المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أشجار اللغة أعشاب الخطايا



جمال عبد القادر الجلاصي
09/03/2007, 07:16 PM
اشجار اللغة أعشاب الخطايا

واقفا على تخوم اللغات
والكيمياء تنخر عماد السماء
لم تفتني ألوان الحروف
ولم أنس طعمها الحامض في الدم.
واقفا،
أحاول رتق ذرّات الكيان
لو أني فقط أعلم معنى المعنى
وهل تسمّى الأشياء بلا لغة:
( الحلم، اللعنة، الإوز، سلاحف البحر، الحبر، ارتعاشات النهد الشبق...)
أجب دون فتح القواميس
دع الموتى يرتاحون قليلا
(المنجنيق،الشرف الرفيع، تفاح الخطيئة،سدنة الكعبة، مغتصبوها)
لا توقض أحدا،
دعهم يترسّبون في قاع النهر
غدا بعد ملايين السنين سيصبحون نفطا، أو خرافة...
واقفا،
حتى متى يسكنك الوزن والقافية؟
هل تقفّى رقصة النحلة حين تكتشف الرحيق؟
هل تقفّى رائحة الأرض بعيد المطر؟
هل يحتمل الوزن نداء اللوز للرياح اللواقح،
وكيف تحلّ الإبل أحجية الصحراء
ولا تختلط عليها الطرق؟
ولكن الشجر الأخضر كان،
والماء البسيط الساذج خالق كل شيء.
واقفا،
أحاول تحرير الكلام الأوليَّ من المعاني:
الحب لا يعني أن نكون نجوما
وأن نحتاج ليلا كي نضيء
ولا يعني أن نموت دون احتراق
ودون اكتشاف للشهوة والأمنيات.
الحبّ أن تهوى الرحلة
لا البحر ولا السفينة
أن تعود المرسى لتكتشف طينا جديدا
وتشتاق أكثر لملح السفر
كذلك نهد التي أهوى
لا تتقنه اللغات وإن قالت:
( إنه رصيف في الغربة
أصوات بلابل وقد تشيّأت
روح الياسمين في قباب من أثير)...
يظلّ غامضا وقدسيا كفواتح السّور.
واقفا،
أحاول بثّ الوجع في الأشياء
لو أستطيع أمدّ ذراعي
لأقطف زمنا لم أعشه
وأرى غابات ستسمّى مدنا

وأزهارا غدت بركا في أقفاص البنايات،
والقرد العاري،جدّي،
يغطي جسم الأشياء بالمعاني
ويؤاخي القطط والماس
وسفوح الجبال والخمرة والأساطير
وكان يحلم.
ولا يعلم أن الحلم موصل الأنهار
إلى البحار،
مخرج الأشجار من البذار
وأن الحلم مجداف المراكب
شراع السفائن، فحم القطارات
وجناح الإنسان نحو القمر...
مستترا بالشعر
أحاول هدم ما لا يسكن:
كفى ما صلى القديس للصّليب
وما دقّت في الأرجاء نواقيس.
كفى ما ركع الهندي للكوبرى
وما سجد إفريقي للشجر،
وكفى ما نحتنا من تماثيل لنعبدها...
ونأكلها إذا جعنا
واقفا،
ولا أرى في الطبيعة إلاّ ما يُرى
هذا زمن حديد، زئبق، شعاع، عطر جوع، مشانق، إسفلت، رحيق، رحيل...
هذه أغاني الفرات للفولغا
وألحان الأطلس للألب.
لا تحزن أيها المدفون في مناجم بوليفيا
أو في مخابر الذرّة السرية في القوقاز
هذه لغة لا يعرفها المترفون
لأنهم لم يبيتوا على ضمأ / عشق
وساعدك الأسود بالفحم
ورئتك المعجونة باليورانيوم
ستذكرها أساطير الأزمنة القادمة
لك أن تفرح فهذا زمن نبيّ معجزاته:
( المخابر، القلب الاصطناعي،
مشابك الشعر،غرف الإنعاش، أحمر الشفاه، أضواء السيارات، الملاهي...)
لك أن تفرح وأن تعلم
أنّ الزنوج ثلج آخر في اللغة الجديدة
وأنّ الشعر تصوّف العلم
أسئلة المحاريث/ إجابات الأرض
قبـر الصدفـة / جنازة الخرافة
ورحـم الكيمـياء/الفَراش،
والخطايا المجيدة
واقفا،
أستأتي الأجنّة والبراعم والخلايا
لو كان لي نزرع الأكفان أرحاما
ولو رحلنا ولم نعد
سيعود الربيع وأبناؤنا والبذور
يسيّجون حدود الكون باللغة وبالياسمين
يصنعون أمطارهم غمامة، غمامة،
يعرفون البيت من نعناعه
وينام تحت أحلامهم المستحيل

هلال الفارع
10/03/2007, 08:58 AM
أخي جمال.
تحية طيبة.
قرأت هذه الكلمات،
واستمتعت برحلة كونها بلا نهاية،
وبمفردات متلاحقة كالقواميس.
قمت بتعديل شكل النص، وحذف ما رأيته غير جائز للنشر.
تحياتي.
هلال الفارع

جمال عبد القادر الجلاصي
13/03/2007, 02:12 PM
الأستاذ هلال الفارع:

فرحت لمرورك على قصيدتي

ولكن عجبت كيف يمكنك بكل هذه السهولة بترها
أعتقد أن القصيدة لا تحتوي أي كلمات مشينة أو ماسة بأي مقدّس
ولذلك سأوقم بإرجاعها كما كانت
تقبل سيدي فائق الاحترام

د. جمال مرسي
13/03/2007, 07:39 PM
الأخ جمال الجلاصي
مررت على هذا النص من قبل و لم أشأ الرد لشعوري باشمئزاز في كثير مما قرأته فيه
و بداية من تصنيفه كونه شعراً ام لا فليست تلك قضيتي الآن . و لكن هنا انا أتحدث عن الفكر و المضمون و الذي بناءً عليه قام أخي هلال الفارع بحذف بعض الكلمات التي لا ترتقي بالذوق و لا تخدم النص و رغم علمي كشاعر أن هذا قد يغضب الشاعر إلا أن هناك ثوابت و أسس يجب أن نبني عليها كتاباتنا .
و بعيداً عن تفكك النص و صوره المهترأة و الغير موظفة توظيفاً دقيقاً في مكانها المناسب فقد استوقفتني بعض الكلمات التي أظن أخي هلال كلن قد حذفها و عدت أنت لترجعها
و انظر معي أخي بعين العقل و بعيداً عن أي تعصب

1- ماذا يسمى الله بلا لغة؟
2- والقرد العاري،جدّي،
3-هذه لغة لا تعرفها الملائكة والمترفون
لأنهم لم يبيتوا على ضمأ / عشق

4- لك أن تفرح وأن تعلم
أنّ الطين إله،
و فقط أريد منك استيضاحاً لهذه المعاني التي تظنها عظيمة و هي بكل الأسف واهية
فماذا يسمى الله بلا لغة .. و كيف يكون القرد العاري جدك .. و الله خلق الانسان في أحسن تقويم و لم يقل إلا دارون و شركاه بنظرية التطور .. و كيف لهذه اللغة لا تعرفها الملائكة و كيف يكون الطين إلهاً .
و الله إني لفي حيرة من أمري و من أمر هذه الحداثة المقيتة التي تجعل جدودنا قروداً و إلهنا ( عز و جل و تعالى عما يقولون علواً كبيراً ) طينا
يا أخي الكريم أهذا هو الشعر
و هل هذه هي الرسالة السامية له ؟
إن كانت كذلك فإنني براء منه و منها و سأعتزله إلى يوم الدين
و السلام

هلال الفارع
13/03/2007, 10:19 PM
الأستاذ هلال الفارع:

فرحت لمرورك على قصيدتي

ولكن عجبت كيف يمكنك بكل هذه السهولة بترها
أعتقد أن القصيدة لا تحتوي أي كلمات مشينة أو ماسة بأي مقدّس
ولذلك سأوقم بإرجاعها كما كانت
تقبل سيدي فائق الاحترام
ــــــ
أخي الكريم الجلاصي.
تحية طيبة.
حين تجرّأت وحذفت ما نبا من بعض الكلمات من هذا المشروع اللفظي، لم أغير في كتاب مقدس، ولم أسط على حقل ماس.. نعم هي كلماتك، ومن حقك أن تعتز بها، لكنك لا تستطيع بأي حال من الأحوال أن تفرض من خلالها ذوقك وشروطك على قراء هذا المنتدى.
أنا حذفت كلمتين، وربما ثلاثًا، تتعرض لله ( ماذا يسمى الله بلا لغة؟ ) وأخرى تتعرض للملائكة في قولك:( هذه لغة لا تعرفها الملائكة والمترفون) فحذفت كلمة الملائكة، وظلت الجملة: وهذه لغة لا يعرفها المترفون.. فما الذي نقص من ميزان هذا الطود من اللفظ بلا معنى..
اسمح لي يا أخي أن أقول لك: إن ما قرأته هنا لا يعدو كونه تخريفًا، إلا في بعض العبارات التي حاولت ألا أرى سواها فقلت عنها إنها جميلة..
ما الذي تقصده يا أيها الشاعر الملهم بقولك:
(والكيمياء تنخر عماد السماء
لم تفتني ألوان الحروف

ولم أنس طعمها الحامض في الدم.)!!!وفي قولك: (دع الموتى يرتاحون قليلا

(المنجنيق،الشرف الرفيع، تفاح الخطيئة،سدنة الكعبة، مغتصبوها)

لا توقض أحدا) ولاحظ معي صفاء العربية لديك.. توقض، وأنت تقصد توقظ، وقد تكرر ذلك في " ملحمتك " في أكثر من موقع، مما يؤكد عدم وقوع الخطأ المطبعي الذي يتعلل به الكثيرون، وسأترك للقارئ - إن كان هناك من سيقرأ هذا العبث - كي يقف بنفسه على نكبة اللغة لديك.
هل هنالك في هذا الكون من يزاوج بين القطط والماس، ويشبّه جدّه بالقرد غيرك؟!!
( والقرد العاري،جدّي،

يغطي جسم الأشياء بالمعاني

ويؤاخي القطط والماس )..لن أطيل، لأنني أعرف أن أحدًا لن يمرّ على هذا الهذر فيهدر وقته ونفسيته.. لكنني سأورد لك هنا كومة من الألفاظ التي لا أعرف لمَ جمعتها إلى بعض، اللهم إلا اعتبارك لها كنزًا مكتشفًا للمرة الأولى تراه:
(دع الموتى يرتاحون قليلا..

(المنجنيق،الشرف الرفيع، تفاح الخطيئة،سدنة الكعبة، مغتصبوها)

(هذا زمن حديد، زئبق، شعاع، عطر جوع، مشانق، إسفلت، رحيق، رحيل...

هذه أغاني الفرات للفولغا )وحين تنوي التجديد تقول:

( لأنهم لم يبيتوا على ضمأ / عشق

وساعدك الأسود بالفحم

ورئتك المعجونة باليورانيوم )
وتجدد أكثر فتقول:
(لك أن تفرح فهذا زمن نبيّ معجزاته:

( المخابر، القلب الاصطناعي،

مشابك الشعر،غرف الإنعاش، أحمر الشفاه، أضواء السيارات، الملاهي...) .........
سأكتفي، فقد غضبت من نفسي لوقوفي هذا هنا، مثلما غضبت أنت حين حذفت أنا بعض أجنحة الخرافات الملقاة على شاطئ الأطلسي تنتظر طارقًا جديدًا...
سأعيد حذف ما كنت حذفته، بعدما يقف عليها القراء والمتداخلون، ولن تعود مرة أخرى إلى فعلتك، فتعيد المحذوف، وعليك أن تتذكر أنك تستطيع كتابة ما تشاء، لكنك لن تفرضه كيفما تشاء!!
تحية لك.

جمال عبد القادر الجلاصي
14/03/2007, 06:44 PM
الأستاذ هلال الفارع:
سيدي الكريم، لست أدري بأي أسلوب سأكتب لك، لا أريد أن ادخل معك في كلمات الاستفزاز التي سقتها ولن أرد على سخرية غير المبطنة،
ولكن فقط أحيلك على الدراسات النقدية لهذه القصيدة التي أطلقت عليها من النعوت ما لا يجوز أن يخرج من قلم مبدع يحترم قلمه
" أقفاص البنايات، والقرد العاري ، الجبال والخمرة والأساطير ، الحلم موصل الأنهار ، الأشجار من البذار ، مجداف المراكب ، شراع السفائن، فحم القطارات ، جناح الإنسان نحو القمر ... "

تأتي المعرفة هنا متلبسة بالنكرة بحيث تفرغها الإضافة والجر من محتواها الحقيقي ( الذي هو تقرير الحقائق وترسيخها وإعطاء الأحكام ... ) خصوصا حين يتعلق الأمر بربطها بالنكرة بشكل مباشرة بحيث تأتي مضافة إلى النكرة كما في " شراع السفائن – فحم القطارت – جناح الإنسان مجداف المراكب " وهو الأمر الذي يؤكد مرة أخرى على مركزية النكرة في النهوض بالدلالة العامة للنص ودورها العاملي المركزي في تأتيت معالم القصيدة وشد بنيانها ..مما يسهم – بشكل جلي – في توطيد معالم تصورنا السابق والمتمثل في كون المتلقي جزءا أساسيا داخل المنظومة العامة للنص بحيث يراهن المبدع هنا على القارئ ليس فقط لإتمام النص ، بحيث لا يكتفي بمنحه كافة احتمالات التأويل والمشاركة بل إنه يجعله يتنزه داخل القصيدة – بحرية تامة – وكأنها عمل إبداعي جماعي ، إذ النص لا يكتمل – حقا – إلا أثناء القراءة وليس قبلها ولا بعدها أيضا ...
غير أن الذات المبدعة تتدخل في بعض الأحايين لتحاول ، باعتبارها مشاركة في بناء النص ، فقط ، من خلال الاستعانة بنفس الفعل السابق الذكر - أحاول – أن تحلل وضعا ما في شكل صرخة وهنا ، وبالرغم من الحركية التي من المفروض أن يتسم بها النص – على الأقل في هذا الموضع بالذات – نجد النص ، أيضا ، يربط الأفعال ببعض الحروف ويستعين بالجر مرة أخرى ( والجر سلب بمعنى ما ) لتبرز منعرجات وأسئلة أخرى من مثل :
كيف يمكن للفعل أن يؤدي وظيفة أساسية في الوقت الذي يتم فيه شل حركته من خلال ربطه بالحرف ، والحرف عاجز عن الظفر بمركز جوهري / تبئيري داخل أي منظومة لغوية ، فبالأحرى إن كانت اللغة شعرية ولنا في المقطع التالي خير نموذج : الناقد المغربي مصطفى بلغوني



ان القارئ قد يصطدم منذ البداية بغياب علاقة منطقية واضحة بين الأسطر الشعرية فلكأن كل جملة تشكل عالما مفردا مستقلا بذاته وكأن الشاعر قد اشتغل على جمله بشكل متباعد فكانت عبارة عن فوضى دوائر محورها الذات ( واقفا ... تفتني.....أنس ....) ولم تغب هذه الذات بشكل مباشر الا في حضور السماء المتآكلة \ المنخورة اي ان الذات تخفت بحضور الكيمياء ( العقل \العلم \ المنطق ) لتستفز قوائم السماء ( الخرافة \ الاساطير \ الدين .....اللامعقول) لكن هذه الذات المتحالفة مع الكيمياء لم تنس طعم الدم وانخراط اللغة فيه اي اختراقها لعوالم السماء من اجل انخراط فعلي في واقعها الموضوعي او استعادة وعيها بجسديتها
ان هذا المعنى لايعطي ذاته علنا وانما يتطلب جهدا تأويليا لتعريته دون ضمان مشروعية القراءة الجاهزة
ومايلفت الانتباه هو تجزئة الصورة وتفتيتيها بحسب حركة الذات المتسارعة فمع كل سطر هناك نمط حركة مختلف عن السابق
وهو ما يجعل هذه الذات المتحركة خارج حيز ماضيها الاعتقادي وازمة التشكيك في قدرتها على الاستحضار يكرس اغترابها الموضوعي ويجعل واقعها ضرب من التلاشي الفوضوي
ان الذات وهي تتمزق بحثا عن حالة اعادة تكوين الشاعر التونسي مراد العمدوني


النص الذي نحن بصدده هنا بورشة الشعر للشاعر التونسي جمال الجلاصي يحتفل في الواقع وبشكل خاص بتركيب لغوي في غاية الاتقان ، بحيث يستفيد من تقنيات الكتابة الابداعية الحديثة المنفتحة على المجهول // على المغامرة ، وذلك من خلال الصيغ التركيبية التي يحاول الاعتماد عليها والتي حاولت توضيع بعض معالمها من خلال القراءة السابقة في التركيب اللغوي للنص واهما بكل تاكيد :
الارتكاز على توظيف النكرة بما تتيحه من امكانات هائلة للانفتاح على التاويلات المتعددة بل ان المعرفة تاتي في بعض سياقات النص مضافة الى النكرة وهو امر يشير الى ان المبدع يحاول ما امكن اتاحة الفرصة للمتلقي للاسهام في بناء النص ...
وما يعزز هذا الامر هو محاولة الاعتماد على التركيب الاسمي الذي لا يكتفي بالتقرير مما يجعل النص عين تحاول ملاحقة عدد من المعطيات دون ان تعطي احكاما محددة ونهائية ...
ايضا النص مليء حد التخمة ، كما اشارت الاستاذة مالكة العسال ، بعدد من الكنايات والاستعارات والصور المجازية التي تم توظيفها بشكل متقن وباهر في اغلب مواقع النص وهو امر يستدعي منا محاولة الكشف عن هذه الشبكة الاستعارتية التي تخترق النص ...
طبعا هناك امر اساسي : وهو ان النص حين ينجز ويخرج الى حيز الواقع كعمل لغوي / تعبيري يصبح ملك المتلقي وبالتالي يمتلك المتلقي كافة اسباب المرور - عبر منعرجات اللغة وشعابها - الى النص قصد تفكيكه طبقا لتصوره الذاتي ، وبالتالي يصب // في كل الاحوال // ان يتخلى القارىء عن ترسانته الابستيمية / الاديولوجية التي تتراكم من خلال القراءات السابقة وايضا من خلال تصوراته للقصيدة ، وهو امر صحي وعادي للغاية لانه ، في واقع الامر ، يكسب القصيدة تجددا ويساهم في اثراء وتجديد افاقها والاهم من كل ذلك انه يضيف للشاعر امور اخرى ربما كان في غنى عنها ، لان الشعر في نهاية الامر يكتب وهو مثقل باعباء قراءاته السابقة وتصوراته // ايضا // عن النص الشعري ، وهنا بالظبط ( من خلال هذا التلاقح الذي تحاول انانا ترسيخه بين المتلقي والمبدع من خلال ورشة نقد الشعر ) تكمن اهم نقطة بالذات والتي تتمثل في هذا الحوار المكشوف والصريح بين المتلقي والنص وهو حوار بين المتلقي والمبدع ايضا .... الدكتور جمال بو طيب جامعة آسفي المغرب الأقصى...

وهناك العديد من الدراسات الأخرى ولكن المجال هنا يضيق بها

ولكن دعني أهمس لك أن الشعر ليس مؤسسة مكتملة تملك أنت أو أنا مفاتيحها، بل هو حلم مشروع للجميع حق المساهمة ببنائه أو هدمه، وتأكد سيدي الكريم أن التاريخ هو من سيتكفل بالغربلة النهائية،
لن أغضب من رأيك، لأنك حرّ، لكن هناك بعض الكلمات ما كان عليك أن تستعملها...
فائق الاحترام

هلال الفارع
14/03/2007, 08:22 PM
اخي العزيز جمال الجلاصي.
تحية طيبة.
لا أدري لمَ تحتار في اختيار اللغة التي ستكتب بها إلي، طالما أنك - كما أوردت - صاحب ورشة لغوية حديثة قادرة - بانتظار مرّ الزمن - أن تفوز في الغربلة النهائية.
إنّ إحالتك لي على دراسات نقدية لهذه القصيدة، لن يغيّر لديَّ من الأمر شيئًا، لسبب بسيط جدًا، وهو أنني أحترم عقلي، وعقل القارئ، وقبل ذلك أحترم قلمي الذي أفقدته أنت الاحترام لأن هناك من شاركك في هذه الهرطقات اللفظية، التي لا تسعف عقلاً، ولا ترهفُ حسًّا.
تقول في ردّك: ( النص الذي نحن بصدده هنا بورشة الشعر للشاعر التونسي جمال الجلاصي يحتفل في الواقع وبشكل خاص بتركيب لغوي في غاية الاتقان ، بحيث يستفيد من تقنيات الكتابة الابداعية الحديثة المنفتحة على المجهول // على المغامرة ، وذلك من خلال الصيغ التركيبية التي يحاول الاعتماد عليها والتي حاولت توضيع بعض معالمها من خلال القراءة السابقة في التركيب اللغوي للنص) !!
أي تركيب هذا الذي في غاية الإتقان؟! أهذه:
(دع الموتى يرتاحون قليلا
(المنجنيق،الشرف الرفيع، تفاح الخطيئة،سدنة الكعبة، مغتصبوها)
لا توقض أحدا) ؟!
أم هذه:
لك أن تفرح فهذا زمن نبيّ معجزاته:
( المخابر، القلب الاصطناعي،
مشابك الشعر،غرف الإنعاش، أحمر الشفاه، أضواء السيارات، الملاهي...)
لك أن تفرح وأن تعلم
أنّ الطين إله،
وأنّ الزنوج ثلج آخر في اللغة الجديدة ؟!
يا عزيزي ليس الشعر بضاعة ورشة تفتتحها أنت واثنين ممن تخيّرت، وليست اللغة هوسًا نتفيّأ اشتعاله لنطفئ العقل. الشعر واللغة عتاد عقل وروح، وزاد فكر وأداء.. أوَ تقنع أحدًا بأن التجديد يقتضي منك في لحظات إسفاف لغوي أن تقرن جدك العاري بالماس، وأن الشعر يعني أن تفرح لأنّ:
(الشعر تصوّف العلم
أسئلة المحاريث/ إجابات الأرض
قبـر الصدفـة / جنازة الخرافة
ورحـم الكيمـياء/الفَراش،
والخطايا المجيدة) أنا أسألك: لماذا لم تضف إلى ما فات: رفض القهوة\ دلاء الثعالب\ حمق النفايات\ عرق النسا..... إلى آخر ما عمّر الله من تراكيب (مثنى وثلاث ورباع)؟
يا أخي، اكتب ما بدا لك، وما تشاء، فلست الرقيب عليك، والدليل أنني في مطالعتي الأولى لمشاع اللغة هذا، لم أتعرض له بذم، ولم أتعرض لك بنقد.. كل ما فعلته أنني حذفت ثلاث كلمات رأيت أنها تسيء إلى العقيدة، لأنك استخدمتها باستخفاف مقيت بها، وأنت تعلم أنه لا يجوز الاقتراب من ذات الله سبحانه وتعالى إلا بجميل صفاته، وعظيم أسمائه.. هكذا فعل رسولنا الكريم، وأصحابه الكرام، والمسلمون حتى يومنا هذا... إلا الشاعر صاحب الورشة التجديدة الجلاصي يرى الله طينًا، ويخرج علينا بجهل الملائكتة للغة، ويقرنهم بالمترفين!!
الذي لا يعرف التفريق بين الضاد والظاء في الأبجدية لا يحق له الحديث في النقد، وقد أحلتك إلى ذلك في ردي السابق عليك، فحاولتَ الانتباه إلى ذلك في ردك عليَّ فجئتني بالتصويب هذه المرة لكتابة الضاد، فكانت منك: ( بالظبط )..
صدقني لا أريد أن أفتح معك معركة لا طائل من ورائها، ولا فضل لي فيها. أنا أريد منك أخي الكريم أن تناقش عقلك، وأن تفتح قلبك لك، وأن تكون ذاتك، لا أن تمشي مشية الغراب، وأنت بطريق على شواطئ الأطلسي.
أما قولك:(ولكن دعني أهمس لك أن الشعر ليس مؤسسة مكتملة تملك أنت أو أنا مفاتيحها، بل هو حلم مشروع للجميع حق المساهمة ببنائه أو هدمه، وتأكد سيدي الكريم أن التاريخ هو من سيتكفل بالغربلة النهائية) فاسمح لي أن أطمئنك يا أخي أنني لن أكون طرفًا، أو جزءًا من مادتك التي سيغربلها الزمان أو التاريخ، لأنني ببساطة لا أنتمي إلى ورشة التجنيد في عبث التجديد، ولست واحدًا ممن يتواطؤون على عقولهم مع جنونهم.
لك تحياتي.

د. جمال مرسي
15/03/2007, 08:10 AM
سؤال لشعراء الواتا :

لماذا لا تشاركوننا الرأي هنا في هذا العمل المسمى قصيدة دفاعاً عن لغتنا التي أحببنا ؟
و شعرنا الذي هو حاضرنا و تراث أجدادنا و ديواننا الذي أسموه ديوان العرب ؟
و عقيدتنا التي لا نحيد عنها و لا يجب أن يعبث بها كائن من كان ؟


و لأخي جمال الجلاصي أقول :
يشترط أن تكون الدراسة النقدية لعمل ما مكتملة الأطراف و إلا تحولت لمديح مقيت مثلها مثل أي رد على أي مشاركة يمجد صاحبها صاحب النص .
في النقد يجب إظهار المساوئ و الحسنات .. و هنا أرى أن أصدقاءك النقاد قد لأترعوا نصك حسنات
و كأنك بهم أحدثت انقلاباً حقيقيا في اللغة .
عموماً أن أتفق معهم فأنت بالفعل أحدثت انقلابات كثيرة في اللغة التي نعرف و نحترم .
اعذر لنا أنا و أخي هلال صراحتنا .. فما أحببنا أن نكون إلا مرآة حقيقية لما نقرأ .

و أخيراً:
فإن هناك سؤالاً يحيرني .. ربما أعرف إجابته
و لكني أردتها منك
لماذا يعرض االناس عن قراءة مثل هذا الكلام المسمى شعراً ؟؟

و تحية صباحية

عبير أحمد
15/03/2007, 08:55 AM
أصدقائي : اسمحوا لي أن أتداخل معكم فيما أنتم بصدده ، أختلف معكم أنتم الثلاثة فيما ذهبتم إليه ، فجميل أن نبدع ، والأجمل أن لانمس العقيدة ، وقبل أن نحكم على أي شكل لابد أن نكون على دراية به
لأن الإبداع ليس مطلقا تماما وليس ضيقا إلى حد الحذف لبعض الجمل أو الألفاظ ،فلو قمتم بحذف النص لحظة نشره أهون على من يكتب من حذف جمل به .
فما ذهب إليه الشاعر في هذا النص المبدع_ لولا دخوله إلى منطقة تستفز مشاعر أي مسلم حريص على دينه فلا تجعله ينظر إلى ما وراءها من دلالات كما حدث مع رواية أولاد حارتنا من قبل والتي ستنشر هذا العام بموافقة الأزهر الذي رفضها حتى العام الماضي _ هو ما اختلفتم معه فيه ، هويرى أن الوزن والقافية ضد فطرة الخلق كما فهمت من قراءتي المتواضعة وأن كل شئ عفوي طازج قادر على الابداع ،
وللننظر هنا :لو أني فقط أعلم معنى المعنى
وهل تسمّى الأشياء بلا لغة:
( الحلم، اللعنة، الإوز، سلاحف البحر، الحبر، ارتعاشات النهد الشبق...)
ماذا يسمى الله بلا لغة؟ *****فماذا تسمون الله عز وجل بلا لغة الإجابة الله طبعا والله منزه عن كل نقص ولكنه دخل بنا من نافذة التفاصيل الصغيرة إلى المعنى الضخم ويؤكد هذا : وهل تسمى الأشياء بلا لغة ؟ الاجابة المطروحة في سياق السطور التالية لا طبعا فاللغة أحد الدلائل التي نستشهد بها على وجود الله وكيف كنا سننطق اللفظ دون أن نتعلم اللغة ....
هذا جانب مما تطرحه القصيدة الرائعة من وجهة نظري ، ولايمكن أن نطلق على من يختلف معنا في الشكل مهرطقا ومخرفا .. يجب أن نقرأ الآخر ونحترمه حتى يحترمنا ..
ولي عودة مع عودتكم إلى باقي مواضع القصيدة .
عبير أحمد
دكتوراه / جامعة عين شمس / مصر

د. جمال مرسي
15/03/2007, 09:52 AM
الأخت الكريمة د. عبير أحمد
أهلا بك و بمشاركتك الثانية معنا في الواتا
الأخت الكريمة
لا يعني قبول الأزهر لأولاد حارتنا بعد رفضه لها من قبل أن ينصاع عقلي و قلبي لفكر و إسقاطات الكاتب حتى لو كان عالمياً كنجيب محفوظ أو للأزهر الذي يمثل مؤسسة حكومية الآن .
و لا يعني أن ننساق وراء كل وسيلة جذب رخيصة تأتي على حساب الدين و المعتقد كما حدث في وليمة لأعشاب البحر .
يا سيدتي .. هناك محظورات و خطوط حمراء لا يجب تخطيها حتى و إن ادعينا أنني نصنع للغة بناءً جديداً فكل يمس عقيدتي أو مبادئي التي نشأت عليها يجعلني و غيري لا يمكننا السكوت بل البحث و التنقيب . ربما هذا يبعدني عن اكتشاف مناطق أخرى جميلة كما قلتِ في النص لأنه لا يهمني أن أكتشف مثل تلك المناطق قبل أن أكشف زيف الحقائق .
نحن لم نتعرض لوزن و لا قافية و لا قالب شعري و لكن تعرضنا لمضمون أرى أن كل سوي ما كان ليقبل به طالما كانت فيه و لو كلمة واحدة خارجة يرفضها عقلي و قلبي .
شكرا لك
و تقبلي الود

د. حسان الشناوي
15/03/2007, 10:35 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأساتذة الكبار
ما حللت هنا لكوني ازهريا يحاول الدفاع عن الأزهر ، فهذا الجامع وجامعته فيه من العلماء والشعراء ما لايحتاجون إلى كلام مثلي عنهم .
بل حبا لفن الشعر الذي أرى أنه من خصائص هذه الأمة العربية التي نتمي إليها باعتزاز ، ونحرص على أن يكون هذا الفن منبعا للمتعة الشعورية ، وسجلا حضاريا في وقت واحد ، يرصد ما لدى هذه الأمة من مناقب ، ويكشف عن طبيعة التكوين التي ربما تتفرد بها العروبة لغة وأرضا وإنسانا .
ولا يعني كلامي هنا قط التقليل من شأن شعرا عظام في اللغات الأخرى ، فهوميروسي ، وطاغور ، ومحمد إقبال ، ويوهان فولف جوته ، وشكسبير ، وبودلير ، وغيرهم معالم مضيئة في طريق الشعر على المستوى الإنساني والشعور البشري الذي لايختلف باختلاف اللغات .
بيد أن لكل أمة مهما تمازجت الثقافات ، وتلاقت الأفكار خصائصها ومميزاتها التي ينبغي الحرص عليها .
من ثم أستأذنكم في عودة ثانية لما يثيره إبداع أخينا الشاعر جمال ؛ راجيا أن يكون الحوار حول هذا النص مدعاة إلا الاختلاف المؤلف بين العقول .
ولكم التحية والتقدير

إسماعيل صباح
15/03/2007, 11:32 AM
أخي د. جمال:ـ
عندما يمر أحد كتاب واتا على مثل هذه الخزعبلة , ينبغي له اتخاذ أحد الإجراءات التالية:ـ
أولا ـ إذا كان له صلاحية الحذف أن يحذفه فورا ,
ثانيا :ـ يرد باختصار شديد ومؤدب دون مجاملة , مبينا رأيه الشخصي
ثالثا أن يترفع عن الرد إلا غضبة لله للتجاوزات الشرعية
ولولا معزتك لما رددت لأن مثل هؤلاء الفلاسفة لن يقتنعوا بمن يعارض فكرهم
وأرى أن استمرار الحوار معهم يزيد غرورهم فأرى غلق هذا الحوار عند هذا الحد وشكرا لك ولغيرتك.

هلال الفارع
15/03/2007, 12:57 PM
هذا جانب مما تطرحه القصيدة الرائعة من وجهة نظري ، ولايمكن أن نطلق على من يختلف معنا في الشكل مهرطقا ومخرفا .. يجب أن نقرأ الآخر ونحترمه حتى يحترمنا ..
ولي عودة مع عودتكم إلى باقي مواضع القصيدة .
عبير أحمد
دكتوراه / جامعة عين شمس / مصر[/quote]
ــــــــــــ
الدكتورة عبير.
تحية طيبة.
لن أختلف معك لأنك اختلفت معي في النظرة إلى النص، ولن أتجه بكلامي هذا إليه، لأنه يبدو أن هناك تفاوتًا كبيرًا في الفهم، وبونًا شاسعُا في اللغة، وهوّةً من الصعب ردمها في الفارق الثقافي.
لم أفهم يا دكتورة ما ذهبت إليه من إبداع.. لعل ثقافتي لم تسعفني للإحاطة به، ولم يتمكن ذوقي اللغوي أن يهضم ما اعتبرته رائعًا، لأن مقومات الروعة تختلف من بيئة لأخرى، وربما من جنس لآخر، فنحن عباد الله البسطاء الذين تربينا على فلسفة الألوان، وعلى النظرة الشاملة للفن، لا نستطيع حتى اللحظة الدخول - مثلكم - إلى كنه التفاصيل الدقيقة للفنون. نحن فقط نستطيع أن نعوم على سطح دافئ ضحل، بينما يبدو أنكم قادرون على الغوص في عمق الأعماق، ومحاورة الماوراء، وفتح المدارس كلها دفعة واحدة؛ التجريدية والتكعيبية والتجريبية والدادائية والسريالية وغيرها. نحن يا سيدتي كثيرة علينا الرومانسية البسيطة، والمدرسة العفوية البكر!!
المخيف يا سيدتي هو أننا نكتشف أننا تعلمنا لغة أخرى غير التي تعلمتم، وتتلمذنا على أساتذة لم يطوهم عصر التقنية تحت إبطه.. لذلك نحن ضحايا محمد غنيمي هلال، وشوقي ضيف، ومحمد محمد حسين، ومصطفى الشكعة، وعز الدين إسماعيل، وعبد القادر القط، وعبد العزيز عتيق، ونازك الملائكة، وعبده الراجحي، وأبو عبية، وسعيد الأفغاني، وثلة أخرى ممن تتلمذنا عليهم مباشرة على مقاعد الجامعة.. نحن ضحايا هؤلاء يا سيدتي، لأنهم لم يعدّونا الإعداد الأبيض لليوم الأسود، ولم يخطر على بالنا أنهم غشّونا علمًا، لأننا كنا أغرارًا آنذاك، وإلا لست أدري لماذا لم يعرّج بنا واحد منهم - واحد فقط - على جنون غصن الرغيف، أو جدي العاري القرد، أو القطط والماس، أو
( الحدس، الكلبة، المعادل الموضوعي، وجه القفا، خوف النسء، بحور السرو....)!!!
أعترف الآن يا سيدتي الدكتورة عبير أن لكل زمان دولة ورجالاً، ونحن لا ننتمي.. وإلا كنا على قدر أهل الإبداع، لا على قدر أهل العزم. فارحموا ضعفنا، ونَظِرَة إلى مفهمة، علّنا نلتحق بإحدى الورش التي ترشحونها لنا، لنخرج من قمقم التقليد إلى إهليلج المعرفة..
نعم يا سيدتي الدكتورة عبير، نحن غير ملومين، هذا زادنا، وهذا عتادنا، وما استطعنا إلى علاليكم سبيلا.. نسألكم العفو، ونعدكم أننا في مرات قادمة - إن أذنتم لنا - سوف نقتل أنفسنا تحديثًا، ونكسر أقلامنا تجديفًا.. وسنكون عند حسن الظن بنا، لا يقف في وجه نقدنا وذوقنا ومعرفتنا وثقافتنا إلا البسيط التافه، الذي أكل الدّهر عليه وشرب، كشعر المتنبي وأحمد شوقي وصلاح عبد الصبور وبدر شاكر السياب وجيوش عارمة من التقليديين الآفلين. وسنكون على موعد مع الاختبار الثاني أمام حداثتكم المبهرة، ونقدكم غير المسبوق، الذي سبر غورنا، وألهب إلى التحديث - كما ترونه - حماسنا.. سوف نجيب عن كل أسئلتكم وتساؤلاتكم، وسوف تروننا سبّاقين إلى
" الشرفقوطونياليزم " الشعرية الحديثة.
لك التحية والتقدير.

الشاعرمحمدأسامةالبهائي
15/03/2007, 05:03 PM
السلام علي من أتبع الهدي
ورحمة الله وبركاته
وهذا يوم جديد أطالعة لأول مرة منذ تعلمت القراءة والكتابة وفك الأحرف والرموز والمنمقات من بديع الكلام ، ومن حسن الخلق واللسان ، وبلاغة السفهاء مقارنة ببلاغة الفقهاء .
وبهذا اليوم الجديد أشهد بأنني وفى خلال بضع دقائق تعلمت مالم أتعلمه في سنوات من الشقاء والسهر والجد والاجتهاد من أجل استيعاب ماقدرني الله علي فهمه وهضمه والتزود به لامن اجل التخرج الأكاديمي المقرر ولكنها محصلتي من الحد المعقول والمقبول من المعرفة.
فعندما مررت وهذا الطرح الذي أبدعه كاتبه بعنوان أشجار اللغة أعشاب الخطايا ولم أستوعب هذه التركيبة اللغوية المتحزلقة لكوني تذكرت لخطأ ما أنها خرجت عن كل المسارات وتداعت لأفكاري قصيدة شعرية شهيرة لعبد الرحمن الشرقاوي بأحدي مسرحياته الشعرية
الحسين ثائرا :
أتعرف مامعني الكلمة
مفتاح الجنة في كلمة
ودخول النار علي كلمة
وقضاء الله هو الكلمة
الكلمة لوتعرف حرمة
زاد مزخور
الكلمة نور
وبعض الكلمات قبور
بعض الكلمات شامخة
يعتصم بها النبل البشري
الكلمة فرقان مابين نبي وبغي
بالكلمة تنكشف الغمة
الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة
عيسي ماكان سوي كلمة
أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين
فساروا يهدون العالم
الكلمة زلزلت الظالم
الكلمة حصن الحرية
إن الكلمة مسئولية
ان الرجل هو الكلمة
شرف الرجل هو الكلمة
شرف الله هو الكلمة.
*******
وجال خاطري من مداخلات السادة
د.جمال مرسي ، والشاعر الرائع هلال الفارع ، والأخ إسماعيل صباح ، ومداخلات الشاعر د. حسان الشناوي ، ود. عبير احمد ، وأ .عبد القادر جلاصي .
وبما اننا بصدد قضية في غاية الخطورة ( ولم استخدم تعبير الأهمية لكونها هكذا ) .
أنفعال د. جمال مرسي وتقنية الفكر والأتجاه لدي أخينا الشاعر هلال الفارع . والمصادرة التي تبناها أخي الكريم اسماعيل صباح . وعبور الأخ الدكتور حسان علي أمل العودة برأيه ويبدو أنه سيعد العُدة ليأتي لنا بجديد وهذه الكتابة . والأخت الكريمة عبير والتي لانعرف هويتها الحقيقية وانتمائاتها سواء العلمية أو الفكرية ولم نطالع لها هنا سواء إرهاصات في مداخلة وقصيدة للأديبة مالكة عسال ( نون النسوة) وهذه الأقحامة الغير علمية في هذا الموضوع محل النقاشات المطروحة بدليل تاكيدها الأختلاف الشخصي مع الثلاثة المتحاوريين علي حد قولها : ( أختلف معكم أنتم الثلاثة فيما ذهبتم إليه ) والحمد لله أن سبقني أخي الشاعر هلال الفارع ببليغ الرد الذي أشبع حاجتي للرد علي الأخت عبير احمد.وأقدم له جزيل الشكر علي هذا المعروف والجميل الذي خدمني به خدمة لن أنساها له العمر كله.
وبالنسبة لخي إسماعيل صباح ياصبرك الكبير ودرجة تحملك ياإسماعيل بيه أنا شخصيا لا أتحمل هذا الموقف وقضية في غاية الخطورة لاتمر من بين ايدينا مرور الكرام مقابل صمتنا أو عدم مواجهتها، وهذا لالشيئ وشخصية شاعرها وفكرة وميولة وماصدر عنه وأنما لكون هذا الأبداع همنا وشغلنا الشاغل فنحن مثقفي هذه الأمة ورجالها والرجولة الحقيقية عند الموقف. وبالنسبة لأخي العزيز د.جمال مرسي يكفيك صدقك وموقفك الثابت علي مبدأ حق.
وأخيرا لشاعر القصيدة أشجار اللغة أعشاب الخطايا الأخ عبد القادر الجلاصي والأخت عبير أحمد عفاكم الله من خطيئة وسامحنا وسامحكم علي ماأحدثتموه بنفوسنا في هذا النهار
وكلمتي إليكما:
تعد قضية الحداثة من قضايا الشعر العربي الخطرة، إن لم تكن في عصرنا أخطرها على الإطلاق، فهي قضية تطوره وتغير مفهومه وطبيعته وعناصره الشكلية والموضوعية.
وقد اكتسبت هذه القضية أهميتها الخطيرة في عصرنا من كونها تحولت إلى مسوغ أساسي لتغير أي من مقومات الشعر، ولا أستثني من ذلك كيان الشعر كله. وصارت عند بعض المتنطعين غاية وهدفاً. لأجلها "يُسْتَشْهد" بعضهم ، وفي سبيلها يعاني آخرون المتاعب ويعللون فقرهم في الجمهور، وبسببها يتحمل فريق ثالث لعنات مجتمعه غير مبال بها. فهو -كما يزعم- يؤصل قواعد الحداثة ويرود التطوير. وللحداثة قامت صراعات كثيرة بين أجيال متوالية في هذا القرن، وما زالت تقوم، تشتد تارة وتهدأ تارة.. وربما تظل كذلك إلى ما شاء الله.

فما الحداثة ؟
ولم صارت شغل النقاد والشعراء ؟
وهل تستند إلى جذور أصلية في تراثنا الأدبي ؟
أتمني ان أتلقي إجابات وافية والزملاء


لكم التحية
الشاعر
محمد أسامة البهائي
مصر

عبدالرحمن الجميعان
15/03/2007, 05:48 PM
لا شك بأن الشاعر له قدرة على صياغة الللفظ والتلاعب بالألفاظ، وهو لديه حس شعري راق، لا نجادل في ذلك.. وهذا ليس محور حديثنا، ولكن القضية المهمة في الموضوع، مسألتان:
الأولى تكمن في الكتابة غير المفهومة لدى الكثيرين من كتابة وسدنة ما سمي بالحداثة، مع أ، الغرب قد تجاوز الحداثة منذ زمن، فكثير من كتاب الحداثة وعلى رأسهم أودونيس و رفاقه قد كتبوا الكثير الكثير مما لا يفهم، ولن يفهم، بل صرحوا بأنهم قد خرجوا عن اللغة والنحو والصرف، ومع هذا فكتابتهم بالحرف العربي..
الثانية التي يعني منها الخط الحداثي هو تحطيم المقدسات، وتحطيم العقيدة الناصعة في قلوب معتنقيها، فأمثال صلاح عبالصبور، والسياب، وادونيس والخال وسعدي...وغيرهم كثير قد تكلموا بكلام بذيء على الله تعالى وعلى ملائكته، وعلى دينه، وليس هنا مجال العرض..
وهنا شاعرنا يحذو حذو رقفاقه من شعراء الحداثة فيضعون لهم قاموسا خاصا بهم، ويتكلمةن بحرفنا كيف ذلك؟
ثم هذه بعض القضايا التي تعرض لها شاعرنا لصلب العقيدة..
1-لو أني فقط أعلم معنى المعنى
وهل تسمّى الأشياء بلا لغة:
( الحلم، اللعنة، الإوز، سلاحف البحر، الحبر، ارتعاشات النهد الشبق...)
ماذا يسمى الله بلا لغة؟ ، فهذه كلمات لا ينبغي أصلا أن تقرأ، بما فيها من سلوك مخالف حتى لأبسط قواعد الأدب والخلق..ثم ماذا نسمي الله تعالىبلا لغة؟ ما معنى هذا الهراء؟ وهل يكون انسان بلا لغة.؟
2-أجب دون فتح القواميس
دع الموتى يرتاحون قليلا
(المنجنيق،الشرف الرفيع، تفاح الخطيئة،سدنة الكعبة، مغتصبوها)
ما معنى هذا الكلام؟
3-والماء البسيط الساذج خالق كل شيء.
واقفا،..هل الماء خالق كل شيء، أم الله تعلى الله عن ذلك؟

4-يظلّ غامضا وقدسيا كفواتح السّور.
واقفا،
فواتح السور غامضة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وهل يتعبدنا ربنا بشيء غامض؟
5والقرد العاري،جدّي،
يغطي جسم الأشياء بالمعاني
ويؤاخي القطط والماس
وسفوح الجبال والخمرة والأساطير
وكان يحلم.
هل لو قرأت هذا الهراء على جدك ما تظنه فاعلا فيك.؟ هل يرضى؟ هل يسكت؟ كيف ترضى أن تنتسب لقرد عار؟ والله تعالى قال(لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم..)؟
6-لك أن تفرح فهذا زمن نبيّ معجزاته:
( المخابر، القلب الاصطناعي،
مشابك الشعر،غرف الإنعاش، أحمر الشفاه، أضواء السيارات، الملاهي...)
لك أن تفرح وأن تعلم
أنّ الطين إله،
والخطايا المجيدة
واقفا،
عذرا فأنا أقرء العربية وأفهمها فهل من شارح لي هذا الكلام؟..هل الطين إله؟.الماء أصبح إله والطين كذلك، قد نعود إلى زمن الأغريق والرومان والجاهلية الجهلاء بهذه المعتقدات الكافرة..

هذا بعض ما فاض به شعر شاعرنا، وكيف ينبغي لمسلم يسمع هذا أن لا ينتفض أو يثور، وحتى لو قرظ المقرظون ومدح المادحون...فنقدنا اليوم في مهب الريح.. و كم من أديب كتب في خانة الأدب وضم مع الأدباء وليس بهم..
نصيحة للشاعر أن يعيد صياغة ما كتب، وان يعرض قصيدته على عقيدته فإن قبلها فهو وذاك..بل حتى من اعتقد اعتقاد النصارى وأو اليهود لن يرضى ب بهذه الأقوال التي تدعي الألوهية للماء والطين..!

عبد القادر رابحي
15/03/2007, 06:18 PM
السلام عليكم جميعا...

مع وجوب احترام ما يجب احترامه
و الدفاع عما يجب الدفاع عنه
و الاقتناع بما نحن مقتنعون به..
مع وجوب كل هذا..
و الدفاع عن كل هذا
و الاقتناع بكل هذا...
انطلاقا من قولة الحق
و المبادئ
و الحمية
و الروح الصافية التي لا يمكن أن تشوبها شائبة

ليسمح لي الجميع بقول كلمة واحدة...
ما يزعجني أشد الإزعاج( و الإزعاج هنا يخصني لوحدي و أتحمل مسؤوليته) هو أن أرى البعض ينصبون أنفسهم أوصياء على كل شيء و أولياء على كل الناس، ينظرون إليهم بنظرة كبر متعالية، فيها كثير من الوصاية الأبوية التي تقرف الإنسان.. يعطونها للناس بأسلوب أبوي طري فيه كثير من التخفي و التلفيق
لكي يظهروا للناس أنهم أحرار لكن دون المس بما يعتقدون أنهم وكلوا بالدفاع عنه هم وحدهم ..
أرى شخصيا أن هذه حماقة كبرى...
كان من الأجدر أن ينزع النص نهائيا من واحة الشعر حتى يفهم صاحبه أنه لا يتلاءم مع ما يسمح به المنتدى.. ( و هذا هو موقفي تجاه ما ورد في النص لو كنت مكان الأوصياء)و للمنتدى الحق في ذلك...
أما أن نقوم بطرق ملتوية بتصليح ما هو أعوج ..( و كأننا صنّاع الكون)..
فالأعوج يبقى على حاله.. و يصبح العذر أقبح من الذنب..
و لا تنفع معه الوصاية الأبوية التي تنم عن دكتاتورية ذوقية كنا نعتقد أننا تجاوزناها منذ النصف الأول من القرن الماضي مع معارك الشعراء الذين كانوا يعرفون كيف يخوضون المعارك..
ارجعوا لما كان يجري بين المحافظين و المجددين...
أما إعادة اكتشاف البارود
فلا جدوى منه...

بخصوص النص في حد ذاته فليس لي إلا أن أقول
(ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)..
سلام

عبد القادر رابحي (لا هو بالأديب و لا هو بالشاعر)

د. جمال مرسي
15/03/2007, 07:28 PM
أخي الثائر الغاضب بلا سبب عبد القادر رابحي
السلام عليكم و رحمة الله
ما كان لسياسة واتا أن تحذف نصاً مثل هذا فنحرم العالم من مثل هذه الحوارات .
لسنا أوصياء على أحد يا أخي و لكننا كمسلمين غيرورون على ديننا و عقيدتنا و أسسنا و مبادئنا التي تربينا عليها .
ما كان لمثل هذا النص أن يحذف .. بل يجب أن يبقى ليتم مناقشة صاحبه حوله و تصحيح معتقده و إلا فما فائدة النقد أو المنتديات الهادفة ك واتا .
يا أخي الكريم نحن نحترم الشعر و الفكر .. أما سوء التأدب مع الله أو تلك الأشياء و الخزعبلات التي قرأتها أنت و أعلنت استنكارك لها فنحن جميعا نستنكرها بفطرتنا السليمة و ليس لكوننا أوصياء على أحد .
لم نتطرق لكون ما كتب هنا أكان شعراً أم شعيراً كقالب و كلغة
و لكن فقط استوضحنا رأي الكاتب فيم كتبه بعرض بعض الأسئلة عليه كانت كما يلي :
( و انظر معي أخي بعين العقل و بعيداً عن أي تعصب

1- ماذا يسمى الله بلا لغة؟
2- والقرد العاري،جدّي،
3-هذه لغة لا تعرفها الملائكة والمترفون
لأنهم لم يبيتوا على ضمأ / عشق

4- لك أن تفرح وأن تعلم
أنّ الطين إله،
و فقط أريد منك استيضاحاً لهذه المعاني التي تظنها عظيمة و هي بكل الأسف واهية
فماذا يسمى الله بلا لغة .. و كيف يكون القرد العاري جدك .. و الله خلق الانسان في أحسن تقويم و لم يقل إلا دارون و شركاه بنظرية التطور .. و كيف لهذه اللغة لا تعرفها الملائكة و كيف يكون الطين إلهاً .
و الله إني لفي حيرة من أمري و من أمر هذه الحداثة المقيتة التي تجعل جدودنا قروداً و إلهنا ( عز و جل و تعالى عما يقولون علواً كبيراً ) طينا
يا أخي الكريم أهذا هو الشعر
و هل هذه هي الرسالة السامية له ؟)

فما أجاب و أظنه لن يجيب لأنه لا يعرف كيف يجيب بل أحالنا لآراء لا تسمن و لا تغني من جوع لنقاد أصدقاء له لا و لم نعرفهم و لم نسمع عنهم من قبل يمتدحون ما يكتبه و كأنه جاء من عالم آخر غير عالمنا الذي نعرف و بلغة أخرى من كوكب غير الكوكب الذي نعيش فيه .

يا أخي رابحي و أنت الشاعر الذي نحب و نقدر .. هذه لعمرى هجمة شرسة و غوغائية على لغتنا و تراثنا و عقيدتنا و إن لم نتصد لها بكل ما أوتينا من قوة سننجرف لهاوية لا خروج منها ابداً .
فترفق بنفسك يا أخي و كن عادلاً فيما تكتب .

أما خزعبلاتي أنا و التي أسميتها ( الخنفساء و الزيت الأخضر ) و الت اعترضت عليها أيضا بشكل يدعو للتعجب فأقول لك أنها ما كانت إلا محاكاة لمثل هؤلاء فيما يحاولون زرعه فينا من حداثة مقيته بكلمة من الشرق و كلمة من الغرب لا ترابط بينها و لا بين معانيها حتى لو كانت الكتابة بلغة الخنفساء و الضفادع و خلافه

تقبل الود و دمت بخير

عبد القادر رابحي
15/03/2007, 08:43 PM
أخي الثائر الغاضب بلا سبب عبد القادر رابحي
السلام عليكم و رحمة الله
ما كان لسياسة واتا أن تحذف نصاً مثل هذا فنحرم العالم من مثل هذه الحوارات .
لسنا أوصياء على أحد يا أخي و لكننا كمسلمين غيرورون على ديننا و عقيدتنا و أسسنا و مبادئنا التي تربينا عليها .
ما كان لمثل هذا النص أن يحذف .. بل يجب أن يبقى ليتم مناقشة صاحبه حوله و تصحيح معتقده و إلا فما فائدة النقد أو المنتديات الهادفة ك واتا .
يا أخي الكريم نحن نحترم الشعر و الفكر .. أما سوء التأدب مع الله أو تلك الأشياء و الخزعبلات التي قرأتها أنت و أعلنت استنكارك لها فنحن جميعا نستنكرها بفطرتنا السليمة و ليس لكوننا أوصياء على أحد .
لم نتطرق لكون ما كتب هنا أكان شعراً أم شعيراً كقالب و كلغة
و لكن فقط استوضحنا رأي الكاتب فيم كتبه بعرض بعض الأسئلة عليه كانت كما يلي :
( و انظر معي أخي بعين العقل و بعيداً عن أي تعصب

1- ماذا يسمى الله بلا لغة؟
2- والقرد العاري،جدّي،
3-هذه لغة لا تعرفها الملائكة والمترفون
لأنهم لم يبيتوا على ضمأ / عشق

4- لك أن تفرح وأن تعلم
أنّ الطين إله،
و فقط أريد منك استيضاحاً لهذه المعاني التي تظنها عظيمة و هي بكل الأسف واهية
فماذا يسمى الله بلا لغة .. و كيف يكون القرد العاري جدك .. و الله خلق الانسان في أحسن تقويم و لم يقل إلا دارون و شركاه بنظرية التطور .. و كيف لهذه اللغة لا تعرفها الملائكة و كيف يكون الطين إلهاً .
و الله إني لفي حيرة من أمري و من أمر هذه الحداثة المقيتة التي تجعل جدودنا قروداً و إلهنا ( عز و جل و تعالى عما يقولون علواً كبيراً ) طينا
يا أخي الكريم أهذا هو الشعر
و هل هذه هي الرسالة السامية له ؟)

فما أجاب و أظنه لن يجيب لأنه لا يعرف كيف يجيب بل أحالنا لآراء لا تسمن و لا تغني من جوع لنقاد أصدقاء له لا و لم نعرفهم و لم نسمع عنهم من قبل يمتدحون ما يكتبه و كأنه جاء من عالم آخر غير عالمنا الذي نعرف و بلغة أخرى من كوكب غير الكوكب الذي نعيش فيه .

يا أخي رابحي و أنت الشاعر الذي نحب و نقدر .. هذه لعمرى هجمة شرسة و غوغائية على لغتنا و تراثنا و عقيدتنا و إن لم نتصد لها بكل ما أوتينا من قوة سننجرف لهاوية لا خروج منها ابداً .
فترفق بنفسك يا أخي و كن عادلاً فيما تكتب .

أما خزعبلاتي أنا و التي أسميتها ( الخنفساء و الزيت الأخضر ) و الت اعترضت عليها أيضا بشكل يدعو للتعجب فأقول لك أنها ما كانت إلا محاكاة لمثل هؤلاء فيما يحاولون زرعه فينا من حداثة مقيته بكلمة من الشرق و كلمة من الغرب لا ترابط بينها و لا بين معانيها حتى لو كانت الكتابة بلغة الخنفساء و الضفادع و خلافه

تقبل الود و دمت بخير

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله و صحبه و التابعين
أما بعد:
ها أنا الدكتور جمال أقرأ ردك على تدخلي..و سأحاول بإذن الله أن أرد.. و الله أدعو ألا أكون ممن يفرون من الرد..
اما بخصوص ما جاء في ردك...
فأقول إن ما لم أفهمه حتى الآن هو الطريقة التي تم بها التعامل مع النص منذ البداية..
1-تصور لو أن كاتب النص لم يثر مسألة إرجاع ما حذف من نصه..هل كنا سنناقش هذه المسألة بهذه الطريقة الآن.. كان الأمر سيتوقف عندذلك بين قـــاصٍّ و مقصوصٍ و يصبح المقص هو السيد
و لربما أصبح هذا النص من خيرة النصوص لأن القاص رضي عنه في صورته الجديدة..
هل كان سيكون هناك نقاش..
2-إذن... و بكل تواضع..أقف مع صاحب النص الذي طالب بإرجاع ما حذف من نصه في هذه النقطة بالذات...و أعتقد أن هذه شجاعة أولى في الدفاع عن نصه..بغض النظر عن كونه نصا مقبولا او غير مقبول من الناحية الفكرية...و بغض النظر عن كونه عاد للدفاع عنه أم لم يعد..
3-إذا كان الأمر بهذه الطريقة من الحرية بحيث لا نحذف النص لأن من سياسة المنتدى الا تحذف النصوص وفق ما ورد في كلامك يا أخي جمال..فمن باب أولى في هذه الحالة ألا نحاول أن ننزع منه الدلائل التي تفضح صاحبه فكريا ..
4-إن الاستاذ الذي نزع الكلمات- مع احترامي له شخصيا- قد أطرى على النص و على صاحبه بطريقة يفهم القارئ من خلالها ان النص عاديٌّ جدا .. و أن الأمر يتعلق بكلمات بسيطة حذفت لا غير..
5-إن طريقة حذف الكلمات تنبئ عن نوع من الوصاية الفوقية التي لا يستطيع أحد أن يتحملها ..فما بالك بصاحب النص المنزوع منه كلماته..
6-أقول للدكتور الأخ جمال صراحة إنه لا يمكن أن نثور بلا سبب..( اللهم إلا إذا كنت تعتقد أن هذه الطريقة ليست سبببا كافيا للثورة ..و عندها فكيف يمكن أن نعتبر أن ما كتبه صاحب النص مجرد افكار جديرة بالمناقشة..
7-تعرف جيدا يا صديقي العزيز أن أي نص يدافع عن صاحبه أو يهاجمه قبل الناس جميعا..و ما موقفي من الأفكار الواردة في النص إلا موقف طبيعي كما قلت ..و لا يمكن أن تنتظر مني العكس في يوم من الأيام..حتى و لو كتبت بالعمودي و حتى و لو وشحت بما يعتقد الكثير من الناس أنه كفيل بأن يجعل نصوصهم أصيلة .. و لذلك فإن الذي أثارني هو القص المبني على الوصاية ...
8-إذا كنا لا نقدر بعد ما معنى أن يأتي أحد ليغيّر نصك بالطريقة التي يحلو له هو بها أن يكون هذا النص ...فهذا لعمري من العجب العجاب...و ممارسة يجب التصدي لها بالدرجة نفسها التي نتصدى عن للهجوم على معتقداتنا..ما الفرق بين الدفاع عن المعتقدات و الدفاع عن المبادئ..
9- بكل تواضع أقول للأستاذ جمال أنا معك في التصدي للهجمة الشرسة على المعتقدات بدعوى الحداثية( و لعلكم تعرفون ما الفرق بين الحداثة و الحداثية)... لكنني لست معك في الوقوف ضد الشكال الإبداعية الجديدة...و لا علاقة للأشكال الحديثة بالأفكار الهدامة .. اللهم إلا إذا كانت العلاقة متعمدة بينهما... لقد بينت التجارب المعاصرة للأدب العربي الذي نعرف على الأقل أن كل المعارك زال مفعولها.. و بقيت الأشكال سائرة في تطورها أحب من أحب و كره من كره ..كما تطورت أساليب الكتابة دون أن يكون ذلك ضارًّا بالضرورة للمبادئ و المعتقدات... و لعل الكثير من النصوص التي دافعت عن المعتقدات و المبادئ التي تحصن الأمة كانت بأشكال أكثر تطورا و اكثر حداثة .. و اعتقد أن هذه سنة الحياة و سنة التطور التي زرعها الله سبحانه و تعالى في عباده و فيما رزقهم من العلم..
10- إن الذين يريدون أن يرجعوا حركية الابداع قرنا أو قرنين إلى الوراء لا يجب أن يخلطوا بين إيمانهم بالذوق التقليدي و إيمانهم بمبادئهم و معتقداتهم ...لكن هنا حوار آخر..
11-أخيرا أعتقد جازما و تعتقد أنت كذلك أن أول مبدئ دواعي الاحترام و التقدير لبعضنا البعض هو محاولة الرد بطريقة تعتمد على البرهان وتعتمد على الحجة منذ الوهلة الأولى و ليس بطريقة تعتمد على الاسراع في قطع الكلام دون تقديم الدليل و البرهان لصاحبها..و الدليل هنا واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار
12- و أخيرا أقول لكم إنه ما كان من عادتي أن أدخل معارك اعتقد أنها افتراضية و تبقى افتراضية (على الرغم مما يمكن أن يكون فيها من نفع و توعية) لسبب بسيط هو اعتقادي بأن كثيرا من الطاقات و الإمكانات تهدر في غير محلها في حين أن المفروض بالنسبة للكثير من المثقفين أن تُدخر هذه الطاقات للبناء المتأصل ...غير أنني دخلت غاضبا لسبب أخرجني عن طوري كما تقول العبارة..و هو عندما أرى البعض يعتقد أن لديه مفاتيح الدخول إلى النص و مفاتيح الخروج منها و يحق لهم أن يفعلوا كل شء بنصوص الآخرين..

تحياتي القلبية

عبد القادر رابحي

عبير أحمد
15/03/2007, 09:37 PM
السلام عليكم
أولا أشكر الأستاذعبد القادر على تبنيه لموقف أساسي فكما يجب أن نحترم العقيدة التي قلت أنني أحترمها بكل تأكيد ،يجب أن نحترم حرية المبدع في الإبداع ونقول له بكل أدب : قصيدتك لا تصلح للنشر هنا لأنها لا تتناسب مع سياسة المنتدى كما تفعل كل الدوريات المحترمة في العالم ، وإلا فما الفرق بين مقص الرقيب وبينكم ما الفرق بين البوليس السياسي الذي شرح وشوه أرواح المبدعين وبينكم .
إذا كنتم لا تريدون أن تعملوا عقولكم مع نص ترونه مهرطقا لماذا تصرون على بقائه ، هل لتصفية حسابات مع هذا الشكل الذي يحتاج للكثير من القراءات لأنكم ما زلتم مصرين على المكرور عاجزين عن الإبداع بحجة الهجمة الشرسة ، لو أن عبد القادر القط رحمه الله وصلاح عبد الصبور ونازك موجودين لعاتبوك بشدة وربما رفضوا أن يردوا عليكم يا أصحاب الشعارات النضالية التي تخبء خلفها الكثير للأسف من رفض الآخر بمبرر جاهز وهو العقيدة اكتبوا أنتم ابداعا حقيقيا ودافعوا عن العقيدة لكن اجعلونا نفكر مثلما جعلنا هذا النص نفكر لأننا أبحرنا مع ماوراءه من موهبة قوية ومن دلالات تناوش العقل .
إنكم حتى لم يلفت انتباهكم تلك الفاصلة( ،)بين أجدادنا والقردة فيالكم حقا من مشرفين ...
معذرة لدخولي بينكم
وإلى اللقاء في منتديات أخرى .

هلال الفارع
15/03/2007, 10:00 PM
السلام عليكم
أولا أشكر الأستاذعبد القادر على تبنيه لموقف أساسي فكما يجب أن نحترم العقيدة التي قلت أنني أحترمها بكل تأكيد ،يجب أن نحترم حرية المبدع في الإبداع ونقول له بكل أدب : قصيدتك لا تصلح للنشر هنا لأنها لا تتناسب مع سياسة المنتدى كما تفعل كل الدوريات المحترمة في العالم ، وإلا فما الفرق بين مقص الرقيب وبينكم ما الفرق بين البوليس السياسي الذي شرح وشوه أرواح المبدعين وبينكم .
إذا كنتم لا تريدون أن تعملوا عقولكم مع نص ترونه مهرطقا لماذا تصرون على بقائه ، هل لتصفية حسابات مع هذا الشكل الذي يحتاج للكثير من القراءات لأنكم ما زلتم مصرين على المكرور عاجزين عن الإبداع بحجة الهجمة الشرسة ، لو أن عبد القادر القط رحمه الله وصلاح عبد الصبور ونازك موجودين لعاتبوك بشدة وربما رفضوا أن يردوا عليكم يا أصحاب الشعارات النضالية التي تخبء خلفها الكثير للأسف من رفض الآخر بمبرر جاهز وهو العقيدة اكتبوا أنتم ابداعا حقيقيا ودافعوا عن العقيدة لكن اجعلونا نفكر مثلما جعلنا هذا النص نفكر لأننا أبحرنا مع ماوراءه من موهبة قوية ومن دلالات تناوش العقل .
إنكم حتى لم يلفت انتباهكم تلك الفاصلة( ،)بين أجدادنا والقردة فيالكم حقا من مشرفين ...
معذرة لدخولي بينكم
وإلى اللقاء في منتديات أخرى .
ــــــــــــــ
نسي البعض أن أساليب الردود تترك بصمات أصحابها دون أن يعوا، وأن تستّرهم وراء أسماء مستعارة لن يخدع العارفين بهم.. حتى الفاصلة التي لها صولات وجولات في عالم الحداثويين تبكي حنقًا على سطحية الفكر المهرطق..
أيها المبحرون في عالم الإبداع، وفي مقومات اللغة:
( لو أن عبد القادر القط رحمه الله وصلاح عبد الصبور ونازك موجودين لعاتبوك بشدة وربما رفضوا أن يردوا عليكم يا أصحاب الشعارات النضالية التي تخبء خلفها الكثير للأسف من رفض الآخر بمبرر جاهز وهو العقيدة اكتبوا أنتم ابداعا حقيقيا ودافعوا عن العقيدة لكن اجعلونا نفكر مثلما جعلنا هذا النص نفكر لأننا أبحرنا مع ماوراءه من موهبة قوية ومن دلالات تناوش العقل) .
لن أسألكم، بل لن أسائلكم عن همزات القطع فيما تكتبون، لكن الذي يعرف قيمة الفاصلة في نص مبدع، لا بد وأن يعرف أن كلمة " موجودين " هي خبر "أنّ"، ولا بدّ أن تكون مرفوعةً " موجودون "، وأن كلمة "تخبء" تكتب إملاءً " تخبئ "، أم أن الحداثة غيّرت في قواعد النحو، ومهارات الإملاء أيضًا؟!!
هذه القدرات الإبداعية الخارقة لغة وفكرًا، لن تكون كافية لأن نلتقي معها في منتديات أخرى، لأنه لا منتديات تحترم ذاتها تقبل بالتخريف والتحريف.
ملاحظة جديرة بالاهتمام:
هذا الذي وجد الإعجاز في فاصلة، لم يستخدم في كتابته علامة ترقيم واحدة!!!

د. جمال مرسي
15/03/2007, 10:28 PM
الأخت الكريمة مجهولة الهوية لنا و الدكتوره المعروفة ( لتلاميذها فقط ) في جامعة عين شمس
و التي لم نسمع عنها و لم نقرأ لها من قبل و لم تشارك في واتا خصيصاً إلا لدخول هذا النص المعجز و الذي أعجز كل الشعراء و اللغويين في فهمه و فك طلاسمة باستثناء شرذمة قليلة كنت أنت واحدة منهم عبير أحمد
أقول لك : لك حرية الاختيار في قراراتك و لن نحجر عليها فلك إذاً أن ترحلي في هدوء و صمت كما أنتسبت أيضا في هدوء و صمت و أبت عينك الناقدة و الثاقبة أن تنظر لكل أعمال المبدعين في واتا باستثناء مبدع واحد جئت لتدافعين عنه هو صاحب هذا النص المعجز و بالتالي فأنت مستعدة لاتهام الجميع ( و ليس المشرفين فقط ) بالجهل لأنهم لا يستطيعون ركوب أمواجكم العاتية و لا مسايرة من تصفقين لهم و اعلمي أن لنا قضايا أهم من رؤية الفاصلة التي استطاعت اكتشافها عينك البصيرة . و كنت أتمنى أن ترى عينك الناقدة البصيرة مثالب النص و عيوبه و هي كثيرة قبل أن ترى مميزاته الضخمة و جمالياته المفحمة و هي أكثر من وجهة نظرك أنت فقط .
لن أستغرب من شخصيتك سيدتي و التي هي إحدى اثنتين إما مدفوعة أو غير حقيقية .. فمثل هذه الشخصيات التقينا بها كثيرا في فضاء المنتديات و لكننا لن نلقاك ثانية لأنك أديت ببراعة الدور الذي طلب منك و السلام .
برافووووووو
تصفيق حار

هلال الفارع
15/03/2007, 11:26 PM
عبد القادر رابحي:
ليسمح لي الجميع بقول كلمة واحدة...
ما يزعجني أشد الإزعاج( و الإزعاج هنا يخصني لوحدي و أتحمل مسؤوليته) هو أن أرى البعض ينصبون أنفسهم أوصياء على كل شيء و أولياء على كل الناس، ينظرون إليهم بنظرة كبر متعالية، فيها كثير من الوصاية الأبوية التي تقرف الإنسان.. يعطونها للناس بأسلوب أبوي طري فيه كثير من التخفي و التلفيق
لكي يظهروا للناس أنهم أحرار لكن دون المس بما يعتقدون أنهم وكلوا بالدفاع عنه هم وحدهم ..
أرى شخصيا أن هذه حماقة كبرى...
كان من الأجدر أن ينزع النص نهائيا من واحة الشعر حتى يفهم صاحبه أنه لا يتلاءم مع ما يسمح به المنتدى.. ( و هذا هو موقفي تجاه ما ورد في النص لو كنت مكان الأوصياء)و للمنتدى الحق في ذلك...
أما أن نقوم بطرق ملتوية بتصليح ما هو أعوج ..( و كأننا صنّاع الكون)..
فالأعوج يبقى على حاله.. و يصبح العذر أقبح من الذنب..
و لا تنفع معه الوصاية الأبوية التي تنم عن دكتاتورية ذوقية كنا نعتقد أننا تجاوزناها منذ النصف الأول من القرن الماضي مع معارك الشعراء الذين كانوا يعرفون كيف يخوضون المعارك..
ارجعوا لما كان يجري بين المحافظين و المجددين...
أما إعادة اكتشاف البارود
فلا جدوى منه...
ـــــــــــ
أخي عبد القادر.
تحية لك، واسمح لي أن أخرج معك عن المواربة التي ادعيتها فينا، وما كنا يومًا مواربين، لكنك أنت اذي احتجت إلى بث ما في نفسك على مرحلتين، وفي مكانين مختلفين: المرحلة الأولى في ردك على " التهكّم " الذي خيّب ظنّك، في النص ( الخنفساء والزيت الأخضر) والذي أراد به الشاعر د. جمال مرسي أن " يفضح المستور " من الوهم، وجاء به ليناسب مقتضى الحال الذي تبرعت للدفاع عنه. والمرحلة الثانية حين حططت رحال غضبك مواربًا هنا في هذا النص موضوع الخلاف.
ومع أنّك اعترضت على أسلوب المواربة في السلوك والردود، إلا أنك درت حول نفسك دورات ودورات لتوصل إلي ما اعتمل في خاطرك، ولتنفث آخر قطرة غضب قبل أن تغادر المنتدى!
ولو كان ادّعاؤك صحيحًا في قولك:
( ما يزعجني أشد الإزعاج( و الإزعاج هنا يخصني لوحدي و أتحمل مسؤوليته) هو أن أرى البعض ينصبون أنفسهم أوصياء على كل شيء و أولياء على كل الناس، ينظرون إليهم بنظرة كبر متعالية، فيها كثير من الوصاية الأبوية التي تقرف الإنسان.. يعطونها للناس بأسلوب أبوي طري فيه كثير من التخفي و التلفيق
لكي يظهروا للناس أنهم أحرار لكن دون المس بما يعتقدون أنهم وكلوا بالدفاع عنه هم وحدهم ..
أرى شخصيا أن هذه حماقة كبرى...)
لو كان ادّعاؤك هذا صحيحًا، لما وجدتني أخاطبك، ولما وجدتني أقبل بإعادة ما حذفته من نص الأخ جمال الجلاصي. كنت نصّبتُ نفسي وصيًّا عليك وعليه، وحذفت مشاركتكما، أو مداخلاتكما.. لكنني لم أفعل، لأنني أؤمن بأن لكل الحق في الدفاع عن نفسه، وفي طرح وجهة نظره بالطريقة التي يراها، وبالألفاظ التي يتخيّرها. وهكذا فعلت أنت، وما كان مني إلا احترام رأيك، والاحتفاظ بحقي في الرد عليك، وهو ما أفعله الآن، على الرغم من أنني لم أتوقع منك أبدًا أن تنزلق إلى مستوى السبّ والشتم، فتصف ما نقوم به بالحماقة، وتصف هذه الحماقة بالكبرى! وهنا أسألك: كم مرة منذ كنت في هذا المنتدى دار بيني أنا شخصيًا وبينك حوار، أو نقاش، أو خلاف حول مسألة ما، أية مسألة كانت؟ أنت تعرف أن ذلك لم يحصل على الإطلاق، وهذا يعني أنك تتدخّل هنا وتضع نفسك بتصرف طرف آخر هو غيري بالتأكيد. فهل تراك على حقّ حين تفعل ذلك - والأمر لا يعنيك - بينما أكون أنا على باطل، وأصبح وصيًا وأبويًا، وما أقوم به هو من طبيعة عملي، بل من صلب عملي؟! أينا الذي ينصّب نفسه إذًا وصيًّا على الآخر، وأيّنا الذي يظهر للناس أنه حرٌّ فيما يدس أنفه فيه؟ بل أيّنا الأحمق إذًا ؟!
أما حين ترى أنه كان من الأجدر أن ينزع النص نهائيا من واحة الشعر حتى يفهم صاحبه أنه لا يتلاءم مع ما يسمح به المنتدى، فإنني أحترم رأيك هذا، لكنني لست معنيًا باعتماده، لأنني ببساطة غيرك، ولو فعلناه، لقامت قيامتك! عد إلى النّص وانظر ماذا حذفتُ منه، وسترى أنني لم أحذف ما يسيء إليه، ولا ما يؤثر في معناه، ولا ما يبتر " الإبداع " فيه.. لقد حذفت منه ثلاث كلمات لا يمكن القبول بها، ليس من المسلمين فحسب، لكن من غيرهم، ممن يعتقدون مجرد الاعتقاد بوجوب تنزيه الله عز وجل عن المشتبه من الكلام، فما بالك بالخزعبلات؟ ولن يضيرنا أبدًا أن تتهمنا جوقة الحداثويين بأننا متحجرو عقول، جامدو النظرة إلى التجديد. تبًّا للتجديد ولأهله حين يتطاولون باسمه على المقدس من العقيدة والتاريخ، وعلى الموروث من العلم والقيم. إن كنتم تعتقدون بتفوقكم في الإبداع فهذا الميدان أمامكم، وهذه مقاييس الإبداع معروفة لكل عقل، صافية عند كل ذي ذوق.. فألقوا ضفادعكم وقططكم وقرودكم، واشحذوا بنيويتكم التي عافها أهلها بعدما كسدت في آدابهم وفشلت، وقدموا أمامنا ما يطبعكم في ذاكرة الإبداع الحقيقي، لا ما يرقمكم في لوح المخرّفين.
أطمئنك كثيرًا أنك لم تغضبني، ولم تنل من عزمي على الوقوف في وجه كل متسول منظرةً على حساب الذوق العام، وعلى حساب الأدب الحقيقي.
أما تواضعك أخي عبد القادر رابحي، الذي خرجت به ليُحكى فيك، فلن أدعك تجني ما ذهبت إليه من ورائه، حين ذيّلت مشروعك بقولك:
( عبد القادر رابحي (لا هو بالأديب و لا هو بالشاعر)
لا يا أخي عبد القادر، لن نبخسك حقك، فأنت شاعر معروف في الجزائر، وفي المنتديات، ولقد قرأت لك، ولن يفوتني التدليل على صحة كلامي هذا، لأنني سأورد للقارئ ما يؤكده بمقطعين من قصيدتك (وطن للمراحل الصعبة) - لضيق المقام لاغير -
( أتعرفين لماذا؟؟
يتناساني وطني المعقود كحبّة الزعفرانْ
في جيوبِ الإحالاتْ
و في هوامش القطن الأحْرشْ
المستورد من بعيدٍ
على سواعد الشجر الضّامرْ
كلما داهمتهُ الماكِناتُ الخضراءْ
استيقظتْ دوداتُهُ
من خزائنِ الدّفءْ
لتُعيدَ للمسافةِ رطوبتَها المعهودةْ
×××××
أتعرفين لماذا ؟؟
يدومُ الملكُ لأهلِهِ
و تنتحرُ السّلحفاةُ الهامشيّة
في بحرٍ مزوّقٍ
قنّنتْ حُدودَه التّواريخُ المعقوفةُ الأذيالْ
على مرأى من أحفادها الجائعينْ)

هري عبدالرحيم
16/03/2007, 01:00 AM
"أشجار اللغة اعشاب الخطايا"
نص يوحي بانتمائه إلى حقل المعرفة ،فاللغة كمصطلح يمكننا أن نجول به عبر دروب الفلسفة لتحديد مفهومه،والخطايا يُحيلنا إلى المعرفة المنتمية للحقل الديني.
غير أننا حين نفترع النص ،نجده يتصيد الإثارة،ويلوي للمصطلحات أعناقها كي تصير طَيِّعَةً،وهذا ما يجعل الكاتب يتصنَّعُ مقاطع تُحيلُ لِلَخْبَطة في الكلام.
الكلام إن جاء اعتباطياً فهو لَغوٌ،فإنْ أفاد هذا اللغو فهو لُغةُ ثرثرةٍ-لا علاقة هنا بثرثرة فوق النيل-،فإنْ حملتْ هذه الثرثرةُ فكراً فهي لُغةٌ مُقَعَّدَةٌ ،فإنْ حملتْ هذه اللغة فكراً ذا حقائق ووراءهُ مبدأ سامي فهي أدبٌ.
من هنا ننطلق لمحاورة نص"أشجار اللغة أعشاب الخطايا"،فالنص موشوم باللغة،ويحملُ في طياته فكراً،غير أن هذا الفكر يصطدم بالحقيقة،ما الحقيقة؟-إحالة إلى مفهوم فلسفي-.
إن العالم العربي انبهر مع بداية الحملات الصليبية ،انبهر بالغرب،فراح يستدلُّ بمفاهيمهم وبمُعتقداتهم حتى ولو كانت خاطئة،ومن ضمن هذه المفاهيم:"نظرية النشوء والإرتقاء" لصاحبها داروين.فالنظرية تحملُ شقين من المفاهيم،شقٌّ يتعارضُ مع مفاهيمنا التي أراحنا الله من تعب البحث في مكنوناتها لنتفرَّغَ لما هو أهم ،فأصل الإنسان لم يكنْ أبداً قرداً،هذه النظرية لم يَعُدْ يقبل بها حتى أصحابها ،فكيف لنا نحنُ أن نقبلها؟فهي تتعارضُ مع الفطرة ومع المنطق ومع التحليل العلمي،إذا افترضنا أن الإنسان أصله قرد،فيجب أن نؤمن بأن القرد كان عليه أن ينقرض،فلماذا تركته نظرية النشوء؟ثمَّ إذا اعتبرنا الإرتقاء فكان لزاماً على الإنسان هو أيضاً أن ينقرض فاسحاً المجال لكائنٍ آخر أن يَحُلَّ محلَّهُ،فلماذا لم ينقرض الإنسان حتى اللحظة؟أجاءت النظرية لتُرَقِّي بعض القردة دون غيرها فقط؟النظرية لا يُمكنُ أن تصلُحَ أن تكون نظرية إلا إذا كانت مُتَعَدِّية،ونظرية النشوء والإرتقاء لم تتعدَّ ،إذن بالمفهوم العلمي فهي ليست نظرية-ما مفهوم العلم؟-إحالة إلى التعريف الفلسفي للعلم-.
النص الذي بين أيدينا بما أنه يحملُ فكراً مغلوطاً ،فلا يصحُّ أن نُسميهِ أدباً،فهو لغوٌ.
نحن لا نُناقش هل النص يدخل في باب الشعر أم لا،فمن أراد مُناقشة هذا الموضوع،عليه الدخول إلى هذا الرابط:http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=6073
نحن نُناقش أفكار النص المغلوطة،ثم أولئك المُدافعين عما هو مغلوط،فالأستاذ الذي عدَّلَ في النص لم يُمارس دكتاتورية ذوقية ،وإنما له الصلاحية في ذلك كمشرف على المنتدى أولاً،وهناك حيثيات أخرى لا مجال لذكرها،منها أن من يُريدُ أن ينتسب لهذه الجمعية عليه أن يلتزم بأخلاقياتها،وهذا ليس بجديد،فكل الأعراف والقوانين العالمية تنص على أن من يُريدُ أن ينتسب لجمعية عليه أن يحترم قانونها الداخلي،فكيف نسمح بخرق هذه الأعراف لا لشيء سوى أن الكاتب يُريدُ أن يَفرضَ علينا فكراً خاطئاً علمياً؟.
لم نُناقش الشكل ،وإنما نُناقش المضمون.
القول بالشجاعة في الدفاع عن النص قولٌ مردود،إذ النص لا يحتاج لمن يُدافع عنه،ُثمَّ الذي تدخَّلَ لم يُلْغِ النص وإنما عدَّلهُ كقاريء وهذا حقه،ثمَّ إن صاحب النص نفسه يؤمن بهذا،أنظر إلى رده فهو يتبنى القول:
طبعا هناك امر اساسي : وهو ان النص حين ينجز ويخرج الى حيز الواقع كعمل لغوي / تعبيري يصبح ملك المتلقي وبالتالي يمتلك المتلقي كافة اسباب المرور - عبر منعرجات اللغة وشعابها - الى النص قصد تفكيكه طبقا لتصوره الذاتي
كيف نقع في المتناقضات ،فحين نتبنى فكرة علينا أن نؤمن بها أو نتركها إن ظهر لنا العكس،أما أن نقبل النقد من طرف دون غيره فهذه تُرَّاهات.
ثم الكاتب يتبنى القول:وهو امر صحي وعادي للغاية لانه ، في واقع الامر ، يكسب القصيدة تجددا ويساهم في اثراء وتجديد افاقها والاهم من كل ذلك انه يضيف للشاعر امور اخرى ربما كان في غنى عنها ، لان الشعر في نهاية الامر يكتب وهو مثقل باعباء قراءاته السابقة وتصوراته .وما لم يكن يعلمه كاتب النص أن نظرية النشوء والإرتقاء قد تخلى عنها أصحابها،فمناقشتنا لموضوعه سيُضيفُ له معلومات يُصححُ بها ما عَلق بذهنه حين انبهر بالغرب دون دراية.
الأدب له دور في الحياة،فإن لم يكن يحملُ رسالةً فما الغرضُ منه؟
الرسالة التي يحملها النص الذي بين أيدينا رسالة تُوظِّفُ مالم يَعُدْ حقيقة،بمعنى أن النص أصبح خارجا عن دائرة المعرفة،إذن ما الغرضُ منه؟ أمِنْ أجلِ الإبداع نتسامح ونتغاضى عن الحقيقة العلمية؟لا أعرفُ أدبا بهذا المنطق سواء أكان عربيا أم عالمياً.
قد يُتساهل مع الشاعر في أمورٍ طفيفة للضرورة الشعرية، لكن التساهل في أمور عقدية لا يُمكنُ بحالٍ من الأحوال.
ثم هل الإبداعُ لا يكونُ الا إذا انتهكنا المُقدسات؟ أنظر إلى أجود الشعر عبر العصور هل كان أجوده مُنْتَهكاً للمُقدسات؟
لماذا نُريدُ أن نُجيزَ قلب الحقائق باسم الإبداع؟
هل نقبل من شخص باسم الإبداع أن يُحِلَّ الوأد والإغتصاب والإستعمارو...؟
الشعر ليس مؤسسة مُكتملة .
صحيح هذا القول،لكن أيضاً الشعرُ ليس حقلا لِدَسِّ الإسرائيليات التي تهدف لتقويض الحقائق حتى يُصبحَ الإنسانُ كدابَّةٍ يهيم على وجه الأرض بدون هدف.
التاريخُ كفيلٌ بالغربلة، أيضا قول صحيحٌ، لكن من يؤمن بهذه المقولة فاته أن التاريخ حسم في أمر نظرية النشوء والإرتقاء،إذن على من ستتم الغربلة النهائية؟اليس من يؤمن بهذا يُعتبرُ خارجاً عن قاموس التاريخ؟
تحية لكل من ساهم في النقاش الجاد.

ايمان حمد
16/03/2007, 05:48 AM
السـلام عليكم

الأخوة الكرام
أرجو من كل من حل جديدا على الواتا قراءة الأعلان المثبت فى واجهة بوابة الشعر ونصه


الأخوات والإخوة الأدباء و الشعراء. إن النصوص الأدبية التى تنشر في هذا المنتدى تخرج من مسؤولية أصحابها بمجرد المشاركة بها، ويصبح للمشرفات والمشرفين على هذا المنتدى الحق في إخضاعها للنقد والتوجيه والتحرير بالحذف أو الزيادة، مثلما يصبح لهم حق حذف أية مشاركة يرونها غير لائقة، كونها تخدش الذوق العام، أو تتطاول على المقدسات والقيم، أو تطال الآخرين بالتجريح تصريحًا وتلميحًا. ومن لا يوافق على القبول بهذه الشروط، فإن من حقه عدم إدراج مشاركته مشكورًا. إدارة منتديات واتا الحضارية

وهذا رابطه
http://www.arabswata.org/forums/announcement.php?f=198

فيرجى من الجميع الذين وقعوا على شروط الألتحاق الألتزام والتفاعل بحب وايجابية

تحيتى

د. جمال مرسي
16/03/2007, 07:31 AM
الأحباء الكرام هلال الفارع
و هري عبد الرحيم
و كل من قال كلمة حق هنا
و صرخ بقوة في وجه هذه الخزعبلات
أرى بعد إذنكم و في ظل تغيب الكاتب الأصلي للنص و اكتفائه بإرسال المندوب
أنت نتوقف عن الحوار
و لا سيما أن الكل كان على حق إلا شرذمة
و دمتم بخير
د. جمال

هري عبدالرحيم
16/03/2007, 12:19 PM
الأستاذ الدكتور والأخ الكريم جمال مرسي:
صباح الخير،رأيك سديد أخي ،نكتفي بما قيل ،ولي رجاء واحد هو أن نترك النص صاحب هذه الزوبعة حتى يتصل صاحبه،وإذا لم يتصل ورأى المشرفون حذفه أو تعديله فلهم الحق،عملا بمُقتضيات القانون المُنظم لجمعيتنا،فنحن جمعية ولسنا سوقاً لطرح ما يليق وما لا يليق.
تحية اعتزاز لكل الأقلام النيرة.
أخوك هري.

ايمان حمد
16/03/2007, 05:52 PM
اهــداء الى شعراء الحداثــة

موضوع مهم هنــا

دعوة للقراءة

http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=5716

جمال عبد القادر الجلاصي
02/04/2007, 01:56 PM
شكرا لكل من قال كلمة صادقة مع القصيدة أو عليها
لم أكن أتصور أنها ستثير كل هذا الحوار
لكن لكل أهل الواتا أقول:
معذرة إن كنت أزعجتكم
لكني لست زنديقا ولا مستهترا بالمقدسات
أنا شاعر يبحث عن معنى مختلف للشعر
ووظيفة أخرى للغة غير تكرار ما قيل
باقة من الحب لكم جميعا
مودتي

جمال عبد القادر الجلاصي
15/08/2007, 12:33 PM
رجاء

اقرؤوا القصيد من غير المرور على التعليقات المصاحبة

محبتي

محمود النجار
15/08/2007, 07:28 PM
تحية طيبة
بذلت نحو ساعة ونصف الساعة في قراءة القصيدة والتعليقات عليها ، ونفذت إلى الروابط وقرات مادتها ، وعدت إلى موقع ( إنانا ) وقرأت بعض ما كتبه جمال هناك واسمحوا لي بعد ذلك بهذه الملاحظات :
أولا : أنا واحد ممن يكتبون في موقع ( إنانا ) الذي يكتب فيه جمال الخلاصي ، وقرأت له كثيرا وتداخلت معه ، بل اشتبكت معه أحيانا .
ابتداء أقول بأن جمال ضعيف جدا في العربية ، ويخطئ في الإملاء والنحو ، ومع علمي بأنه سيغضب مني لما سأورده من دليل على ذلك في نثره علاوة على شعره ، لكنني سأكون موضوعيا ما وسعني الجهد ، واسمحوا لي قبل أن أسترسل أن أورد تعقيبا لجمال الخلاصي على أحد نصوصي ، ثم ردي عليه :

تعقيب جمال ( في معرض تضامنه مع متداخل آخر على نصي ) :

" الشاعر محمود النجار:
قرأت القصيد أكثر من مرّة بعد التعاليق التي اطلعت عليها
ليس في الأمر سوءا نحن نعرف شعرك ونعرف أنك مبدع مميّز ولكن لكل منّا سقطاته
وأعتقد ـ آسفا ـ أن القصيد بلا روح، يعني قصيد مركب من لحظات مختلفة
وإيقاعات متنافرة، ولست أعلم سببا لهذه التقفية التي حرصت عليها أحيانا
ثم تخلّيت عنها،
كما أن طول القصيد النسبي، أدى إلى تشتت النسق الداخلي خاصة أن تنوع المعاجم
لم يخدم المنحى العام للنص
ولكن هذا لا يمنعني من القول بوجود بعض الصور المضيئة والمبتكرة
المبدع محمود
أرجو أن يتسع صدرك لكلمات محب،
لا بد للشاعر /ن أن يستعمل الممحاة أحيانا وألاّ ينظر لنصه نظرة تقديس
محبتي واحترامي

جمال الجلاصي



وجاء ردي عليه كالتالي :


عزيزي الجميل جمال الخلاصي
تحية تقدير واحترام ..
الحقيقة أنني لم أكن قرأت جيدا ما كتبته تعليقا على النص ..
قبل قليل استعرضت المشاركات جميعها ، وقلت لنفسي : دعني أشتبك مع جمال هذه المرة ، آملا أن يكون اشتباكا سلميا ، لا مسلحاً ..

تقول أخي جمال : " ليس في الأمر سوءا ، نحن نعرف شعرك ونعرف أنك مبدع مميّز ولكن لكل منّا سقطاته " .
وأنا بعد أن أشكر لك وصفك لي بالمبدع المميز ، وبعد أن أعتز بشهادتك هذه ، أسألك عن كلمـة ( سقطـات ) ، وأود أن أشيـر إلى أن كلمـة سقطـة كلمة كبيـرة في معجم اللغة ، فهي الزلة والوقعة الشديدة ، وفي المعنى الدلالي ، سقطة تمثل أكبر من ذلك ، ولا أدري أين هي هذه السقطات .. ؟! أنا أظن أن ثمة قراءة غير متأنية ، تبحث عن الأخطاء أو شبهاتها ، وكنت أتمنى أن تضع يدك على سقطة واحدة . راجيا أن تتقبل تصويبا نحويا في عبارتك السابقة : سوءا : سوءٌ .

وتقول : " وأعتقد ـ آسفا ـ أن القصيد بلا روح، يعني قصيد مركب من لحظات مختلفة وإيقاعات متنافرة، ولست أعلم سببا لهذه التقفية التي حرصت عليها أحيانا ثم تخلّيت عنها " .

الحقيقة كنت أود لو أفهم كيف عرفت بأن القصيدة بلا روح وأنها مركبة من لحظات مختلفة .. لم تذكر لي مثالا واحدا دلالة على ما قلت ، فإن ذكرت لي مثالا مقنعا ستسدي لي معروفا كبيرا ؛ فمن المعروف أن أحد أهم وظائف النقد أنه يؤدي إلى اهتمام الفنان بتطوير أدواته ، والتخلص من أخطائه وسقطاته ـ إن شئت ـ !!
أما عن مسألة القافيــة ، فأسأل ابتداءً السؤال التالي : لماذا ترفض الحداثة القافية ؟ والجواب أنها تحكم الشاعر وتلزمه البحث عن مفردات تصلح للقافية ، هذا الجواب هو جواب الحد الأدنى من المسألة ، وثمة أسباب أخرى تتعلق برغبة الحداثة في التخلص من القوالب الجاهزة والمفروضة على الشعراء بما هي حاجة مقدسة .. ! الحقيقة أنني لا أبحث عن القافية ولا أحرص عليها ، لكن إذا جاءت عفو الخاطر قبلتها ، ولا أغيرها لمجرد أنها تشترك مع كلمات أخرى في الأحرف الأخيرة نفسها، إلا إذا خطرت لي مفردة أكثر تعبيرا عن المعنى ؛ فأنا لم أحرص على وجودها ، ولم أتعمدها أبدا ، وثمة شعراء مثل أدونيس والبياتي وأمل دنقل تجد لديهم مثل ما كان لدي في النص ، ولم يعبها أحد عليهم .. إذاً أنا لم أبحث عن القافية .. ولا أعتد بها ، ولا أبحث عنها .
واسمح لي بهذا التصحيح النحوي : يعني قصيد مركب : قصيدا مركبا .

" كما أن طول القصيد النسبي ، أدى إلى تشتت النسق الداخلي خاصة أن تنوع المعاجم لم يخدم المنحى العام للنص " .
لا أظن أن القصيدة طويلة لا نسبيا ولا مطلقا ، فخمسون أو ستون سطرا يعد نصا صغيرا ـ في رأيي على الأقـل ـ ولعلها أقصر قصيدة نشرتها إذا استثنيت من ذلك النصوص القصيرة جدا التي سبق نشرها . وتقول بأن هذا أدى إلى تشتت النسق الداخلي .. ولا أدري عن أي نسق تتحدث ! أعطني أمثلة أقف عليها ، راجيا أن تبين لي معنى مصطلح ( النسق الداخلي ) .. وتنوع المعاجم الذي لم يخدم المنحى العام للنص أيضا كلام عام لم أقف عليه .. ! فسيد الموقف لم يزل الوصف أو القصف عن بعد ... !
واسمح لي بهذا التصحيح اللغوي : المعاجم : المعجمات ، مثل مدرك ومدركات ، ومحكم ومحكمات ، على وزن مفعل ، أفعالها على التوالي : (عجم ، ودرك وحكم ) ، بفتح أحرفها الثلاثة . والجمع على معاجم من الأخطاء الشائعة التي بدأ الثقفون يتخلصون منه .
" ولكن هذا لا يمنعني من القول بوجود بعض الصور المضيئة والمبتكرة " .
وأنا هنا أعتز للمرة الثاني بشهادتك ، وأود أن أمتن لك على هذه الشهادة الغالية .
" المبدع محمود
أرجو أن يتسع صدرك لكلمات محب " .
أنا من يرجوك ألا تضيق بكلامي ، وألا تحس بالانزعاج جراء ما رددت به .

" لا بد للشاعر من أن يستعمل الممحاة أحيانا وألاّ ينظر لنصه نظرة تقديس " .
لا شك بأن هذه الجملة مهمة جدا ، وأنا لا أنظر لنصي نظرة قداسة ، بل نظرة حب ، على الرغم من أنني لا أرضى تماما عن أي شيء أكتبه ، لكنني كنت وما زلت أبحث عن وضع اليد على النص مباشرة ، وعلى المفاصل التي تقع فيها هذه الملاحظات أو الأخطاء أو السقطات .. !
وثمة اقتراح ذو صلة بتناوب الحروف : حبذا لو استخدمت حرف الجر ( إلى ) بدلا من ( اللام ) عند قولك : " وألا ينظر لنصـه " ، فهو استخـدام أدق .. ( نظرت إلى الشيء ) أبلغ مــن ( نظرت للشيء ).

طبعا لم يرد جمال على التقيب .. !
وهذا رابط الموضوع لمن يرغب بالاطلاع : http://www.inanasite.com/bb/viewtopic.php?t=3451&highlight


أما عن النص الذي نشره جمال ، والردود عليه ؛ فقد تفاجأت بأن الردود والتعقيبات التي جاءت على نص جمال الخلاصي فيها أخطاء لغويــة ، ( لا طباعية ) ، مع أنها لا ترقى إلى أخطاء جمال الكارثية التي لا تميز بين الحرفين ( ض ، ظ ) .

ثانيا : لعل جمال الخلاصي لم يكن الشخص المناسب لخوض هذه المعركة الكلامية ، فهو أضعف من أن يتصدى لحوار من هذا النوع ؛ فالمسألة ليست جمال الخلاصي ، بقدر ما هي منهج حداثي اتخذ من التعريض بالذات الإلهية والإساءة إلى العقيدة الإسلامية والتاريخ العربي الإسلامي وسيلة مركزية لادعاء الحداثة والقفز إلى أعلى ـ كما يظن بعض الحداثيين .. لكنني أود أن أقول بأن الشكل الحداثي للكتابة ليس فاسدا كله ؛ فثمة نصوص راقية مبدعـة ، تقرأ فيها إبداعا حقيقيا ؛ فثمة شعراء يتخذون من الحداثي بنية شكلية لنصوصهم ، بعيدا عن الحداثة بما هي فكر مناوئ للثقافة والتراث العربيين ..

ثالثا : أنا لست مع إلغاء شخص مثل جمال الخلاصي على الرغم من ضعفه اللغوي الواضح ، بل أن نكتفي بالإشارة إلى هذا الضعف ، وحين ينشر جمال أو غيره نصا ينطوي على إساءة عقدية ؛ فالأولى أن يشطب النص من أصله ، ويشار إلى أن هذا الموقع لا يستقبل نصوصا من هذا النوع ، على الأقل من باب أن الموقع له سياسة يجب احترامها ، ناهيك عن رفضنا المطلق للإساءة بكل أنواعها .

رابعا وأخيرا : أقدر عاليا الحماسة الصادقة التي أبداها الإخوة المدافعون عن العقيدة ، وعن الذات الإلهية ، وأرفض معهم كل شكل من أشكال الإساءة لتراثنا وديننا وقيمنا ؛ فمن أراد أن يصل إلى ( الشاعرية ) ؛ فلا يكونن ذلك عبر أوردة وشرايين المقدسات التي لا يمكن أن توصل إلا إلى البوار والخسران .

هذا واقبلوا خالص مودتي ،،،
وستكون لي عودة بإذن الله ، إذا وجدت ما يتطلب لذلك .

محمود النجار

جمال عبد القادر الجلاصي
19/08/2007, 10:37 PM
المبدع محمود النجار

لم أكن أتصوّر أبدا أن يكون قلبك بهذا السواد

وأن تحمل كل هذه الضغينة لمجرّد رأي ذكرته قد يحتمل الخطأ والصواب

شكرا أيها الشاعر النبيل

محمود النجار
19/08/2007, 11:45 PM
هذه إساءة كبيرة جدا أن تسمني بسواد القلب .. قلبي ليس أسود أبدا أخي جمال ..
أنا قلت قناعتي وحسب بعد أن قرأت معظم مشاركاتك في ( إنانا ) ، وما قلته في مسألة اللغة ، لا يمكن أن أقوله مثلا في أخي القدير مراد العموني لأنه متمكن ..
لم اظلمك ، ولم أقل فيك بدعا من القول ، بل قلت ما هو موجود فعلا ..
والحقيقة أنني تألمت في ( إنانا ) لأنني لم أجد ردا على كثير مما كنت أكتبه ردا على مشاركات تمس نصوصي ، مما يدل على عدم معرفة المعقب بما يريده ، وهو ما يؤكد أن المتداخل غير واثق من قوالبه النقدية التي كان يصبها على النص صبا .. وهذا ليس انتقاصا من ( إنانا ) التي أكن لها كل تقدير ، بل هو فعل فردي من بعض المتداخلين .. !
بقي أن أقول لك أخي جمال بأنني منسجم مع ذاتي كثيرا ، ولا أقول شيئا غير مقتنع به ، وإن شئت أن تعرف سبب ابتعادي النسبي عن ( إنانا ) ، فما ذكرته أحد أهم الأسباب ، مع أنني لا أعتبر نفسي خارج حوزة إنانا ؛ فقد أفدت في إنانا وتعلمت وتفاعلت تفاعلا إيجابيا جميلا .. وفي اللحظة التي أجد أنني محتاج إلى النشر في إنانا سأفعل دون تردد ، فإنانا موقع أحبه وأنتمي إليه ودعوت إليه عددا من المبدعين ..
لم يغضبني أبدا نقد موضوعي لأي من نصوصي ، بل كنت أغضب حين أحس بأن ثمة من لديه رغبة بالنقد لمجرد النقد ، وهو لا يعرف عن النقد شيئا .. كانت كل تعقيبات الأخ مراد تعجبني ؛ لأنه بذكائه كان يلمس جوانب خطيرة بالتأشير من بعد أو من وراء حجاب ؛ حفاظا على مشاعر الناص ؛ لأنه يدرك بوعيه أن النص غال على صاحبه ؛ فلم يلجأ مرة واحدة إلى الضرب تحت الحزام ، كما فعل غيره .. !
لست حاقدا عليك أخي جمال ، ولست ضدك ، ولم أتصيدك ـ كما تتصور ـ فما كتبته هنا ، كان يمكن أن أكتبه في ( إنانا ) أمس ، ويمكن أن أكتبه اليوم أو غدا إذا وجدت ذلك ضروريا ..
أخيرا أقول لك بأن كل من يعرفني عن قرب يعرف يقينا بأنني صاحب قلب كبير ، وطيب ، ولا أحقد على أحد ..

لك مودتي ،،،


محمود النجار

جمال عبد القادر الجلاصي
28/08/2007, 04:01 AM
لم أتصوّر أبدا أن تحمل كل هذه الضغينة

لمجرّد ملاحظات قلتها عن حسن نيّة

وحبّ حقيقي

يا خسارة الأدب

محمود النجار
28/08/2007, 05:43 AM
أنت تمعن في إهانتك ، وأنا أمعن في موضوعيتي وهدوئي .. أتأمل أن نحترم بعضنا أكثر ، فأنا أيضا قادر على أن أقول كلاما مشابها وبسهولة ..
( يا خسارة الأدب ) تقال لشخص غيري أخي جمال ، و ( قلبك أسود ) أيضا لا تقال لي ..
لاحظ أنني ما زلت أخاطبك بكلمة أخي .. أرجو ألا تصنع لنفسك كربلاء ، وتشعرني بأنني قاتلك العمد عن سبق إصرار وترصد .. كما أرجو ألا ترمي كلمتين تحملان استفزازا وتمضي كعادتك هنا وفي أماكن أخرى .. !!!!!


محمود

مقبوله عبد الحليم
28/08/2007, 06:48 AM
بسم الله

......
دع الموتى يرتاحون قليلا
(المنجنيق،الشرف الرفيع، تفاح الخطيئة،سدنة الكعبة، مغتصبوها)
لا توقض أحدا،
دعهم يترسّبون في قاع النهر
غدا بعد ملايين السنين سيصبحون نفطا، أو خرافة...
....
والقرد العاري،جدّي، ؟؟؟
......

هل هناك من يستطيع ان يشرح لي ماذا يقصد شاعرنا ؟
سيصبحون نفطا .. او خرافه
ماذا يعني بخرافه .. اليس هناك حياة اخرى وعدنا فيها رب السماء ؟
ما ينظرون الا صيحة واحدة تاخذهم فهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا الى اهلهم يرجعون
"ونفخ في الصور فاذا هم من الاجداث ينسلون ، قالوا يا ويلنا من بثنا من مرقدنا هذا وما وعد الرحمن وصدق المرسلون ، ان كانت الا صيحة واحدة فاذا هم جميعا لدينا محضرون "
هل بعد هذه الكلمات العظيمه من اله عظيم بقي للشعر والشعراء كلام ؟!
اما القرد العاري جدي .. اعتقد هنا ماخوذه مما اتانا فيه العلم الحديث ان اصل الانسان قدر .. اعتقد هذا ما قصده اخونا الشاعر
اذا كان هذا ما اتانا فيه العلم فبأسا له
وان كانت هذه هي الحداثه فلعنها الله من حداثه
ايها الاخوة هنا لا اعتقد ان في هذا الابداع المكتوب كما وصفه البعض الا مفاهيم غريبه من منطق غريب ولا اعتقد ان كل النص يجب ان يبقى هنا وفي منتديات واتا
هذا رايي المتواضع ايها الشعراء الكبار ، صحيح انني من عامة الشعب ولا ادعي غير ذلك ولكن من يدخل الى تلك المخطوطه يشعر بلاحباط وربما بعض الغثيان وسامحوني على ذلك
لعلي ان كان الادب والشعر .. هذا... فساعتزل
تحاياي لكم جميعا