المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لمسة وفاء



منـصور العســيري
29/05/2010, 04:53 PM
عندما كنت أقف أمامه في المستشفى وقد فقد القدرة على النطق والمشي ولم يعد يتمكن من الأكل والشرب بالطريقة الطبيعية، كانت سيرته وحياته تتمثل أمامي في كل لحظة، ليس فقط لأنه والدي بل لأنها سيرة خاصة مختلفة فرضتها الحياة، فهي سيرة تحمل الرحلة العصامية في أقصى صورها.
قبل تسعة عشر يوماً سقط على غفلة وفقد القدرة على الوقوف أو الكلام وهنا حملته إلى المستشفى ليخبرني الدكتور أنه أصيب بجلطة في جذع المخ، وقد بقيت معه في المستشفى خلال هذه المدة، وقد خرج يوم الأربعاء الماضي من المستشفى وقد بدأ في تحريك يده اليسرى ولكن رجله لا زالت ضعيفة الحركة والنطق والشرب لا زال فيهما صعوبة، ولكن عودتهما واردة بإذن الله.
كان شاعراً يكتب الفصيح والعامي وله مساجلات جميلة مع الشعراء الشعبيين في مدينة الخرج.
وكان لديه روح الابتكار فقد صمم جهاز تعبئة طفايات الحريق وجهاز لإطفاء الحريق باستخدام الرمال وحصل على شهادة شكر وهدية من وزارة الدفاع مقابل ذلك، ورغم أن هذه الابتكارات رصدت عن طريق لجان من وزارة الدفاع إلا أنها لم تسجل بطريقة نظامية تحفظ له حقوقه لعدم وجود جهة مختصة بذلك في تلك المرحلة، وكان طوال حياته قارئاً جيداً يهتم بالكتب العسكرية والأدبية والطب.
في حياته الكثير من الكفاح والعطاء وصلة الرحم والمثابرة.
كتبت عن سيرة حياته في جامعة ولاية إيرزونا (ASU) موضوعاً فنشرته مجلة الجامعة الفصلية.
اليوم كتبت بعض الأبيات القليلة والمتواضعة لوالدي سائلاً الله له الشفاء:


يا ناسجَ اللحنِ عرِّج للأناتِ فما = أبقيت للفجرِ لمَّا عانقَ الحلمَ
يا ساكنَ الضوء يبقى الومض بضعتهُ = جديلةُ النور يمحو عزمُها الظلمَ
حلِّق فداكَ الذي ما كانَ أوغلهُ = إلاكَ حينَ نهرتَ الليلَ فانهزم
كبلتَ ساعدَ أشجان الزمانِ وما = تثاءبَ الدربُ إلا صغتَهُ نغما
يراقصُ الدهرَ والأنيابُ سافرةً = فيها المنايا ترف الشوق محتدما
لاحت لكَ الأرض يوماً دونَ حلَّتها = فرحتَ ترصفُ في أفيائها النُجُم
أسرجتَ حلمَكَ حينَ الطفلُ قد عصفتْ = كفُّ المنونِ بهِ حتى روى اليُتُمَ
إسطورةً عنك تحكيها الجبالُ وما = منك المديح لذاتِ النَّفسِ صاغَ فما
هذا نشيدك أزجالٌ يرددُها = لحنُ الحداةِ وما أزجيتهم قلما
هم من رووكَ وما شاركتهمْ جدلاً = حولَ الروايةِ إذ كلٌ روى فسمى
مسارُ خطوٍ وثيقٍ خلفهُ نصبٌ = تنمو بأفواهِهِم حتَّى استوتَ قمما
تزهو بإيوائها الشاهين إذ نفضتْ = منهُ الجناحانِ خطَّ الأفقِ فانثلم
فجٌ هناكَ إلى الجوزاءِ مطلعُهُ = دربٌ تواترَ يأوي في المدى أمما
أودعتَ حلمك في الغيماتِ فانهمرتْ = تندي يديكَ خيوطُ الفجرِ مبتسما
تلك ابتكاراتُ كفٍ أنتَ قيِّمها = لمَّا تزل شاهداً يحكي لنا همما
وذاكَ شِعرك في الأوراقِ أقرأُهُ = فيشعلُ الحرفَ بين النابضينِ دما
مساجلاتٌ دعاباتٌ وأحجيةٌ = تروي لنا من مقاماتِ الرؤى حكما
وذاك كف عطاء لم تبلغه = إلاك والله لم ترجو بها عظما
"أقدارُنا يقتفيها الخطو" حكمتنا = إقرارها شرعةٌ توهي بنا الألم
هذا الزمانُ تبدَّى نهجُ سيرتهِ = والحزنُ سامقَ من أوكاره القلم
ليت الأماني توافي النفسَ بغيتَها = لحزت ضيمكَ حتَّى تبرحَ السقم
لكنَّها لعبةُ الأيامِ ماثلةٌ = تملي علينا امتثالاً يعتقُ الضيم
يا سيِّدي كل شعرٍ رحتُ أنظمه = كي يبلغَ الحدَّ في مضمارِكم هُزِم

أحمد نمر الخطيب
02/06/2010, 07:09 PM
أودعت نبضك في جميل القول
وبلغت من النسيج ما يقابل الفكرة وإيقاعها
أخي الشاعر الجميل منصور العسيري
أحييك
مع تقديري
ومودتي

مجذوب العيد المشراوي
02/06/2010, 07:46 PM
جميل جميل ..

استمتعت ُ هنا أخي أحييك

منـصور العســيري
05/06/2010, 08:13 PM
أودعت نبضك في جميل القول
وبلغت من النسيج ما يقابل الفكرة وإيقاعها
أخي الشاعر الجميل منصور العسيري
أحييك
مع تقديري
ومودتي
الأستاذ أحمد نمر الخطيب
رغم ما في القلب من حزن
إلا أن هنالك من لهم مقام خاص فيه
فيبقى لإطلالتهم معنى كبيرا مهما كانت الضروف
تقبل كل الود والتقدير أستاذي الكريم

منـصور العســيري
06/06/2010, 04:02 PM
جميل جميل ..
استمتعت ُ هنا أخي أحييك


شكراً لك أستاذي الكريم

سعيد بحضورك البهي دائماً

تقبل حبي وتقديري