يحيى سليمان
18/06/2010, 03:20 PM
عَلَى أَسْتَارِ الغِيَابِ
.
.
.
أظَلُّ أَرْكُضُ وحدي وَاليُرَاعُ مَعِي=وَالمَاءُ جَمْرٌ عَلَيْهِ الأَرْضُ تَنْسَكِبُ
يَاصَاحِبَيَّ أَكَانَ السَّجْنُ فِي لُغَتِي=وَكَانِتِ المُدُنُ الزَّرْقَاءُ تَغٍتَرِبُ
أَمْ ضَيَّعَتْنَا عَلَى رِيْحٍ تَنُوءُ وَمَا=أَبْقَتْ لَنَا مَوْضِعًا عَنْ جُرْحِهِ نَثِبُ
إن كنتُ للشِّعْرِ مَا جَدْاوَهُ مِلءَ فَمِي=كَأَنَّنِي الأَرْضُ مَا جَدَاوَهُمُ العُرْبُ
أَنَا أَبِي وَابْنُ أُمِّي وَالصَّلِيْبُ مَعًـا= سَامَحْتُ مَوْتِيَ حَتَّى قِيْلَ لا عَتَـبُ
شَيْئًا فَشَيْئًا يَمُوتُ الطِّفْلُ فِي كَنَفِي=وَأَبْلُغُ الشَّيْبَ فِي قَلْبِي وَأَنْقَلِبُ
كَفَرتُ بِالشِّعْرِ لا أَرْضَاهُ مُنْقَلَبًا=فأينَ أَذْهَبُ فِي غِيْرِ الذِي ذَهَبُوا
وَتَسْأَلِيْنَ لِمَاذَا لَمْ أَعُدْ كَلِفًا=بِمَا أَقُولُ وَلا لِلْقَوْلِ أَنْتَسِبُ
وَذَا الذُّبَابُ عَلَى كُلِّ الحُقُولِ جَرَى=إِنْ يَسْلُبِ المَاءَ لا تَسْتَنْقِذِ الكُتُبُ
يَا أَصْدِقَائِي تَعِبْنَا وَالكَلامُ سُدًى=وَلَيْسَ تَحْمِلُنَا أَرْضٌ وَلا سُحُبُ
مَازِلْتُ أَنْحَتُ فِي الرُّؤَيَا وَتَنْحَتُنِي=حَتَى لَيَيَأَسَ مِنْ إِتْيَانِهَا العَجَبُ
تُفَاحَتِي نَضَجَتْ وَالحَزْنُ بِي شَجَرٌ=فَكيفَ أَهْرُبُ مِنْ قَلْبِي وَأَحْتَجِبُ
أُرِيْدُ عُمْرِيَ لِي وَحْدِي مَلَلْتُ وَمَا =أَبْقَى لِيَ العُمْرُ عُمْرًا لِي بِهِ أَرَبُ
صِبَايَ مَرَّ كَرِيْحٍ لا تَجُودُ بِهِ=وَالحُزْنُ مَرَّ وَمَرَّ الحُبُّ وَالطَّرَبُ
مَاذَا تَبَقَّى لأُنْهِى مُعْضِلاتِ فَمِي=وَأَطْرَحَ الحَبْلَ عَنْ جِيْدِي وَأَنْسَحِبُ
تَعِبْتُ يَا أَصْدِقَائِي لا أُرِيْدُ يَدًا=وَلا أُرِيْدُ مَدًى تَشْقَى بِهِ الحُجُبُ
هَاتِ الغَشَاوَةَ يَاسَمْرَاءُ وَارْتَكِبِي=إِثْمًا فَبَعْدُكُ لا إِثْمٌ ولا كُرَبُ
رُدِّي الصِّبَا وَدَعِي الأَسْفَارَ وَاجِمَةً=فَيَرْتِجِي بَعدَنَا أَحَفَادُنَا النُّجُبُ
إِنَّا انْتَهَيْنَا مِنَ الشِّعْرِ الذِي مَلَكَتْ=شُجُونُهُ خَافِقَيْنَا وَانْتَفَى السَبَبُ
يَظَلُّ جُرْحِي بِكُمْ شَهْدًا لِمَنْ عَبَرُوا=فِيَّ الجِرَاحَ لِمَنْفًى دُوْنَهُ العِنَبُ
سَيَشْرَبُونَ جُمُوحِي كُلَّمَا ظَمِئُوا=وِإنْ ظَمِئْتُ فَمِنْ أَيْنَ الذِي شَرِبُوا
.
.
.
.
.
.
.
.
.
أظَلُّ أَرْكُضُ وحدي وَاليُرَاعُ مَعِي=وَالمَاءُ جَمْرٌ عَلَيْهِ الأَرْضُ تَنْسَكِبُ
يَاصَاحِبَيَّ أَكَانَ السَّجْنُ فِي لُغَتِي=وَكَانِتِ المُدُنُ الزَّرْقَاءُ تَغٍتَرِبُ
أَمْ ضَيَّعَتْنَا عَلَى رِيْحٍ تَنُوءُ وَمَا=أَبْقَتْ لَنَا مَوْضِعًا عَنْ جُرْحِهِ نَثِبُ
إن كنتُ للشِّعْرِ مَا جَدْاوَهُ مِلءَ فَمِي=كَأَنَّنِي الأَرْضُ مَا جَدَاوَهُمُ العُرْبُ
أَنَا أَبِي وَابْنُ أُمِّي وَالصَّلِيْبُ مَعًـا= سَامَحْتُ مَوْتِيَ حَتَّى قِيْلَ لا عَتَـبُ
شَيْئًا فَشَيْئًا يَمُوتُ الطِّفْلُ فِي كَنَفِي=وَأَبْلُغُ الشَّيْبَ فِي قَلْبِي وَأَنْقَلِبُ
كَفَرتُ بِالشِّعْرِ لا أَرْضَاهُ مُنْقَلَبًا=فأينَ أَذْهَبُ فِي غِيْرِ الذِي ذَهَبُوا
وَتَسْأَلِيْنَ لِمَاذَا لَمْ أَعُدْ كَلِفًا=بِمَا أَقُولُ وَلا لِلْقَوْلِ أَنْتَسِبُ
وَذَا الذُّبَابُ عَلَى كُلِّ الحُقُولِ جَرَى=إِنْ يَسْلُبِ المَاءَ لا تَسْتَنْقِذِ الكُتُبُ
يَا أَصْدِقَائِي تَعِبْنَا وَالكَلامُ سُدًى=وَلَيْسَ تَحْمِلُنَا أَرْضٌ وَلا سُحُبُ
مَازِلْتُ أَنْحَتُ فِي الرُّؤَيَا وَتَنْحَتُنِي=حَتَى لَيَيَأَسَ مِنْ إِتْيَانِهَا العَجَبُ
تُفَاحَتِي نَضَجَتْ وَالحَزْنُ بِي شَجَرٌ=فَكيفَ أَهْرُبُ مِنْ قَلْبِي وَأَحْتَجِبُ
أُرِيْدُ عُمْرِيَ لِي وَحْدِي مَلَلْتُ وَمَا =أَبْقَى لِيَ العُمْرُ عُمْرًا لِي بِهِ أَرَبُ
صِبَايَ مَرَّ كَرِيْحٍ لا تَجُودُ بِهِ=وَالحُزْنُ مَرَّ وَمَرَّ الحُبُّ وَالطَّرَبُ
مَاذَا تَبَقَّى لأُنْهِى مُعْضِلاتِ فَمِي=وَأَطْرَحَ الحَبْلَ عَنْ جِيْدِي وَأَنْسَحِبُ
تَعِبْتُ يَا أَصْدِقَائِي لا أُرِيْدُ يَدًا=وَلا أُرِيْدُ مَدًى تَشْقَى بِهِ الحُجُبُ
هَاتِ الغَشَاوَةَ يَاسَمْرَاءُ وَارْتَكِبِي=إِثْمًا فَبَعْدُكُ لا إِثْمٌ ولا كُرَبُ
رُدِّي الصِّبَا وَدَعِي الأَسْفَارَ وَاجِمَةً=فَيَرْتِجِي بَعدَنَا أَحَفَادُنَا النُّجُبُ
إِنَّا انْتَهَيْنَا مِنَ الشِّعْرِ الذِي مَلَكَتْ=شُجُونُهُ خَافِقَيْنَا وَانْتَفَى السَبَبُ
يَظَلُّ جُرْحِي بِكُمْ شَهْدًا لِمَنْ عَبَرُوا=فِيَّ الجِرَاحَ لِمَنْفًى دُوْنَهُ العِنَبُ
سَيَشْرَبُونَ جُمُوحِي كُلَّمَا ظَمِئُوا=وِإنْ ظَمِئْتُ فَمِنْ أَيْنَ الذِي شَرِبُوا
.
.
.
.
.
.