المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هو عقبة بن عامر رضي الله عنه ؟



أحمد السيد محمد حسن
18/05/2010, 03:00 PM
من كتاب النجوم الزاهرة في اخبار مصر و القاهرة :

ولاية عقبة بن عامر على مصر
هو عقبة بن عامر بن عبس بن عمرو بن عدي بن رفاعة بن مودوعة بن عدي ابن غنم بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة الجهني أبو حماد الصحابي‏.‏

شهد فتح مصر مع عمرو بن العاص ثم وليها من قـِـبـَـل معاوية بن أبي سفيان بعد موت أخيه عتبة بن أبي سفيان في سنة أربع وأربعين وكان يخضب بالسواد‏.‏

قال صاحب البغية‏:‏ ودام بمصر إلى أن قدم مسلمة بن مخلد على معاوية بدمشق فولاه مصر وأمره أن يكتم ذلك عن عقبة بن عامر ثم سيره - إلى مصر‏.‏

وأمر معاوية عقبة بغزو رودس ومعه مسلمة بن مخلد المذكور وخرجا إلى الإسكندرية ثم توجها في البحر‏.‏

فلما سار عقبة استولى مسلمة على سرير إمرته فبلغ ذلك عقبة بن عامر وكان ذلك لعشرٍ بقين من ربيع الأول سنة سبع وأربعين وكانت ولايته سنتين وثلاثة أشهر وتولى مسلمة‏.‏

وآخر من روى عن عقبة بمصر أبو قبيل انتهى‏.‏

وقال الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر في الإصابة‏:‏ روى عن النبي ‏"‏ ص ‏"‏ كثيرًا وروى عنه جماعة من الصحابة والتابعين منهم ابن عباس وأبو أمامة وجبير بن نفير وبعجة بن عبد الله الجهني وأبو إدريس الخولاني وخلق من أهل مصر‏.‏

قال أبو سعيد بن يونس‏:‏ كان قارئًا عالمًا بالفرائض والفقه صحيح اللسان شاعرًا كاتبًا وهو آخر من جمع القرآن‏.‏

قال‏:‏ ورأيت مصحفه بمصر على غير تأليف مصحف عثمان وفي آخره‏:‏ كتبه عقبة بن عامر بيده‏.‏

وفي صحيح مسلم من طريق قيس بن أبي حازم عن عقبة بن عامر قال‏:‏ قدم رسول الله ‏"‏ ص ‏"‏ المدينة وأنا في غنم لي أرعاها فتركتها ثم ذهبت إليه فقلت‏:‏ بايعني فبايعني على الهجرة‏.‏

وهذا الحديث أخرجه أبو داود والنسائي‏.‏

وشهد عقبة بن عامر الفتوح وكان هو الرائد إلى عمر بفتح دمشق‏.‏

وشهد صفين مع معاوية وأمره بعد ذلك على مصر‏.‏

وقال أبو عمر الكندي‏:‏ جمع له معاوية في إمرة مصر بين الخراج والصلاة‏.‏

فلما أراد عزله كتب إليه أن يغزو رودس فلما توجه مسافرًا استولى مسلمة فبلغ عقبة فقال‏:‏ أغربةً وعزلًا‏!‏ وذلك في سنة سبع وأربعين‏.‏

ومات في خلافة معاوية على الصحيح‏.‏

وحكى أبو زرعة في تاريخه عن عباد بن بشر قال‏:‏ رأيت رجلًا يحدث في خلافة عبد الملك فقلت‏:‏ من هذا فقالوا‏:‏ عقبة بن عامر الجهني‏.‏

قال أبو زرعة‏:‏ فذكرته لأحمد بن صالح فقال‏:‏ هذا غلط مات عقبة في خلافة معاوية‏.‏

وكذلك أرخه الواقدي وغيره زاد في آخرها‏:‏ وأما قول خليفة بن خياط‏:‏ قتل في النهروان من أصحاب علي أبو عمرو عقبة بن عامر الجهني فهو آخر بدليل قول خليفة في تاريخه‏:‏ في سنة ثمان وخمسين مات عقبة بن عامر الجهني‏.‏

انتهى كلام شيخ الإسلام ابن حجر‏.‏

وقال صاحب كتاب ‏"‏ العقود الدرية في الأمراء المصرية ‏"‏‏:‏ توفي عقبة في سنة ثمان وخمسين بمصر وقبره يزار بالقرافة‏.‏

وقال صاحب كتاب مهذب الطالبين إلى قبور الصالحين‏:‏ عقبة بن عامر الجهني من أعلام الصحابة معدود من خدام النبي ‏"‏ ص ‏"‏ وكان يأخذ بزمام بغلة رسول الله ‏"‏ ص ‏"‏ ويقودها في الأسفار‏.‏

وعدد له رسول الله ‏"‏ ص ‏"‏ فضل المعوذتين وحثه على قراءتهما وهو أحد من شهد فتح مصر من الصحابة وولي مصر لمعاوية بن أبي سفيان بعد عتبة بن أبي سفيان ثم غزا في البحر سنة سبع وأربعين‏.‏

وهو أول من نشر الرايات على السفن‏.‏

فلما خرج إلى الغزو جاء كتاب معاوية بعزله وولاية مسلمة فلم يظهر مسلمة ولايته فقال عقبة‏:‏ ما لي أرى الأمر أبطأ علي قالوا‏:‏ ولى مسلمة بن مخلد قال عقبة‏:‏ ما أنصفنا معاوية‏!‏ عزلنا وغربنا‏.‏

قال‏:‏ ولأهل مصر فيه اعتقاد عظيم ولهم عنه نحو مائة حديث‏.‏

وقد ذكر ابن عبد الحكم الحديث الأول - منها‏:‏ من توضأ فأحسن وضوءه ثم صلى صلاةً غير ساهٍ ولا لاهٍ كفر عنه ما كان قبلها من سيئاته‏.‏

الحديث الثاني - قال عقبة‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ تعجب ربك من شاب ليس له صبوة ‏"‏‏.‏

الحديث الثالث - قال عقبة‏:‏ كنت آخذ بزمام بغلة رسول الله ‏"‏ ص ‏"‏ في بعض غاب المدينة فقال لي‏:‏ يا عقبة ألا تركب فأشفقت أن تكون معصية فنزل رسول الله ‏"‏ ص ‏"‏ وركبت هنيهة ثم ركب فقال‏:‏ ألا أعلمك سورتين فقلت‏:‏ بلى يا رسول الله قال‏:‏ فاقر أني‏:‏ ‏"‏ قل أعوذ برب الفلق ‏"‏ و ‏"‏ قل أعوذ برب الناس ‏"‏ ثم أقيمت الصلاة فتقدم وصلى بهما وقال‏:‏ اقرأهما كلما نمت وقمت ثم قال‏:‏ وليس في الجبانة قبر صحابي مقطوع به إلا قبر عقبة فإنه زاره الخلف عن السلف‏.‏

وقال الشيخ الموفق بن عثمان في تاريخه المرشد ناقلًا عن حرملة من أصحاب الشافعي‏:‏ إن البقعة التي دفن فيها عقبة المذكور بها أيضًا قبر عمرو بن العاص وقبر أبي بصرة الصحابيين تحويهم القبة التي هدمها صلاح الدين يوسف بن أيوب ثم بناها البناء المعهود الآن‏.‏

ورئي بعض الأمراء في النوم ممن جاوره فقيل له‏:‏ ما فعل الله بك قال‏:‏ غفر لي بمجاورة عقبة‏.‏

وروي له من البركات روايات كثيرة‏:‏ منها أن رجلًا أسر له ولد فأتى قبر عقبة ودعا الله عز وجل فقام السنة الأولى من ولاية عقبة بن عامر الجهني على مصر وهي سنة خمس وأربعين