المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عائدون ولـــــــــــــــــــــكن ..؟(1)



عرفات بلاسمة
26/05/2010, 12:20 AM
عائدون ولكن
بقلم : عرفات بلاسمة
انه صوتها القادم من خلف الغيوم ، يا بني انها سويعات ونعود ، ربما تكون اياما او اسابيع او اشهر ، لكننا حتما سنعود ، اتذكر صوتها الرافض لاستبدال سقف " الزينكو " بآخر اسمنتي فهي واثقة من العودة ......... نعم عائدون ولكن .......
اخرج من منزلنا الذي تناثرت غرفه على مساحة وحدة الوكالة ، بعد ان تطور فأصبح الجزء الثاني لخيمة اللجوء ....... أخرج لألعب مع اصدقائي الصغار ، نلعب ألعابنا التي لا تحتاج الى مقومات ألعاب الاطفال التقليدية ، لا نحتاج الا لمجموعة جوارب اهترأت لنشكلها كرة نلعب فيها "صيد الحمام " ، او لعبة اخرى نحتاج فيها الى مهاراتنا الفردية لنلعب " الديك الاعرج " وعندما اطلب من امي العابا كالتي نسمع عنها او نراها من خلال صفحة من صفحات الجرائد .......... أسمع صوت امي القادم من خلف ثقوب الباب : سأشتري لك كل ما تريد من العاب جميلة عندما نعود . نعم عائدون ولكن .......... .
أيوب ....... وحده كان يجلس في دكانه ، يضع مذياعا صغيرا على رف مهمل في اعلى الدكان ، كان يسميه مذياع النكبة ، الا ان هذا المذياع تعطل لسبب مجهول ، فاضطر أيوب لأن يعمل المستحيل لشراء آخر أكثر حداثة من سابقه كي يعمر أكثر عل اخبار العودة تأتي من خلاله ، فاشتراه وحاول ان يحافظ عليه كي لا يتعطل كسابقه وهو الان يحافظ عليه منذ عام 1967 .
كان رجال الحارة في المخيم يتحلقون حول المذياع في دكان ايوب ، يسمعون من خلاله آخر الاخبار ...... شجب ....... استنكر ...... أكد ........ حذّر ... كلهم انصتوا للخبر العاجل القادم مع موجات الاثير كادوا جميعا يفرحون عندما صرح ذلك المذيع المتحمس بأننا عائدون ....... عائدون ..... ولكن .... .
رحمة الله على امي التي لم تر اليوم الذي صار فيه سقف بيتنا اسمنتيا ........ أصدقائي الصغار أصبحوا اليوم كبارا واشتروا ألعابا متطورة لأبنائهم ....... أيوب ما يزال جالسا في دكانه ، شعره صار اكثر نقاء فالبياض لونه الواحد ....... أيوب ما زال ايوب ..... مذياع النكسة تبدل ومحطات فضائية تتناقل الاخبار العاجلة ، بعض شباب الحي يتحلقون حوله ....... بعضهم كان يغني أغنية للارض ، قصة للجرح ، قصة للصبر ، وعلى الدرب جميعا ..... عائدون ، بعد ان ادركنا ان المسافة بيننا وبينك مقدارها الثورة ..... على الدرب جميعا يا وطني سائرون .