المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسماء



نصرالله مطاوع
19/06/2010, 11:18 AM
معلقة الحارث بن حلزة



آذنتنا ببينها أسماء =رب ثاوٍ يمل منه الثواء

بعد عهدٍ لنا ببرقة شما = ء فأدنى ديارها الخلصاء

فالمحياة فالصفاح فأعنا = ق فتاقٍ فعاذبٌ فالوفاء

فرياض القطا فأودية الشر = يب فالشعبتان فالأبلاء

لا أرى من عهدت فيها فأبكي اليـ =ـوم دلهاً و ما يحير البكاء

و بعينيك أوقدت هندٌ النا = ر أخيراً تلوي بها العلياء

فتنورت نارها من بعيدٍ =بخزارى هيهات فيك الصلاء

أوقدتها بين العقيق فشخصيـ = ـن بعودٍ كما يلوح الضياء

غير أني قد أستعين على ال = هـم إذا خف بالثوي النجاء

بزفوفٍ كأنها هقلةٌ أ= م رئالٍ دويةٌ سقفاء

آنست نبأةً و أفزعها القـ= ـناص عصراً و قد دنا الإمساء

فترى خلفها من الرجع و الوقـ = ـع منيناً كأنه إهباء

و طراقاً من خلفهن طراقٌ = ساقطاتٌ ألوت بها الصحراء

أتلهى بها الهواجر إذ كـ= ـل ابن همٍ بليةٌ عمياء

و أتانا من الحوادث و الأنـ= ـباء خطبٌ نعنى به و نساء

إن إخواننا الأراقم يغلو = ن علينا في قيلهم إحفاء

يخلطون البريء منا بذي الذنـ= ـب و لا ينفع الخلي الخلاء

زعموا أن كل من ضرب العيـ = ـر موالٍ لنا و أنا الولاء

أجمعوا أمرهم عشاءً فلما = أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء

من منادٍ و من مجيبٍ و من تصـ =ـهال خيلٍ خلال ذاك رغاء

أيها الناطق المرقش عنا= عند عمروٍ و هل لذاك بقاء

لا تخلنا على غراتك إنا = قبل ما قد وشى بنا الأعداء

فبقينا على الشناءة تنميـ= ـنا حصونٌ و عزةٌ معساء

قبل ما اليوم بيضت بعيون الـ = ـناس فيها تغيظٌ و إباء

و كأن المنون تردي أر = عن جوناً ينجاب عنه العماء

مكفهراً على الحوادث لا تر= توه للدهر مؤيدٌ صماء

إرمي بمثله جاكت الخيـ = ل وتأبى لخصمها الإجلاء

ملكٌ مقسطٌ وأفضل من يمـ = ـشي ومن دون ما لديه الثناء

أيما خطةٍ أردتم فأدو= ها إلينا تشفى بها الأملاء

إن نبشتم ما بين ملحة فالصا = قب فيه الأموات والأحياء

أو نقشتم فالنقش يجشم ه النـ= ـاس وفيه الإسقام والإبراء

أو سكتم عنا فكنا كمن أغـ = ـمض عيناً في جفنها الأقذاء

أو منعتم ما تسألون فمن حد = ثتموه له علينا العلاء

هل علمتم أيام ينتهب النا = ـس غواراً لكل حيٍ عواء

إذ رفعنا الجمال من سعف البحـ = ـرين سيراً حتى نهاها الحساء

ثم ملنا على تميمٍ فأحر = ـنا وفينا نبات قومٍ إماء

لا يقيم العزيز بالبلد السهـ = ـل ولا ينفع الذليل النجاء

ليس ينجي الذي يوائل منا = رأس طودٍ وحرةٌ رجلاء

ملكٌ أضرع البرية لا يو= جد فيها لما لديه كفاء

كتكاليف قومنا إذا غزا المنـ = ـذر هل نحن لابن هندٍ رعاء

ما أصابوا من تغلبيٍ فمطلو= لٌ عليه إذا أصيب العفاء

إذا أحل العلياء قبة ميسـ = ون فأدنى ديارها العوصاء

فتأوت له قراضبةٌ من = كلٍ حيٍ كأنهم ألقاء

فهداهم بالأسودين و أمر اللـ = ـه بلغٌ تشقى به الأشقياء

إذ تمنونهم غروراً فساقتـ = ـهم إليكم أمنيةٌ أشراء

لم يغروكم غروراً و لكن ... رفع الآل شخصهم و الضحاء

أيها الناطق المبلغ عنا= عند عمروٍ و هل لذاك انتهاء

من لنا عنده من الخير آيا= تٌ ثلاثٌ في كلهن القضاء

آيةٌ شارق الشقيقة إذ جا =ءت معدٌ لكل حيٍ لواء

حول قيسٍ مستلئمين بكبشٍ = قرظيٍ كأنه عبلاء

وصيتٍ من العواتك لا تنـ = ـهاه إلا مبيضةٌ رعلاء

فرددناهم بطعنٍ كما يخـ = ـرج من خربة المزاد الماء

وحملناهم على حزمٍ ثهلا = ن شلالاً ودمي الأنساء

وجبهناهم بطعنٍ كما تنـ = ـهز في جمة الطوي الدلاء

‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌ وفعلنا بهم كما علم اللـ = ـه وما إن للحائنين دماء

ثم حجراً أعني ابن أم قطامٍ= وله فارسيةٌ خضراء

أسدٌ في اللقاء وردٌ هموسٌ = وربيعٌ إن شمرت غبراء

وفككنا غل امرىء القيس عنـ = ـه بعدما طال حبسه والعناء

ومع الجون جون آل بني الأو= س عنودٌ كأنها دفواء

ما جزعنا تحت العجاجة إذ ولـ = ـوا شلالاً وإذ تلظى الصلاء

وأقدناه رب غسان بالمنـ = ـذر كرهاً إذ لا تكال الدماء

وأتيناهم بتسعة أملا = كٍ كرامٍ أسلابهم أغلاء

وولدنا عمرو بن أم أناسٍ = من قريبٍ لما أتانا الحباء

مثلها تخرج النصيحة للقو= م فلاةٌ من دونها أفلاء

فاتركوا الطيخ والتعاشي وإما = تتعاشوا ففي التعاشي الداء

واذكروا حلف ذي المجاز وما قد = م فيه العهود والكفلاء

حذر الجور والتعدي وهل ينـ = ـقض ما في المهارق الأهواء

واعلموا أننا وإياكم فيـ = ـما اشترطنا يوم اختلفنا سواء

عنناً باطلاً وظلماً كما تعـ = ـتر عن حجرة الربيض الظباء

أعلينا جناح كندة أن يغـ = ـنم غازيهم ومنا الجزاء

أم علينا جرى إيادٍ كما نيـ = ـط بجوز المحمل الأعباء

ليس منا المضربون ولا قيـ = ـسٌ ولا جندلٌ ولا الحذاء

أم جنايا بني عتيقٍ فإنا = منكم إن غدرتم برآء

وثمانون من تميمٍ بأيديـ = ـهم رماحٌ صدورهن القضاء

تركوهم ملحبين و آبوا = بنهابٍ يصم منها الحداء

أم علينا جرى حنيفة أم ما= جمعت من محاربٍ غبراء

أم علينا جرى قضاعة أم ليـ = س علينا فيما جنوا أنداء

ثم جاؤوا يسترجعون فلم تر = جع لهم شامةٌ و لا زهراء

لم يحلوا بني رزاحٍ ببرقا = ء نطاعٍ لهم عليهم دعاء

ثم فاؤوا منهم بقاصمة الظهـ = ـر لا يبرد الغليل الماء

ثم خيلٌ من بعد ذاك مع الفلا = ق لا رأفةٌ و لا إبقاء

و هو الرب و الشهيد على يو = م الحيارين و البلاء بلاء

د.محمد فتحي الحريري
19/06/2010, 12:13 PM
أجدت الانتقاء اخي الاديب الفاضل
الحارث بن حلـزّة اليشكرى من أساطين الشعر العربي
وارباب المعلقات
لكم الود والتقدير والمحبة اخي ..

نصرالله مطاوع
19/06/2010, 09:41 PM
الدكتور الحريري

لأنك ذواق ورفيع الذوق

أنت هنا

شكرا لمرورك مولاي .