سلم محمد
06/05/2010, 03:14 PM
هذه إعادة لموضوع كذبة ممتازة، بعد مرور عام على نشره، عملا بنظرية: انفخِ الرمادَ حتى يذهب، وخاطبِ الجمادَ حتى تتعب.
************
************
أيها المثقفون العرب ـ بعد كل ما يلزم من الكلام الطيب، يطيب لي أن أتقدم إليكم بهذه الكذبة الممتازة، أسوة بمتطلبات العصر، ورأس مال الحضارة العالمية، وخلاصتها أنني رأيت في المنام سعادة المحترم، السيد: عبد الرحمن بن خلدون، ( رحمه الله)، وهو يمسك بـــــــأذنيَّ، ويقول لي" :بلغ المثقفين العرب أن ســــر سعادتهم فى تطوير التعليم، فقلت له: ما تطوير التعليم؟، فقال اقـــــرأ، فقلت لا أستطيع صبرا، ولساني أقدر على العمل والإنجاز، فقال: هذا صحيح، هذه فطرة في الإنسان، ولكن بلغ المثقفين العرب منى أجمل وأصدق التحيات المباركات، وقل لهم: مَن يبلغ مقولاتى فى التعليم، المرسومة، في مقدمتي المشهرة، لعشرة مثقفين غيره، فسوف ينال عشر حسنات، والكريم يضاعف كيف يشاء، فقلت له: ما هي؟، فقال هى كما يلي: اعلم أنه مما أضر بالناس فى تحصيل العلم، والوقوف على غاياته: كثرة التـآليف، واختلاف الاصطلاحات، وتعدد طرقها، ثم مطالبة المتعلم والتلاميذ باستحضار ذلك... فيحتاج إلى حفظها كلها، أو أكثـرها... وقد شاهدنا كثيرا من المعلمين لهذا العهد، الذي أدركنا، يجهلون طرق التعليم وإفادته، ويحضرون المتعلم في أول تعليمه: المسائل المقفلة من العلم، ويطالبونه بإحضار ذهنه في حلها، ويحسبون ذلك: مرانا على التعليم، وصوابا فيه، وإذا ألقيتْ عليه الغايات في البدايات ـ وهو حينئذ عاجز عن الفهم ــ حسب ذلك صعوبة في العلـم نفســه، فتكاسل عنه وانحرف عن قبوله، وتمادى في هجرانه، أتى ذلك من سوء التعليم. * ومن سوء التعليم: إرهاق الجسد، سيما فى أصاغر الولد، فمن كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين ضاقت نفسه، وذهب نشاطه، واستكان إلى الكسل والكذب والخبـث، وهو التظاهر بغير ما فى ضميره، خوفا من انبساط الأيدى بالقهر عليه، وصارت له هذه عادة، وخلقا، وفسدتْ معانى الإنسانية التى لــه، من حيث الاجتماع والتمرن، وصار عيالا على غيره. * نظم المختصرات فساد فى التعليم، وفيه إخلال بالتحصيل، ذلك لأن فيه تخليط على المبتدئ، بإلقاء الغايات من العلم عليه، وهو لم يستعد لقبولها بعــد"، وبعد مــــا استيقظت، وأنى..... للعربي أن يستيقظ؟، قلت سأتقدم بهذه الكذبة، لعلها تقـــــرأ على الأقل، لأن الكذب في هذا الزمان جذاب، والحكمة لغـز، واللغز حكمة، ولأن كلام الحق مــر، وأمـــر منه الصبر، فهل تحسب لي هذه الكذبة: من الكذب الذي هو أكبر من كل إجرام، وتسمى الكذب الزؤام، على الرؤيــا في المنام، للتزوير على الأنام، والخروج من مقام إلى مقام؟، أم تحسب لي حـــيلة من أجل الصدق، باعتبار أن الأعمال بالنيات.. ...................
...
....
...
...
.
....
بعد تسرب هذه الإشاعة اجتمع المسؤولون على التعليم على أجنحة السرعة، الفائقة، وأصدروا بيانا شديد اللهجة، قالوا فيه:ــ
يُعلمنا ابْنُ خلدونَ الدراسَة = ونحن دهاةُ مكرٍٍ في السياسَـة
فتلك مدارسٌ مُلئتْ بشعبٍ = فما بالُ التطفل والكياسًـــة
أنجهلُ يابنَ خلدونَ العلومَ = ونحن نقتـَـنـِـي خمْسا وسدْسًا؟!
وقد شرح الأجانبُ ما ذكرتَ = فأصبح أمرُنا تحت الرئاسة
فهل تدري بأهل الكمبيوترْ = أمِِ الأمواتُ قد صنعوا أساسَه
فلا تأتي إلينا في المنامِ = حديثـُك يجعلُ الألعابَ نكسَة
كفاكَ دعاؤُنا لك بالنعيم = لأن الغربَ قد جعلوكَ أُســَا
......
************
************
أيها المثقفون العرب ـ بعد كل ما يلزم من الكلام الطيب، يطيب لي أن أتقدم إليكم بهذه الكذبة الممتازة، أسوة بمتطلبات العصر، ورأس مال الحضارة العالمية، وخلاصتها أنني رأيت في المنام سعادة المحترم، السيد: عبد الرحمن بن خلدون، ( رحمه الله)، وهو يمسك بـــــــأذنيَّ، ويقول لي" :بلغ المثقفين العرب أن ســــر سعادتهم فى تطوير التعليم، فقلت له: ما تطوير التعليم؟، فقال اقـــــرأ، فقلت لا أستطيع صبرا، ولساني أقدر على العمل والإنجاز، فقال: هذا صحيح، هذه فطرة في الإنسان، ولكن بلغ المثقفين العرب منى أجمل وأصدق التحيات المباركات، وقل لهم: مَن يبلغ مقولاتى فى التعليم، المرسومة، في مقدمتي المشهرة، لعشرة مثقفين غيره، فسوف ينال عشر حسنات، والكريم يضاعف كيف يشاء، فقلت له: ما هي؟، فقال هى كما يلي: اعلم أنه مما أضر بالناس فى تحصيل العلم، والوقوف على غاياته: كثرة التـآليف، واختلاف الاصطلاحات، وتعدد طرقها، ثم مطالبة المتعلم والتلاميذ باستحضار ذلك... فيحتاج إلى حفظها كلها، أو أكثـرها... وقد شاهدنا كثيرا من المعلمين لهذا العهد، الذي أدركنا، يجهلون طرق التعليم وإفادته، ويحضرون المتعلم في أول تعليمه: المسائل المقفلة من العلم، ويطالبونه بإحضار ذهنه في حلها، ويحسبون ذلك: مرانا على التعليم، وصوابا فيه، وإذا ألقيتْ عليه الغايات في البدايات ـ وهو حينئذ عاجز عن الفهم ــ حسب ذلك صعوبة في العلـم نفســه، فتكاسل عنه وانحرف عن قبوله، وتمادى في هجرانه، أتى ذلك من سوء التعليم. * ومن سوء التعليم: إرهاق الجسد، سيما فى أصاغر الولد، فمن كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين ضاقت نفسه، وذهب نشاطه، واستكان إلى الكسل والكذب والخبـث، وهو التظاهر بغير ما فى ضميره، خوفا من انبساط الأيدى بالقهر عليه، وصارت له هذه عادة، وخلقا، وفسدتْ معانى الإنسانية التى لــه، من حيث الاجتماع والتمرن، وصار عيالا على غيره. * نظم المختصرات فساد فى التعليم، وفيه إخلال بالتحصيل، ذلك لأن فيه تخليط على المبتدئ، بإلقاء الغايات من العلم عليه، وهو لم يستعد لقبولها بعــد"، وبعد مــــا استيقظت، وأنى..... للعربي أن يستيقظ؟، قلت سأتقدم بهذه الكذبة، لعلها تقـــــرأ على الأقل، لأن الكذب في هذا الزمان جذاب، والحكمة لغـز، واللغز حكمة، ولأن كلام الحق مــر، وأمـــر منه الصبر، فهل تحسب لي هذه الكذبة: من الكذب الذي هو أكبر من كل إجرام، وتسمى الكذب الزؤام، على الرؤيــا في المنام، للتزوير على الأنام، والخروج من مقام إلى مقام؟، أم تحسب لي حـــيلة من أجل الصدق، باعتبار أن الأعمال بالنيات.. ...................
...
....
...
...
.
....
بعد تسرب هذه الإشاعة اجتمع المسؤولون على التعليم على أجنحة السرعة، الفائقة، وأصدروا بيانا شديد اللهجة، قالوا فيه:ــ
يُعلمنا ابْنُ خلدونَ الدراسَة = ونحن دهاةُ مكرٍٍ في السياسَـة
فتلك مدارسٌ مُلئتْ بشعبٍ = فما بالُ التطفل والكياسًـــة
أنجهلُ يابنَ خلدونَ العلومَ = ونحن نقتـَـنـِـي خمْسا وسدْسًا؟!
وقد شرح الأجانبُ ما ذكرتَ = فأصبح أمرُنا تحت الرئاسة
فهل تدري بأهل الكمبيوترْ = أمِِ الأمواتُ قد صنعوا أساسَه
فلا تأتي إلينا في المنامِ = حديثـُك يجعلُ الألعابَ نكسَة
كفاكَ دعاؤُنا لك بالنعيم = لأن الغربَ قد جعلوكَ أُســَا
......