المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شركة فتح كجبهة صهيونية أمامية



عمر أبو حسان
18/05/2010, 10:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
في ظل الوضع السياسي الراهن، الذي يتميز بالفصل الفكري و العملي للتيارات السياسية في الوطن العربي ، و انشطارها
إلى اتجاهين يضم كل منهما مجموعات مختلفة من الأحزاب و الحركات و الأنظمة السياسية ، يبدو أن صراعا لاسابقة له سيسود الحركة
السياسية في كل أماكن التواجد العربي و ربما سيؤدي إلى خلق حالة إجتماعية (و قد تكون اقتصادية) جديدة في المنطقة ،
مايجري على امتداد الساحة العربية حقيقة هو عملية انشطار أو غربلة بين معسكرين سياسيين لدى كل منهما الاسس
اللازمة للإستمرار و لو لبعض الوقت ,أو إلى حين تبدو الهزيمة فيه و قد لاحت في الأفق،
بعيدا عن العواطف و الإستذكارات التاريخية ، يجب القول أن المنطقة العربية قد تحولت عملياً إلى عقارات تملكها
أو تتصارع عليها مجموعات دولية ذات مصالح إقتصادية و جيوسياسية مختلفة.
و لكي نكون أكثر واقعية فإننا سنقول إن أهل المنطقة العربية في الوضع الراهن ليسوا أكثر من سلعة (أدوات إنتاج لابد من صيانتها و تزييتها و تنظيفها من حين إلى آخر)
في خدمة قوى نافذة وضعت اسس قيام نظام أو مجموعة أنظمة محلية لا مكان بينها للمفهوم القومي العربي أو الإسلامي إلا كشكل
من أشكال إدارة شعوب المنطقة حسب استراتيجية عامة وظيفتها خدمة المصالح الرئيسية لتلك القوى.
و في المقابل فإننا نرى نهوضا عمليا للتيارات التحررية المحلية ، التي و إن اختلفت أساليبها فإنها تصبوا
إلى هدف واحد وحيد (على الاقل في المرحلة الراهنة) و هو التحرر من الأجنبي ومؤثراته في المجتمع،
ضمن هذا الوعي لحقائق الأمور لابد من وصف (و لو عام) لطاقات كل من المعسكرين الذين خيما على الأجواء السياسية العربية
المعسكر الأول و هو الواضح بشكل النظام الرسمي العربي الذي (ربما يدري ما لا ندري) اختار طريق الإنضمام
إلى معسكر المجموعات الدولية النافذة و المحتلة لخيرات المنطقة و لو بمرتبة مساعد ذات حوافز مادية و سلطوية تضمن للعائلة الحاكمة (على الأقل) الإزدهار
و الغنى و النمو على حساب شعوب المنطقة و خيراتها،
المعسكر الثاني و هو ليس اقل وضوحا و يتمثل يالأحزاب المعارضة و الممانعة و المقاومة في كل الدول العربية تقريباً،و هي تنادي بالمقاومة
بكل الطرق و أهمها الإنسان العربي ذاته لإنه المتضرر الحقيقي و صاحب الأمر الحقيقي أولا و أخيراً.
إن الصراع بين هذين التيارين لم يبدأ اليوم و لن ينتهي غداً،
فبالعودة إلى التاريخ السياسي الحديث سنجد أن الإرتباط بين التيار الأول (التيار الرسمي) و المستعمر هو ارتباط روحي
و جسدي إذ لا يمكن تصور أحدهما دون الآخر و هي مسالة تاريخية تمتاز بها حقبة مابعد الإستعمار الكولينيالي ،
و لذلك فإن المصالح المشتركة تتطلب مخططات مشتركة و دعم مادي مشترك .
و لذلك فمن المهم أن نرى التكنولوجيا الإعلامية تصل القصور الحاكمة و تتحول إلى سلاح فتاك يستهدف عقول الأمة
و أدمغة مواطنيها بكل الاساليب الحديثة المخترعة في بلاد المستعمرين و ذلك كمثال للتلاحم الإيدولوجي بين المستعمر و مساعديه ،
بينما نرى هذه التكنولوجيا و إن وصلت للمعارضة فهي على الأقل متأخرة و محاصرة،
لكن الوسائل التقنية و الحوافز المادية و غيرها من وسائل استعباد الجماهير لن تطعم جائعا و لن تدمل جرحا في بطن
مواطن و لن تعوض ارضا سرقت و لن تصبو يوما إلى مرحلة القدرة على اجتياز الحس الوطني أو القومي أو الديني
فاليابانيين المندحرين في الحرب العالمية الثانية مازالوا معتدين بوطنهم و تقاليدهم و تاريخهم الخاص و لديهم أهداف مستقبلية يابانية
محضة لن تستطيع أية تقنية أن تثنيهم عنها، و كذلك الألمان و حتى الكورييين الجنوبيين أو غيرهم..
ماذكرناه في سطورنا الأخيرة هو السلاح الوحيد تقريبا الذي يملكه المعارضين و الممانعين و المقاومين العرب،
اي ألإيمان بتاريخ الأمة أي العائلة الكبيرة الواسعة و قدرتها المستقبلية و قبل ذلك الإيمان بالله الذي منح الإنسان المسلم الطمأنينة و قتل الخوف فيه إلا من الخالق الكريم ،
و يتميز تاريخ الصراع بين هذين التيارين بالتناوب في ربح معركة هنا و أخرى هناك، و مع مرور الزمن تطورت أساليب المعركة ،
و تنوعت بسبب الصفة المركبة لهذا الصراع الذي تتداخل فيه عوامل داخلية و خارجية منها المتغير و منها الثابت ،
و بالعودة قليلا إلى بدايات الأستعمار الحديث للوطن العربي فإننا سنجد أن طبيعة و تركيبة طرفي الصراع لم تتغير تقريبا ،
فمنذ بدايات القرن العشرين و حتى يومنا هذا و معظم الجهات الرسمية العربية تساند المستعمرين و تقامر بخيرات شعوبنا و دمائها و تاريخها
و مستقبلها و في نفس الوقت فإن الأحزاب الإسلامية و القومية الشعبية الجماهيرية تقاوم المستعمر و أعوانه بنفس السلاح و بنفس الطريقة ،
لكن ما يميز الصراع الدائر في الوقت الراهن هو زهو الجهات الرسمية أو شبه الرسمية و إعلانها الفاضج للإنضمام
إلى معسكر الأعداء و ما نظام حسني مبارك أو السعوديين أو الكثر الآخرين الذين بدؤوا عملية التطبيع دون حفلات و توقيعات
و مراقص إلا مثال صارخ ستكون له ردود فعل مقاومة من نوع جديد و بطرق لابد أن تمتاز بالمهارة و التحديث المفاجيء.
وما تقوم به عصابات شركة "فتح" هو الوسيلة الأحدث بين يدي المستعمرين ،
لا يمكن للمرء مهما كان مطلعا على التاريخ أو مهما شاهد أفلام و مهما قرأ من القصص أن لا يستهجن ما تقوم به
هذه العفاريت و كلمة عفاريت هنا ليست مستخدمة للشتيمة بل هي وصف يمتاز به العفريت الذي لم نراه رغم انا سمعنا عنه
عجائبه و لذلك فمن حقنا أن نظن به و قد جاء على شكل (رئيس منظمة تحرير- تحرير من و ماذا؟؟و ماذا تعني السلطة إذاً أم
هو اعتراف بأن السلطة كذبة و نحن بحاجة للتحرير و لمنظمة تحرير؟؟ أو عضو مجلس مركزي -مركزية ماذا؟؟ و ما ذا تعني هذه التسمية أم هي بديل أحتياطي للتسميات السابقة الذكر ؟؟
أو رئيس مجلس وطني "أي مجلس؟؟ الا يكفي التسميات الأخرى ؟؟ و أي وطني؟؟ و قد الغى صفة الوطن عن 78% من الوطن؟؟
أو عضو لجنة تنفيذية -تنفيذ ماذا؟؟ و هل هناك مخطط منسق و مشرع من قبل الشعب و لابد من تنفيذه؟؟
أو مجلس وزراء و رئيس وزراء ووزراء.. و من هم ألئك ؟؟
هل يوجد في اي كيان في العالم هيئات سلطة بهذا العدد؟؟
فما بالك أن كان البلد محتل و لايوجد فيه سوى 300كم مربع محاصرة لا تعترف بها حتى هذه الهيئات و السلطات بنفس البلد؟؟
اليس في ذلك ما يجعلنا نفكر بالعفريت؟؟
إذا فنحن أمام معضلة غيبية؟؟
وإلا ما معنى أن تأتي جماعة ما تسمي نفسها حركة التحرير و تقاتل من يريد التحرير؟؟
و إذا ما استهجن مواطن ذلك فليس لدى هذه العصابة إلا مقولة واحدة هي القائد منذ اربعين عاماً (ياعمي طعمي ولادك و اسكت) ،
و لكن الغباء ملازم لكل حرامي و كل باطل ..
فالمواطن يعلم أن ما يمنحه له رجال دايتون هو أموال مسروقة منه أصلاً، و لذلك فنحن ندعوه لقبول تلك (الرشوة) ،
لا بل ندعوه لطلب الزيادة (الشرعية) في الرشوة و التهديد الدائم بعدم السكوت اي بإعلان نياته الحقيقية.
هذا أولاً
ثانياً سنقول لدايتون و عصاباته و ممثليه في الهيئات المذكورة أعلاه أن الشعب الفلسطيني المسجون في الضفة الغربية
ليس إلا ربع التعداد العام لأفراد الشعب الفلسطيني ، فماذا ستقدم لمن لا تستطيع سجنه؟؟
طبعاً الدحلانيون و الدايتونيون يشعرون بخطر أكبر من خطر أهلنا في الضفة الغربية ألا و هو التمثيل الحقيقي على الارض ،
فمهما فعل هؤلاء و مهما قدمت تل أبيب و واشنطن و (اهل الخير المعروفين) من دولار ،فإن ما تعنيه المقاومة الفلسطينيه
هو المشكل الحقيقي ليس لعباس ميرزا و جماعة (أعطينا) و حسب بل هو خطر على مخططات تل أبيب وواشنطن و (أهل الخير)
و هذا ما يدرك هؤلاء تكاليفة الباهظة و التي ستجعل من دعم عباس و عماله عملية عديمة الجدوى آجلاُ أم عاجلاً
و لذلك فنحن نرى الأخير يحاول و بكل الطرق إثبات وجوده الرسمي يوما عن طريق مؤتمر بيت لحم و يوما بدعوة لجنة تنفيذية
و يوما بدعوة مجلس وطني من ثلاث اشخاص و يوما بدعوة مجلس مركزي (لا أعلم وظيفته)،
و مادعوته للإنتخابات المزورة (ومافائدة ذلك له) إلا نعبيرا صارخا عن الشعور بالتهديد بالإندثار ، لإنه و خلال أكثر من اربع سنوات
و بدعم لم يتلقاه أي عميل في التاريخ و رغم الحرب الني شارك فيها على الشعب الفلسطيني فإنه لم يصل إلى مرحلة ارضاء (المانحين).
و بالمقابل فإن المقاومة بكافة فصائلها تبدو في تمدد مستمر و متزايد، و ذلك ليس في غزة و حسب بل على امتداد الوجود الفلسطيني
في الداخل و الخارج، حيث فلسطينيي الشتات الذين ألهبوا الثورة و كل ما نالوه هو تحويلهم إلى نكرة في مفهوم (حركة التحرير المضللة)..
حيث الهدف النهائي لجماعة عباس هو توطينهم حيث يوجدون.
إضافة إلى ذلك فإن المقاومة الفلسطينة ممثلة بحركة حماس و الفصائل المتحدة و المقاومة الإسلامية في لبنان المتمثلة بحزب الله
قد أصبحت بحد ذاتها أملاً و عنواناً لكل المواطنين العرب ، و هم يرون فيها وسيلة هامة و ضرورية للتخلص من كل أشكال الإستعمار و العمالة ،
أذا فالأمر قد تعدى مجرد مقارعة الإستعمار في نقاط محدودة ، و هذا هو التحول النوعي الماهر الذي تحدثنا عنه أعلاه