المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احتلال أمريكي مر و سبع سنوات فيها عانى شعب العراق الأمر



رضا سالم الصامت
25/05/2010, 12:15 AM
:sm_cry: احتلال أمريكي مر و سبع سنوات فيها عانى شعب العراق الأمر



مقال بقلم الكاتب الصحفي : رضا سالم الصامت



مع حلول الذكرى السابعة لدخول الأمريكان بغداد في التاسع من أبريل 2003 و احتلال العراق وقتل وتدمير العراق هذه سنوات عجافا جاءت على الأخضر واليابس، وخلفت ملايين الضحايا والمهجرين والأرامل والأيتام..كان الشعب العراقي يعتقد إنها حرب جاءت لتحرير العراق لتدخل الحرية و الديمقراطية أبواب العراق.. يعني أن شعب العراق سيعيش حرا وسعيدا بأبنائه وخيرات بلاده . كانت كذبة عندما اتهموا صدام بحوزنه أسلحة دمار شامل و انه ديكتاتور و طاغية سوف لن يترككم تعيشون و مع ذلك لم تكن هناك أي أسباب حقيقية لغزو العراق كانت لديهم أهدافا استراتيجية من ضمنها تدمير العراق وإفشال للديمقراطية وتسليط الطائفية تفتك بالشعب .
ما الذي جعل العراق يعيش مخنوقا ليومنا هذا بعد سبع سنوات من الاحتلال؟ طبعا هو الاحتلال والطائفية و العمالة كان السبب الرئيسي في تدهور العراق و شعبه ثم ماذا صنع الاحتلال في العراق غير القتل و التدمير؟
بلير و بوش قررا بكل وقاحة غزو العراق في مثل هذا اليوم و اليوم تمر سبع سنوات على احتلال ارض الرافدين .... هم احتلوا العراق بصورة لأخلاقية و غير مشروعة هم دخلوا بحجة إعادة الحرية و بناء الديمقراطية الجديدة في العراق و القضاء على حكم جائر غير نزيه ضد صدام حسين الذي استطاع دك تل أبيب في عقر دارها بصواريخ ....
شعب العراق كان يعيش حرا وسعيدا بأبنائه وخيراته و لم تكن هناك دواعي لاحتلال بلد عربي ذا سيادة .. كانت هناك فقط مزاعم مغلوطة و ملفقة مثل البحث عن أسلحة دمار شامل يمتلكها صدام حسين و لكن بالمقابل كانت هناك نوايا خبيثة و أهداف استراتيجية أمريكية غربية من ضمنها تدمير العراق و إضعافه لأنه أصبح كبلد يهدد أمن إسرائيل ربيبة أمريكا وجعل الطائفية تفتك بالشعب العراقي و مس كرامته
بوش و بلير و من معهم لن يثنيهم أي عذر فهم قرروا شن الحرب على بلاد الرافدين رغم معارضة العديد من الجمعيات و المنظمات الحقوقية في عدة دول في العالم لا للحرب على العراق لكن الأرعن بوش قرر غزو هذا البلد مهما كلفه ذلك من ثمن
هذا الأرعن استطاع إقناع الإدارة الأمريكية بضرورة غزو العراق , وتجاهل موقف الدول الكبرى في مجلس الأمن كالصين الشعبية والرأي العام الدولي والقانون الدولي و منظمات حقوق الانسان و غيرها ,وضغط بشدة وهدد علانية دول الخليج والسعودية إذا تأخرت في دعم الموقف الأمريكي , وكانتا قطر والكويت و يا للأسف فاتحتين ذراعيهما لدخول القوات الأمريكية عبر اراضيهما.. وحصلت الحرب وسقط النظام خلال ثلاثة أسابيع وبدأ تدمير الدولة وحل مؤسساتها المهمة ودخل العراق نفقا مظلما متعرجا وطويلا تملؤه الفوضى وأعمال النهب و القتل والدماء . فكانت حرب قذرة بكل المقاييس مقززة ستظل وصمة عار في تاريخ الإنسانية .
ما حصل في العراق لم يحصل في بلد آخر في أي فترة من الفترات فحرب العراق هذه كانت حربا مشؤومة حربا غير متكافئة حرب مشابهة بل قاسية أقسى من حرب فيتنام .... حرب عصابات و شوارع و تصفية حسابات ذهب ضحيتها آلاف الشهداء و تكبد فيها الاحتلال خسائر فادحة جرته لمستنقع يصعب الخروج منه ... لكن من الذي دفع الثمن ؟
هم أبناء الشعب الذين عانوا الويل و المصائب في ظل احتلال مقيت و عملاء دخلوا على ظهور دبابات العدو جلبهم الطمع و الانتهازية .الشعب هو الذين يدفع الثمن فماذا وجد ؟ غير البؤس و التشرد و الجوع و الفقر و أصبحت حياة العراقيين في تدهور مستمر ... و حياة لا تطاق
تمر اليوم سبع سنوات على احتلال العراق و لم يتغير أي شيء .... فالقتل ما يزال مستمرا و الأوضاع الاجتماعية ما تزال كما هي و حتى صدام الذي قتلوه ظلما لم يغير أي شيء فالرجل مات شهيدا
الأمريكان الذين وعدوا الشعب العراقي بالخير العميم و الحرية والديمقراطية فماذا حققوا ؟ غير الدمار و القتل و نهب خيرات العراق من بترول و غيره ثم بالله عليكم هل بوش ليس دكتاتورا ؟ هل هو رجل عاقل ؟ اليس هذا رجل أرعن و سفاك دماء ؟ من الذي وجب محاكمته ؟
فبوش هذا كان مصمما ومستعجلا ولن يثنيه أي عذر أو موقف ضد شن الحرب على العراق حرب انتقامية لأبيه حرب غير مشروعة .. كان ارعنا و أحمقا فاق جميع من حوله في الإدارة الامريكية , وتجاهل موقف الدول الكبرى في مجلس الامن والرأي العام الدولي و المجتمع الدولي الذي وقف منددا بهاته الحرب و قال لا للحرب على العراق .... ضرب بعرض الحائط كل القوانين الدولية . هدد علانية دول الخليج والسعودية اذا تأخرت في دعم الموقف الامريكي , وكانتا قطر والكويت فاتحتين ذراعيهما لدخول الأمريكان عبر اراضيهما.. وحصلت الحرب وسقط النظام خلال ثلاثة أسابيع وبدأ تدمير الدولة وحل مؤسساتها .... ودخل العراق نفقا مظلما كله فوضى وموت . لم تحصل حرب في التاريخ أبشع من حرب العراق فحتى فيتنام لقنت درسا لن تنساه امريكا في المقاومة و الدفاع عن البلاد .... حصل في العراق ما لم يحصل في أي بلد وفي كل الفترات والعصور. فالاحتلال يتربع على صدر الشعب والحكومة وهو غير مسؤول عن أي شيء في العراق سوى تنفيذ مصالحه على حساب الشعب العراقي الذي ذهب ضحية سياسة المؤامرات و التقتيل و التهديد ويتصرف على هذا الأساس بكل وقاحة وعنجهية , ودول الجوار تتدخل كل حسب مصالحها وحجم العمالة والتأييد لها وحكومة طائفية لا تأبه للبؤس والتعاسة التي يعيشها الشعب في أمنه ومأكله ومشربه وصحته وسكنه . فرغم مرور سبعة سنوات إلا أن حياة العراقيين في تدهور مستمر, فالهجرة إلى الخارج ما زالت مستمرة وقد تجاوز عدد الهاربين يفوق الأربعة ملايين والمهجرين داخل العراق المليون تقريبا , والعوائل تعيش بدون كهرباء ولا ماء صالح للشرب ومعظمها ما زالت تسكن دور الدولة ومؤسساتها المهجورة والديمقراطية التي تحدث عنها الأمريكان , وانتظرها الشعب بفارغ الصبر كانت ديمقراطية الإرهاب والميليشيات. إنها حرب فاشلة .. بل انه مستنقع لجنود الأمريكان و غيرهم .. خسر الشعب العراقي خسائر كبيرة ولم يلح في الأفق أي مخرج و هذا صحيح و لكن يظل الأمل و التفاؤل قائمان لأن الشعوب لا تقهر....
فأمريكا وبالرغم من كساد اقتصادها واقتصاد الدول الأوربية بسبب حربيها المستمرتين في أفغانستان والعراق وارتفاع أسعار النفط ستنكسر, رغم أن القيادة الأمريكية ما زالت تعتقد بأنها تحقق انتصارات فيهما , وان اقتصادها ما زال سليما معافى , لأنها تسنده و تعوضه و تدعمه من نفط العراق ونفط الخليج و غاز أفغانستان .. تحتل اراضيهما وتستغل خيراتهما وفيهما تقتل النساء و الأطفال و الشيوخ .. وهذا تخلف كبير يتعمق في هذين البلدين اللذين لم بكفيهما ما فيهما من تخلف. و بقاء هذا التخلف يفيد أمريكا وهي ترعاه , لأنه يديم التأخر ويسهل السيطرة عليهما وعلى خيراتهما الوفيرة في النفط والغاز والموقع الجغرافي الإستراتيجي.. تستمر أهداف أمريكا في إشعال فتيل الحروب و الفتن لأنها تجارة مربحة لصناع السلاح ونافعة لأمريكا .. شعوب هذه البلدان حطب قابل للاشتعال, والمرتزقة الأجانب الذين يبيعون حياتهم في سبيل الدولار والجنسية الأمريكية هم جزء من هذا الحطب .. وأمريكا لا تأبه لحياتهم إلا عندما تصبح ظاهرة احتجاج داخلية تؤثر على موقع الرئيس وحظ حزبه في الانتخابات ... أهداف أمريكا معروفة فهي استعمارية و أهدافها عديدة ومتداخلة فإذا تأخر تحقيق هدف كبير فهي تعوضه بمجموعة أهداف صغيرة . وهل ضمان تخلف تلك البلدان يعتبر من الأهداف الصغيرة أم الكبيرة بالنسبة لأمريكا ؟ انه الهدف الأساس الذي تبنى عليه الأهداف الأخرى. فإذا وعت الشعوب وارتقت حضاريا ومارست الديمقراطية واستثمرت خيراتها بنفسها وبنت المصانع وطورت الزراعة وأنشأت المدارس و الجامعات و المستشفيات وتحرر العقل البشري وأصبح صوتها مسموعا في كل المحافل الدولية ووحدت قواها وساعدت الدول الفقيرة على النهوض واللحاق بركب التقدم والتطور.. عندها لا يمكن لأمريكا أن تفكر حتى استعمال نفوذها وتهديد دولة أخرى ذات سيادة فما بالك بأن تقوم بعدوان على بلد ذا سيادة متقدم له شعب قوي يعرف كيف يصد العدوان. هل الآن تتجرأ امريكا بضرب كوريا الشمالية ؟ هل تفكر امريكا في ضرب إيران ؟ صعب عليها لأن هذين البلدين شوكتان في حلق امريكا يسببان لها القلق المتواصل ...
ذكرى احتلال العراق هي ذكرى حزينة وعلاماتها ما زالت مستمرة .. جعلتها امريكا بهذه الحالة لانها تريد للعراق ان ينتهي لضمان امن و سلامة اسرائيل ولكن الشعب العراقي الذي لا حول له و لا قوة يريد انهاء الاحتلال رغم كل ما عاناه و مايزال يعانيه و هو مستعد بمواصلة المقاومة و التضحية بالنفس و النفيس حتى تعود الحرية و السيادة و الكرامة لكل العراقيين.. ان القوى السياسية العراقية الحاكمة حاليا لا تأبه لما يحصل للشعب لانها مشغولة بمناصبها و كراسيها واهدافها الذاتية مسؤؤلية الكوادر الواعية ان توعي الشعب للمطالبة بحقوقه وان لا ينتخب من استغله واساء اليه ولم يقدموا له ما يستحق طوال فترة ليست بالقصيرة في بلد غني بخيراته كالعراق .. فهل بامكان شعب العراق الصامد ان يحول هذه الذكرى الحزينة الى امل وتفاؤل يفتح طريقا جديدة نحو الوحدة الوطنية والخلاص من إنهاء الاحتلال والطائفية و يقي البلد من الدمار و الانقسام ؟
إن هذه الذكرى السابعة المحزنة من تاريخ عراق الأمجاد ستتلوها ذكرى ثامنة و تاسعة و عاشرة إلى أن تتحسن أوضاع العراقيين و لكن الأمل و التفاؤل بمستقبل العراق الزاهر يظل قائما ننتظره شريطة أن تنسحب قوى الشر و هم الاحتلال من كل شبر من ارض العراق الطاهرة و يعودون هؤلاء العجول إلى ديارهم بسرعة لأن شعب العراق يستغني عن خدماتهم و ليس بحاجة لمثل هذه الخدمات و حتى المساعدات .... شعب و أحرار العراق هم فقط بحاجة إلى وحدة وطنية تجمع شمل كل أبناء العراق لبناء دولة عزيزة مكرمة لها شأنها بين الأمم . و حذار فان الاحتلال والطائفية و العمالة هم السبب الرئيسي في تدهور العراق و شعب العراق انها سبع سنوات عجاف أتت على الأخضر و اليابس دفع فاتورتها شعب العراق الأبي الذي يعيش احتلالا امريكيا ظالما..

رضا سالم الصامت

رضا سالم الصامت
15/07/2010, 06:34 PM
شعب العراق كان يعيش حرا وسعيدا بأبنائه وخيراته و لم تكن هناك دواعي لاحتلال بلد عربي ذا سيادة .. كانت هناك فقط مزاعم مغلوطة و ملفقة مثل البحث عن أسلحة دمار شامل يمتلكها صدام حسين و لكن بالمقابل كانت هناك نوايا خبيثة و أهداف استراتيجية أمريكية غربية من ضمنها تدمير العراق و إضعافه لأنه أصبح كبلد يهدد أمن إسرائيل ربيبة أمريكا وجعل الطائفية تفتك بالشعب العراقي و مس كرامته
بوش و بلير و من معهم لن يثنيهم أي عذر فهم قرروا شن الحرب على بلاد الرافدين رغم معارضة العديد من الجمعيات و المنظمات الحقوقية في عدة دول في العالم لا للحرب على العراق لكن الأرعن بوش قرر غزو هذا البلد مهما كلفه ذلك من ثمن
رضــا

رضا سالم الصامت
15/07/2010, 06:36 PM
ما الذي جعل العراق يعيش مخنوقا ليومنا هذا بعد سبع سنوات من الاحتلال؟ طبعا هو الاحتلال والطائفية و العمالة كان السبب الرئيسي في تدهور العراق و شعبه ثم ماذا صنع الاحتلال في العراق غير القتل و التدمير؟
رضا