المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة بعنوان رحيل الفجر المبكر



عمر الراجي
09/05/2010, 06:17 PM
قلم يغني أم شجونكَ أجبرهْ=فلتسألوا خلجاتْهْ ما غيَّرهْ
سُدُّوا النوافذََ عن مداه ُ وأبعدوا=شبح الغياب فإنه قد أذعرَهْ
كونوا لهُ ورقاً يفيض صبابة ً=وليكتُبِ الحبر الحزين تعثرَهْ
من ألف أرض ٍ في السريرة قد أتى=ومضى يُحمِّلُ شعره ُكي ينْثُره
نزْفٌ من الأيام أرهق صوته=ما عاد يصدح بالأغاني المزهِرهْ
قد ثبت أفرغ الوجع الثقيل بصدره=ومضى يئن بأي دار مقفرهْ
ومضى على سُرَفِ الحنين مؤججا=صوتَ النزيف ولم يكن من أصدره
ْ تلك العميقة من ضيا عينيه =دست سموم الناي حتى يعبُرَهْ
كان ارتحالا موغلا في حلمهِ=نحو الطبيعة حيث أفنى أشهُرَهْ
ولكي يموت على بقية حُلمهِ=مما توارى خلفهُ أو أظهرَهْ
طيراً يحُدّق في الغصون مراوحاً=نظر الغريب إلى شراع أبهرَهْ
ما عاد يُمسك حلمهُ متخلّيا=عن كل شيء في الخيال تصوّرَهْ
متمعنا في النهر يبكي ماءهُ=وديارهُ تبكي عليه مُدمّرَه
ما بين نهر لا يطيل خريرهُ=وبين دار ٍ لا تُطولُ مُعَمّرَهْ
قد صار مثل كلامه متبعثراً=بين القصائد وهْيَ تنزفُ أسطُرهْ
هذا شراعٌ من بقية صبره=ما زال ينطرُ موعدا قد أخّرَهْ
لحظاته تعدو إليه فينقضي=جسدا مسجى في عرين المقبرهْ
مترجلا عن دربه متأبِّطا= ثأرا قديما من بقايا الأعْيِرَهْ
ما زال ينزف عمرَهُ ويدٌ له=ليست تكفكفُ في الغياب تبعثرُهْ
هاقد قضى ودماؤه الحيرى بدتْ=مسفوحة,كالناظرين معبِّرَهُ
يا آخر الشعراء في زمن الرّدى=في كل واد ٍ في العراق وقنطرهْ
يا فرحة ً هرمتْ على أسوارْها=منذ الطفولة لم تزل متعثِّرهْ
يا ضحكة الفجر المُطلّ تدفقي=وتألقي مثل الورود مُعَطّرَهْ
أو كالشموس إذا أتت من فجرها=أو كالغيوم على سماء مُمْطِرهْ
ما عاد ينفعني البكاء فضمدي=بالأغنيات جراحنا المتفجرهْ
فلعلني أصلُ السطور ببعضها=وأضمني ورقا ً يضُمّ تأثرَه
روحا تهدهد كالغيوم براءة ً=وطفولة و قصائدا متكسرهْ
وكان يبعث في التراب رجاءهُ=ما كان يسأم من تراب كدّرهْ

عمر الراجي
10/05/2010, 02:20 AM
أتمنى أن تنال إعجابكم