المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التنين



جمال عبد القادر الجلاصي
09/03/2007, 07:05 PM
التنين





1 ـ

انتهى ...

ستعود الأشياء ، كما كانت ،
إلى أسمائها
و تستعيد الرّوح لـذّتـها
من رجفة الصلصال …
و سأمنح ، بعد قليل ، كفّي اليمنى إلى شمالها
كي ترسم على رمالنا
صور الملائكة
و هي تسقط من ثقوب الأوزون

و

تَـ.
نْـ.
شَـ.
طِ.
ـر

تنشطر
غيمة مُفتضَّـة
على واجهة الجدار…………


2 ـ

انتهى …
جثّتي مُعلَّـقة منذ الجاهلية
بلا قـافـية
كأنّها بلغم مُقيَّح
في سِـدرة المُنتهى …

و الرّيح تجتثّ من دمـي
لون رايـته
كي يصير فزَّاعة للرذاذ الجميل


3 ـ

انتهى …
خيمة … خيمة
أتحسَّس عبث التكوين
و أصطفي للخيانات
أناشيد مقدّسة
كي تستجيب لمقاصد مِلَّتنا
و أستدلّ ، في ظلمة البوح ،
بخيط العنكبوت
لأثبت للرّيـح :
ـ جدوى التعاويذ
ـ و جدوى فتنتنا
ـ ………………
ـ …………………
ـ …………………….


4 ـ

مُـكـتـفـيــا ،
بما تنثره الرّياح لـي
من مطـر
أرتــوي
………
و أروي للموج
وهج الـتّستّر
خلف جحيم الهيدروجين
الـمُرصَّع بالدّم
كلّما ارتخت غيمة
فوق صدري
أو تبلّلت رغوة الصلصال
بالرِّيق الحرام ……….

حرام على البحر
أن يهتدي بنجمة غيرنا
فالضياع لعبتنا الـمُتْـقَـنة
………………………..
من فتحة
في هذا العالم المفتوح
نهوي
كما الأشباح
من ثقوب الحضارات
إلى قاع العقل الشارد
في رعب الغياب
…………………
فكلّ الأشياء تشبه نسختها الوسخة :
عودة التتار
و رعاة البقر المُسْتَنْسَخِ
من جِينَة الرّوث الآدميّ …
انتفاضة يدّ مبتورة
ترجم الماضي
بأوعية الواقي المغشوش
و تستلذّ صور الجسد المشحون
بفائض القيمة
و معادلات الحرب الدنيئة …


5 ـ

انتـهى …
دولــــةً …
دولـة …
يتـسـاقط
الشـجر القديـم
من د مــنا...........

و تقتلع رياح الخريف أطرافنا
من جذورهـا
كي لا نمدّ وردتنا الأخـيـرة
للفراش اليـتـيـم
و تنفضنا كلّ القواميس الحديثة
من مفرداتها
غبارا كئيـبا
في فراغ الجحيم
……………..


6 ـ

من وردة بريّــة
نـشتّـق صيغة انهيارنا
و نُـطـيّر ، مرغـمـيـن ،
أسراب العصافير من تمثّـلاتنا
فما كنّا لندرك ما تخـبّـئه لنا الأمنيات
من فخـاخ
خلف التواشيح الغزلـيّـة
و ما ينثره الحمام المركّـب من قنابل
فوق أغنيّـة بدويّـة
و ما كنّـا لنستردّ أشكال أوهامنا الأولى
لولا انكشافـك علينا
في أقبيّـة الغيم المخيف ...



7 ـ

انتهى …
كلّ ما تبقَّى للرّيح
من دَفَـقٍ
شرّدته التعاليم القديمة
و هرّبته الحقائب
إلى خوذة في الظلام …



8 ـ

سلام علينا ، علينا يحطّ السّلام
جمجمة
محمولة على موجة
في السّـراب العتيق …
و نـعـشا زجـاجـيّا
لغيمة مَنْتُـوفَــــةٍ
في الضباب
….…….


9 ـ

سـلام علينا ،
من تشابك الطرق
نلوّح بأيدينا لنجمة ذابلة
و نُنْهي لغة البدء
عند موطننا في الغياب …
فقد ينزع الواجد حجاب البرق
عن مضغة الطّين
و يبلّل بماء الورد
أطراف جـثّـتـنا
و قد تحملنا المدرّعـات ، خِفْيَة ،
إلى ترنيمة حزينة في أغنية الصّباح
……………….


10 ـ

صباح …
ككلّ الصّباحات التي انتهت …
انتهى …
سنهاجر ، بعد قبلتين ،
إلى نطفة ضامئة
كي نعيد للرّهبة وطأتها القاتلة
ثمّ نهـذي



نهذي
و نـنـام
.……….



مراد العمدوني



الترجمة الفرنسية



Le Léviathan


Mourad Amdouni / Tunisie

Traduit par : jamel jlassi


-1-


C’est fini…
Les choses reviendraient, comme avant, à leurs noms,
Et l’âme reprendrait sa passion du frisson d’argile…
Et je donnerais, dans quelques instants, ma paume gauche à sa droite,
Pour dessiner sur nos sables Les anges tombants des trous d’ozone,

Et se divisant en nuage dépucelé au face du mur…

-2-

C’est fini…
Mon cadavre est un poème sans rime,
Comme s’il était un éclat purulent dans l’Isthme suprême…
Et le vent déracine de mon sang la couleur de son pavillon, afin qu’il devienne un épouvantail pour la belle bruine…


3

C’est fini…
Tente…après tente,
je palpite l’absurdité de la création,
Et j’élis des psaumes, pour les trahisons………

je me guide dans les ténèbre des confessions par une toile d’araignée
Pour prouver au vent :
- L’efficacité des talismans
- L’efficacité de notre charme
- …………………………….
- …………………………….

4

Contenté du pluie semée par le vent,
je me sens désaltéré
…………………….
Je narre aux vagues
l’ardeur de se cacher derrière l’hydrogène enchâssé par du sang
Lorsque un nuage se ramollit
Ou lorsque la mousse de l’argile se trompe par la salive interdite…
Interdit à la mer De se guider que de notre étoile
Puisque l’égarement est notre jeu prescrit
………………..
D’une fente de ce monde béant
Nous
T
O
M
B
O
N
S

Comme des fantômes
Entre les trous des civilisations
Au fond du cerveau égaré par l’angoisse de l’absence…
……………………..
Toute chose ressemble à sa sale copie :
Le retour des Tatars
Et les cow-boys transmutés des gênes d’excréments humains…
La révolte d’une main sciée qui lapide le passé



En jouissant par les images du corps chargé par la plus-value,
Et les équations de la sale guerre…

5

C’est fini…

Etat…

Par état … les anciens

Arbres

Tombèrent De nos

sangs…

Les vents de l’automne déracinent nos membres
Afin que nous ne tendons pas notre ultime fleur au papillon orphelin.
Et les nouveaux dictionnaires nous brossent de ses vocabulaires
Comme de la poussière triste dans les abîmes de l’enfer
…………….

6

Nous conjuguons la forme de notre défaite d’une fleur sauvage
Et nous faisons voler – malgré nous- une volée d’oiseaux de nos illusions
Puisqu’on pourrait pas savoir les trappes que cachent nos souhaits derrière les chants d’amour
Et les bombes que sèment les colombes complexes sur les chants bédouins
On ne pourrait jamais reprendre les formes primaires de nos illusions sans votre révélation dans les caves nuageuses

7

C’est fini…
Toute l’effusion qui est resté au vent a été dispersé

par les anciens testaments
Et passé en contrebande aux casques des ténèbres…

8

La paix est sur nous
Sur nous se pose la paix


Un crâne porté
Par une vague
De l’ancien mirage…
Et un cercueil vitré
Pour un nuage déplumé
Dans la brume
…………………………

9

La paix est sur nous,

Les routes frauduleuses comme des labyrinthes
Exigent que nous saluions une étoile fanée
Et que nous finissons notre langage préliminaire, à notre patrie……..dans l’absence…
Peut-être le créateur lèverait-il le voile de l’éclaire
Du bouchée d’argile ?
Et mouillerait-il d’une eau rosée notre cadavre ?
Et peut-être nous serons portés en cachette par un tank
A une mélodie triste pour une chanson matinale
……………….

10

Un matin…
Comme tous les matins finis………….est fini…

Nous immigrerons après deux kiblah vers un sperme assoiffé
Et nous rendrons à la frayeur sa pression mortelle…
Après, nous divaguerons …. Divaguerons…

Puis nous dormirons ……………[/size]

جمال عبد القادر الجلاصي
28/05/2007, 07:39 PM
أصدقائي

أنا في انتظار ملاحظاتكم وآرائكم

حول محاولتي

محبتي

صالحة العراجي
29/05/2007, 05:55 PM
--------------------------------------------------------------------------------
المبدع عبد القادر الجلاصي
القصيدة الأصلية رائعة ..عميقة وثرية ..بعض الأبيات تستدعي التوقف وبالتالي التمعن في القراءة...بالنسبة للترجمة أراها موفقة لأنها احتفظت بعمق المعاني وجمال الكلمات المنتقاة بعناية ..الحق اني استمتعت بالقراءة باللغتين...
un grand merci
amicalement

Un crâne porté
Par une vague
De l’ancien mirage…
Et un cercueil vitré
Pour un nuage déplumé
Dans la brume


جمجمة
محمولة على موجة
في السّـراب العتيق …
و نـعـشا زجـاجـيّا
لغيمة مَنْتُـوفَــــةٍ
في الضباب

جمال عبد القادر الجلاصي
09/06/2007, 11:55 AM
المبدعة صالحة العرجي

شكرا سيدتي على مرورك الرقيق

وكلماتك العذبة كما روحك

مودتي

هري عبدالرحيم
11/06/2007, 02:18 AM
الأخ جمال الجلاصي :
امتعتنا بالترجمة التي أتت محافضة على روح القصيدة الأصلية،فشكرا لإختيارك،وشكرا لترجمتك.

جمال عبد القادر الجلاصي
21/06/2007, 11:44 AM
الصديق هنري

افتقدت مرورك والله في ركن الترجمة الأديبة

شكرا لك على تشجيعك المستمر

محبتي وتقديري

محمد سيف الدين-طالب ترجمة
19/08/2007, 10:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة للتنين...

قبل ترجمة قصيدة ما أو مناقشة ترجمة لها فإنه لا بد بالطبع من تقدمتها بقراءة متأنية تستخلص فيها موضوع القصيدة ونفسها الشعري.. قد تختلف قراءة عن أخرى اختلافا كبيراً وقد تتشابه كثيراً وقد ينقص منها أو يزيد هنا أو هناك، حسب زاوية النظر. وحتى نلتقي عند ذات الضفة عند ذات النهر.. ومن أجل المشاركة والتفاعل أحول أن أقدم هذه القراءة المتواضعة لعلها تلامس حقيقة الصورة التي رامها الشاعر. وتعال معي لنبدأ رحلة البحث عن التنين.!

التنين
1 ـ
انتهى ...
ستعود الأشياء ، كما كانت ،
إلى أسمائها
و تستعيد الرّوح لـذّتـها
من رجفة الصلصال …
و سأمنح ، بعد قليل ، كفّي اليمنى إلى شمالها
كي ترسم على رمالنا
صور الملائكة
و هي تسقط من ثقوب الأوزون
و
تنشطر
غيمة مُفتضَّـة
على واجهة الجدار…………

... انتهي: هي تتمة العنوان.. التنين، أي انتهى التنين... وإذ ذاك:
ستعود الأشياء كما كانت، إلى أسمائها: أي كما كانت قبل أن تكون جزءا من العالم المادي (قبل وجودها المادي) فقط أسماء..
وتستعيد الروح لذتها... من رجفة الصلصال: بما أن كل الأشياء قد عادت، فكذلك الروح تعود بعد أن يرتجف الصلصال الذي يحبسها رجفة الموت فستعيد لذتها ونشوتها التي كانت لها قبل أن تصير إليه.. وكل ذلك لأن التنين قد انتهى بالطبع.
بعد الطابع التخيلي لما يأمل الشاعر حدوثه يمزجه بصورة الواقع مكملاً الصورة لتصبح كما يلي:
وسأمنح، بعد قليل، كفي اليمنى إلى شمالها، كي ترسم على رمالنا صور الملائكة وهي تسقط من ثقوب الأوزون: ولكن قبل أن يرتجف ذلك الصلصال رجفة الموت فإني جامع كفي معا لأرسم دليل موتي تلك الملائكة التي تسقط من ثقب الأوزون.. فذاك هو الذي أدى إلى هلاكي.. وتلك الملائكة الآتية بموتي عبر ثقب الأوزون تنشطر كغيمة تحمل المطر متناثرة حين ترتطم بجدار الصلصال..


انتهى …
جثّتي مُعلَّـقة منذ الجاهلية
بلا قـافـية
كأنّها بلغم مُقيَّح
في سِـدرة المُنتهى …

و الرّيح تجتثّ من دمـي
لون رايـته
كي يصير فزَّاعة للرذاذ الجميل


... تتمة: نعم انتهى التنين
فتلك جثتي هناك معلقة منذ زمن الجاهلية... (معلقة من المعلقات العشر، ولكنها أيضاً معلقة من التعلق)
تتحدث بلا قافية... فكأن ذلك (عدم وجود القافية) مع طول الزمان جعلها كأنها بلغم مقيح..
فهي لم تزل بالتحلل عبر الزمن ولكنها بقيت معلقة في تلك الحال الذي ليس لها أن تبلغ ما وراءه فكأن ذلك سدرة منتهاها
وتنزع الريح من جثتي لون دمها... فدمي لا لون له لأن ليس له من يسعى لثأره...
وتمزج الريح ذلك اللون برذاذ تلك التي افتضت على صلصالي ... الرذاذ والدم ... الأمل والألم..
وينتشر مع الريح لون دمي حاملا ذكراي مع التنين ليفزع من ينتظرهم مصيري فيوما سيختلط الرذاذ الذي يتنعمون به الآن بمثل لون دمي.
ـ

انتهى …
خيمة … خيمة
أتحسَّس عبث التكوين
و أصطفي للخيانات
أناشيد مقدّسة
كي تستجيب لمقاصد مِلَّتنا
و أستدلّ ، في ظلمة البوح ،
بخيط العنكبوت
لأثبت للرّيـح :
ـ جدوى التعاويذ
ـ و جدوى فتنتنا



انتهى التنين... وها أنا الآن من عالم الأروح أو في دنيا الخيال...
أتحسس التكوين العابث لتلك الخيام (كأنه يشيرإلى زمن الجاهلية) خيمة خيمة.. وأنشد للخيانات التي بدأت من هناك
أناشيد أجعلها مقدسة... لتستجيب لمقاصد ملتنا...
لكأنه يتحدث هنا عن الخيانات التي تحدث باسم الدين ثم تبرر وتصور كأنها تعبر عن الدين وأنها من هناك جاءت من تحت ستر تلك الخيمة.. من البيت البدوي..
وأستدل في ظلمة البوح، بخيط العنكبوت: وهناك في دوامة الخوف من البوح أجد لنفسي دليلاً.. في أثر ذلك الذي حمته العنكبوت من نظر طامعي قريش.. لأثبت لك أيتها الريح التي تحمل لون دمي.. أن دمي هذا لم يهدر هباءاً.. وإذا فإن التعويذة التي بعثت هذا التنين وفتناه... لم تكونا بغير ذات جدوى... فما حمته العنكبوت إلا لذاك الذي من أجله كنت ضحية التنين.. (فهر يرى أن التنين انتهى لأنه هو انتهى فهو يروي اللحظات الأخيرة له في مشهد الوجود المادي حيث مع كل الأشياء ليصبح عالم الأسماء).


4 ـ
مُـكـتـفـيــا ،
بما تنثره الرّياح لـي
من مطـر
أرتــوي
………
و أروي للموج
وهج الـتّستّر
خلف جحيم الهيدروجين
الـمُرصَّع بالدّم
كلّما ارتخت غيمة
فوق صدري
أو تبلّلت رغوة الصلصال
بالرِّيق الحرام ……….

حرام على البحر
أن يهتدي بنجمة غيرنا
فالضياع لعبتنا الـمُتْـقَـنة


وأروي للموج وهج التستر خلف جحيم الهديروجين المرصع بالدم: وأروي للموج كيف أن الغيمة التي تفجرت على جدار صلصالي فجرت معها دمي واختلط الدم بالماء وجعلت لذلك طعما كالجحيم من أثر ذلك الهيدروجين الذي تحمله أنت أطنانا أيها الموج.. أروي له ذلك كلما ارتخت غيمة فوق صدري... أو تبللت رغوة الصلصال... بالريق الحرام .. ذاك الهيدروجين الذي يحترق منه صلصالي...
حرام على البحر أن يهتدي بنجمة غيرنا: أيها الموج لقد كنا نحن سادة هذا البحر... ونجمة غيرنا لن تكون له هداية... فغيرنا إذا يلعب دون أن يدري لعبة الضياع فالنجمة (نجمتنا) التي تهدي البحر لم تعد هناك..

من فتحة
في هذا العالم المفتوح
نهوي
كما الأشباح
من ثقوب الحضارات
إلى قاع العقل الشارد
في رعب الغياب

حضارتنا- تلك النجمة- تهوي من عليائها من ثقوب نخرتها في لحظة الشرود التي طالت، حضارات أخرى جعلت منها شبحاً يعاني رعب الغياب... الغياب عن الجسد، الحضارة، الحياة... فهو يرى جثته معلقة هناك بلا قافية فإن كانت هي الصدر فهو العجز الذي يحمل القافية الغائبة..


…………………
فكلّ الأشياء تشبه نسختها الوسخة :
عودة التتار
و رعاة البقر المُسْتَنْسَخِ
من جِينَة الرّوث الآدميّ …
انتفاضة يدّ مبتورة
ترجم الماضي
بأوعية الواقي المغشوش
و تستلذّ صور الجسد المشحون
بفائض القيمة
و معادلات الحرب الدنيئة …


فكل الأشياء تشبه نسختها الوسخة: كل الأشياء اليوم تشبه ذات الصورة يوم حطم جهلاء التتار عرش العلم في بغداد وداسو ما استطاعو من أطراف شرفه وشر فحملته، وكل ذلك يجدده رعاة البقر وما هم إلا صورة لحثالة البشر.. لا يقيمون منطقا لعدل ولا قيمة لشرف المسلمين وأعراضهم ويكيلون على الإسلام بيد هوجاء.. وانتفاضتهم تلك التي ترجم ماضينا... هي انتفاضة يد مبتورة لأنها تقدم الحرية مغشوشة ولا تقاوم نهمها الدنيء لتسيطر باقتصاد الربا وقهر القتل وهيمنة الهدر.. هدر الدماء.. انتصاراً لمطامع نفوسهم الرخيصة..


5
انتـهى …
دولــــةً …
دولـة …
يتـسـاقط
الشـجر القديـم
من د مــنا...........

و تقتلع رياح الخريف أطرافنا
من جذورهـا
كي لا نمدّ وردتنا الأخـيـرة
للفراش اليـتـيـم
و تنفضنا كلّ القواميس الحديثة
من مفرداتها
غبارا كئيـبا
في فراغ الجحيم
……………..

انتهى التنين..
دولة دولة يتساقط الشجر القديم من دمنا: هذا الشجر الذي كان من ثمره يتغذى القاصي والداني.. يتساقط اليوم لما لم تصمد جذوره أمام خريف اليوم بكل ما تراكم عليه من تغيرات الزمان.. ماضينا وتراثنا.. أمام رياح الحداثة.. ورياح التطور... لأنه بقي معزولاً فقد بقي يتيما حتى وردتنا الأخيرة.. كلمة الحق.. ترفضها القواميس الحديثة بعدما تجاوزتنا... وبتنا غباراً... يعانق الفراغ... في جحيم العزلة واليتم..

6 ـ
من وردة بريّــة
نـشتّـق صيغة انهيارنا
و نُـطـيّر ، مرغـمـيـن ،
أسراب العصافير من تمثّـلاتنا
فما كنّا لندرك ما تخـبّـئه لنا الأمنيات
من فخـاخ
خلف التواشيح الغزلـيّـة
و ما ينثره الحمام المركّـب من قنابل
فوق أغنيّـة بدويّـة
و ما كنّـا لنستردّ أشكال أوهامنا الأولى
لولا انكشافـك علينا
في أقبيّـة الغيم المخيف ...
تلك الوردة في البر تحكي بداية انهيارنا، وأسراب العصافير التي ألفناها تتوارى عن أذهاننا فأمانينا التي رسمتها لنا تلك التواشيح الغزلية أوقعتنا في الفخ فما كنا لنحسب حمام السلام هذا سيأتي على غراره حمام، يشبهه وليس مثله، حمام يلقي القنابل (أهي طائرات سبتمبر) أم أباتشي أرعدت في سماء أفغانستان والعراق؟ ، فوق أغنية بدوية... البدو الذين قيل أنهم فجرو البرجين أم البدو الذين على رؤوسهم تساقطت القنابل؟... ولولا أن هذى القنابل أيقظتنا من سباتنا لنستنشق الخوف تحت غيم دخانها وفي أقبية ظلامها – تأمل معي كيف أنها تنكشف في الظلام- لما تبدت لنا أمانينا القديمة وصورة الوهم أسراب العصافير..



7 ـ

انتهى …
كلّ ما تبقَّى للرّيح
من دَفَـقٍ
شرّدته التعاليم القديمة
و هرّبته الحقائب
إلى خوذة في الظلام …


انتهى التنين...
وتلك الريح التي تحمل الرذاذ الممتزج بدمي... أذهب قوتها...
ذلك الانعزال.. انعزال العقل التراثي.. التعاليم القديمة.. حتى غطاه الغبار في فراغ ذلك الجحيم..
لا بل خوذة تحفظ ذلك العقل ولكن.. في الظلام..



سلام علينا ، علينا يحطّ السّلام
جمجمة
محمولة على موجة
في السّـراب العتيق …
و نـعـشا زجـاجـيّا
لغيمة مَنْتُـوفَــــةٍ
في الضباب
….…….
إن كان ذاك هو الحال فعلينا السلام...
ذاك السلام الذي ينادى به على ثمان دمانا...
لقد مات منذ أمد طويل.. فتلك جمجمته تحملها موجة...
وتتراءى في سراب يحكيه عبق التاريخ..
نعشها الزجاج المنثور من الغيمة المنتوفة في الضباب، ضباب الغدر والضياع، الغيمة التي افتضت..

9 ـ
سـلام علينا ،
من تشابك الطرق
نلوّح بأيدينا لنجمة ذابلة
و نُنْهي لغة البدء
عند موطننا في الغياب …
فقد ينزع الواجد حجاب البرق
عن مضغة الطّين
و يبلّل بماء الورد
أطراف جـثّـتـنا
و قد تحملنا المدرّعـات ، خِفْيَة ،
إلى ترنيمة حزينة في أغنية الصّباح
……………….


سلام علينا نعم... فقد سرنا في طرق مختلفة...
والنجمة التي نلوح إليها... قد ذبلت... وضاعت الدرب..
والمجد الذي بدأه أسلافنا.. انتهى حيث غابت الأيدي التي تحمله...
فمنا من يموت حرقة... وتفارق روحه مضغة الطين وجداً لذلك المجد..
لتبتل بماء الورد... في البر... أطراف جثتنا...
ومن يصبح عليه الصباح يجده جثة حولها ترانيم حزينة..
فقد داست عليها المدرعات... مدرعات التنين!.




10 ـ
صباح …
ككلّ الصّباحات التي انتهت …
انتهى …
سنهاجر ، بعد قبلتين ،
إلى نطفة ضامئة
كي نعيد للرّهبة وطأتها القاتلة
ثمّ نهـذي
نهذي
و نـنـام
.………

و هذا الصباح انتهى.. ككل تلك الصباحات الجميلة التي انتهت...
وسنهاجر إلى القبر بعد قبلتين على الجبين...
وتستقر هناك النطفة التي كانت نحن..
وتعود الرهبة.. رهبة موتنا وضياعنا..
تلك التي تحملها صورة التنين..
آخر صورة نراها..
ثم نهذي.. وننام..
إلى الأبد...


والآن هل تراني فيما ذهبت أصبت، أو أين عساني أخطأت؟...
تحية لك أخي جمال ولكل المبدعين أمثالك وأدام الله قلمك الذي تخط به الروائع فلا جف له مداد..

جمال عبد القادر الجلاصي
02/09/2007, 02:01 PM
الصديق محمد سيف الدين

شكرا جزيلا على المجهود الذي بذلته في تحليل القصيدة

هكذا تكون المشاركة الإيجابية

كثّر الله من أمثالك

تقديري لقلمك المبدع

محبتي