المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كل هؤلاء حاصروا غزة



أسامة عبد العظيم
10/06/2010, 05:57 PM
لم أكن أتخيل أننا بحاجة إلى أسطول الحرية لنتذكر غزة من جديد، وكأن ألف يوم مضت كان فيها أهل غزة يتنعمون ويترفهون، ألف يوم مضت وكأنها لم تكن شيئا، فحماس منظمة إرهابية والفلسطينيون شعب لا حق له، والحقوق الإنسانية غدت تُهب للحيوانات الضالة أما مسلمو غزة فلا!!!!
لم أكن أتخيل أننا بحاجة إلى لطمة على وجوهنا من جديد علَّ الدم يجري في عروقهاد فيهب لها شيئا من الحياة بها بصيص من الكرامة، بعدما شوهت تلك اللطمة كل وجه عربي وإسلامي، حينما تأتي النصرة من خارج ديارنا!!!
فيا لله كم لها من مرارة حينما استعرضت ردود الأفعال العالمية عقب الاعتداء على أسطول الحرية وكأن الحياة في غزة قبله لا ألم فيها ولا مرارة
الأنظمة العربية وبجوارها الشعوب في صمت مخجل ما يزيد عن ثلاثة أعوام، ثم ها هم كعادتهم ينتفضون من جديد...
كلا، إنها انتفاضة ملوثة بلطمة على وجه الكرامة العربية ، فغدا الجميع يرتدي ثوب الكرامة المدنس، وغدا الجميع يدافع عن جسد كان من قبل قد أعياه طعنا بالخناجر المسمومة، وكأننا أمة لا تحسن سوى البكاء على القتلى .....
وكالعادة أقلامنا لا تحسن سوى النقد والتوبيخ، فسرعان ما تلقي تلك الأقلام المزيفة باللوم على حماس، وكأن حماس هي التي دنست وجه الحضارة العربية المشرقة، وتلك الأقلام تكتب وهي تؤمن أنها أقلام نفاق، أقلام لا تحسن سوى التكسب بالنفاق، ولكن ما يدري هؤلاء ماذا قدمت حماس للأمة العربية؟؟؟
إن حماس لا تعدو عن كونها جماعة أيقنت أن الموت بكرامة أعز وأشرف من الموت على فراش من حرير قد نسجته تلك الأيدي التي اعتادت لطمنا على الوجوه...
ستطوى الأيام وتبقى الأحداث أكبر شاهد على ما يحدث، وسيأتي من يكتب عن حماس بأنها جماعة أبقت في الأمة نبض الحياة بعدما غدت كالجسد العليل الذي لا يقوى على الذود ما يؤمن به، بل عما يمتلكه.......
إن التاريخ في حينها سيصف تلك الأقلام المنافقة بأبشع صفة، حينما يذكرها بأنها أشبه بالطابور الخامس الذي لا دور له سوى إضعاف الهمم والنخر في داخل البنيان
ولعلني أكررها...............
ستُطوى الأيام ويبقى التاريخ شاهدا، ولعلهم يلقبون أيامنا هذه بالأيام التي دافعت فيها حماس عما بقي من الكرامة العربية
ويبقى السؤال: من الذي حاصر غزة؟؟
هل هم اليهود حقا كما يُقال ؟
أم أنها سيدة العالم المستبدة أمريكا، صاحبة الحضارة التي أقامت بنيانها على ذرع بذور الفساد في كل شيء؟
واهم من ظن أن هؤلاء فقط هم من حاصروا غزة، فالحق أكبر من ذلك بكثير...
إن الذين حاصروا غزة هم العرب، حينما باركوا تلك الوحشية الصهيونية، حينما دنسوا أيديهم بمصافحة أيد لطالما تلطخت بالدماء العربية المسلمة البريئة، حينما ركنوا إلى الدنيا فخافوا حقا لا مفر منه وتمسكوا بوهم زائف اسمه البقاء......
هؤلاء هم من حاصروا غزة
***إنهم المترفون، أصحاب المناصب المرموقة حينما زينوا كراسي حكمهم بنقاط من الدم العربي المسفوح.......
***إنهم أصحاب القصور حينما بالغوا في الرفاهية فغدت حياتهم كالأنعام بل هي أضل، لا يحسنون سوى الأكل كالأنعام والنوم كالأنعام، أما همم الأنعام فلا يحسنوها
***إنهم أصحاب الأقلام الزائفة حينما قلبوا الباطل حق من أجل لعاعة زائلة اسمها الشهرة والمكانة، ولعلهم يجهلون أن تلك المكانة لا يحسدهم عليها إلا من هم أشد منهم نفاقا
***إنهم أصحاب الكراسي الرئاسية التي غدت إرث يتوارثونه، ومن أجل إبقائه لا يترددون في بيع قضية أمة بأكملها، لا بيع مليون ونصف المليون من مسلمي غزة
كل هؤلاء هم من حاصروا غزة، أما اليهود فهم قوم لا يحسنون سوى الدس والمكائد والقتال من خلف الجدران، ولو وجدوا وحدة لكانوا أبعد منها بعد المشرق من المغرب
أما أمريكا سيدة العالم الحر ورائدة الحرية، فهي أشبه بمحرك الدمى في مسرحية لا جمهور لها سوى الأطفال، أما دُمى عرضها الساخر فلا أخجل أن أقول أنهم المترفون في تلك الأمة........
لم اكتب هذه الكلمات لأنتقد دولة أو نظام بعينه، أو حتى ألقي باللوم على جماعة أو شخص بعينه، فالحق أن كل هؤلاء مسئولون عما حدث ويحدث وما سوف تطالعنا به الأيام
ولم اكتب كلماتي هاهنا لأغلق شعاع الأمل في وجوه من يؤمنون أنه لا يزال بالحياة أمل
ولم أكتب كلماتي لأحرك شجون من يقرأونها نحو غزة
كلا
وإنما اكتبها لأشرح بها قول الله تعالى [وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا] {الإسراء:16}
لنلتقي مرة أخرى مع سنة من سنن الله تعالى في الكون، فمتى حان وقت إهلاك الله لأمة كثر فيها الطغاة هيأ لهم من يهديهم إلى سبيل الرشاد ـ نبي كان أو داعية ـ فإن أعرضوا فلا حجة لهم ولا عذر، ورغم أن الأمر شمل الجميع، فقد خص الله المترفين المتنعمين والمتجبرين والملوك والطواغيت من أهلها، لأنهم أئمة الفسق ورؤساء الضلال، وما وقع من سواهم هو جراء أتباعهم، ولعلك بقليل تأمل لواقع امتنا تستطيع أن تشير إلى ذاك الصنف من الناس ، إنهم من لا يحسنون سوى الشجب والاستنكار، وإذا ما نازلوا شقيق عربي في ساحة النزاع كانوا أشد عليه من الأعداء، وعند اللقاء مع العدو ـ ولو باللسان ـ هم أجبن من النعام
والله تعالى حين يهب قوما نعمة لم يحسنوا الشكر عليها يسلبها منهم، ويستبدلهم بقوم يحسنون رد النعمة للمنعم، ولعلنا في القريب العاجل نرى تلك السنة فاعلة في الأمة الإسلامية
فاللهم استعملنا لنصرة دينك ولا تستبدلنا


أسامة عبد العظيم

أسامة عبد العظيم
11/06/2010, 12:44 PM
أخي : لا تحرمني نصحك، بارك الله فيك