح أحياناً .. وكلما شاركت في مهرجان ..يكون لي شرف العشاء في بيت رعد بندر وبين أسرته واحياناً مع ضيوف هو ينتخبهم ويدعوهم ..كان آخرها سهرة جميلة دعى إليها ضيفين روسيين من الوفد الروسي ..وحضرها الشاعر خالد مطلك والشاعر جواد حطاب والشاعر هادي ياسين ورعد صاحب الدعوة والبيت وأنا .
في تلك السهرة عرض علينا فقرات من أشرطة فيديو أحدها تضمن حواراً بينه وبين شاعر العراق الكبير مظفر النواب في إحدى منافيه الاختيارية ..وكيف قرّر مظفر العودة للعراق بدعوة شخصية من الرئيس الشهيد صدام حسين نقلها رعد لمظفر ووافق مظفر ...واستعدت الأوساط الرسمية لاستقباله لولا حدوث ما أعاق استكمال العودة ..برفض إحدى دول الجوار مرور مظفر من أراضيها نحو الحدود العراقية كون العراق تحت الحصار جوياً في تلك الفترة كما نعلم منذ حرب الخليج الثانية 1990 وهذا الحوار مع مظفر حدث عام 1993 وتأجل البحث في الخطوة لاحقاً .


والجواهري أيضاً قرّر العودة إلى العراق عام 1994 بعد أن كتب له رعد قصيدة وتمت مقابلته في الأردن من مسؤولين عراقيين أثناء إقامته فيها معزّزاً مكرماً لفترة مفتوحة ..بعد كتابتة للقصيدة الشهيرة للمك الراحل الحسين بن طلال ..التي غنتها المطربة صوفيا صادق ( يا ابن النبي ) فأكرمه الملك الراحل بما يتمنى من عيش كريم وإقامة مفتوحة في أرقى فنادق العاصمة الأردنية .. لكنه غادرها بعد شهوين فجأة إلى سوريا .. وفوجئ رئيس الديوان الملكي آنذاك الدكتور خالد الكركي باتصال من الحدود الأردنية مع سوريا بأن الجواهري على الحدود وهو ضيف الملك كما نعلم ..فهل نسمح له بالمغادرة ....فقال الكركي وما الذي يمنع الجواهري من فعل ما يريد ..طبعاً يسرّوا له المغادرة وفقه الله .. وبعد التحدث معه بموضوع العودة إلى العراق بدعوة مثيلة من صدام أبدى ليناً في الموقف وربما حرجاً من بعض محبيه ووافق على البحث في موضوع العودة لولا تدخل بعض المقربين منه الذين يرافقونه الإقامة في سوريا ..وطلبهم منه العدول عن التفكير بالعودة للعراق لأنهم لا يستطيعون العودة معه من ناحية لأسباب خاصة وكثيرة ، وكونهم يقيمون في سوريا مستظلين باسمه الكبير من ناحية أخرى .. فخشوا أن يحدث لهم سوء بغيابه وعودته .. فعدل لأجلهم عن التحدث بالموضوع ..أو كما حدث مع مظفر حين أجلّ البحث في الفكرة حتى تنشأ ظروف مؤاتية .
هذا بعض ما قاله وما عرضه وعرفناه من الشاعر الكبير رعد بندر ...
مع أهمية االإشارة كي تكتمل الأمانة في النقل والسرد ..إلى أن بعض التفاصيل مما ذكرت بشأن الجواهري ومغادرته عمّان إلى دمشق بقرار مفاجئ دون ترتيب مسبق .. تناقلتها الأوساط الثقافية في الأردن.. وليست منسوبة لرعد بندر نفسه .

هذه بعض ذكرياتي ومذكراتي في العراق الحبيب ..أتمنى أن يعود الهدوء والاستقرار ويُدحر المحتل صاغراً ..ونلتقيكم على خير ووئام ..فهذا شعب يليق بالحياة ..والشعر والجمال ...بكل أطيافه ومنابته ..

زرت العراق قرابة إحدى عشرة مرة في ستة أعوام .. بواقع زيارتين كل سنة ..مشاركة في بابل وأخرى في المربد وأحياناً بشكل شخصي واتفاق ثنائي بدعوة من اتحاد أدباء العراق الذي كان يرأسه رعد بندر ..ما أود التنويه إليه أنني خلال هذه الزيارات الإحدى عشرة ..لم أسمع مطلقاً ان هذا سني وذاك شيعي ...فهذه الفتن من صناعة مرحلة الإحتلال فقط ..


محبتي .و.دمتم بخير

المهندس وليد المسافر
06/05/2010, 07:16 PM
أخي الأستاذ المهندس وليد المسافر ..الموقر
أبو المعتز . الشاعر .رعد بندر ..صديق روحي ..وبيننا زيارات عائلية ..حين حضر إلى عمّان عام 1994 وزارني وأسرته الكريمة وأطفاله معتز ومروان وزيون الجميل ولكم اعجبته الملوخية الوجبة المشتركة - الأردنية الفلسطينية - وتحدث عنها في العراق بعد عودته وزيارتي اللاحقة .. ..أمّا معرفتي وصداقتي به فقد توطدت بالشعر أثناء زياراتي المتكرّرة والعديدة مع وفود المربد إلى العراق .. ومشاركاتي وما نشأ من ألفة بيني وبين معظم الأدباء العراقيين .. في مختلف محافظات العراق التي كنّا نزورها ونلتقي أثناء ذلك مع الأدباء والشعراء على هامش القراءات عبر سهرات أدبية جميلة تمتد للصباح أحياناً .. وكلما شاركت في مهرجان ..يكون لي شرف العشاء في بيت رعد بندر وبين أسرته واحياناً مع ضيوف هو ينتخبهم ويدعوهم ..كان آخرها سهرة جميلة دعى إليها ضيفين روسيين من الوفد الروسي ..وحضرها الشاعر خالد مطلك والشاعر جواد حطاب والشاعر هادي ياسين ورعد صاحب الدعوة والبيت وأنا .
في تلك السهرة عرض علينا فقرات من أشرطة فيديو أحدها تضمن حواراً بينه وبين شاعر العراق الكبير مظفر النواب في إحدى منافيه الاختيارية ..وكيف قرّر مظفر العودة للعراق بدعوة شخصية من الرئيس الشهيد صدام حسين نقلها رعد لمظفر ووافق مظفر ...واستعدت الأوساط الرسمية لاستقباله لولا حدوث ما أعاق استكمال العودة ..برفض إحدى دول الجوار مرور مظفر من أراضيها نحو الحدود العراقية كون العراق تحت الحصار جوياً في تلك الفترة كما نعلم منذ حرب الخليج الثانية 1990 وهذا الحوار مع مظفر حدث عام 1993 وتأجل البحث في الخطوة لاحقاً .
والجواهري أيضاً قرّر العودة إلى العراق عام 1994 بعد أن كتب له رعد قصيدة وتمت مقابلته في الأردن من مسؤولين عراقيين أثناء إقامته فيها معزّزاً مكرماً لفترة مفتوحة ..بعد كتاببة القصيدة الشهيرة للمك الراحل الحسين بن طلال ..التي غنتها المطربة صوفيا صادق ( يا ابن النبي ) فأكرمه الملك الراحل بما يتمنى من عيش كريم وإقامة مفتوحة في أرقى فنادق العاصمة الأردنية .. لكنه غادرها بعد شهوين فجأة إلى سوريا .. وفوجئ رئيس الديوان الملكي آنذاك الدكتور خالد الكركي باتصال من الحدود الأردنية مع سوريا بأن الجواهري على الحدود وهو ضيف الملك كما نعلم ..فهل نسمح له بالمغادرة ....فقال الكركي وما الذي يمنع الجواهري من فعل ما يريد ..طبعاً يسرّوا له المغادرة وفقه الله .. وبعد التحدث معه بموضوع العودة إلى العراق بدعوة مثيلة من صدام أبدى ليناً في الموقف وربما حرجاً من بعض محبيه ووافق على البحث في موضوع العودة لولا تدخل بعض المقربين منه الذين يرافقونه الإقامة في سوريا ..وطلبهم منه العدول عن التفكير بالعودة للعراق لأنهم لا يستطيعون العودة معه من ناحية لأسباب خاصة وكثيرة ، وكونهم يقيمون في سوريا مستظلين باسمه الكبير من ناحية أخرى .. فخشوا أن يحدث لهم سوء بغيابه وعودته .. فعدل لأجلهم عن التحدث بالموضوع ..أو كما حدث مع مظفر حين أجلّ البحث في الفكرة حتى تنشأ ظروف مؤاتية .
هذا بعض ما قاله وما عرضه وعرفناه من الشاعر الكبير رعد بندر ...
مع أهمية االإشارة كي تكتمل الأمانة في النقل والسرد ..إلى أن بعض التفاصيل مما ذكرت بشأن الجواهري ومغادرته عمّان إلى دمشق بقرار مفاجئ دون ترتيب مسبق .. تناقلتها الأوساط الثقافية في الأردن.. وليست منسوبة لرعد بندر نفسه .
هذه بعض ذكرياتي ومذكراتي في العراق الحبيب ..أتمنى أن يعود الهدوء والاستقرار ويُدحر المحتل صاغراً ..ونلتقيكم على خير ووئام ..فهذا شعب يليق بالحياة ..والشعر والجمال ...بكل أطيافه ومنابته ..
زرت العراق قرابة إحدى عشرة مرة في ستة أعوام .. بواقع زيارتين كل سنة ..مشاركة في بابل وأخرى في المربد وأحياناً بشكل شخصي واتفاق ثنائي بدعوة من اتحاد أدباء العراق الذي كان يرأسه رعد بندر ..ما أود التنويه إليه أنني خلال هذه الزيارات الإحدى عشرة ..لم أسمع مطلقاً ان هذا سني وذاك شيعي ...فهذه الفتن من صناعة مرحلة الإحتلال فقط ..

محبتي .و.دمتم بخير
الشكر الجزيل لهذا السرد الرائع عن حقبة لاتزال الأجمل في حياة العراقيين وخاصة تلك المهرجانات التي كانت تقام على أرض العراق المضياف.

الاستاذة دلال اعواج
06/05/2010, 08:00 PM
تحية أكبار وأجلال لكل من له وطنية وغيوراً على وطنه كالمهندس وليد المسافر الذي تميزت معظم مشاركاته بالغضب العارم على مايحدث لوطنه على يد الغزاة والطامعين وكل من سولة له نفسة بالمساس بكرامتها وحريتها .. ونقول له الله في الوجود

المهندس وليد المسافر
06/05/2010, 08:04 PM
تحية أكبار وأجلال لكل من له وطنية وغيوراً على وطنه كالمهندس وليد المسافر الذي تميزت معظم مشاركاته بالغضب العارم على مايحدث لوطنه على يد الغزاة والطامعين وكل من سولة له نفسة بالمساس بكرامتها وحريتها .. ونقول له الله في الوجود
تحية تقدير من إبن عراق الشهيد صدام حسين الى إبنة ليبيا الشهيد عمر المختار.