المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من تاريخ القرصنة اليهودية



أحمد بشير العيلة
13/06/2010, 06:45 PM
من تاريخ القرصنة اليهودية
أحمد بشير العيلة / إعلامي فلسطيني

دائماً ما ارتبطت القرصنة عبر التاريخ بأولئك المارقين المغامرين الذين لم تربطهم قوانين الأرض فاعتلوا البحر ناهبين مروعين السفن والركاب. لكن ما نشهده اليوم من قرصنة مكشوفة وعلى الهواء مباشرةً تختلف في تنظيمها وإدارتها عن تلك القرصنة الكلاسيكية، قرصنة اليوم قرصنة تتم بواسطة جيش منظم وقوى وأساطيل قوية تتبع لكيانٍ هو ما يُسمى بدولة إسرائيل، وأهداف القرصنة لم يعد مجرد الاستيلاء على محتويات السفن بل تعداها إلى تحقيق أهداف سياسية وعسكرية ، بل تعدت ذلك إلى الانتقام بالقتل المتعمد لنشطاء سلام قضّوا مضجع إسرائيل بسفينة صغيرة مسالمة دخلت التاريخ باسم "مرمرة"، وقعت فريسة القرصنة الصهيونية فارتكب جنود بحرية الكوماندوس من وحدة ( شايطت 13) مجزرة متعمدة كشفت بشكل سافر عن غباء القراصنة.


تاريخ القرصنة اليهودية

ليس من الغريب أو من المصادفة أن تنتشر منذ السبعينات بين أفراد البحرية الإسرائيلية أغاني القراصنة باللغة اليديشية (وهي لغة جرمانية تكتب بحروف عبرية يستخدمها اليهود الأشكناز)، فمجال القرصنة مجال له جذوره عند اليهود، وحسب كتاب "القراصنة اليهود في الكاريبي" الصادر عام 2007 لمؤلفه إد كريتزلر ED KRITZLER الذي كشفتت صفحاته عن علاقة اليهود بالقرصنة، فأن القرصنة اليهودية بدأت مبكراً منذ زمن الهيكل الثاني (63 سنة قبل الميلاد) حسب سجلات المؤرخ اليهودي (فلافيوس يوسيفوس) والذي أشار أن من المتهمين بالقرصنة في ذلك العهد هم الأميرين الشقيقين هيركانوس الثاني واريستوبولوس الثاني، وكذلك الزعيم حشمونئيم إبان العهد الروماني في القرن الأول قبل الميلاد. وكشف كريتزلر كذلك أن اليهود السفارديم كانوا أكثر ميلاً إلى القرصنة بعد طردهم من إسبانبا عام 1492 ، ويرد مؤلف الكتاب إلى أن أشهر القراصنة اليهود هو القرصان موسى كوهين أنريكي الذي قام بالتخطيط لأكبر عملية سطو في التاريخ ضد إسبانيا عام 1628 مستولياً على كميات هائلة من الذهب والفضة من الشحنات المتجهة إلى العالم الجديد قبالة سواحل البرازيل.
مع العلم أن منطقة الكاريبي مليئة بمقابر القراصنة اليهود التي تزينها العظام المتقاطعة والجماجم. ولا ننسى فيلم ديزني المشهور " قراصنة الكاريبي" الذي يحكي قصصهم محققاً أرباحاً فاقت المليار دولار.
يرى الباحث كليزيلر أن عدد القراصنة اليهود عبر التاريخ، أكبر مما هو متوقع، والأرقام غير متاحة خاصة في الفترات التاريخية التي أخفى فيها اليهود يهوديتهم أو تحولوا فيها إلى المسيحية.
ومن أشهر قصص القراصنة اليهود كذلك قصة القرصان جان لافييت الذي هربت عائلته من اسبانيا إلى فرنسا في 1765 بعد تنفيذ حكم الإعدام بجده من أمه اليهودية، الذي كان يشن الغارات على السفن على طول خليج المكسيك بمعية ألف رجل وذلك في الحرب البريطانية الأمريكية، قصة هذا القرصان أصبحت عام 1956 فيلماً هوليودياً بعنوان "القرصان" بطولة يول برينر Yul Brynner. نقلاً عن يوميات لافييت.

إذن ممارسات القرصنة ليست جديدة على اليهود ، ولم تكن ممارسة وليدة بنشوء البحرية الإسرائيلية بعد قيام دولة إسرائيل، بل إن القرصنة نشأت مع اليهود عبر محطات تاريخهم المهمة كما أشرنا ، في عهد الهيكل الثاني المزعوم وفي عهد الخروج من الأندلس وفي فترة اكتشاف العالم الجديد حتى في وقت التجهيز لإعلان الكيان الصهيوني، حيث بدأت القرصنة تتحول إلى سلاح آخر غرضه الابتزاز، فلا ننسى إطلاقا العملية الإجرامية لقوات "الهاجاناه" عام 1940 ضد سفينة المهاجرين اليهود (أس.أس.باتريا) التي تم تفجيرها وعلى متنها 252 شخصاً من اليهود ومن الشرطة البريطانية في محاولة لتأليب الرأي العام العالمي لإجباره بقبول هجرة اليهود إلى فلسطين. وإن قال قائل إن القرصنة لا يتصف بها هذا الفعل كونه فعل دعائي، نقول إن تعريف القرصنة وحسب اتفاقية جنيف لأعالي البحار المبرمة في 29 إبريل عام 1958 –التي تعد أول اتفاقية دولية تتناول القرصنة البحرية – وحسب المادة 15 ترد بعض الأفعال التي تشكل جريمة القرصنة دون التعرض لتعريف محدد لها، ومنها:
"أي عمل غير قانوني ينطوي على العنف أو الحجز أو القبض أو السلب يرتكب لأغراض خاصة، بواسطة طاقم أو ركاب سفينة خاصة أو طائرة خاصة"
وتضيف المادة 16 من الاتفاقية أنواع القرصنة من السفن والطائرات الحكومية.

أحمد بشير العيلة / إعلامي فلسطيني
aylabou@hotmail.com
aylabou@yahoo.com
00218 92 510 2775