رضا سالم الصامت
25/05/2010, 09:56 PM
الأمثال الشعبية العربية نتاج اجتماعي و فيه حكم ..!
* الحلقة الأولى *
بقلم الكاتب : رضا سالم الصامت
ككل نتاج اجتماعي يحي عملية التواصل مع التطور والتغيير، بما في ذلك ذبول أمثال وموتها وازدهار أمثال أخرى بل و حتى ظهور أمثال جديدة. أما وتيرة الحركة والتطور فتتفاوت تبعاً لطبيعة المثل ودوره وتبعاً للزمان والمكان ..و انا أطالع كتابا لفت نظري بعض الأمثال التي كانت سائدة في زمن مضى و ربما فيه البعض منها اندثرت...
و لم تعد متداولة بل شباب اليوم لا أظن انه يعرفها ... و الأمثال في مجتمعنا العربي ككل كثيرة و متنوعة لكنها تتشابه من حين المعنى و المغزى إما طريقة إلقائها و سردها فهذا يعود لكل بلد لهجته الخاصة به .مثلا في فلسطين هناك أمثال شعبية تعد ثراثا ثقافيا و في بلدان المغرب العربي ايضا و خاصة تونس و ليبيا و مصر و في الشرق و الجزيرة كاليمن و السعودية فشعوبنا العربية زاخرة بأمثال شعبية تعد نتاج لتجربة طويلة و قصص اهتدى اليها آباؤنا و أجدادنا و أسلافنا و تركوها منقوشة على الحجارة تساهم في نحت شخصية النشء منذ صغره و تعلمه الحكمة و البلاغة ....
أدب الأمثال إن صح التعبير يعد ثقافة و يتعدى حدود هذا البحث لأن للأدب مجالاً آخر. فذلك يصحّ إذا كان المثل الشعبي أدباً. ولكن المثل الشعبي في معظم الحالات هو تعبير عن نتاج تجربة شعبية طويلة تخلص إلى عبرة وحكمة، وتؤسس على هذه الخبرة على سلوك معين، أو للتنبيه من سلوك معيّن. والأمثال أشبه بالراوية الشعبية الذي يقصّ قصة موجزة فيسهم في تكوين وجدان الطفل حين يلقِّنه أركان الحكمة الشعبية ومعارج السلوك المستحبّة. ومجموعة الأمثال الشعبيّة، على تنافر بعضها وبعض في كثير من الحالات، تكوّن ملامح فكر شعبي ذي سمات ومعايير خاصّة. فهي إذن جزء مهم من ملامح الشعب وقسماته وأسلوب عيشه ومعتقده ومعاييره الأخلاقية و شعب لا يحمل تراثا لا حضارة له...
والمثل جملة مفيدة موجزة متوارثة شفاهيا من جيلٍ إلى جيل. وهو جملةٌ محكَمة البناء بليغة العبارة، شائعة الاستعمال عند مختلف الطبقات. وإذ يلخّص المثل قصة عناءٍ سابق وخبرة غابرة اختبرتها الجماعة فقد حظي عند الناس بثقة تامة، فصدّقوه لأنه يهتدي في حلِّ مشكلة قائمة بخبرة مكتسبةٍ من مشكلة قديمة انتهت إلى عبرةٍ لا تُنسى. وقد قيلت هذه العبرة في جملة موجزةٍ قد تغني عن رواية ما جرى. اسأل مجرب و لا تسأل طبيب و هذا مثل و هناك مثل آخر الذي لا يسمع كلام كبيره يكون الهم تدبيره .... الى اللقاء مع الحلقة الثانية ...اخوكم رضا سالم الصامت
* الحلقة الأولى *
بقلم الكاتب : رضا سالم الصامت
ككل نتاج اجتماعي يحي عملية التواصل مع التطور والتغيير، بما في ذلك ذبول أمثال وموتها وازدهار أمثال أخرى بل و حتى ظهور أمثال جديدة. أما وتيرة الحركة والتطور فتتفاوت تبعاً لطبيعة المثل ودوره وتبعاً للزمان والمكان ..و انا أطالع كتابا لفت نظري بعض الأمثال التي كانت سائدة في زمن مضى و ربما فيه البعض منها اندثرت...
و لم تعد متداولة بل شباب اليوم لا أظن انه يعرفها ... و الأمثال في مجتمعنا العربي ككل كثيرة و متنوعة لكنها تتشابه من حين المعنى و المغزى إما طريقة إلقائها و سردها فهذا يعود لكل بلد لهجته الخاصة به .مثلا في فلسطين هناك أمثال شعبية تعد ثراثا ثقافيا و في بلدان المغرب العربي ايضا و خاصة تونس و ليبيا و مصر و في الشرق و الجزيرة كاليمن و السعودية فشعوبنا العربية زاخرة بأمثال شعبية تعد نتاج لتجربة طويلة و قصص اهتدى اليها آباؤنا و أجدادنا و أسلافنا و تركوها منقوشة على الحجارة تساهم في نحت شخصية النشء منذ صغره و تعلمه الحكمة و البلاغة ....
أدب الأمثال إن صح التعبير يعد ثقافة و يتعدى حدود هذا البحث لأن للأدب مجالاً آخر. فذلك يصحّ إذا كان المثل الشعبي أدباً. ولكن المثل الشعبي في معظم الحالات هو تعبير عن نتاج تجربة شعبية طويلة تخلص إلى عبرة وحكمة، وتؤسس على هذه الخبرة على سلوك معين، أو للتنبيه من سلوك معيّن. والأمثال أشبه بالراوية الشعبية الذي يقصّ قصة موجزة فيسهم في تكوين وجدان الطفل حين يلقِّنه أركان الحكمة الشعبية ومعارج السلوك المستحبّة. ومجموعة الأمثال الشعبيّة، على تنافر بعضها وبعض في كثير من الحالات، تكوّن ملامح فكر شعبي ذي سمات ومعايير خاصّة. فهي إذن جزء مهم من ملامح الشعب وقسماته وأسلوب عيشه ومعتقده ومعاييره الأخلاقية و شعب لا يحمل تراثا لا حضارة له...
والمثل جملة مفيدة موجزة متوارثة شفاهيا من جيلٍ إلى جيل. وهو جملةٌ محكَمة البناء بليغة العبارة، شائعة الاستعمال عند مختلف الطبقات. وإذ يلخّص المثل قصة عناءٍ سابق وخبرة غابرة اختبرتها الجماعة فقد حظي عند الناس بثقة تامة، فصدّقوه لأنه يهتدي في حلِّ مشكلة قائمة بخبرة مكتسبةٍ من مشكلة قديمة انتهت إلى عبرةٍ لا تُنسى. وقد قيلت هذه العبرة في جملة موجزةٍ قد تغني عن رواية ما جرى. اسأل مجرب و لا تسأل طبيب و هذا مثل و هناك مثل آخر الذي لا يسمع كلام كبيره يكون الهم تدبيره .... الى اللقاء مع الحلقة الثانية ...اخوكم رضا سالم الصامت