نصيرة مصابحية
18/06/2010, 08:11 PM
يعتبر عبد الله الغذامي من أهم النقاد العرب المعاصرين الذين يملكون مشروعا ثقافيا حداثيا ،إذ استثمر أدوات منهجية غربية سمتها التنوع والدقة ،حاول من خلالها أن يترصد النتاج العربي التراثي ، و أن يقرأه قراءة ثانية مخالفة لما هو معهود في الساحة النقدية العربية .
لذلك نجد ه قد وظف النقد الثقافي كمنهج علمي دقيق ،يحاول من خلاله تقصي جملة الأنساق العربية المتأصلة في الفكر منذ العصر الجاهلي إلى وقتنا الراهن .
والنقد الثقافي عنده:" معني بنقد الأنساق المضمرة التي ينطوي عليها الخطاب الثقافي بكل تجلياته وأنماطه و صفاته ،ما هو رسمي و غير مؤسساتي وما كذلك سواءا بسواء ،من حيث دور كل منها في حساب المستهلك الثقافي الجامعي . وهو لـــــذا معني بكشف لا الجماعي كما هو شأن الــنقد الأدبي وإنما هو كشف المخبوء من تحت أقنعة البلاغي الجماعي "
فالنقد الثقافي إذن مجاله النص باعتباره نتاجا ثقافيا، جامعا لمختلف القضايا والمكونات الاجتماعية والسياسية والجمالية والتاريخية والتي تكون ثاوية في النص، مختبئة بين الأسطر.
من هنا فإن النص الأدبي مع هذا الناقد يتحول إلى نص ثقافي،لا يقرأه الناقد لذاته أو لجمالياته وإنما يقرأه باعتباره حاملا لمجموعة من الأنساق المضمرة التي يصعب التعرف عليها بــــــواسطة القراءة السطحية ،فالنص حسبه " ليس نصا أدبيا ،جماليا ولكنه أيضا حادثة ثـقافية " .
والنسق عبارة عن مجموعة من الترسبات المختلفة التي تمارس على الأفراد سلطة من نوع خاص، هي حاضرة في فلتات أقلامها بصورة آلية،لأنها أصبحت تشكل جزءا هاما في لاشعورهم ، والنسق لا يظهر إلا في النصوص الغامضة. فالنسق عـــند عبد الله الغذامي لا يتحدد عبر "وجوده المجرد بل يتحدد عبر وظيفته، والوظيفة النسقية لا تحدث إلا في وضع محدد ومقيد هذا يكون حينما يتعارض نسقان أو نظامان من أنظمة الخطاب أحدهما ظاهر والآخر مضمر" .
فالنقد الثقافي كــما ينظر إليه عبد الله الــــغــذامي يسعى إلى كشف طرق الثقافة وآليتها في كيفية ترسيخ أنساقها وتمريرها في الخطابات الأدبية خصوصا،متخفية بذلك تحت أقنعت الجمالي والبلاغي. و يرى بأن هذه الأنساق المضمرة هي التي تــحــــدد مدى جماهيرية نص ما ، فالمتلقون ينجذبون نحوها دون لاشعور لأنها تشكل جزءا هاما في لا وعيهم .
و ينظر الغذامي إلى الثقافة العربية من هذا المنطق باعتبارها نصا ثقافيا تتفاعل فيه مجموعة من الأنساق المضمر ،التي يحاول الكشف عنها قصد التعرف إلى الأسباب الحقيقية التي أدت إلى فـشل النهضة العربية و تعرقل مسيرة الحضارة في جميع جوانبها، لذلك لجأ إلى انتهاج التأويلية كمنهج علمي دقيق يساعده على كشف الأبعاد الحقيقية للنصوص ودلالتها ، كما أنه أضاف عنصرا سابعا * في المخطط الذي وضعه جاكبسون ،يتمثل في عنصر النسق و في هــــذا يقـول: " إذا سلمنا بــــوجود العنصر السابع (النسقي) ومعه الوظيفة النسقية، فإن هــذا سيجعلنا في وضع نستطيع معه أن، نوجه نظرنا نحو الأبعاد النسقية التي تتحكم بنا و بخطاباتنا "
فعنصر النسق عند عبد الله الغذامي يأخذ أبعادا تاريخية غير محدودة لأنه يتجسد من خلال استمرار يته في ثقافة ما ،وبذلك ينفتح النص بأبعاده على التاريخ و يتحول إلى وسيلة من خلالها نستطيع كشف معوقاتها الفكرية و تخطيها.
يحوّل الـــغذامي مــــفهوم الفحل إلى نموذج سلوكي يعاد إنتاجه في الحياة الاجتماعية عبر مختلف العصور ذلك لأنه انغرس في اللاشعور الجمعي و أخذ في التناسل عبر الأجيال ، فإلــــى جانب الشاعر الفحل ، نجد الفحل الاجتماعي ، الفحل السياسي ، الفحل الثقافي ......
وإلى جــــانب نسق الفحل الذي يعتبر أهم الأنساق بالنسبة للغذامي فهناك نسق الطاغية ، نسق الاستفحال ،النسق المخاتل النسق المعارض.....، ويرى هذا الناقد أن لهـــــذه الأنساق سلطتها على الجانب اللاشعوري الجمعي ، لذلك فهي تعتبر جزأ هاما من بنية الثقافة ككل؟ ، فــــــإذا أرادنا تطوير واقعنا الراهن حسبه يجب علينا أولا اكتشاف مجموع الأنساق الثاوية في النص الثقافي حتى نستطيع كشف الأسباب الحقيقية لتخلفنا لأن هذه الأنساق تتحول إلى قيم اجتماعية تحتذ وبذلك تؤثر في مسارنا العلمي و تتحكم فيه " لهذه السمات فاعلية استنساخية خطيرة تتناول فينا دون وعى منا وهـــــذا ما يتطلب الاتجاه نحــــوها بالــــنقد و بالسعي إلي الــــتعرف على عـــــيوبنا النسقية وعن مصادرها المضمرة".
ومن هنا فان هذا الناقد يحاول تحرير واقعنا الثقافي بصفة عامة، من سلبية الأنساق المضمرة وكشفها وإلغاء سلطتها ذلك حتى يستعيد الفكر العربي فاعليته و نشاطه.
لذلك نجد ه قد وظف النقد الثقافي كمنهج علمي دقيق ،يحاول من خلاله تقصي جملة الأنساق العربية المتأصلة في الفكر منذ العصر الجاهلي إلى وقتنا الراهن .
والنقد الثقافي عنده:" معني بنقد الأنساق المضمرة التي ينطوي عليها الخطاب الثقافي بكل تجلياته وأنماطه و صفاته ،ما هو رسمي و غير مؤسساتي وما كذلك سواءا بسواء ،من حيث دور كل منها في حساب المستهلك الثقافي الجامعي . وهو لـــــذا معني بكشف لا الجماعي كما هو شأن الــنقد الأدبي وإنما هو كشف المخبوء من تحت أقنعة البلاغي الجماعي "
فالنقد الثقافي إذن مجاله النص باعتباره نتاجا ثقافيا، جامعا لمختلف القضايا والمكونات الاجتماعية والسياسية والجمالية والتاريخية والتي تكون ثاوية في النص، مختبئة بين الأسطر.
من هنا فإن النص الأدبي مع هذا الناقد يتحول إلى نص ثقافي،لا يقرأه الناقد لذاته أو لجمالياته وإنما يقرأه باعتباره حاملا لمجموعة من الأنساق المضمرة التي يصعب التعرف عليها بــــــواسطة القراءة السطحية ،فالنص حسبه " ليس نصا أدبيا ،جماليا ولكنه أيضا حادثة ثـقافية " .
والنسق عبارة عن مجموعة من الترسبات المختلفة التي تمارس على الأفراد سلطة من نوع خاص، هي حاضرة في فلتات أقلامها بصورة آلية،لأنها أصبحت تشكل جزءا هاما في لاشعورهم ، والنسق لا يظهر إلا في النصوص الغامضة. فالنسق عـــند عبد الله الغذامي لا يتحدد عبر "وجوده المجرد بل يتحدد عبر وظيفته، والوظيفة النسقية لا تحدث إلا في وضع محدد ومقيد هذا يكون حينما يتعارض نسقان أو نظامان من أنظمة الخطاب أحدهما ظاهر والآخر مضمر" .
فالنقد الثقافي كــما ينظر إليه عبد الله الــــغــذامي يسعى إلى كشف طرق الثقافة وآليتها في كيفية ترسيخ أنساقها وتمريرها في الخطابات الأدبية خصوصا،متخفية بذلك تحت أقنعت الجمالي والبلاغي. و يرى بأن هذه الأنساق المضمرة هي التي تــحــــدد مدى جماهيرية نص ما ، فالمتلقون ينجذبون نحوها دون لاشعور لأنها تشكل جزءا هاما في لا وعيهم .
و ينظر الغذامي إلى الثقافة العربية من هذا المنطق باعتبارها نصا ثقافيا تتفاعل فيه مجموعة من الأنساق المضمر ،التي يحاول الكشف عنها قصد التعرف إلى الأسباب الحقيقية التي أدت إلى فـشل النهضة العربية و تعرقل مسيرة الحضارة في جميع جوانبها، لذلك لجأ إلى انتهاج التأويلية كمنهج علمي دقيق يساعده على كشف الأبعاد الحقيقية للنصوص ودلالتها ، كما أنه أضاف عنصرا سابعا * في المخطط الذي وضعه جاكبسون ،يتمثل في عنصر النسق و في هــــذا يقـول: " إذا سلمنا بــــوجود العنصر السابع (النسقي) ومعه الوظيفة النسقية، فإن هــذا سيجعلنا في وضع نستطيع معه أن، نوجه نظرنا نحو الأبعاد النسقية التي تتحكم بنا و بخطاباتنا "
فعنصر النسق عند عبد الله الغذامي يأخذ أبعادا تاريخية غير محدودة لأنه يتجسد من خلال استمرار يته في ثقافة ما ،وبذلك ينفتح النص بأبعاده على التاريخ و يتحول إلى وسيلة من خلالها نستطيع كشف معوقاتها الفكرية و تخطيها.
يحوّل الـــغذامي مــــفهوم الفحل إلى نموذج سلوكي يعاد إنتاجه في الحياة الاجتماعية عبر مختلف العصور ذلك لأنه انغرس في اللاشعور الجمعي و أخذ في التناسل عبر الأجيال ، فإلــــى جانب الشاعر الفحل ، نجد الفحل الاجتماعي ، الفحل السياسي ، الفحل الثقافي ......
وإلى جــــانب نسق الفحل الذي يعتبر أهم الأنساق بالنسبة للغذامي فهناك نسق الطاغية ، نسق الاستفحال ،النسق المخاتل النسق المعارض.....، ويرى هذا الناقد أن لهـــــذه الأنساق سلطتها على الجانب اللاشعوري الجمعي ، لذلك فهي تعتبر جزأ هاما من بنية الثقافة ككل؟ ، فــــــإذا أرادنا تطوير واقعنا الراهن حسبه يجب علينا أولا اكتشاف مجموع الأنساق الثاوية في النص الثقافي حتى نستطيع كشف الأسباب الحقيقية لتخلفنا لأن هذه الأنساق تتحول إلى قيم اجتماعية تحتذ وبذلك تؤثر في مسارنا العلمي و تتحكم فيه " لهذه السمات فاعلية استنساخية خطيرة تتناول فينا دون وعى منا وهـــــذا ما يتطلب الاتجاه نحــــوها بالــــنقد و بالسعي إلي الــــتعرف على عـــــيوبنا النسقية وعن مصادرها المضمرة".
ومن هنا فان هذا الناقد يحاول تحرير واقعنا الثقافي بصفة عامة، من سلبية الأنساق المضمرة وكشفها وإلغاء سلطتها ذلك حتى يستعيد الفكر العربي فاعليته و نشاطه.