المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انطلقت من الأسر دموعى



صلاح م ع ابوشنب
22/05/2010, 04:39 PM
انطلقت من الأسر دموعى

فى قاعة المحاضرات التى امتلئت عن آخرها بالحاضرين ، كانت هناك سيدة وقورة تغالب دموعها وتحبس فى صدرها أنين.
كان المحاضر يُلقى محاضرة عن الآثار الاسلامية فى إحدى المدن الأوروبية ، وعندما ظهرت صورة المسجد الكبير على شاشة العرض، أسرعت خارج القاعة تدارى دموعها بظلام المكان.
ثلاثة من الشباب المنتسبين الى المركز أسرعوا خلفها ومالبث أن تبعهم مسؤل كبير...
فى أحد أركان الممر المستطيل جلست فوق إحدى الأرائك تتلقى دموعها بمديل أبيض.
بدأها أحدهم بقوله:
- لماذا خرجتِ فور ظهور الصورة؟
لم استطع أن أغالب مشاعرى ، فأنا كلما زرت هذه المدينة لا تفوتنى زيارة هذا المسجد الرائع ، هناك أشعر وكأنه ينادينى، حوائطه تحدثنى ، اشعر أنه منى وأنا جزء منه.
إن تلك الفتحات التى على جانبى مدخل المسجد والتى يقول المحاضر انه لا يدرى لأى غرض بناها المعماريون المسلمون ، كانت من أجل حفظ أحذية المصلين.. أنا أعرف ذلك جيدا.
فى تلك اللحظة كان المسؤل الكبير قد وصل وبطبيعة الحال أخفت عنه السبب الحقيقى لبكائها وتعللت بأنها متوعكة وأيدها الثلاثةُ فى ذلك.
بدا أنه يعرفها فأراد أن يسرى عنها ، اختطف كتاباً كان فى يد أحدهم وقال لها:
- هل تعلمين أن هذا الطالب أصدر كتابه هذا حديثا؟
- لا
- هل تعلمين عن أى شىء يتحدث الكتاب؟
- لا
- انه يقدم بحثاً علميا لاكتشاف كنوز قارون الضائعة...
كانت ابتسامتها أضعف من أن تتغلب على دموعها.. حاولت أن تتصنعها فلم تستطع.
قال صديقه خريج كلية الآثار بالجامعة مازحاً:
- إنه يطالب بتجفيف بحيرة قارون لاستخراج المفاتيح الثقيلة.
نظر اليهم وقال: هل تعرفونها؟
قالوا: لا
قال: إن سفنها تجوب البحار وترسو على شواطىء بلادنا على الدوام...
أصرت على ألاَّ تبتسم ...
يا تُرى أتبتسمين الآن إن علمتِ أن المحاضر الذى أبكاك عرضه قد أسلم بعد تلك المحاضرة ببضع سنوات؟
========