المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عن التعليم وسياسة التقليم



سيد أمين
16/05/2010, 08:38 PM
سيد أمين
لو تحدثنا عن التطور فبادئ لا يمكننا إلا أن نتحدث عن التعليم ..ولا يمكننا أيضا- مرضاة للضمير وكتعبير عن الصدق - إلا أن نقول انه لا يمكن ان تتقدم امة من الأمم دون ان تمتلك منظومة تعليمية سليمة تراعي أول ما تراعي ربط حاضرالإنسان بماضيه وذلك علي اعتبار ان فهم واستنهاض الماضي هو دراسة مكثفة لاستدراك المستقبل.
والحقيقة أجد سوء فهم واضح يعتري ذكاء القائمين علي التخطيط لرسم تلك المنظومة في عالمنا العربي عامة وفي مصر بشكل خاص لدرجة تشكك في صحة وجود هؤلاء المخططين أو
تلك المنظومة فى الأساس وإلا فان لم يكن هذا الشك سليما لكانت الكارثة وخرج الأمر من طور التعليم إلى طور الخيانة. فقد يجد هذا المسئول أو ذاك نفسه يمارس -بكل فخر-عملية خلع الأردية والتعري من كل ما يستر أمام العيان ويروح يتهجم على كل ما له صلة بالماضي متشدقا بمصطلحات هو ذاته لا يدرك معناها من قبيل التحديث والتطوير والتنوير والانفتاح على العالم ,وبالطبع تنعكس تلك الرؤيا المشوشة على مناهج التعليم التى أعطى - بكل أسف - مفاتيح إقرارها,فنكتشف أنها باهتة فلا هى استنهضت الماضي الذى لا نملك سواه ولا استشرفت المستقبل الذى نجهله ولا حتى استطاعت أن تكشف غبن الواقع الذى نعيشه فننتصر عليه. ويعتقد هذا المسئول او ذاك انه كلما أهدر التاريخ أو زيفه أو سخر منه فهو بذلك ينتصر على "العفن"وانه كلما تحرر من ثقافته العربية صار بذلك رجلا غربيا متطورا ينتقل بأجيال بلاده الى المدنية.
إنها حالة من جلد الذات والشعور بالدونية,وإلا فبماذا نعلل انتشار المدارس الأجنبية والخاصة والتجريبية فى طول البلاد وعرضها وهى جميعها يتم التدريس فيها للنشء بدءا من رياض الأطفال باللغات الأجنبية بل ان مناهج العربى والدين والتاريخ لا تدرس فى بعضها أساسا ولو درست يتم التعامل معها كما كان -وربما لا زال-يتعامل جيلنا مع حصة الألعاب بحيث لا يحضرها احد ولا يحاسب عن التقصير فيها لا المدرس ولا الطالب بل ربما تمت مكافأة الناظر.
لقد أنتجت الرؤية المشوشة والمنظومة المعدومة تلك جيلا اقل ما يوصف به انه "مسخ" فلا هو اوربى ولاعربى , ولاهو متعلم ولاجاهل , ولا هو يعرف من أين هو آت ولا الى أين هو ذاهب ولا حتى يعرف عدوا ولا حبيبا بل شخصا يحمل شهادة الاعدادية منذ نحو 30 عاما مضت يمتلك وعيا وثقافة وعلما افضل من حامل لشهادة الدكتوراة هذه الايام.
لقد أنتجت جيلا أميا يحمل "اغلي"الشهادات وأعلاها واقل الثقافات والعلوم وأدناها وبرغم ذلك ستجده جيلا لا يكاد يستطيع القراءة والكتابة لا بالعربى ولا بالانجليزية ولا حتى بالصينية, وأنا استطيع وبكل ثقة أن اجزم بأن اختبارا فى القراءة والكتابة - بأي لغة من اللغات - كفيل لأن يعيد معظم خريجى الجامعات المصرية الأن الى المراحل الابتدائية مجددا.
وأنا واثق أننا سنجد من بيننا من يدافع - بحسن نية - عن التوسع فى تعليم اللغات الأجنبية بذات الحجج التى قد يسوقها المغرضون من ضرورة الانفتاح على العالم واللحاق بعلوم الغرب بلغتهم فضلا عن انه من تعلم لغة قوم أمن مكرهم وللرد على هذه الادعاءات وما شابهها.
أنا اعتقد انه لم ولن تحول اللغة العربية بتعدد مفرداتها وعمق دلالاتها دون النهضة والتطور بدليل ان عمليات تعريب العلوم التى انتهجتها الحكومة المصرية فى عهد عبد الناصر وعراق صدام حسين - ولا زالت تنتهجها سوريا - هى التى خرّجت للعالم فاروق الباز واحمد زويل ومجدى يعقوب ومحمد النشائى ويحيي المشد وغيرهم من علماء كما أنها هى التى خطت للعراق سجلا حافلا من العلماء فى شتى العلوم جعلت العالم الغربى يعيش حالة قلق شديد من ذلك النمو المذهل الذى اعتبرته انه يشكل خطرا تنافسيا عليها وكان ذلك احد الأسباب التى قادتها لغزو العراق.
إذن, فالعربية ليست ضد التحديث كما انه ليس المطلوب من المواطن العربى أن يصير شخصا غربيا حتى يتمكن من اللحاق بركب المعرفة والعلوم ولكن الأكثر منطقية ان تتحول العلوم نفسها إلى العربية ونفعل كما فعلت أمم كثيرة من قبلنا مثل الصين واليابان وروسيا وربما إيران حينما نقلت كافة العلوم إلى لغتها وطورتها بما يخدم ثقافتها دون خلع للأردية وسلخ للذات. كما أن القول"بأمن المكر"يحمل قدرا كبيرا من الإضحاك ما لم يكن السخرية فى حالتنا تلك لأننا بذلك سنشبه المخبر السري الذي جاء فى تقرير أعماله ان كان ابرز أعضاء العصابة وقدم لها ما كان مستحيلا أن تنجزه.
وبعيدا عن مسألة المحتوى هناك أيضا فشلا ذريعا فى تمام سلامة الشكل التعليمى بحيث أفقدت العملية التعليمية محتواها فساوت بين مجتهد وغير مجتهد عبر نماذج التعليم المتعددة كالتعليم العالى المفتوح والانتساب والجامعات الخاصة وجميعها - بحسب اعتقادي - صور مقنعة لبيع وشراء الشهادات التعليمية دون استفادة تعليمية حقيقية للدارسين.
وتنتشر عبر الانترنت محادثات ربما كان أشهرها تلك المحادثة الهاتفية التى دارت بين أستاذ جامعى واحد الطلبة الخليجيين فى القاهرة حيث جرى التعاقد على صفقة الشهادة مقابل الدولارات وحينما سألت بعضا من الطلبة الدارسين فى الجامعات أكدوا جميعا أن الشهادات تباع وتشترى مثلها مثل السيارات وقطع الأثاث.
بل أن المدارس الحكومية وهى قليلة عددا مقارنة بالمدارس الخاصة التى تمتص دماء الناس سنجد أن عملية التعليم فيها تمتاز بفوضوية خاصة تحولها – أى تلك المدارس – إلى أوكار للبلطجة والإدمان والرذيلة وكل ما ليس له علاقة "بالتربية " والتعليم.
قد يكون الأمر فيه قدر من المبالغة ولكنه بالتأكيد لا يخلو من الصحة , هذه هى الحقيقة.
ان فسادا رهيبا اعترى العملية التعليمية فى مصر فى الشكل والمضمون جعلها لا تؤتى الا ثمارا مرة .. فاقدة للولاء والانتماء والأخلاق بعدم تحولت هذه العملية من عملية "تعليم" الى عملية "تقليم" من كل مواطن النبوغ والجمال والإبداع والوطنية.,
albaas10@gmail.com
albaas.maktoobblog.com

عز الدين بن محمد الغزاوي
16/05/2010, 11:41 PM
السلام عليكم و رحمتع تعالى و بركاته
أخي الأستاذ الفاضل سيد أمين
دخلت لمتصفحك لأقرأ موضوعا جديرا بالاهتمام ذلك أنه يستعرض واقع التعليم في أرقى الدول العربية الشقيقة مصر
و أتفق معك على هذا الوصف الذي يكاد يكون متشابها في جل الأقطار العربية
فالمنظومة التعليمية فقدت مصداقيتها فبتنا نرى :
- انتشار المدارس الأجنبية و الخاصة على حساب المدرسة العمومية
- اهتمام المناهج بالحشو و التقليد في غياب تلقين الكفايات و المهارات
- تحفيز المتعلم للتحصيل من أجل اجتياز الامتحانات التي لا تعكس مستوى التكوين
- غياب الأسرة و المجتمع المدني بوصفهما من الفاعلين التربويين الأساسيين في العملية التربوية
- عدم ربط التعليم بسوق الشغل حتى ننفذ مخططات منهجية تجعل التعليم يخدم التقدم
- التقليل من أهمية التعليم برصد ميزانيات ضعيفة للتسيير و تحسين مردوديته
هذه بعض من الملامح التي تشوش على السير السليم لعجلة التعليم الذي أصبح لبنة من لبنات التقدم و الازدهار
و حتى نتبادل الرؤى و نطرح البدائل، أهيب بكل الأعضاء أن يفعلوا هذا المتصفح بمشاركاتهم، و الله ولي التوفيق
* صادق مودتي و دعائي للجميع بالتوفيق و السداد / عز الدين الغزاوي

محرز شلبي
28/05/2010, 04:07 PM
الشكر كل الشكر للأ خوين سيد وعزالدين , أريد طرح سؤال : لماذا المصيبة المتعلقة بالمنظومة التربوية واقعة بكل أصناف سلبياتها في معظم الأقطار العربية ؟

عبد الرحيم محمود
28/05/2010, 06:15 PM
تعال أستاذنا لفلسطين وخذ التجربة
- تعليم عشوائي .
- لا تخطيط ولا علاقة بين المدخلات والمخرجات وحاجة المجتمع .
- عشرات الآلاف من الخريجين بلا وظائف .
- تخصصات جامعية للترف وملء الفراغ .
- المعلمون يضربون يوميا .
- لا زلنا ندرس تاريخ عصور الانحطاط والثورة الفرنسية ههههههههههههههه !
- تخصص الرياضيات يضع منهاج اللغة العربية .
- لغينا التاريخ والجغرافيا ، فميناء غزة الميناء الفلسطيني الوحيد وسهل الساوية سهلها !
- سلاح الطالب ليس الكتاب والقلم بل الموس والسكين .
ولن اتكلم الباقي / عيب .

محرز شلبي
28/05/2010, 06:52 PM
تعال أستاذنا لفلسطين وخذ التجربة
- تعليم عشوائي .
- لا تخطيط ولا علاقة بين المدخلات والمخرجات وحاجة المجتمع .
- عشرات الآلاف من الخريجين بلا وظائف .
- تخصصات جامعية للترف وملء الفراغ .
- المعلمون يضربون يوميا .
- لا زلنا ندرس تاريخ عصور الانحطاط والثورة الفرنسية ههههههههههههههه !
- تخصص الرياضيات يضع منهاج اللغة العربية .
- لغينا التاريخ والجغرافيا ، فميناء غزة الميناء الفلسطيني الوحيد وسهل الساوية سهلها !
- سلاح الطالب ليس الكتاب والقلم بل الموس والسكين .
ولن اتكلم الباقي / عيب .

كل الأمثلة التي ذكرتها سيدي في معظم الدول العربية والباقي أدهى وأمر رغم أن فلسطين وغزة بصفة خاصة لها خصوصيتها وظروفها ..عوامل كثيرة تساهم في الجريمة التخريبية للتعليم وكل عامل له نسبة معينة من الوزر ..المرض معروف لكن السؤال المطروح أين رجل التربية صاحب الرسالة التربوية الحضارية ؟؟؟وأين الأولياء؟؟؟

د. غانم إخليل
28/05/2010, 07:35 PM
السلام عليكم
قد يكون الصمت أبلغ رد من الكلمات المجروحة التي تعيب على نفسها أنها عاجزة عن التعبير

الشيخ عمر عبدالعزيز
31/05/2010, 04:36 AM
- عدم ربط التعليم بسوق الشغل حتى ننفذ مخططات منهجية تجعل التعليم يخدم التقدم. نعم لهذا.
كنا فى العقود الاولى للنهضة وهى مرحلة الخمسينات الى منتصف السبعينات. الطالب هو الذى يصنع مستقبله ، وهو طفل وفى عقله ان يكون مهندس، طبيب، طيار، معلم. هناك اندفاع للدراسة لهدف. السوق كان بحاجة. السوق لم يواكب العلم فخلق كساد، والكساد ادى الى نفور مبكر من العلم.