المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التعليم في الوطن العربي ... اشكالية الاختيار ! / الغزاوي



عز الدين بن محمد الغزاوي
12/05/2010, 02:20 PM
السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته
أبعث من خلال هذا المتصفح تحية تربوية صادقة لجميع الفاعلين التربويين
و أدعو الله صادقا بالتوفيق و السداد لأبنائنا الذين هم مقبلون على الامتحانات النهائية
و أوصيهم بقراءة هذا الدعاء الماثور:
" اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، فاجعل اللهم الصعب إذا ما شئت سهلا "
* الموضوع: واقع التعليم في بلداننا العربية، و اشكاية الاختيار من طرف آباء و أمهات و أولياء التلاميذ ...!
لا زالت تطالعنا كل يوم و عن طريق وسائل الاعلام المقروءة و المسموعة المرئية، مواضيع و مداخلات تثير عدة جوانب من الاشكالية التي يعيشها واقع التعليم في بلداننا العربية.
و قد اتفق الجميع على إعادة صياغة مفهوم التعليم بلغة اليوم، التي تأخذ بعين الاعتبار المستجدات التربوية على ضوء الثورة الاعلامية في وسائل التواصل و على راسها "الشبكة العنكبوتية" التي فرضت استعمالاتها على كل الفاعلين التربويين بمافي ذلك: أساتذة، متعلمون و الأسرة بتدخل كل الفعاليات المجتمعية.
إن المفهوم الجديد للتعليم يمكن اختصاره في كونه : "المنهج الذي يعتمد على عدة معايير من شأنها تنمية الكفايات و القدرات لدى المتعلم، و التي من شأنها أن تهيأه لمواجهة الحياة بكل متطلباتها العلمية العملية ، النفسية و الاجتماعية ".
و لعل الاشكالية التي باتت تقلق آباء و أمهات و أولياء التلاميذ، هي صعوبة اختيار نوع التمدرس الذي يلائم المتعلم و يكسبه التفوق في الامتحانات و كذلك النجاح في حياته المستقبلية.
نعم، و في بلداننا العربية تطرح حاليا ثلاثة اختيارات : التعليم العمومي المجاني بامكانياته الجد محدودة، التعليم الخصوصي المكلف و الذي يعد بالجودة و هو بامكانيات تكاد أن تكون وافية كافية ، ثم هناك التعليم في البعثات الأجنبية المتواجدة في صورة التبادل الثقافي بين البالدان العربية و باقي الدول الأجنبية

* فأي اختيار يمكن لأولياء التلاميذ أن يسلكوه من أجل مستقبل أبنائهم ؟
و لكل مدافع عن نوع خاص من الاختيار أدلة و حجج، فمن مدافع عن الهوية و المرجعيات التي لا يجب الخياد عنها مهما كان المقابل، إلى منفتح عن المجتمع الغربي و هوبذلك يرى دور اللغات الأجنبية في تحسين مسار التلاميذ خلال دراساتهم العليا.
فلا يمكننا أن نغلب اختيار محدد عن الآخر لكل منها إيجابياته و سلبياته، لكن أظن بأن الجانب المادي يبقى العامل المحدد لأي إختيار، فالتعليم الخصوصي الذي فرض نفسه على كل شرائح المجتمع أصبح واقعا لا يمكن التنكر لإيجابياته خاصة في التعليم الأولي، لكن غلاءه الفاحش أصبح يناقش، علما بأن "العملية التعليمية -التعلمية "لا تباع و لا تشترى، إضافة إلى ذلك من منا يملك الجرأة في محاسبة المؤسسة الخصوصية في المقابل الذي يدفع ثمنه الآباء غاليا ؟.
أما التعليم في البعثات الأجنبية فهو غير متأتى لعامة الناس، فلابد من محسوبية و زبونية ثم إنه أغلى من التعليم الخصوصي علما بأن من أبرز مكتسباته هو التمكن من لغة أجنبية أخرى قد تكون مفتاحا لمتابعة الدراسة العليا في بلد اللغة.
و في هذا الخضم من التوجهات و الاختيارات يبقى آباء و أمهات و أولياء التلاميذ في مفترق صعب و عسير، فلا يكاد أحدهم يستبين الطريق السوي الذي من شأنه أن يوضح المستقبل لأبنائهم و يجعلهم يطمئنون على الاختيار السليم.
لا نشك في كون التعليم العمومي و في جل الأقطار العربية يحتاج لعدة مقومات و تصحيح للمعايير التي يرتكز عليها، و لعل أهم هذه التوصيات التي يمكن صياغتها و هي صالحة للتعليم يكل ألونه :
- إصلاح القيادات في المؤسسات التعليمية من مدراء و إداريون.
- التكوين الملائم للطاقم التربوي بمافيه أساتذة و مأطرين و موجهين.
- إشراك الأسرة في تحسيس أبنائهم بالمسؤولية التي هي على عاتقهم.
- إقحام كل الفاعاليات المجتمعية من أجل تفعيل دور المؤسسة التعليمية في تحقيق النمو و الازدهار.
- الانفتاح على تجارب البلدان المتقدمة من أجل الاستفادة من تجاربهم لكن دون الاخلال بالهوية و المرجعيات الدينية.
أرجو أن أكون قد أفلحت في رفع هذا الموضوع الذي تصعب الاحاطة به، لكنني أدعو باقي الأعضاء للمشاركة و إثراء الحوار، و لكم الشكر سلفا.
* صادق مودتي / عز الدين الغزاوي.

محرز شلبي
13/05/2010, 10:09 AM
أستاذي الفاضل عزالدين أشكركم على هذا الموضوع والطرح القيم الذي عودتنا على الإستمتاع به ..
أظن أن الإشكالية لم تعد قضية مسميات وصياغات بقدر ماهي إشكالية تدهو ر ساهمت فيه عوامل عديدة منها :
- المعلم الرسالي قلّ
- التلميذ المهذب المطيع المحب للعلم قلّ
-الولي الحريص المتابع الغيور قلّ
- المنظومة النابعة من الأصالة وواقع معاناة التربية إنعدمت
- المحيط المحترم للتربية قلّ
لكم تحياتي التربوية

عز الدين بن محمد الغزاوي
15/05/2010, 12:25 AM
السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته
أحييك أخي الأستاذ محرز شلبي على حضورك الدائم و ردودك القيمة
صدقت أخي المربي الطوح، لقد صدق فينا القول " ضعف الطالب و المطلوب "
و عندما يقل الإنسان الذي عليه أن يتحمل مسؤوليته في الرعاية، فإننا نشهد تصدع كل صرح شيدناه و لومن حديد ...
أنتظرردالفعل عند باقي أعضاء المنتدى، فقد طال السبات و لا حياة لمن تنادي ...
* صادق دعواتي للجميع بالصحة و العافية / عز الدين الغزاوي